شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-07-2025, 10:12 AM ديانا أحمد غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ديانا أحمد
عضو برونزي
الصورة الرمزية ديانا أحمد
 

ديانا أحمد is on a distinguished road
4er333 خرافة اختطاف المسيحيات فى مصر

منقول

منقول

عن مسألة "خطف" القبطيات..

ما يقال: أن المسلمين في مصر يقومون باختطاف الفتيات المسيحيات وإجبارهن على الإسلام.. وأن الأجهزة الأمنية تتستر..

الأقرب للحقيقة كما سمعت وقرأت من شهادات واعترافات كثيرة جدا : الحالة المعتادة أن الفتاة تهرب من أهلها أو زوجها، نتيجة قهر أسري أو عدم القدرة على الطلاق، وربما تسلم اقتناعا أو بسبب قصة حب مع مسلم أو رغبة في الحصول على الحماية.. فيزعمون أنها مخطوفة، ويطالبون الأمن بإعادتها.. وهو ما يتم غالبا..

----------------------
الكهنة والتيار الرسمي من الأقباط يمارسون عدة ألعاب قذرة:

- يروجون لسيناريو الخطف ويفضلوه على سيناريو الهروب، لأنه الأقل إساءة لسمعة الأسر المسيحية وللكنيسة (عقلية العار الشرقية)، ولأن الجماعة طوال تاريخهم يتغذون على سرديات المظلومية والإضطهاد، وأيضا من باب الإبتزاز العاطفي وأحيانا السياسي للحصول على مكاسب..

- الرسميون منهم وأصحاب المناصب غالبا يلمحون بهذا السيناريو دون تصريح؛ ضاربين عصفورين بحجر واحد: فيعفون أنفسهم وقت الجد من تقديم الأدلة على مزاعمهم (كونهم لم يزعموها أصلا)، وبنفس الوقت يتمادون في دور الإيحاء بأن هناك الكثير مما يحدث لكن لا يمكنهم التصريح به لأن المساكين في فمهم حجر.. استهبال متعمد..

فتلك الحالة من الغموض مقصودة ومدروسة تخدم مصالحهم.. وهي حالة تستمر بعد عودة الفتاة حيث لا تسمع أي تفاصيل عن الخطف المزعوم أو العصابات المفترضة التي تقوم به.. والبديهي أن هذا التعتيم يزيد في تغذية مناخ الشعور بالإضطهاد بين الأقباط، وهو أيضا أمر مطلوب..

- مع الجدل ترى البعض من المتحدثين يتراجع دون أن يتراجع.. فتسمع نغمة: أوكي ربما الفتاة لم يتم خطفها قسرا، بل هي تعرضت للغواية والخداع من شاب مسلم فهربت معه..

الآن: هل يعني ذلك أنكم ستعتذرون عن الإتهامات السابقة للمسلمين وللأمن وللدولة التي قلتم أنها تتستر على عصابات مجرمين وتتقاعس عن حماية مواطنيها؟

قطعا لا.. فمنذ متى رجل الرب يتراجع أو يعترف بخطأ؟ ولماذا يتنازل طوعا عن أحد أسباب عيشه وازدهاره، وهي نظرية المؤامرة وسيناريوهات المظلومية والإضطهاد؟

فتسمعهم يكملون الجملة : أوكي ربما لم تختطف حرفيا بالجسد ولكنها تعرضت لخطف ذهني روحي (لا يا شيخ)، أي غسيل دماغ وغواية..

فهنا لا اعتذار ولا تراجع..

وبالطبع فإن هذا النوع من التحريف والتقية والتلاعب بالألفاظ والتأويل حسب الحاجة، والإستهبال بين متاهات المعاني الحرفية والروحية، هي مهارات يحترفها الكهنة بامتياز، حيث أتقنوها عبر ألفين سنة من الشقلبات البهلوانية اللاهوتية والدفاعية، فصارت لعبتهم..

وتجد بعضهم لا يميز بين الخطف بالمعنى الواضح القانوني، وبين الخطف بمعنى الغواية، أي الذئاب الكافرة الخاطفة التي تخدع المؤمنين لتبعدهم عن طريق الرب.. ذلك الخلط متعمد كجزء من سياسة الغموض والتتويه كما ذكرنا، وهو أيضا خلط كاشف جدا لحقيقة أن القوم لا يقيسون الأمور بشكل حقوقي ولا تهمهم كرامة الفرد، وإنما همهم ديني بالأساس، وغضبتهم لأجل الكنيسة والجماعة المسيحية، وليس الإنسان المسيحي.. وذلك هو بيت القصيد، فربما لو كانوا يهتمون بالإنسان لما حصلت حالات الهروب هذه من البداية..
----------------------

أما لو استقام المنطق واستقامت الألفاظ، فمن وجهة نظر إنسانية وحقوقية المسألة معكوسة: من يقوم باختطاف الفتيات هو الأمن المصري، لصالح الكنيسة..

ذلك لأن الدولة كلها تعمل بعقلية أمنية لا حقوقية، وهم لا ينحازون دينيا ولا أخلاقيا هنا أو هناك، وإنما يختاروا القرار البراغماتي الذي يهدئ الأمور ولا يوجع راسهم، بغض النظر عن عدالته..

وبالطبع لن يسمي ذلك خطفا، لأن العرف الإجتماعي العام عندنا يعتبر أن الإنسان ملك لجماعته، والأنثى ملك لأبيها أو زوجها أو أخيها أو أقرب ذكر لها حتى لو كان بواب البناية..

----------------------
فالخطاب القبطي الإبتزازي يمكن تلخيصه كالآتي: بنتنا اختفت، وعلى الأمن أن يعيدها لنا.. لا يهمنا إن كانت اختطفت أو هربت بإرادتها، ففي الحالتين سنسميه خطفا بالمعنى الروحي إن لم يكن الحرفي، وافهمها أنت كما تريد.. وسنستمر في الترويج للشائعات والتلميح بالإتهامات للدولة إن لم تتحرك الأجهزة فورا لتعيد الفتاة لملاكها الحقيقيين: الكهنة.. وهو ما يتم عادة كما ذكرنا..

وبالطبع فإن هذا السيناريو العبثي هو جزء من وضع مختل أكبر، يتلخص في أن الدولة المصرية تعتبر الأقباط ملكية خاصة للكنيسة، في إطار صفقة قذرة بين الطرفين: الدولة تضمن للكنيسة المال والنفوذ على شعبها، والكنيسة تضمن للدولة الطاعة والحفاظ على الأمن العام؛ اتركوا الخراف لنا ولن تسمعوا منها إزعاجا..

----------------------
وبالطبع توجد نسبة من الأقباط الواعين غير المدلسين وغير المخدوعين، الذين يهتمون بالإنسان ويريدون حل المشكلة بشكل صادق وجذري بدلا من التعتيم عليها أو استغلالها لمصالح الطائفة، فيلفتون النظر لحقيقة أن جوهر الخلل الذي يجب علاجه يكمن داخل البيت المسيحي قبل أن يكون خارجه..

وكذلك فإن ما سبق كله لا ينفي أن الأقباط لديهم بالفعل مظالم حقيقية في مصر جديرة بالطرح.. ولكن الحلول لن تكون بالكذب والصراخ والإبتزاز، وإنما بالشفافية والوضوح، والمطالبة بالحقوق العامة للمواطنين، والتحرر من عقلية الذمية، وتقديم مصلحة الإنسان قبل الطائفة..



  رد مع اقتباس
الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ ديانا أحمد على المشاركة المفيدة:
رمضان مطاوع (03-08-2025)
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع