![]() |
|
|
|||||||
|
|
أدوات الموضوع | اسلوب عرض الموضوع |
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 1. يكاد يكون من النادر أن يتفق العرب، وهو تحقيقاً فيه الكثير من الصحة والقليل من الاستثناء لمقولة جمال عبد الناصر بعد اجتماع "القمة العربي" بعد "نكسة حزيران 1967": "اتفقنا على ألا نتفق"! ومن الاستثناءات النادرة هي الاتفاق التام دائماً وأبداً لوزراء الشؤون الداخلية [وهي بالعربي الفصيح الشرطة والاستخبارات وأمن الدولة] في الاجتماعات السرية التي لا يعلن عن نتائجها والمنعقدة دائماً على "هامش اجتماعات القمم" العربية الفاشلة! للمعلومات [عسى أن تنفع المعلومات]: أول قرار قامت "السلطة الوطنية الفلسطينية" بإصداره عام 1994، بعد قرار اتفاق أوسلو عام 1993، هو تأسيس جهاز الشرطة الفلسطينية!!! 2. سَلِي الرِّمَاحَ الْعَوَالِي عَنْ مَعَالِينَا: لكن الاستثناء الأكثر أهمية ذا الطابع البصري واللوني والذي يراه الجميع وترفعه الجماهير العربية الهادرة لكل "دولة" عربية هو ألوان الأعلام العربية. وقد وفرضت كل "دولة" منذ "استقلالها" أو بعد ذلك بقليل أنْ يقوم كل مواطن رغما عن أنفه بواجبه "المقدس" إزاء هذا العلم وأن يقوم بخدمته حتى لو كان المواطن فاقداً لأبسط حقوق المواطنة – أقصدُ ولا "إله" لي من وراءِ القصدِ – خدمة العلم الوطني وألوانه الأربعة! بل والكارثة - بل هي أم الكوارث، حين طلبوا من كل مواطن بالغ أن "يحاول" الموت من أجل هذا العلم! وهكذا سوف تحصل هذه الدولة العظيمة على ما يلبي حاجتها من "الشهداء". إذ أية دولة "مستقلة" هذه والتي لها نشيد وطني وعلم من غير شهداء! إذن: لابد من الشهداء. وهذه هي "القضية الفلسطينية": مصنع الشهداء. وهكذا يشعر العرب بالفرح القومي الغامر بأنهم أمة!!! 3. والألوان الأربعة كلها أو بعضها، أيها القارئ، والمتضمنة في أعلام الدول العربية [ما عدا علم الصومال وهو باللون الأزرق الفاتح ونجمة بيضاء وعلم قَطَرالأبيض والأحمر القاني أو الأرجواني - أو كما يقولون الأحمر الأدعم وهو على أية حال يعني اللون الأحمر]، وهي: الأبيض والأسود والأخضر والأحمر، مقتبسة من بيت لقصيدة نونية من البحر البسيط مطلعها " سَلِي الرِّمَاحَ الْعَوَالِي عَنْ مَعَالِينَا " للشاعر العراقي صفي الدين الحلي [1277-1339]. والبيت اللوني هو: بــيــضٌ صَــنَــائِــعُــنَــا سُــودٌ وَقَـائِـعُـنَـا// خُــضْــرٌ مَــرَابِــعُــنَــا حُــمْـرٌ مَـوَاضِـيـنَـا ![]() 4. إنه تصور غريب عن "الشخصية" الوطنية وذلك بالرجوع إلى الماضي [الذي لا علاقة للكثير من "الدول" العربية الحالية بهذا الماضي - وخصوصاً تلك التي ظهرت مساء يوم أمس بعد العشاء ولم يكن لها أي نوع من الوجود قبل 100 سنة مثلاً!] – الماضي الغامض والمتناقض والذي لا أدلة مقنعة على وجوده. وهذا الماضي منسوج بقصيدة "مديح" على طريقة الروح العصبية العربية للشاعر صفي الدين الحِلِّي. هو كلام كأي كلام – وكلام عربي تحتل فيه البلاغة المزيفة محل الوقائع والتاريخ. فإن ينطلق العرب من ماض واحد مفترض قد يكون أمراً لا يضر الآخرين/البعيدين. لكن هذا الماضي يضرُّ أنفسهم بالذات. لأنه يصنع تصوراً مزيفاً عن الحاضر- وبالتالي تصوراً مزيفاً عن الغد. فما جدوى أن يعلنوا لناس القرن العشرين جميعاً بأن سيوفهم مخضبة بالدم! هل هذا تمهيد للإرهاب الدموي؟ 5. لقد ظهرت الدول العربية في الخمسينات في زمن القوميات [كانت مودة]. وفي اللحظة التي ادعوا قادتها تملك "الروح" القومية العربية قاموا بصنع دول بوليسية متخلفة وأغلقوا الحدود فيما بينهم وعلى بعضهم. ولم تكن مشاريع "الوحدة" إلا وسيلة لهذه الدولة أو تلك للسيطرة على الدول الأخرى وتوسيع النفوذ. إنها محاولات كاذبة ومزيفة والجميع يعرف هذا – ما عدا هذه "الجماهير" التي كانت ولا تزال تهتف حاملة قطعة من القماش الملونة بالأبيض والأسود والأخضر والأحمر [لا تحمل جميع الأعلام جميع الألأوان] وفي إطار التصورات المزيفة عن النفس، وانطلاقاً من "قومية" متخيلة تكون كارثة الشعب الفلسطيني قد اكتملت تماماً بعد أن بدأت في عام 1948. 6. ومن نقطة الاكتمال هذه وانطلاقاً من السياسات السلطوية وغياب القوانين الديموقراطية ومع استفحال عقلية الاستحواذ على السلطة ورفض الانتخابات [وإن وجدت فهي مزيفة] ورفض تداول السلطة السلمي بدأت سياسة القمع الرسمي المنظم تظهر في جميع الدول العربية. ولأنَّ القمع وحده – أو القمع وشراء الذمم [لمن يمتلك الثروة] وحدهما لا يكفي فإن الدولة العربية استلت من رفوف السياسة العالمية مبدأ "ترحيل الصراع" الداخلي وتحويله إلى صراع خارجي مع عدو ما ومن أجل قضية عامة ما: القضية كانت:" القضية الفلسطينية! والعدو كان: اليهود! وهكذا اكتملت الحلقة: خرافات ماضي المسلمين، وحاضر العرب المتردي، ومستقبل الجماهير الغامض. الموضوع لم ينته والفكرة لم تكتمل ...
التعديل الأخير تم بواسطة المسعودي ; 11-18-2023 الساعة 05:49 PM.
|
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond