وصف اليهود في القرآن

[Hamdan]

التوصيف القرآني جاء ضمن سياق الحرب النفسية فإيهام ان اليهود جبناء بالفطرة هو يفهم كشعار للحرب النفسية ..والشجاعة والجبن نسبية اي عندما تكون هناك حماسة دينية او قومية او وطنية (وهذه تابعة للظروف وطبيعة المجتمع ..) فمن الطبيعي ان يكون الشعب او المقاتلين شجعان ..ماحدث في الحروب العربية الإسرائيلية قد يبين لك عكس التصور القرآني (فمن ترك ارضه سريعا وهنا اقصد بالدرجة الاولى سكان المدن او التجعمات السكانية الكبيرة حيث يصعب التغيير الديمغرافي فيها او من ترك سلاحه في الحروب اللاحقة خصوصا حرب 1967) تظهر عكس التصور القرآني ..لكن دعني اقول ان التصوير القرآني جاء في ظرف حروب مختلفة تماما فالتعويل اولا على المقاتل وقوته وشجاعته وهذا شيء مختلف عن الحروب الحديثة الذي يلعب فيه القائد دورا اكبر والسلاح الحديث كذلك..هذه العقدة التي تصور ان اليهود جبناء بالفطرة عقدة خطيرة فهي توهم ان اليهود سينقرضون آجلا ام عاجلا ..وقد لمستها عند الكثير من القوميين وليس فقط هي عقدة خاصة عند الإسلاميين فضلا عن عامة الشعب..وهي التي تمنع الفلسطينيين والعرب من التطبيع مع اسرائيل في ظل هذا الوهم فالسلام الذي يطلبونه سلام مؤقت فهو سلام حرب وليس سلام من اجل السلام وهذا الشيء طبعا قد نجده عند المتعصبين اليهود ايضا ..لكن لانرى حركات سلام عند العرب كما نراها عند الإسرائيليين ..بالنهاية اتصور ان فكرة الجبن والشجاعة ينبغي اعادة النظر فيها (خصوصا انها فكرة مرتبطة بفكرة الشرف وهي فكرة متأصلة في ذهنية العرب البدوية والقبلية التي لم تعد تصلح لهذا العصر..) وارى ان منطق السلام اقوى من منطق الحرب (فينبغي ان ترفع مقولات من قبيل التسامح والأخلاق الإنسانية..) وهذا الشيء ثبت نجاحه في تيار غاندي العبقري الذي استطاع ان يأخذحقوق الهنود دون اللجوء الى السلاح وبمنطق زمانه (اي لايردد شعارات جوفاء لاتؤيدها الظروف بل يتدرج بالمطالب طبقا لمنطق زمانه وظروفه وفي اطار ثقافة انسانية تشمل الآخر ايضا ولاتسعى الى اقصاءه ابدا وسأكتب عن هذا لاحقا) وقد كان هذا متاحا اكثر لحل القضية الفلسطينية في السابق اكثر من الوقت الحاضر لكن تخدير الوعي حال دون هذا..بالنهاية هذا رأيي (من خلال اطلاعي الكثيف على هذه القضية او تاريخ اليهود او غيرها من القضايا) ولا اتحدث من قبيل العاطفة ابدا..