![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [11] |
|
زائر
|
(أستعارات وترميز)
كل شيء صار يحتاج جهد إضافي لا يقل عن الخمسة أضعاف.. رجعت متاخرا للبيت كالعادة، لم أأكل شيء سوى هراء العيش... رميت بجثتي على فراش الموت... لأنعم بجنازة بسيطة المراسم، في عدم إكثرات جماهيري حافل... مضت ساعتين، قضيت نصفها محاولا غصب نفسي على النوم، أما النصف الثاني فختم بمشهد مرعب أفسد نظم دقات قلبي المرهق... أود لو أضرب بمقلاة على رأسي؛ لأسترجع رشدي.. أو لأفقد ما تبقى منه. أستطلعت المرايا لأرى أحدث التغيرات الجيوسياسية بوجهي.. شعر مبعثر... وهالات سوداء مرسومة بعمق.. أنها لوحة فنان لديه خيال كئيب وريشة حزينة. سبحت في العدم وغرقت في العشوائيات لعدة ساعات .. أحيانا يكون وجهي ملتصقا بالأرضية، وأحيانا اقيس المكان طولا وعرضا بخطوات سريعة.. تركيزي كان شتاتا للكنس.. لا شيء قابل للإنجاز سوى البكاء. "واحد.. اربعة.. ثمانية.. عشرة" (يضرب الجرس).. والجمهور المجنون قد فقد صوابه.. الفائز بالضربة القاضية هو: الملاكم ذو الشورت الأسود.. رفع الحكم يد الفائز معلنا بطلا جديدا للعالم.. لا أعرف أين كنت بالضبط اثناء مبارة القرن هذه، ولكنني أذكر أني قد راهنت على الملاكم الخاسر الذي يدعى "حياة".. بعد مائة تنهيدة عدمية.. نظرت ليدي التي كأن كلبا عضها راغبا بفتح متنفسا جديدا.. السكاكين كالنساء، عليك مقاومة إغرائها.. لازلت غارقا في الظلام بلا بصيص أو شعاع.. أنها عدميات الفجر مجددا.. غرقا.. تسمما.. قفزا.. جرحا لكن وحده مشهد المشنقة بدا كاملا.. تكرر عشرات المرات مصحوبا بضربات أحتفالية من السماء.. الإلهة لا تكثرت بالأمر، لسببان: الأول: لأنها وغدة، والثاني: لأنها غير موجودة لتفعل. غيمة سوداء قادمة، وأنا وحدي متلهف لقدومها.. تجاهلها وأن يكن، ستحاصر عنقك وتحكم عليها خنقا، حينها سيكون تجاهلك متقوقعا بالزاوية مغمضا عينه ظنا منه ان الأشياء التي نتجاهلها تختفي... فتحت التلفاز وركنت عند محطة لا أعرف لها أسما.. سأل المضيف ضيفه: ما رأيك بفوز الموت بالضربة القاضية في مبارة القرن؟ فرد عليه المحلل الذي يبدو مخضرما ومثيرا للجدل: لست متفاجأ.. الموت دائما يفوز على الحياة.. والعدم دائما يبتلع الوجود.. أغلقت التلفاز على إثر صوت وقع أقدام.. لم أكن خائفا بقدر ما كنت مستغربا، لا اتوقع قدوم ضيوفا.. لا الأن ولا بأي وقت أخر. أوه أنه هو... دخل سيد موت بعد أن دعى نفسه بنفسه وجلس قبل أن أأذن له.. البشاشة هي طبيعة علاقتنا. - ألن تعتذر عن دخولك بهذه الطريقة؟ - أعتذر عن دخولي؟ يا فتى، أنت تعرف أن المكان بلا أبواب أو نوافد، أنا دائما هنا معك - ماذا تريد سيد موت؟ - أريد رؤيتك عزيزي.. أنت تعلم أن أسمك كأي أسما أخر يندثر بسرعة، ولكنني دائما أذكرك - شكرا سيد موت على لطفك - كفاك رسميات وتملق.. أسمي ليس سيد موت على أي حال - بماذا أناديك؟ - لن تحتاج لذلك.. أنا من ذلك النوع الذي لا يعرف له أسما.. سوى الإشارة بأتجاهه - قلبي متعب وعقلي مثقل يا رجل - لديك خياران، أما تذهب للطبيب، أو تشنق نفسك - بحقك - ماذا؟ أنا مستمع جيد للإفضاءات، والأصدقاء الجيدين هم من يعطوا أصدقائهم أشياء عملية للتفكير فيها - .. - لماذا الحياة؟ - لماذا الموت؟ - عزيزي.. الموت لا يحتاج أسبابا، أنه أحتجاج على الوضع القائم في الحياة.. لماذا الحياة؟ - لا أعرف.. يمكنني تخيل نهاية طريق الطموح. جدار كبير متشقق قذر مكتوبا عليه بخط أحمر رديء: تهانينا - ثم لا شيء - لا شيء - تعشق الأجواء الختامية؟ - لكن لن أعيشها يوما - هكذا هم العشاق، لا يلتقوا أبدا، هل ألتقى روميو بجوليت؟ - لقد فصلت بينهم الظروف.. لذا الجواب عمليا: لا - ولكنهما ظلا رمزا للعشق والحب - كان الإنتحار يبدو سخيفا - بعض الأشياء تبدو سخيفة حتى نفهمها.. - نعم - عبارتك "يوما جميلا للإنتحار" سخيفة، لاسيما بعد فهمها - لما؟ - لا يوجد أياما جميلة للإنتحار، الإنتحار يجعل أي يوم بائس جميلا - تتكلم وكأنك إنتحرت.. هه - أنا مثلك تماما، أمجد العدم، وأعشق الوجود، ولا أتخيل نفسي سوى موجودا حتى بعد الموت.. في مكانا ما.. انا موجود وسأظل كذلك - دائما يقال لي أن الموت لن يذهب لأي مكان.. فلما لا أعيش وأتلذذ - الحياة كأس سينتهي بعد بضعة رشفات.. فلما لا تستمتع بشربه.. يبدو منطقا متينا - ربما - ولكنني لا أرى ذلك..أنه كأس يحوي شرابا مرا فاسدا رديئا، وأفضل رميه على شربه - لكنك لا تستطيع - هيء هيء هيء، نعم... الموت دائما ينتظرنا في نهاية الكأس - ماذا أن لم يكن الموت وحده، بل والله أيضا - الله يا بني أخد كل وقته ليثبت وجوده.. ولم يعد لوجوده قيمة.. والموجود لا يحتاج إلى إيمان ليكون موجودا، كما لا نحتاج إلى الإيمان بالشمس لتكون موجودة - لنترك مسألة الدين والله - نعم.. لنتركها، مع أنها لن تتركنا أبدا - ماذا تتوقع من الموت؟ - لا أتوقع شيئا من الحياة ولا أتوقع شيئا من الموت - أنا عالق في مأزق وجودي - ليس لديك الشجاعة لتموت.. لذا أود أن أساعدك على تحمل سخف الحياة.. خد بنصيحة طبيبك وأبلع تلك الأقراص كما يبتلع العدم الوجود - لا أعرف.. سيأخد الأمر بضعة أسابيع ليؤثر في - أنت فقط أبلعها، وحينها سيبدأ الإثر البلاسيبي في السريان.. ستشعر بتحسن ما أن يكون يكون بجانبك علبة دواء مخلصة لك مثلي - ... - أقولها لك لأنني احبك.. عكس فتاتك تلك هيء هيء هيء - أخدك شيطان! - ناشد جميع شياطين الأرض... هكذا أفضل - ... - تلذذ بالبهذلة واللذات الرخيصة، ولا تستعجل يا بسبس ماو، حتى ان عشت مائة عام، ستموت وتشبع موتا.. دعك من تراهات العم كو عن الخلود - شكرا على صراحتك أولا، ونصائحك ثانيا.. - حسنا، لست وحدك من يملك حياة هنا.. سأذهب الأن.. تذكر، انت بخير وستكون دائما كذلك ... |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أريد, مسيرة, نفسي, الإنتحار, الإنتحارالحياة, الحياة, الصدر, اخرى, تبعث, one, عام |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| مسخرة إسلامية رمضانية | Minas | العقيدة الاسلامية ☪ | 0 | 06-02-2019 10:39 AM |
| هل البروتينات مخيرة ام مسيرة | ستيفا | ساحة النقد الساخر ☺ | 1 | 11-10-2017 01:52 PM |
| الإنتحار أليس إنتهاء الأجل ؟ | yzeed1 | العقيدة الاسلامية ☪ | 15 | 08-09-2017 02:59 PM |
| مؤسس الإسلام كان مجنوناً وحاول الإنتحار مرارا | الأسطورة0 | العقيدة الاسلامية ☪ | 2 | 03-22-2017 01:14 PM |
| هراء المتدينين ضد الإلحاد : الإنتحار | هادي بن رمضان | العقيدة الاسلامية ☪ | 1 | 07-06-2014 08:35 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond