تحياتي
هذا واحد من الادعاءات المنتشرة للغاية بين المسلمين في باب ما يسمى بالإعجاز التاريخي، أنقل نص الدعوى من أحد دجالي منتدى التوحيل:
الاعجاز التاريخي في القرآن في التفريق بين "ملك" و"فرعون"
اقتباس:
قال الله تعالى في سورة يوسف :
"وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ {12/43}
وقال تعالى في سورة القصص :
"وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحًا لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ {28/38}
وقد ورد ذكر فرعون في ستين آية قرآنية لكنه في سورة يوسف عليه السلام ورد باسم "الملك" و" العزيز".
أحداث سورة يوسف وقعت في مصر و أحداث سورة القصص ايضا وقعت في مصر ، ومع ذلك قال في شأن حاكم مصر (الملك) بينما قال عنه (فرعون) في سورة القصص . وذلك مع ان المسافة الزمنية بين الحدثين ليست كبيرة جدا ، وقد تكون في حدود مائتي عام الى أربعمائة عام.وبهذا يكون القرآن الكريم قد سمى الحاكم في عهد يوسف عليه الصلاة والسلام "ملك " ولم يسمه فرعون وهو الشيء الذي لم تفعله التوارة نفسها ومما تبين لنا من خلال مطالعة الموسوعة البريطانية وموسوعة الويكي بيدا وغيرها من الكتب التي تحدثت عن تاريخ مصر القديمة أن لفظ الفرعون لم يستعمل إلا في بداية الأسرة الثامنة عشرة أي (1539 قبل الميلاد) فصاعدا ً أي كل الفترة الزمنية التي سبقت هذا التاريخ كان لقب حكام مصر هو الملك بدون خلاف على ذلك سواء في أيام احتلال الهكسوس (الذي يعني اسمه الملك الرعاة باللغة المصرية القديمة) لمصر ما بين( 1648 الي 1540 ق.م ) أو قبلها. وبهذا يثبت أن كل كلمة في القرآن قد أنزلت من لدن حكيم خبير.
لو أننا أخذنا سلالة لاوي المذكورة في العهد القديم مأخذ الجد ، خاصة والقرآن الكريم يخبرنا ان مؤمن آل فرعون قد ذكرهم بما قاله لهم يوسف كدعوة الى الله :
"وَلَقَدْ جَاءكُمْ يُوسُفُ مِن قَبْلُ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا زِلْتُمْ فِي شَكٍّ مِّمَّا جَاءكُم بِهِ حَتَّى إِذَا هَلَكَ قُلْتُمْ لَن يَبْعَثَ اللَّهُ مِن بَعْدِهِ رَسُولًا كَذَلِكَ يُضِلُّ اللَّهُ مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ "{40/ 34}
معنى هذا أن حاكم مصر في ذلك الوقت لم يكن فرعونيا أصيلا كما ذكر العهد القديم بل غريب . والغرباء عن مصر في ذلك الزمن هم من الهكسوس .
|
تتمة كلامه هنا:
https://www.eltwhed.com/vb/showthrea...-القرآن-الكريم
الآن لو حللنا هذا الكلام نجد فيه ادعائين:
1- حاكم مصر في زمن يوسف كان أجنبياً (من الهكسوس) ولهذا دعاه القرآن ملكاً ولم يدعه فرعوناً.
2- مناداة ملك مصر بلقب الفرعون لم تكن قد بدأت بعد في زمن يوسف، لكنها كانت معمولاً بها في زمن موسى.
قبل الرد يجب أن نشير أنه لا يوجد ما يدعو للتسليم بأن هذه القصص عبارة عن حقائق تاريخية، لكننا سنفرضها كذلك ونفند مزاعم الإعجاز.
يتبع..