رد مختصر على ما يسمى دليل النظام و الضبط الدقيق
يأتي بعض المؤمنين في محاولة إثبات أنهم منطقيين و عقلانيين بايمانهم بما يسمى دليل النظام و الضبط الدقيق للكون و يحتجون باشياء مثل توليفة نسبة الغازات في الهواء و عذوبة المياه و المسافة بين الأرض والشمس التي تدعم وجود الحياة و اشباه هذا من الأمثلة كمثل بعض الاعضاء المعقدة في أجسام الكائنات (و كالعادة يتعامون عن إثبات إلههم الشخصي لأنه مستحيل و يحاولون اثبات وجود أي خالق حتى يصطنعوا اي نصر وهمي على الملحدين ( مع أننا رددنا آلاف المرات أن معنى الألحاد هو عدم الإيمان بدون دليل معتبر و ليس الايمان بالعدم هناك فرق، و ليس نكران احتمالية وجود خالق أيضاً، و لكن على من تقرأ مزاميرك يا داوود ) نقول أولا نحن وجِدنا على هذا الكوكب لأنه يدعم إمكانية الحياة و ليس الكوكب وجِد لأجلنا و قد أصبح من الثابت علمياً وجود العديد من الكواكب التي تدعم وجود الحياة، ثم بقاءنا سببه اننا استطعنا عبر التطور التكيف مع متطلبات الحياة على هذا الكوكب و من اعظم الأدلة على أنه ليس هناك ضبط دقيق أن أكثر من تسعين بالمائة من الأصناف الحية التي وجدت على الأرض قد انقرضت لأنها فشلت في التكيف ، أما بالنسبة لموضوع المياه نقول هذا ليس دليل لأن الحياة موجودة في المياه المالحة و العذبة ، و أيضاً من اعظم الأدلة على عدم وجود ضبط دقيق أنه هناك مجرات تتصادم ، و غير هذا هناك أدلة كثيرة .
لكن لنتجاوز كل هذا لمصلحة النقاش و إحقق الحق ، إن الاستدلال بما يسمى دليل النظام او الضبط الدقيق يحمل في طياته أدلة بطلانه و عدم جواز الأخذ به، أنت تحتج بعظمة الكون و تعقيده و ضبطه الدقيق كي تثبت أنه لا بد له من صانع صنعه ، لكن من ضرورة العقل و المنطق أن يكون هذا الصانع اشد تعقيدا و عظمة من الكون كي يستطيع أن يصنعه (و لو اقله على مستوى الذكاء)فلم ثبت باليقين أنه لا بد أن يكون أكثر تعقيداً من مصنوعه اصبح من الواجب العقلي أن يكون له صانع من باب أولى و هكذا دواليك الى ما لا نهايه و هذا يؤدي إلى الدور و التسلسل (يعني كل صانع يحتاج صانع و الذي صنعه يحتاج صانع إلى ما لا نهايه)و هذا يؤدي إلى استحالة وجود أي مصنوع لأستحالة وجود الصانع الأول ، أما إذا اصريت و قلت إن الله هو بداية البداية و ازلي و لا يحتاج إلى صانع ، قلنا لك بنفس المنطق كما استطاع عقلك تقبل كائن لا تراه و معقد اكثر من الكون من دون صانع فمن باب أولى أن يتقبل عقلك وجود هذا الكون الذي تراه والأقل تعقيدا من دون صانع من باب أولى ،
Odin the allfather
|