شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-06-2021, 10:35 PM طريق السلامة غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
طريق السلامة
عضو برونزي
 

طريق السلامة is on a distinguished road
star يقولون ما لا يفعلون

أسعدني اتجاه المنتدى مؤخرا لموضوع الإعجاز الحقيقي للقرآن،.. وهو المسار الذي حاولت توجيه النقاش إليه - بالتدريج وببطء - من اليوم الأول لانضمامي، بعيدا عن موضوع "الإعجاز" العلمي.
التحدي القرآن بالإتيان بالمثل تحدٍ شهير. البعض يخفي رأسه في الرمال فيرفض مسألة التحدي من الأصل (وهؤلاء أعلنوا إفلاسهم قبل المباراة، فلا داع لإحراجهم أكثر)، والبعض لا زال في مرحلة الكندر جارتن، يقلب كلمة مكان كلمة فيظن أنه أتى بالمثل :) وهؤلاء أيضا نضعهم على جانب، ولا يستحقون الجلوس "على مائدة البالغين".
المنشور هنا موجه للصنف الثالث، الذي حاول بجدية كتابة نص عربي سليم وفصيح، موضوعه الإلحاد ونقد الإسلام، ويريد أن يعرف المعايير التي على هداها يمكن الحكم على جودة ما أنتج.

ولأني عملي وأحب الاختصار، فسأعطي مثال عمليا شهيرا: مسرحية (حكاية الشتاء) لويليام شكسبير.
متى يمكن أن يقال: "قد ظهر اليوم شكسبير جديد، بنفس بلاغة وبراعة الأصلي"؟
هل يمكن أن يقال هذا على شخص نسخ المسرحية من مجلد على سطح مكتبه لمجلد آخر؟.. لا.
ماذا عن شخص غير أسماء الشخصيات؟ ترتيب الفصول المشاهد؟. لا.
مخرج سينمائي اقتبس القصة وحولها لفيلم مدة ساعتان، وتدور أحداثه في زمن القصة الأصلي؟ أو عصرنها بحيث تدور الأحداث في زمننا؟.. لا.
شخص اختصرها؟.. لا.
إذن متى يمكن أن يقال أنه أصبح عندنا شكسبير جديد أو هـ ج ويلز جديد أو جول فيرن جديد أو ج ك رولنج جديدة أو ستيفن كينج جديد؟..
الإجابة الواضحة: من يضاهيه في البراعة وفي التأثير على القراء/النقاد.
أن يكتب في نفس "الـ Genre" ثم ينجح في الوصول لنفس التأثير.
هذا شيء بديهي وفهمه سهل جدا.
واشتراط التماثل في البراعة (والتي يحكم فيها المتخصصون) و التأثير (والذي يحكم فيه الجمهور) هما ما يميزان بين FanFiction ساذج وبين Pastiche ناجح تكاد تعجز عن التمييز بينه وبين الأصل.

ولهذا جمعت بنفسي عدة صفات، لا يختلف المتخصصون ولا الجمهور على أنها صفات للنص القرآني. والآن المطلوب - حسما للجدل - أن تكتب نصا يتصف بها، فيكون بالتالي مثيلا للقرآن.

https://www.il7ad.org/vb/showpost.ph...1&postcount=27

=====
- مثلما يتناسب جرس حروف الكلمات القرآنية مع معنى الكلمة وسياقها (الحروف الغليظة الشديدة للسياق الشديد الترهيبي، والحروف الرقيقة للسياق الهادئ الترغيبي، مثل الفرق بين (لظى) و(نور)، وبين (خبيث) و(طيب)) يجب أن تنجح سورتك الجديدة في ربط المعنى بالوقع الصوتي.
- ما دمتَ مقتنعا أن قصص الأنبياء أكاذيب، عليك أن تضع في سورتك الجديدة قصة مضادة، موضوعها شخصية وهمية قديمة لا وجود لها، دعت أهل قبيلتها للإلحاد فرفضوا، فتدمر مجتمعهم بسبب هذا الرفض. على أن تنجح قصتك في إحداث نفس التأثير الذي أحدثه القصص القرآني في ملايين الناس، أي: يقتنعوا تماما بصدقها، ويصبحوا مستعدين للموت دفاعا عنها، ويقتبسون منها عبر وعظات يقتدون بها في حياتهم اليومية. وهذا المطلب بسيط وممكن تحقيق أجزاء منه! فهل تريد مضاهاة القرآن بينما تعجز عن مجرد مضاهاة ستار وورز؟! (بعض مهاويس جورج لوكاس يكتبون في خانة الديانة في أمريكا: جيداي! ويعيشون حياتهم بناء على تعاليم الـ "فورس" الروحية :) فعليك على الأقل الوصول لهذه الدرجة من التأثير.
أما إن عجزت قصتك عن فعل ما فعله القرآن، فعليك الاعتراف بأن "سورتك" ليست "مثل" القرآن.
- كتب آلاف المؤلفين العرب عن الاستخدامات البلاغية المتنوعة الواردة في القرآن. في سورتك الجديدة عليك استخدام أكثر عدد ممكن من الأساليب البلاغية المعروفة، الكناية والاستعارة والتشبيه، والمجازات بأنواعها (المرسل وغيره)
- كما استفاض القرآن في الكلام عن التوحيد وعن الألوهية وعن الحياة الأبدية وعن تعريفه للحق، فهو كتاب دعوي بامتياز، يجب أن يكون نصك خادما لفكرة الدعوة للإلحاد وإقناع البشر أن الإلحاد هو "الحقيقة المطلقة" التي سيؤدي عدم التصديق بها لخسران تام في الحياة الدنيا لا محالة، وإثبات أنه من المستحيل أن يعيش المسلم سعيدا في حياته (ماديا ونفسيا) ما دام لم يقتنع بالإلحاد.
- أن يكون الترادف له مغزى، لا لمجرد الإطالة.
- أن تشير للنصوص الإلحادية السابقة على نصك (كما أشار القرآن للتوراة والإنجيل)
- أن تأتي بتعابير وتراكيب لغوية غير مسبوقة لكنها في نفس الوقت تستخدم نفس كلمات العرب المعتادة عندهم. وأن تنتشر هذه التراكيب الجديدة بحيث تصبح مضرب الأمثال بين الناس كما حدث للتعابير القرآنية. وهو مطلب عادل، فشكسبير مثلا أدخل في اللغة الإنجليزية مئات الكلمات، ركبها ونحتها من كلمات سابقة، ونجحت فعلا في الانتشار وأصبحت ترد في الكلام اليومي للإنجليز. فعليك على الأقل - ما دمت تظن نفسك قادرا على الإتيان بمثل القرآن - إثبات أنك قادر على فعل ما فعله شكسبير. أما إن فشلت، فهذا دليل على أن "سورتك" أضعف من أن تنجح في تقليد قدرات البشر، فما بالك بقدرات الإله!
- أن يكون النص ذا طبقات، كلما تعمقنا فيه فعلا - بصدق وجدية لا باستهزاء وتظاهر بالجدية - أعطانا معانٍ جديدة لم ننتبه لها أول مرة، بحيث يحتاج تفسير كلماته الصعبة وتراكيبه لعشر صفحات على الأقل.
وقد سبقك آلاف العلماء في نشر ملايين الصفحات عن القرآن، فاثبت لنا عمق نصك بأن تلحقه بعشر صفحات تفسره، يكتبها غيرك ممن آمنوا بصدق ما فيه، لا أنت.
- كانت الآية تنزل فيتفاعل معها كفار قريش، فتنزل آية بعدها ترد عليهم وتذكر مواقفهم وأقوالهم. فعندما تنشر نصك عليك متابعة النقاش وقراءة أقوال الكافرين به، ثم تلحقه فيما بعد بنص إضافي يرد على حجج المعاندين، على أن يلتزم بنفس قواعد النص الأول، البلاغية والأسلوبية والصوتية.
- يجب أن تثبت لنا أنه لم يسبق لك أن كتبت نصا أدبيا من قبل أبدا، فمحمد قبل البعثة كان أميا، وظل بعد البعثة لا يجيد نظم الشعر.
- وبالطبع قبل هذا كله عليك تقديم إثبات عملي على أن نصك أصبح يتلى بين الناس، وأن مئات الناس حفظوه عن ظهر قلب، وانبهروا به كما انبهر ملايين البشر بالقرآن. ما دمت تريد إنتاج نص "مثله".
وبعد شهر يجب أن نرى رقما "محترما" في نتائج بحث جوجل عندما نكتب جملة من جمل سورتك الجديدة، كما كانت قريش تتناقل ما يقوله محمد. لا يهم أن يكون ورود الجملة بالمدح أو الذم، المهم أن تثبت لنا انتشارها واهتمام الناس بها وتفاعلهم معها، كما يحدث لأي meme على الإنترنت. أما إن عجزت عن تقليد شيء عادي مثل الـ "ميمز"، فكيف تدعي قدرتك على تقليد القرآن؟!
- أثار النص القرآني حروبا، وسبب أزمات كبيرة وصلت لمستوى دولي، وغيرت خريطة السياسة تماما في المنطقة في القرن السابع الميلادي. لا يمكن أبدا إنكار هذه الحقيقة. وبالتالي يجب أن يكون لنصك - الذي هو "مثل القرآن" - نفس الوقع والتأثير.
أما إن عجزت، فكيف يكون نصك "مثل" القرآن؟!

=====

وسأعطيكم فرصة 4 أو 5 شهور، لن أشارك خلالها في المنتدى، ثم سأرى بعدها الإنتاج (إن وجد)
وإن كان مبهرا فعلا فسأنشره إن شاء الله بنفسي في المنتديات الإسلامية، طالبا من المتخصيين الرد عليه وتقييمه بصراحة، (بنفس أسلوبي الذي أناقش فيه أتباع الإعجاز العلمي وأضغط عليهم منذ خمس سنوات تقريبا، كاشفا أخطاءهم التي ينسبونها للإسلام. وبهذا على الأقل ستضمن لنصك ناشرا مسلما مثابرا، ونقدا موضوعيا قدر الإمكان)

أما المهاترات والهزر فدائرتها مغلقة، لا تنتهي ولا تصل لنتيجة. فأرجو الجدية.
باختصار: إن كنت تعتقد حقا أن القرآن من تأليف محمد، فاكتب لنا نصا لا يسع الناس إلا أن يقولوا: "قد ظهر محمد جديد".. وبهذا تكون فعلا قد كتبت كتابا "مثل" القرآن.

وسأعطيك مثالا آخر: لهتلر كتاب شهير. أفكاره معروفة وأسلوبه معروف. لكن هل تعلم أن له كتاب ثاني لم ينشر في حياته؟!
https://en.wikipedia.org/wiki/Zweites_Buch
فلو خرج اليوم نص يزعم وجود كتاب ثالث، عثروا عليه كمسودة كانت مفقودة، واحتار المتخصصون في حقيقة نسبته لأدولف هتلر، لأنه بنفس أسلوب وعقلية هتلر، لكنه يكشف عن حبه الشديد لليهود (!!) وفورا تابت نصف جماعات النازيين الجدد عن أفكارها واقتنعت أن هتلر غير أفكاره تماما قبل انتحاره..
ساعتها يمكن أن يقال أن هذا الكتاب فعلا "مثل" كتابي هتلر المعروفين. لأنه بنفس القوة في الأسلوب وبنفس قوة التأثير.
فإن استطعت أن تفعل مثل هذا فافعل.. وإلا فاعترف بصراحة - علنا أو في ضميرك - أنك عاجز، وأنك كنت تقول ما لا تستطيع القيام به.

سلامة



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع