لغز الملائكة
الكتاب المقدس جعل الملائكة محاربين أقوياء يستحيل التغلب عليهم، يسوع تحدث عن ذلك، والتقاليد اليهودية تحدثت بالتفصيل، الإسلام أيضا، لكن دائما من الجانب المروع، لم تحكي مرة ان الملائكة قدمت علاجات او طعام للمحتاجين. ولكن من هم ملائكة الحرب؟ التقاليد السومرية تقدمهم كآلهة أقل شأنا و ينفذون أوامر الآلهة العليا و الأعلى منهم، جميعهم يمكنهم الطيران. وفقا للكتب المقدسة و القران، الملائكة لا تعد ولا تحصى، ولهم قوة مهولة. في اللغة اليونانية أصبحت كلمة "الملاك" اسم للمتفجرات : dynamos: الديناميت. بطريقة ما، الملائكة هي ديناميت الله.
ملاك واحد أباد شعب بأكمله لانه هدد النبي حزقيا، ملاك واحد أباد قرية لوط بأكملها لانهم مثليين، ملاك واحد أقفل فم أسد هدد النبي داوود، يوم القيامة ملاك واحد سيلقي القبض على الشيطان و يلقي به في جهنم. هذه المآثر تستثير بشكل لا يقاوم القوى البدائية الأخرى كالعمالقة و الجبابرة، نصف بشري ونصف الاهي مع قوة لا تقهر وذكاء خارق.
في الهيكل الهندوسي المكرس للآلهة ، نجد أيضا كائنات علوية ذات وضع وسيط بين الآلهة والبشر وهي ديفا، التي يحتفل بها الهندوسيين و يعبدونها على قدم المساواة مع الآلهة. إنهم يغذونهم بالهبات والتضحيات لأن الآلهة تأكل مثل البشر. الكتب المقدسة لا تقول إذا الملائكة كانت تأكل للبقاء على قيد الحياة، بل تحكي ان الملائكة عند تحولها على شكل إنساني، تشارك في بعض الأحيان الوجبات. الملائكة والعمالقة لديهم أكثر من قاسم مشترك: قوتهم التي لا تقهر، مكانتهم العالية، و وجودهم مع الآلهة.
لا وجود لأي وصف لمظهرهم، هل هم فانون ام مخلدون؟ لن يكون نقاشي كاذب، تأكدوا جيدا، لقد رأينا أن الآلهة من قبل هم رجال مثل الرجال الحاليين، يأكلون الطعام و يشربون الخمر و لهم مشاعر إنسانية، اذا الملائكة او العمالقة هم ايضا مجرد رجال. إذا اخرى؟ هل الملائكة هم العمالقة؟ هل العمالقة هم الملائكة؟ ابتسامة عريضة داخلية، اللغة تمكن أن تضعنا على الطريق الصحيح ( angel, giant)، كما تحكي الاساطير!. الآلهة أساتذتهم، من الصعب معرفة الفرق بين إلوهيم وعبيدهم الملائكة، بين أهورا مازدا وعملائه، بين الأنوناكي والآلهة الادنى، ببن الآلهة الهندوسية و الديفا. الملاك المغضوب عليه، الشيطان، قوى الخير والشر، والأبيض والأسود، والشيطان والله الطيب، رؤية ساذجة. لا أحد أبيض بالكامل أو أسود بالكامل، هناك الإيجابية أو السلبية، لقد انقضى و تم تجاوز وقت العداء من طرف الإنسان المتحضر، لنرى الشر في كل مكان إلا في أنفسنا. أليست حدود قوى الخير وقوى الشر في أنفسنا؟
على كل واحد ان يتصالح مع شيطانه الداخلي، يتصالح لا يدمر، الانسان هو التوازن بين الملاك و الشيطان، الشر و الخير مفهومان نسبيان يوجدان في كل انسان، من نحن لنسوي نزاعات الالهة، الملائكة و الشياطين، من نحن لمحاولة تنظيم طبيعة الكون؟ نحن مجرد حبة رمل في صحراء في هذا الكون.
نحن انعكاس الإنسان الذي خلق هذا البازار و الفوضى كلها.
|