![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
تحياتي
يقول القرآن: "أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" (البقرة - 266) ويقول الإعجازيون: أن هذه الآية أخبرت بظاهرة طبيعية نادرة تكن معروفة حين نزولها، وهي الأعاصير النارية كما في الصورة الآتية: التعليق: في البداية أود الإشارة إلى أن معنى النار في الآية فيه شيء من الخلاف، فابن عباس ترجمان القرآن وغيره من الصحابة رأوا أن المقصود بالنار هو الريح الحارة (السموم) ويمكن مراجعة ذلك في تفسير الطبري. ولكن لا بأس، سأوافق الإعجازيين في الأخذ بظاهر الآية، والرد عليهم كالآتي: يجب أن نفرق بين الإخبار وضرب المثل، فالآية ذكرت إعصاراً فيه نار على سبيل ضرب المثل الخيالي ولم تقل أن هذا الإعصار موجود في الواقع فضلاً عن أن يكون ظاهرة طبيعية. هب مثلاً أنني قلت: العالم أصبح قذراً وكأن إعصاراً من قمامة قد ضربه، ثم بعد 500 سنة مر إعصار بمكب نفايات عملاق وأصبح لدينا إعصار حقيقي من القمامة. هل سيكون كلامي معجزة في هذه الحالة؟ أم مجرد ضرب مثل اتفق أن له شبيهاً في الواقع؟ من الطبيعي أن يتقاطع الخيال والواقع في بعض المواضع فهناك دائماً مساحة محتملة للتشابه بينهما. الإعجاز يجب أن يكون شيئاً خارقاً وليس مجرد فكرة يمكن التوصل إليها بالخيال البسيط. لو شاء خالق الكون أن يعطينا معجزة علمية تتحدث عن إعصار من نار، لما اكتفى بضرب المثل بل كان سيقول لنا بصريح العبارة أنه يوجد على الأرض ظاهرة طبيعية لا تعرفونها وهي عبارة عن إعصار فيه نار. هكذا يصبح الموضوع ادعاءً واضحاً قابلاً للوضع على المحك، وهذا أقل المطلوب لنبدأ الحديث عن احتمالية الإعجاز. وكما نرى، هذا الموضوع مجرد مراجعة منهجية مع الإعجازيين فهذه المرة لا يوجد تدليس علمي ولا تكلف في التفسير لكن الخلل في معيارهم لتعريف الإعجاز. ملاحظة: يوجد دعوى إعجازية مشابهة في آية "كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ" (النور: 40) وزعموا أنها إخبار عن ظاهرة الأمواج المتراكبة العميقة. وزعمهم باطل لأن الآية مجرد ضرب مثل لا يخبر عن شيء في الواقع، ولأنها لا تتحدث أصلاً عن موج عميق بل مجرد موج سطحي يغشى البحر (يعلوه). الخلاصة أن هذا خلل منهجي يعاني منه الإعجازيون في أكثر من موضع: العجز عن التفريق بين ضرب المثل وبين الإخبار عن الواقع. |
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond