شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-24-2016, 08:22 PM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
Post فلسفة الانتحار....أو الفلسفة السوداء


استهلال :
هذا الموضوع هو بداية لسلسة من الأجزاء ستصدر متعاقبة بخصوص فلسفة الانتحار عند الفيلسوف ألبير كامو كما جاءت في كتابه "أسطورة سيزيف"
سنتناول في كل مرة مقتطفا من الكتاب يبدو ذا أهمية في اغناء فهمنا حول هذه الظاهرة التي اختص بها الانسان دون باقي الكائنات الحية .
وأتمنى أن نكون في الأخير قد مررنا على جل مناطق الكتاب .

تقديم :
لا يكاد دين يمر دون أن يلعن المنتحر , لأن هذا المتهور يستخف بأكبر نعمة منحها الله للبشر : الحياة . لقد أخذها في استخفاف ورماها عرض الحائط , بكل بساطة و في رمشة عين !
الأمر الذي لا ينتبه له معظم الناس هو أن الانتحار الفعلي عبر الارتماء من سطح مبنى عال أو شرب سم قاتل أو " مصافحة القطار" , هو انتحار للمرة الثانية . المنتحر شخص انتحر قبل مدة من انتحاره , انتحر بالقوة بانتظار حصول الانتحار بالفعل الذي سيكون التمظهر الواقعي المادي لذلك الانتحار الأول . ولهذا فانه يمكن القول بأن الحياة ملئية بالمنتحرين الذين لم ينتحروا بعد.
لكل منتحر سببه , فهذا فقد عشيقته , وذاك أدرك أنه يضيع الوقت هنا , والآخر تيقن أن مكانه ليس هنا و انما هناك (حيث لا ندري نحن) , ومنهم من يجتاحه فضول ورغبة جامحة لتجريب الموت ايمانا منه بأن في الموت لذة , فهل يوجد شيء يجمع كل هؤلاء ؟ وان وجدت بينهم أرضية مشتركة , فما مشروعيتها ؟
ثم ما المقصود بمشروعية الانتحار هذه ؟ ذلك أن المشروعية مقترنة بوجود قانون , و القانون مقرون بوجود مشرع يعاقب . فان كان الانتحار غير مشروع , فمن سيعاقب المنتحر ؟ ولنفرض أن هذا الذي سيضطلع بمهة العقاب موجود , ألا يرى أنه يعاقب القاتل والضحية معا ؟
وان كان الانتحار مشروعا , فمن هذا الذي شرعه ؟ هل هو العقل ؟ العاطفة ؟ أم هي الارادة الحرة ؟
كلنا أمل في أن نجد ما يسلط الضوء على هذه الأسئلة في كتاب ألبير كامو , الفيلسوف الفرنسي الذي عرف بفيلسوف التناقض (philosophe de l'absurde ).

المقتطف :
يقول كامو في كتابه أسطورة سيزيف الترجمة العربية لأنيس زكي حسين من ص 7 الى ص 15 (نقط الحذف (...) تحيل على حذف من طرفي وليس من طرف الكاتب ):

"ان الموضوع الرئيسي في "أسطورة سيزيف هو هذا : من المشروع والضروري التساؤل عما اذا كان للحياة معنى .... والجواب الذي يكمن في , ويلوح عبر المتناقضات التي تغطيه , هو هذا : حتى اذا لم يؤمن المرء بالله فان الانتحار غير مشروع ....حتى ضمن حدود العدمية ,من السهل ايجاد الوسيلة للمضي الى ما وراء العدمية ....هذا الكتاب يلخص نفسه لي ياعتباره دعوة سهلة الي العيش والخلق , حتى وسط الصحراء .
هنالك مشكلة فلسفية هامة وحيدة هي الانتحار. فالحكم بأن الحياة تستحق أن تعاش , يسمو الى منزلة الجواب على السؤال الأساسي في الفلسفة . وكل المسائل الباقية - هل أن للعالم ثلاثة أبعاد أم لا,هل أن للذهن تسعة أصناف أم اثني عشر صنفا -تأتي بعد ذلك . فهذه هي لعب , وعلى المرء أن يجيب أولا. واذا كان صحيحا , كما يدعي نيتشه,أن الفيلسوف,لكي يستحق احترامنا ,يجب عليه أن يعلم بواسطة الأمثال, فأنت تستطيع أن تقدر أهمية ذلك الجواب , لأنه يسبق التعريف...انني لأسأل نفسي , كيف أستطيع أن أحكم بأن هذه المسألة هي أهم من تلك ,وأجيب بأن المرء يحكم بواسطة الفعاليات التي تستتبعها المسألة . ولم أر أحدا مات من أجل التفكير في الكينونة. فغاليليو الذي عرف حقيقة علمية ذات أهمية عظيمة, تخلى عنها بكل سهولة في اللحظة التي هددت فيها حياته . وبمعنى من المعاني نجد أنه حسنا فعل,فلم تكن تلك الحقيقة لتستحق المشنقة , فكون الأرض تدور حول الشمس أو الشمس تدور حول الأرض هو من الأمور التي تتصف بأعمق اللااكتراث . وانها مسألة لا جدوى فيها أن يقول المرء الحقيقة . ومن الناحية الأخرى , أجد الكثيرين يموتون لأنهم يقررون أن الحياة لا تستحق أن تعاش. وأجد آخرين يذهبون ضحية القتل, بصورة متناقضة , لأنهم يفعلون ذلك بسبب الأفكار أو الأوهام التي تهبهم سببا يعيشون من أجله .(فما هو سبب ممتاز للعيش هو أيضا سبب ممتاز للموت). ولهذا فانني أستنتج أن معنى الحياة هو أشد المسائل الحاحا فكيف نجيب عن تلك المسألة ؟ هنالك طريقتان في التفكير بكل المسائل الجوهرية (وأعني بذلك تلك المسائل التي يكمن فيها خطر الموت أو المسائل التي تركز الرغبة في الحياة) : طريقة لاباليس وطريقة دونكيشوت. فالتوازن بين الدليل والغنائية هو وحده الذي يتيح لنا أن نحقق,في وقت واحد, العاطفة والوضوح ...
لم يتم بحث الانتحار الا باعتباره ظاهرة اجتماعية. ولكننا هنا , بعكس ذلك , معنيون بالعلاقة بين التفكير الفردي وبين الانتحار. فمثل هذا العمل يجري اعداده ضمن صمت القلب , كالعمل الفني العظيم.بل ان الانسان نفسه يجهله . وفي احدى الأمسيات يضغط على الزناد أو يقفز . وقد علمت عن مشرف على بناء العمارات كان قد انتحر , لأنه فقد ابنته قبل خمس سنوات,وأنه كان قد تغير كثيرا منذ ذلك الحين , وأن تلك التجربة كانت قد "هدمته" . ولا يمكننا أن نتصور كلمة أدق من هذه , فالبدء بالتفكير هو البدء بالتهدم وليس للمجتمع الا صلات قليلة بتلك البدايات. الدودة هي في قلب الانسان , وعلينا أن نفتش عنها هناك . وعلى المرء أن يتتبع تلك اللعبة القاتلة التي تقود من الوضوح في وجه الوجود الى الفرار من الضياء.
هنالك أسباب كثيرة للانتحار, وبصورة عامة نجد أن أوضح هذه الأسباب ليس أقواها. فنادرا ما يرتكب الانتحار بعد تأمل(ومع ذلك لا يمكننا أن نستبعد هذه الفرضية )...ولكن على المرء أن يعرف ما اذا لم يكن صديق ذلك الشخص اليائس قد خاطبه في ذلك النهار نفسه بلا اكتراث هو المذنب . لأن ذلك يكفي للتعجيل بكل الأحقاد, والسأم , التي ما تزال معلقة .
بيد أنه اذا صعب تعيين اللحظة المضبوطة , الخطوة الدقيقة حين يكون الذهن قد اختار الموت,فمن السهل استنتاج النتائج التي يشتمل عليها الفعل , من الفعل نفسه . فبمعنى من المعاني,وكما هو الامر في روايات الرعب , يرقى قتلك لنفسك الى منزلة الاعتراف. انه الاعتراف بأن الحياة كثيرة عليك , أو بأنك لا تفهمها . دعنا لا نذهب بعيدا في سرد هذه الاستنتاجات , ولنعد الى كلمات الحياة اليومية . ان ذلك هو مجرد اعتراف -بأن ذلك لا يستحق العناء-.فالعيش بالطبع ليس سهلا. فأنت تستمر على أداء الحركة التي يأمر بها الوجود لأسباب عديدة , أولها العادة . والموت طوعا يتضمن أنك أدركت , حتى غريزيا , صفة تلك العادة المضحكة , وعدم وجود أي سبب عميق للعيش , الصفة اللاعاقلة لذلك الدأب اليومي , ولا جدوى العذاب ....الانسان يحس بالغربة في كون يتجرد فجأة من الأوهام والضوضاء , ونفيه هذا هو بلا علاج ما دام قد حرم من ذكريات وطن مضيع أو من أمل أرض موعودة . وهذا الطلاق بين الانسان وحياته,الممثل ومشهده, هو بالضبط الشعور باللاجدوى....هنالك صلة مباشرة بين هذا الشعور باللاجدوى وبين الحنين الى الموت .
وموضوع هذا الكتاب هو بالضبط هذه العلاقة بين اللاجدوى والانتحار والدرجة الدقيقة التي يكون بها الانتحار حلا للاجدوى."


التحليل :
يثير سيزيف انتباهنا في بداية النص الى حساسية الموضوع المتناول : انها ليست مسألة تحقيق ربح اقتصادي أو تقدم علمي , وليست حتى مسألة تأملية ميتافيزيقية ترفيهية , انها مسألة مصيرية , مسألة حياة أو موت , أن نكون او لا نكون : هذا هو جوهر النقاش حول الانتحار . ان دفع الأنا الى التفكير في الانتحار هو بمثابة دفع قاض نزيه و كفء, تعود أن ينطق الأحكام على أريكته الجلدية المريحة بكل ثقة وبكل ارتياح, الى النطق بالحكم في ملف قضائي المتهم فيه الرئيسي هو ابنه الغالي .
ليس هذا شأن باقي القضايا الفلسفية والعلمية ,كمسألة "أصل الانسان قرد " أو مسألة " الأرض مركز الكون " أو حتى مسألة "وجود الله " , فبالرغم من الجدل و حجم الخطر والتوتر الذي أثارته بين الناس, لم ترق خطورة هذه المسائل الى درجة "الخطر الوجودي ", بكل بساطة لأن نتيجتها لا تمس من قريب أو بعيد استمرارية الانسان في العيش . ان رائحة الموت لا تفوح من هذه الموضوعات, خلافا لموضوع الانتحار الذي تحوم حوله الغربان و الضباع .
ينبهنا كامو أيضا الى طبيعة الموضوع نفسه التي تفرض علينا منهج تناوله : فالانتحار موضوع مأساوي , تراجيديا يعيشها الفرد في علاقته مع الجماعة (الأسرة , المجتمع , أو البشرية) , وطبعا لكل مأساة بطل ومهمة مستحيلة و اله يخرج من الآلة لحل العقدة(deus ex machina) , وبطل هذه المأساة هو المنتحر طبعا , ومهمته المستحيلة هي العيش, أما الاله الخارج من الآلة فهو الموت الذي ينهي معاناة البطل في نهاية المسرحية . انه موضوع مشحون بالعاطفة , ولذلك فان منهجية العقل الجافة ليست كافية لادراكه , ولا بد من الغنائية (كما قال كامو) أو الشاعرية أو منهجية القلب , الى جانب منهجية العقل , و للذاتية الى جانب الموضوعية, في تناول هكذا مواضيع .

حقا ان الانتحار وجبة تطبخ على نار هادئة , "شيء يعد في صمت القلب" كما قال كامو . ان الذي يعد للانتحار شخص يرى في نفسه صاحب مشروع . فلا ينبغي أن يخدعنا الذين ما ينفكون يكررون أن "الانتحار تهور أو تسرع " , أو " أن الانتحار خطوة غير مدروسة أو غير محسوبة " . المنتحر شخص درس عمليته جيدا , وأعد لها كل الظروف اللوجيستيكية في عناية , ففي الأخير المسألة تتعلق بحياته الغالية , ولا يحسبن أحد ان المنتحر لا يقدر ثمن حياته , بل انه يقدره جيدا . والفعل الانتحاري , ان كان يتم في رمشة عين , فانه ينطوي على ليال من الاعداد . لكن الاشكال كما طرحه كامو هو في تحديد تلك اللحظة الفارقة , تلك اللحظة التي حصل فيها التوجه النهائي الذي لا رجعة فيه , تلك اللحظة التي تمت فيها البرمجة الذاتية على الانتحار , تلك اللحظة التي صار فيها الانتحار نهاية حتمية , قدرا . والضبابية التي تلف تلك اللحظة راجعة أساسا الى كون الانتحار ليس قرارا بقدر ما هو ارادة , ارادة الانتحار أو الموت التي تتبلور وتتطور ببطئ , فتفتر تارة وتشتد أخرى . لكن الاشكال يبقى مطروحا , لأن المنتحر يقوم فجأة , ويتناول قارورة السم و يبلع محتواها , وهذا سلوك محصور في بضع ثوان. فمتى وضعت الأقلام وجفت الصحف ؟ هل قبيل قيامه من كرسيه ؟ أم بالضبط عندما قام ؟ أم عندما تناول قارورة السم ؟ أم عندما فتحها ؟ أم عندما تأملها لمرة أخيرة قبل أن يبلعها ؟ أم عندما لامس فم القارورة فمه ؟ أم عندما صار السم في فمه قبل بلعه ؟ أم عندما بلع السم ولم يسارع الى المستشفى ؟ أم أن الأقلام جفت يوما قبل جلوسه على ذلك الكرسي ؟ عند أية لحظة بالضبط لم يعد من الممكن بالنسبة له أن يتراجع ؟ أظن أن المنتحر نفسه لن يستطيع ان يجيب عن هذا السؤال : متى قررت بالضبط الانتحار ؟ (القرار هنا بالمعنى الحق للكلمة أي القرار الذي لا رجعة فيه أبدا) . وأظن أن الحل الجزئي لهذه المعضلة يكمن في كون الانتحار , كما قلت آنفا , ارادة يراودها الشك باستمرار ولا يمكن الحديث عن قرار وانما عن توجه نفسي يشتد ويخف .
عندما يبلغ هذا التوجه النفسي مستويات قصوية , عندما تتفوق القوى النفسية الدافعة نحو الانتحار على القوى المفرملة , فان أقصى ما يمكن قوله هو أن الاستعداد العام للاقدام على الانتحار يكون قويا وبأن احتمالية الانتحار تكون كبيرة جدا , لكن لا نستطيع ان نجزم بأن ذلك الوضع سيؤدي الى الانتحار ضرورة , فليست المسالة ميكانيكية محضة وانما هي نفسية . وكأن في الأمر متغيرا خفيا يدخل في تقرير المسألة النهائي , عامل أو عوامل تكون لها الكلمة الأخيرة بغض النظر عن تفوق هذه القوى أو تلك . فما عساه يكون هذا العامل الخفي ؟
في نهاية المقتطف , يخبرنا كامو بأنه , وان تعددت أسباب الانتحار , فان لها أرضية واحدة تتمثل في الاعتراف , وهذه كلمة قوية ينبغي أن نقف عندها . انها تعني أن الانسان كان لمدة طويلة ينهج نوعا من التحايل على نفسه ويتماطل في مواجهة الحقيقة , ثم تأتي الساعة التي يمل فيها بشكل نهائي من ذلك التماطل ويقرر مصارحة نفسه , الاعتراف . بماذا ؟ بوجود نوع من اللاتناسب أو اللاتوافق بينه وبين الحياة , والحل الطبيعي لشيئين غير متناسبين هو الافتراق , والمنتحر شخص يعرف جيدا أن مفارقة الحياة يكون بالموت , وبقاء شيئين لامتوافقين ولايناسب الواحد منهما الآخر هو أمر لا جدوى منه . بهذا يكون العيش لا مجدي في عين المنتحر , لأنه يعني بالضبط الارتباط بشيء لا يناسبه البتة . وفكرة اللاجدوى هذه , أو طلاق الانسان مع الحياة ,حياته , هي محور كتاب كامو , والكتاب ما هو الا رصد للعلاقة الحميمية بين الفكرتين : فكرة الانتحار و فكرة اللاجدوى . فكرتان لصيقتان في ذهن المنتحر يحاول كامو أن يفك الالتصاق بينهما عبر تبيان أن اللاجدوى لا تشرعن الانتحار .

ختم :
ان الذي يتأمل المعجم الذي استخدمناه , والذي استخدمه كامو قبلنا , سيجد فيه غير قليل من الكلمات المنتمية الى حقل الرومانسية , وهذا ليس بغريب اذا ما تأملنا طبيعة الموضوع العاطفية كما نبه الكاتب نفسه الى ذلك . ثم ان هذه النقطة بالذات تزيد من فهمنا لظاهرة الانتحار بوصفه حلا للعشق الممنوع بين المرء وحياته .
ولنا في الحديث بقية مع مقتطفات مقبلة من الكتاب الغني .



التعديل الأخير تم بواسطة مُنْشقّ ; 11-20-2016 الساعة 04:15 PM.
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الانتحارأو, الجزء, السوداء, الفلسفة, فلسفة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ما هي الثقوب السوداء؟ مُنْشقّ حول المادّة و الطبيعة ✾ 40 12-19-2021 06:15 PM
الفلسفة السوداء تلميذ12 حول الحِوارات الفلسفية ✎ 25 08-17-2017 12:00 AM
هل حاول محمد الانتحار؟ bakbak العقيدة الاسلامية ☪ 0 03-31-2016 03:00 PM
الكوميديا السوداء Abdo_el-genedi ساحة النقد الساخر ☺ 3 02-29-2016 03:12 PM
الغربة ... الوحدة ... الانتحار سمكة طائرة ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 53 08-30-2014 04:04 AM