![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
![]() 1. عادة ما يصنع البشر (ومن ضمنهم الروس) مصائد الفئران لصيد الفئران الضارة في المنازل. وهذا منطق سوي: فليس للفئران مصلحة في أنْ تصنع هي لنفسها مصيدة! 2. ولكن هذا ما قام به بالضبط بوتين: صنع لنفسه مصيدة مُحْكَمَة وورط نفسه بنفسه للدخول فيها: وهي شن الحرب على دولة حرة مستقلة لا تشكل أي تهديد لروسيا. أما إذا أخذنا بنظر الاعتبار أوهام بوتين عن نفسه وعن العالم فإن الأمر مختلف تماماً. 3. بعد 23 عاماً من الحكم الفردي والاستبدادي فَقَدْ فَقَدَ بوتين علاقته بالواقع وأصبحت السلطة – والسلطة فقط هي شغله الشاغل. إنَّ هذا الهوس بالسلطة سبب ونتيجة في آن واحد: فهو سبب للحرب التي شنها على أوكرانيا. فلم يعد قادراً على الحفاظ على سلطته بالوسائل التقليدية: قمع الحريات واضطهاد المعارضة الديمقراطية بصورة قاسية وعنيفة. كما أن المجتمع الروسي أصبح عاجزاً عن تحمل نتائج العقوبات الاقتصادية السابقة. ولهذا فإنَّ ترحيل الأزمات الداخلية السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى الخارج أصبحت ضرورة لابد منها والحرب هي الوسيلة التقليدية والحل الذي تتبعه أنظمة الحكم الاستبدادية لحل الأزمات الداخلية. 4. لكن هوس بوتين بالسلطة من جهة أخرى هو نتيجة أيضاً لمساوئ ذات السلطة. فالمعارضة الداخلية لسلطة بوتين التي قاربت 23 عاماً هي أكثر عنفاً وقوة من المعارضة الخارجية. لقد ارتكب بوتين جرائم لا عد لها ولا حصر بحق المعارضة الروسية والشعب الروسي ولا يبدو أن هذا سوف يُغفر له ذلك. 5. وها هو الآن في المصيدة: فقد كان يأمل نصراً سريعاً وحاسماً يُخضع من خلالها الدولة الأوكرانية فارضاً عليها شروطه. ولكن هذا لم يحدث. بل ظهر أن الدولة الأوكرانية حكومة وشعباً عبرت عن مقاومة حقيقية للغزو الروسي وفي حالة أي تقدم روسي نحو المدن فإن حرب العصابات التي سوف تتخذها المقاومة الأوكرانية ستكلف الجيش الروسي ثمناً باهضاً يتعدى بكثير الثمن الذي دفعه الجيش السوفياتي في التدخل في أفغانستان. 6. أما العقوبات الاقتصادية والسياسية التقنية الجديدة التي اتخذها الاتحاد الأوربي وبريطانيا وكندا والولايات المتحدة فهي مفاجأة ليس للنظام الروسي فقط بل وحتى بالنسبة للرأي العام الأوربي. ومن أهم العقوبات الجديدة التي سيكون بوتين عاجزاً عن الصمود أمامها هي: - تجميد ممتلكات البنك المركزي الروسي من العملة الصعبة في البنوك العالمية. وهذا يعني أن البنك المركزي الروسي سيكون عاجزاً عن دعم سعر الروبل. وأمس فقط انخفض سعر الروبل بمقدار 30% في الأسواق المالية. - رفع الاتحاد الأوربي ولأول مرة في تاريخه الحظر على تزويد دولة من خارج الاتحاد الأوربي بالأسلحة المتطورة. - منع القسم الأكبر من البنوك الروسية من استخدام نظام SWIFT. وهذا يعني عجز النظام الروسي ورجال الأعمال الروس والبنوك الروسية من القيام بأية عمليات تحويل بنكية. - تجميد الحسابات البنكية لأقطاب السلطة الروسية ومن ضمنها الحسابات البنكية لبوتين والألغاركية الروسية. - حجب وسائل البروباغاندا الروسية ومكونات الآلة الإعلامية التي تخدم مصالح بوتين من الوصول إلى الرأي العام العالمي. - قامت جميع دول الاتحاد الأوربي – وخصوصاً الدول المجاورة لأوكرانيا بالترحيب باللاجئين الأوكرانيين وتم تقديم جميع الخدمات الإنسانية الضرورية لهم. 7. هذا ما لم يكن يتوقعه بوتين وما حدث فعلاً منذ إعلان شن الحرب على أوكرانيا. إنها ومن غير مبالغة مصيدة جهنمية صنعها بوتين لنفسه وللشعب الروسي. وكما علق الكثير من الشخصيات الثقافية والسياسية الأوربية فإن عالماً جديداً قد بدأ لن يجد فيه بوتين أي تسامح أو مجاملة لأنه قد خرق جميع الخطوط الحمراء بإشعال حرب في وسط أوربا وخلق فوضى ليس لها مثيل منذ الحرب العالمية الثانية. ومن معالم الموقف السياسي المعارض للسياسة الروسية فإن جميع قرارات العقوبات الاقتصادية ضد روسيا قد تم المصادقة عليها بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء في الاتحاد – ومن بينها هنغاريا التي لها علاقة متميزة مع روسيا. 8. إنَّ بوتين وحده في مصيدة الفئران والعالم يتفرج كيف سيخرج منها! إنَّه دخل الآن في مرحلة العد التنازلي لنهاية حكمه. أنظر أيضاً: بوتين يلوح بورقة الأسلحة النووية |
|
|
|
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond