شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 04-29-2020, 09:04 AM المسعودي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
المسعودي
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية المسعودي
 

المسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really niceالمسعودي is just really nice
افتراضي العصبية القبلية في القرن الحادي والعشرين!


1.
عندما شاركتُ في التعليق على موضوع للزميل سامي الذيب حول قضية عودة أحمد حرقان إلى الإسلام كنت أتوقع أن تقوم القبائل الإسلامية "الإنترنيتية" بالتزمير والتطبيل والتهليل بمناسبة "عودة الابن الضال إلى حظيرة الإسلام بعد أن هداه الله إلى الإسلام مرة أخرى وانتصار قضية الإيمان"!
ولم يخطأ ظني بهم!
فقد حدث ما توقعته. لكنني، والحق يقال، لم يكن يخطر على بالي بأن القبائل الإسلامية الإنترنيتية سوف تقيم الدنيا ولا تقعدها بهذه "المناسبة السعيدة" التي اعتبرها واحدٌ من المنتمين إلى إحدى القبائل الإسلامية في أحد الفيديوهات بأنه “أسعدُ خَبَرٍ لعام 2020"!
2.
لنبدأ من البداية:
هل يعني إلحاد هذا أو إسلام ذاك شيئاً خاصاً بالنسبة للإلحاد والملحدين ؟
هل علينا إن نفرح ونهلل حين يترك المسلم قبيلته وأن نحزن ونوزع القهوة المُرَّة إن عاد إليها؟
إن كلا الاستجابتين لمدعاة للسخف.
وإذا حدثت مثل هاتين الاستجابتين بين الملحدين فإن الأمر من غير شك يتعلق بتحول الإلحاد إلى عقيدة – وهذا أمر مضاد للإلحاد ذاته.
إنه مضاد لقضية الإلحاد الأساسية: وهي الدفاع عن حرية التفكير والاختيار والرأي.
إن قضية الإلحاد ليست النضال ضد إيمان الآخرين، بل النضال ضد فرض الإيمان على الآخرين. فإن تلحد، لا يعني غير أنك اكتسبت القدرة على التفكير المستقل وامتلكت ناصية اختيارك الوجودي. وهذا أمر يفتح لك نوافذ التفكير العلمي العقلاني.
وإذا ما "قررت" أن ترجع خطوة إلى الخلف – تعود إلى حظيرة الإيمان الغيبي، فهذا قضيتك وحدك واختيارك وحدك، لا أحد يلومك عليه، أو أن يكون مدعاة للفرح والحزن!
3.
أما ما يتعلق برد فعل القبائل الإسلامية فإن الأمر طبيعي ومنسجم مع آليات تفكير القبائل الإسلامية: فالإيمان بالنسبة لها جزء من مكونات العصبية القبلية وهو يعني الموالاة التامة للقبيلة "على الخير والشر" و"الصح والخطأ" و"ظالمة أو مظلومة". إنها ثقافة القطيع: الفرد لا يعني شيئاً إلا بالتماهي في القبيلة، والإنفصال عنها انحطاط وخيانة له، من وجهة نظر القطيع ذاته..
فإذا كان هذا النوع من الاستجابات "مبررة" في عصور "القرون الثلاثة الأولى"، ولهذا قام أبو بكر بعمليات التقتيل الجماعية التي سموها "حروب الردة"، فإنَّ تحول "الإيمان الديني" أو "اللاإيمان" إلى قضية "حكومية"، "جماهيرية" وتُرفع من جديد "بيارق القبائل" وفي عصرنا الحالي بالذات فإنَّ كوفيد-19 سيكون من غير شك أقل كارثية وأرحم على مواطني الدول العربية.
كيف من الممكن أن تتحول اختيارات المرء اليومية إلى مناسبة وطنية يرجمون فيها بالحجارة أو يُكللون بالورود؟
هذا هو قانون التخلف بعينه: تحول القضية الدينية للأفراد إلى قضية تخص الدولة والقبائل المكونة منها!
وهذا لا يمكن أن يحدث إلا في ممالك القمع والمنع والحظر التي يُراقِبُ فيها الجميعُ الجميعَ!



:: توقيعي ::: <a href=https://www.il7ad.org/vb/image.php?type=sigpic&userid=7185&dateline=1647430620 target=_blank>https://www.il7ad.org/vb/image.php?t...ine=1647430620</a>

مدونتي الشخصية في Blogger:
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
صفحتي في: Sites Google
الوجه الآخر: أفكار وتأملات إلحادية
  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الحادي, العصبية, القبلية, القرن, عصبية، قبلية، تخلف، تزمير، تطبيل, والعشرين


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع