![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
كثيرا ما يواجه المسلم من يطعن في دينه من خلال ما يسمى ب"حروب محمد"قائلا بأن هذا الأخير قاد تلك الحروب دفاعا عن النفس وعن المؤمنين . ماذا عن التوسعات في شبه الجزيرة العربية ؟ تخبرنا الرواية الرسمية أنه بعد فتح مكة ,شرعت القبائل العربية من كل حدب وصوب تأتي بمطلق ارادتها لتبايع محمد وتعلن الولاء له , أي أنها قبائل دخلت في الاسلام مقتنعة به .
وان كان لا شيء عندنا يثبت ذلك , فان ردة العديد من القبائل بعد موت الرسول تجعلنا نشك في مدى دخولهم طواعية الى الاسلام قيد حياته و تشجع على القول بدخولهم بالسيف . ثم انه ليس من المعقول أن يجلس محمد (هو الحامل لرسالة الى الناس أجمعين) و جيشه العرمرم الذي دخل به مكة , يدبرون حالها منتظرين أن تأتي قبائل العالم لتبايعهم . و لماذا لم تأته هذه القبائل مبايعة حينما كان في المدينة حيث تشكلت دولته, و انتظرت عوض ذلك الى أن سيطر على مكة ؟ مهما يكن من الأمر فمحمد لم يخف نواياه التوسعية الامبريالية خارج شبه الجزيرة العربية , تلك النوايا التي يمكن قراءتها في الرسائل التي أرسلها الى كسرى و هرقل و المقوقس , وهي رسائل تبدأ كلها بالعبارة الشهيرة: "أسلم تسلم" والتي يمكن ترجمتها بما يلي : الاسلام أو الحرب (أو دفع الضريبة لأهل الذمة) لكننا سنقبل لبرهة مقولة : "محمد حمل السيف دفاعا عن نفسه وعن المؤمنين ". سننسى لبرهة أن هذه الرسائل كتبت وختمت بخاتم رسول الله. هل حقا تصير حروب محمد الدفاعية حروبا مشروعة ؟ محمد وأتباعه يجيبوننا بنعم , لكن يسوع يقول لا , تماما كغاندي , وينبذ العنف حتى ولو كان دفاعا عن النفس . لقد تحوم أزيد من 5 آلاف حول يسوع يريدون تنصيبه ملكا عليهم ليقود حملة انقلاب على الرومان في اليهودية , لكنه سارع مبتعدا عنهم ,لأنه كان يرى أن مملكته ليست من هذه الأرض و لأنه لم يأت ليحمل سيفا . والكل يعلم حجم الاذاية التي تعرض لها يسوع وأتباعه (طبعا حسب التراث المسيحي) من صلب و نفي و سلب للمتلكات . علق يسوع على الصليب بعد أن أشبعوه ضربا وبصقا و سخرية , وكانت آخر كلمة قالها : فلتغفر لهم يا أبي ...لأنهم لا يعرفون. لقد وصل الانسان المعاصر الى حقيقة ساطعة مفادها أن لا انسان على وجه الأرض بريء مئة بالمئة , أو بطريقة أخرى : لا يحق لأحد أن يلعب دور الضحية . حتى المجرم الذي يقطع جسد ضحيته تقطيعا , اكتشفنا أنه مسكين , تماما كضحيته . اننا نعيش في عالم لا وجود فيه الا للمساكين , وكلهم ينبغي أن ينظر اليهم بعين الرحمة والشفقة . حتى بين جنرالات أشرس الحروب , و بين مدبري المؤامرات العالمية , وبين أشرس الامبرياليين , لا يوجد الا المساكين. من عليه أن يعاقب (بكسر القاف) ؟ ومن عليه أن يعاقب (بفتح القاف)؟ من المهاجم حقا ومن المدافع ؟ لعل المسيح كان محقا حين قال لمن كانوا مقبلين على رجم الزانية : فليبدأ بالرجم من لم يأثم يوما. يقول ريني جيرار في كتابه "انهاء كلازفيتس" صفحة 54: "ان هنالك اكتشافا أنثروبولوجيا عظيما : لا وجود للاعتداء ...المعتدي لا بد وأن يكون قد اعتدي عليه من قبل .....يظن الناس دائما أن الآخر هو الذي بدأ بالهجوم وبأنهم ليسوا هم البادئين , الا أنه في الواقع , وبطريقة أو بأخرى , هم البادئون .". انها أزمة عدالة , وكل المؤشرات توحي بضرورة التخلي عن المحاكم. ومهما يكن من الأمر , فان الأنبياء أناس لا ينتظر منهم سفك الدماء , وان كان ذلك دفاعا عن النفس , لأن البشرية مشبعة بالدم ولا ينقصها الدم الجديد الذي سيهرقه الأنبياء . التضحية هي خيارهم الوحيد ان هم أرادوا أن يستحقوا لقبهم . ليس من السهل أن تكون نبيا |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| محمد, النفس, الصيف, يليق, دفاعا, رفع, كان |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| السماء فوقهم فكيف علم محمد انهم ضمنها !!!!صدفة ويا اكثر الصدف!!!! | osama9993 | العقيدة الاسلامية ☪ | 90 | 04-15-2017 02:05 AM |
| دفاعا عن زواج محمد من عائشة | متفائل | العقيدة الاسلامية ☪ | 25 | 03-25-2017 09:14 PM |
| دفاعا عن القرآن | ساحر القرن الأخير | العقيدة الاسلامية ☪ | 42 | 10-26-2016 11:37 PM |
| بالصورة... صحيفة امريكية تعطي لكل دولة وصفا يليق بتاريخها | ابن دجلة الخير | استراحة الأعضاء | 5 | 06-26-2016 12:51 PM |
| القبض على مجند رفع علامة رابعة أمام مسيرة لمؤيدي السيسي بالوادي الجديد | Skeptic | ســاحـــة السـيـاســة ▩ | 0 | 05-16-2014 11:02 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond