الاستدلال و الأمثال فى القرآن
طالعت مواضيع بالمنتدى عن الأمثال و الاستدلال فى القرآن و فيها يدعى أصحابها أن القرآن به مواطن بها خلل فى الاستدلال أو أمثال غير مطابقة و الصحيح أن الخلل يرجع إلى تصور هؤلاء عن الاستدلال و الأمثال فالاستدلال لا يتطلب أن يدل دلالة قطعية على ما يستدل عليه لأنه فى بعض الأحيان لا يكون الاستدلال الاستنتاجى القطعى ممكنا و أفضل المتاح مثلا هو الاستقراء أو ما دونه فى الحجية فعلى سبيل المثال للاستدلال على أن الموت حتمى استند القرآن الى الاستقراء بقوله : وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ ۖ أَفَإِن مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ. فليس هناك استدلال استنتاجى على حتمية الموت و أفضل المتاح هو الاستقراء بمعنى بتتبع أحوال البشر فيما مضى من القرون يتضح أنه لم يشذ أحد عن تلك القاعدة و حتى المسيح ليس استثناءا فكونه عمر كل تلك الفترة لا يعنى أنه لن يموت. و عليه فالعبرة هل القرآن يستدل بأفضل استدلال ممكن أم لا.
و كذلك القول فى الأمثال فالمثل كى يكون مطابقا يكفى أن يكون مطابقا من وجه دون وجه على أن يكون الوجه المطابق هو المراد كقوله تعالى : فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث. فالمضروب لهم المثال ههنا ليسوا كالكلاب من كل وجه لكن وجه الشبه فى كون الوعظ من عدمه لا يؤثر فى حال هؤلاء فهم ضلال فى الحالين كما فى الآية الأخرى : قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُنْ مِنَ الْوَاعِظِينَ. فكذلك الكلب يلهث سواء ألجأته إلى الجرى بالطرد أم لم تلجئه فهو يلهث فى الحالين
|