![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو ذهبي
![]() |
روى المؤرخ الإغريقي بلوتارخ أن الاسكندر المقدوني لم يكد يخرج إلى الفتح حتى نمى إلى علمه أن أستاذه أرسطو نشر عدة كتب في الفلسفة , فثار لذلك ثورة شديدة و كتب إليه يقول :
(( من الاسكندر إلى أرسطو : لقد ارتكبت خطأ بنشرك الأجزاء الباطنة من العلم , و إلا فكيف يبقى اختلافنا عن الناس إذا جعلت المعرفة العليا التي اكتسبناها منك مشاعة في العالم أجمع؟ )) فرد أرسطو على الاسكندر بعبارته المعروفة : (( لقد نشرناها و لم ننشرها , و لن يصل إلى فهمها إلا من درس علينا مثلك.)) بهذه الكلمات كشف أرسطو منذ ألفي عام الطابع الطبقي للفلسفة , و استمرت كلماته تلاحق الناس طوال العصور التي انقسموا فيها إلى عامة و خاصة. و لكن فلسفات من نوع آخر كانت تنبثق في صفوف الجماهير و كانت الجماهير تحس بأن هذه الفلسفات ظهرت من أجلها هي و ذلك لأن فلسفة الجماهير كانت تبدأ دائماً من الواقع و تنتهي إلى الواقع أيضاً. هكذا كانت فلسفة ديمقريطس و أبيقور في اليونان , و فلسفة البسطاء في عصور الفراعنة (( ليس ثمة شئ يصرفنا إلى رواية القصص عن العالم الآخر , فلتشغل أنفسنا بشؤون الدنيا.)) إذاً فهناك فلسفة الخاصة التي تتعالى على واقع الجماهير لتجرد الجماهير من الفلسفة , و التي هي فعلياً وظيفة حتمية في عملية وعي الإنسان للطبيعة و المجتمع , و انعزال الإنسان عنها يؤدي لوقوعه في براثن فلسفات مضلة ... و هذا ما أشرت إليه في موضوعي الذي كان استبياناً بعنوان : هل ماتت الفلسفة ... فنحن هنا نجد أنفسنا بين المثالية الميتافيزيقية من جهة و المادية الجدلية من جهة أخرى .. يتبع ... |
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ mystic على المشاركة المفيدة: | Hamdan (06-14-2021) |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond