أهمية الإطلاع على قواعد اللغة العربية باستمرار

[فينيق]

مقدمة

يُسجل من بين أهم سلبيات استخدام شبكة الآنترنيت، سيما استخدام ما يسمى وسائط التواصل الاجتماعي الكتابية { والمنتديات برأيي أحدها }، استسهال الكتابة اللغوية دون التقيُّد بأيّة قواعد! حيث نجد النصب محل الرفع والجرّ محل الاثنين! لا نفرّق بين الهمزة على السطر أو الهمزة على النبرة أو على الألف أو تحلّق لوحدها في السماء! لا يهمّ إن كتبنا تاء مربوطة مكان المبسوطة أو مبسوطة مكان المربوطة طالما أننا مبسوطين بالحوار!
طبعاً من المثير أن تقرأ لزميل يحاول التصويب لغيره من الزملاء وهو غارق في الأخطاء!

إذا اعتبرنا أنّ لكل مشكلة حلّ: فيتوجب علينا التفتيش عن حلّ ويجب أن نتحلى بالقدرة على الكتابة بصورة صحيحة .. يجب أن نتساعد على تطوير لغتنا دوماً .. اللغة العربية لغة جميلة جداً وتتمتع بمزايا غير متوفرة بأيّ لغة أخرى، بعكس ما يشيع أصحاب مشاريع فرض اللهجات المحلية بدل الفصحى! كبعض اللبنانيين والمصريين على وجه التحديد!

لهذا سأبدأ بنقل بعض القواعد علّها تشكّل سنداً لنا في الكتابة .. ويمكن لأيّ زميل إضافة أيّة قواعد أخرى .. الموضوع طويل ويحتاج دراسة حقيقية! ومن الضروري التنويه لأننا جميعاً، ولأوّل مرّة أعمّم، نقع بالخطأ عند الكتابة، الأمر نسبيّ من زميل لآخر ومن شخص لآخر، ولهذا علينا التعاون لتخفيض هامش الخطأ!

الموضوع



التاء المفتوحة :

تكون في الحروف والأفعال والأسماء .

1. التاء في الحروف وترد مع ثلاثة أحرف هي :

أ. لا : لاتَ، وهي مكونة من لا النافية، وتاء التأنيث الساكنة، مثل : " ولاتَ حين مناصٍ " .
ب. ربَّ، ربَّت ( حرف جر ) نحو :

ورُبَّت سائلٍ عني حفيٍّ أعارْت عينُه أم لم تَعارا

ج. ثم، ثُمَّت، نحو :

ولقد أمرَّ على اللئيم يَسُبُّني فمضيتُ ثُمَّت قلت لا يعنيني


2. التاء في الفعل :

تكون التاء الواردة في آخر الفعل مبسوطة دائماً , وتكون إما :

أ. أصلية نحو : ثَبَتَ، يثبُت، نَبَتَ، بَاتَ، ماتَ، يَنْبُت، يموتُ .

ب. تاء تأنيث ساكنة نحو : علَمتْ، فَهِمَتْ .

ج. ضمير رفع متحرك مثل : سعيتَ، سعيتُ، سعيتِ، فَهِمْتُ، فَهِمْتَ، فَهِمْتِ

ـ رُبَّ كلمةٍ سلَبتْ نِعمةً.


أمثلة :

ـ لقد أسمعتَ لو ناديتَ حيَّاَ ولكن لا حياة لمن تُنادي

ـ من كثرة الملاحين غَرِقت السفينة.

ـ إذا طابت السريرة حُمِدَتْ السيرة .

ـ " وأوصاني بالصلاة والزَكاة ما دُمْتُ حيَّاً ".


3. التاء في الاسم :

تكون التاء الواردة في آخر الاسم مبسوطة إذا :

ب. مصدر الفعل الذي لامه تاء مثل : العَنَت مصدر عَنِتَ.

ج. جمع التكسير المنتهي بتاء :

ننظر إلى مفرده فإن كان منتهياً بتاء مبسوطة بسطنا تاءه وإلاّ ربطناها ومن أمثلة ذلك :

أبيات وبيوت وبيت، وأقوات، قُوت، وأموات، مِيْت، وأوقات ووقت.

د. جمع المؤنث السالم والملحق به مثل : زَهرات، حمّامات، سيَّارات، صلوات.

هـ. الأعلام التركية، نحو : مدحت، طلعت، شوكت، رفعت، عصمت، جودت.

فائدة :

إذا عدنا إلى مدلولات هذه الكلمات لرأيناها لا تخرج عن كونها مصادر، وقد اتخذت أعلاماً لأشخاص، والأصل أن تكتب بتاء مربوطة، نحو ( طلحة، معاوية، حمزة، عتبة، أمية، مسيلمة) .

و. أسماء البلدان، والأنهار، وغيرها من المصطلحات الأجنبية، وأسماء الأعلام الأجنبية :

مثل : بونابارت، أنطوانيت، جانيت، الكويت، الفرات .... الخ .

ـ بابل مدينة قديمة أطلالها واقعة على الفرات قرب الحلة .


أمثلة :

ـ مدحت باشا من أعظم رجالات الإدارة العثمانيين .

ـ هاروت وماروت مَلَكان مذكوران في القرآن .

ـ عرفات، جبل بالقرب من مكة المكرمة، يقف عليه الحجاج في التاسع من ذي الحجة لاتمام بعض مناسك الحج .

ـ " ولا تَحْسَبَنَّ الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياءُ عند ربهم يرزقون "

ظلتْ الطبيبات ُمناوبات ٍ.

ـ أوهن من بَيْت العنكبوت .

أ . انتهى بها الاسم المفرد بشرط الاّ يُفتح ما قبلها وذلك مثل :

بِنْت , نَبْت , قُوت , كِبْريت , عِفريت , رَهَبُوت , حَضْرَمَوْت , هازوت , مازوت , رُفات , بَيْت , زَيْت .


التاء المربوطة :

وتكون في الأسماء فقط، تأمل الكلمات التالية :

غرفة، دجاجة، تفاحة، طاولة .

ستجد أنه يمكنك ابدال التاء هاءً نحو، ( غرفة، غرفه ) ، ( دجاجة، دجاجه ) .......

خذ الآن كلمة (بيت)، وحاول استبدال الهاء بالتاء، ستجد أنك قد صيّرت الكلمة كلمة أخرى، لا معنى لها
( بيت، بيه ) وهكذا القول في : بنت، جبروت، حوت .

قاعدة عامة فيما يكتب بالتاء المربوطة من الأسماء :

إن صح الوقوف عليها بالهاء، نكتبها مربوطة، وإلاّ فنكتبها مبسوطة (مفتوحة) .

تكتب التاء في الاسم مربوطة في الحالات التالية :

1. إذا كان ما قبلها مفتوحاً لفظاً وتقديراً، مثل :

حديقَة، بهجَة، فاطمَة، زهرَة، رَحْمَة، سيَّارَة، طيارَة، وتقديراً : حياة، وفاة .


2. جمع التكسير المنتهي بتاء وليس في مفرده تاء مثل :

قضاة (قاضٍ)، عباقرة (عبقري)، دعاة(داعٍ) إلى الله هداةٌُ(هادٍ) إلى طريقه رعاةٌ (راع ٍ) لشريعته .

3. في آخر صفة المذكر ( الفاعل ) لتدل على المبالغة، مثل :

نسّابة، علامة، فهَّامة، داهية، باقعة، رِواية، هُمزة، لُمزة .

4. للتمييز بين المذكر والمؤنث، ويكثر ذلك في الصفات نحو :( كريم، كريمة )، (بائع، بائعة).

5. في اسم المرة لتدل على الوحدة مثل : أكل أكلة، وشرب شَرْبة .

6. في اسم الهيئة لتدل على الصفة مثل : إذا قتلتم فأحسنوا القتلة .

7. في المصادر الصناعية :

الحرية، الوطنية، الإنسانية، المدنية وفي قوله تعالى: " ولا تبرجن تبرج الجاهلية" .

8. لتمييز الواحد من الجنس في المخلوفات : كثَمَر وثَمَرَة، وتمر وتَمْرَة، ونخل ونخلة .

ـ " إنْ كانت إلاّ صَيْحَةً واحدةً فإذا هم خامدون " .


أمثلة :

ـ " وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دُمت حياً " .

ـ كل فتاة بأبيها معجبة .

ـ نصف العقل مداراة الناس .

ـ وما الهداة إلاّ دعاةٌ لقساة القلوب إلى الرحمة

ـ هؤلاء الجُباة والرُعاة من سكنة الجبال .

ـ استشار المريضُ الطبيبَ استشارةً واحدةً .

ـ اختمرت المرأة خِمرة .


فائدة :

لا يضاف ألف إلى الأسماء المختومة بتاء مربوطة عند تنوين الفتح , مثل : سمعتُ نغمةً
أما المختومة بتاء مفتوحة فتضاف إليها الألف كالعادة, مثل : سمعتُ صوتاً .

المصدر

أقترح وضع روابط كتب قواعد اللغة العربية، لأنّ مواقع الآنترنيت الخاصة باللغة العربية وقواعدها أحيانا قد لا تتمتع بكل الدقة المطلوبة!

وشكراً