شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-23-2018, 05:26 AM C.E.O غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
C.E.O
عضو برونزي
 

C.E.O is on a distinguished road
Icon16 تصور السماء في القرآن

من الأمور الكفيلة بكشف خرافة الأديان، هو كيفية تصورها للسماء او للفضاء الخارجي المحيط بنا، فإذا تناولنا كيف وصفت آيات الله السماء بالنقد والتحليل، لاندهشنا من بدائية هذا الوصف وسذاجة هذا التصور، وتزداد دهشتنا عند قراءة شروح المفسرين ودعاة الإعجاز العلمي للدفاع عن تلك الصورة البدائية للكون او الفضاء او السماء في القرآن.
لقد وصف القرآنُ السماءَ بالبناء الصلب المحكم الخالي من الفتحات، (والسماء بنيناها بأيد)، وقد تكرم الله علينا بأن زينها لنا بالنجوم، (وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَجَعَلْنَاهَا رُجُومًا لِلشَّيَاطِينِ) وهذا هو فهم سلف الأمة لوظيفة نجوم السماء، فقد روى البخاري عن قتادة انه قال: "خلق الله هذه النجوم لثلاث: جعلها زينة للسماء، ورجوما للشياطين، وعلامات يهتدى بها، فمن تأول فيها بغير ذلك أخطأ وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به". وقد جعل الله (فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا)، وجعل السماء بمثابة سقف للأرض (وجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا)... إننا لو انطلقنا من الكرة الأرضية صعودا إلى أي تجاه لملايين السنين، فلن نصل لهذا السقف او هذه السماء الصلبة أبدا. تلك السماء التي لولا رحمة الله لسقطت على روؤسنا (وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
فإن قائل قائل: "إن العلم محدود، ولا يمكننا ان نجزم بعدم وجود تلك السماء او هذا السقف، فربما يمكن اكتشافه لاحقا!". لكان ذلك القول مردودا بالقرآن نفسه، فهو يدعونا إلى تأمل وتدبر السماء التي فوقنا. (أَفَلَمْ يَنظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا وَمَا لَهَا مِن فُرُوجٍ). فهل كان يدعونا إلى النظر الى شيء لم يكتشف بعد؟ او ان نتأمل سرابا غير موجود؟!.
كما لا يمكن الرد بأنه عندما ننظر إلى أعلى، نرى السماء وكأنها سقف محكم فوق الأرض. لأن هذا اللون الأزرق الذي نشاهده، ماهو إلا انكسار الضوء عبر الغلاف الجوي... لقد تخيل القرآن وجود سبع سماوات متطابقة، في محاكاة وترديد ساذج لأساطير الحضارات السابقة؛ حيث يقول: (الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور‏) بل ان قمة المهزلة أو المأساة انه (جعل القمر فيهن نورا)؛ لقد تصور كاتب القرآن أن القمر ينير السموات السبع. فهل ينير هذا القمر السماء الدنيا (الموجودة في خيال المسلم)، فضلا عن ان ينير سموات أخرى موجودة فقط في القرآن، وفي وجدان المؤمنين به.*
وما كان أهل اللغة ليتركوا ما سبق -وما سيلحق- من فضح لهزلية تناول السماء في القرآن دونما دفاع، لكنه دفاع ساقط خالٍ من العقلانية والمنطق، فمثلا: هم يضربون الامثال دفاعا عن وجود القمر في السموات السبع بتساؤلهم: " هل لو قلنا: زيدٌ في مصر، نعني ان زيدا موجودا في مصر كلها أم في جزء من مصر؟"... إنهم ينفون، من حيث لا يدرون، عن القرآن إعجازه المزعوم، فبدلا من أن يشمل اللفظ في القرآن كل جوانب المعنى ويستوفيه اصبح مقصورا، بفضلهم، على معنى بعيد غير مقصود.. فالقرآن لم يقل ان القمر في السموات السبع وسكت، بل قال انه جعله فيهن (نورا). وهل من يدخل في الاسلام من غير العرب عليه ان يكون ملما بأساليب العرب في البلاغة والبيان حتى يستوعب هذا الشرح العاجز؟… وهل هكذا تتحقق شمولية الإسلام وعالمية القرآن؟... فدفاع أهل اللغة عن أوجه القصور في القرآن، ما زاده إلا قصورا. إضافة الى انهم جعلوا السماء في القرآن اسما جامعا يشمل كل ما هو فوقنا، فأصبح السحاب سماء، والمطر سماء، وسقف البيت سماء، كما ورد في تفسير: (فليمدد بسبب إلى السماء) حيث قال الطبري: يعني سماء البيت، وهو سقفه. وهذا قول ابن عباس!... وليت الامر وقف عند ذلك الحد، بل تجاوزه الى دعاة الإعجاز أو (العجز العلمي) الذين وسّعوا مفهوم السماء، حتى اتسع الفتق على الراتق، فأصبح الغلاف الجوي سماء، والفضاء سماء، بل والكون كله سماء... حتى غدونا كلنا مغيبين في سماء الجهل وفضاء التخلف وكهوف النرجسية.



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
السماء, القرآن, تصور


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مفهوم السماء فى القرآن Intellectual العقيدة الاسلامية ☪ 26 08-08-2021 11:21 AM
جبال البرد توجد في السماء (المصدر: القرآن) bakbak العقيدة الاسلامية ☪ 11 10-08-2018 08:08 PM
من معجزات القرآن السفر عبر الزمان سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 1 07-13-2017 10:16 PM
دليل جديد على بشرية القرآن تقديمه خضار وفواكه ذاك الزمان اسد الالحاد الأرشيف 5 12-18-2016 06:21 PM
ما هي السماء؟ كيف استخدمها القرآن ورفعها بلا عمد؟ ابن دجلة الخير حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 04-03-2016 09:00 PM