شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 08-22-2017, 05:33 AM الكائن غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
الكائن
عضو جميل
 

الكائن is on a distinguished road
افتراضي إعلان من الكائن مرفق ببداية

الكائن يعلن عن بدأ مشروع كتابة و فنية تكون قصص قصيرة أو شعر أو قصص مطولة أحيانا مرفوق بتوضيح مرسوم يدوي كل المشروع هو مطول و متشعب .
-------------------
''من يصارع الوحوش عليه أن يحذر أن لا يصبح هو نفسه وحشا , و عندما تحدق مطولا في هاوية الهاوية تحدق فيك أيضا'' فريدريك نيتشه

في ضواحي سوردوليكا (صربيا) , يونيو 1918 :
الحصان كان ميتا , فاسيلي تأمل في جثة الحيوان بنظرة كئيبة , مراقبا اليرقات تزحف داخل و خارج فم و عينا الحيوان , قبل ثلاث سنوات منظر كهذا كان ليجعله يتقيأ لكن الآن هذا أصبح مألوفا تبلدت مشاعره و هو ينظر لفم الحصان و قد تدلت أسنانه البيضاء خارجا و نهشت اليرقات لحمه ...
تخيل فاسيلي الحصان و هو في عرض لدمى الأطفال يهتز كأنه يجري ثم يرتفع عاليا كمنطاد , لقد كانت فكرة إنتصار الجيش صربي راسخة في ذهنه لكن مع مرور الوقت أصبح يرى الامر مروعا و باعثا لليأس أن تنتهي الحرب مخلفة الدمار , عند إنضمامه للقتال في البداية قال له قس القرية أنه في خضم حرب مقدسة و أنه في خدمة الإله كما ظن أن الجيوش مكونة من الرجال الشهم الذين يرتدون بذلات مزررة أنيقة حاملين بندقياتهم في صورة جذابة يخوضون المعارك العظيمة ...
لكن ثلاث سنوات في بطن الجحيم شفته من ذلك الوهم .
مشا بحذر من أن يدوس لغما إلى صخرة على تل مرتفع ليرى أين هو , قبل أسابيع كتيبته خسرت جنودا من القذائف المدفعية تقريبا كلهم ماتو و الذين نجوا ماتو من الغاز السام و الماء الذي حتى الأحصنه لا تشربه كلهم ماتو عدا فاسيلي نفسه ...
سمع فاسيلي صوت تحرك في الأجمة فأخذ بندقيته بسرعة مع كل هذه السنوات أصبح يحس أن بندقيته إمتداد لذراعه , تنفس بعمق و إنتظر مراقبا ...
السماء كانت رمادية نتيجة لدخان القذائف و الهواء كان يعبق برائحة تعفن الأحصنة و الموتى ممزوج برائحة الدم الثقيل يحمله الريح ...
كل هذا لم يهم فاسيلي ''فماذا فعل الإله عندما أغتصبت النساء و قتل الأبرياء أما علم الإله؟'' همس لنفسه ''فليرحمهم الإله'' فالإنسان لم يرحم ثم أعقب بتنهيدة ''ربما كلاهما لم يفعل'' ...
''أنا الآن ناج , ربما أنا الشئ الوحيد الذي يتنفس هنا'' مفكرا لنفسه .
تذكر بالأمس كيف كان وطنيا يصيح بهتافات الإنتصار و أن الإله يقف إلى جانبهم , لكن الآن لم يربح أحد كلهم خاسرون حتى بلاده صربيا ...
لما نظر فاسيلي رأى بلغاريا يصوب بندقية نحوه , حواسه أخبرته أن ينبطح آنيا ففعل كنتيجة ضيع العدو التصويب ثم في لحظة وقف متمالكا خوفه و أطلق بندقيته ناحية البلغاري فسقط قتيلا ...
فاسيلي لم يستطيع أن يذهب إلى الجنة الأبدية كان ذلك السبب الوحيد الذي يمنعه من أن يضع رصاصة في مؤخرة رأسه , فاسيلي لم يحب الجنة و كلما فكر في الإله شعر بالجبن ...
لم يستطع قتل نفسه لكنه إستطاع قتل رجل آخر ...
تمنى أن يرحل عن هذا العالم أن يأتي الموت و يمسك بيده إلى الضفة الأخرى , كاد يحسد الحصان الذي رآه على تعفنه , كان جد متعب ...
بعد مدة من فاسيلي يتخيل نفسه أنه مات وقف ببطؤ و مشى ناحية النهر , وقف على جثة البلغاري و رأى وجهه الميت تعلوه نظرة فارغة , أراد أن يتلو صلاة على الجندي البائس لكن لم يستطع أن يتكلم كأنما أصبح أخرس ...
البذلة كانت خاطئة الشارة و العلم لم يكونا حيث يفترض لم يكن متأكد مما قتل لكنه كان متأكدا أنه ليس بلغاريا قام بتفتيش جثة الجندي فوجد صورة ملطوخة بالوحل في جيب الصدر...
مسحها بإصبعه فرأى إمرأة جميلة يافعة في شارح بدا مألوفا , لأن فاسيلي كان في هذا المكان .
نيويورك .
هنالك أمريكيون في الحرب ؟ متى حدث هذا ؟
تمنى فاسيلي أن الجندي الشاب عاش ليخبره عن أي طرف يقاتل مع الأمريكيون لكن بندقيته كانت جيدة و تصويبه أيضا ...
أو ربما لو الأمريكي صوب جيدا لكانت الأمور مختلفة الآن ...
فكر فاسيلي لنفسه ''أنا لست لأموت حتى و لو أرد الإله لن يسمح لي'' ثم صحح لنفسه ''الشيطان لن يسمح لي''
تفقد فاسيلي جثة الأمريكي فوجد سجائر فرنسية رخيصة و مستوعبا فضيا خاضا بالمشروب فتحه فاسيلي و إشتمه ''إنه براندي الخوخ , (تويكا)'' ''البلغاريون و الرومانيون الملاعين هم من يشربون هذا الرجس''
''ziveli (بصحتك)'' رافعا المستوعب الفضي ناحية الأمريكي لم يعرف كيف يقول بصحتك بالإنجليزية ثم فكر أنه ربما عرف بعض الفرنسية فقال ''a votre santé''
''نخب الشيطان فليأخذ كل هذا البلد معه''
بينما تجرع فاسيلي المشروب رأى دخانا يتصاعد من كنيسة تلك الكنيسة التي صلى فيها رفاقه قبل الفاجعة ...
ذهب نحوها فوصل للمدخل , بين الحطام و النار رأى على الحائط كتابة ''الدم سيتدفق و ستوقظ هي أحدا آخر في الظلام'' مكتوبة بفوضوية ...
فكر لنفسه''بالفعل لقد تدفق كالماء'' رفاقه الذين مروا وماتوا في الأوحال و الدم ...
الجثث كانت ملقاة ’ بعضها أكثر من أسابيع ’ تفقد فاسيلي الجثث بحثا عن أي أشياء قيمة أي شئ يستحق أن يؤخذ لأرض الأحياء و ضع فاسيلي وشاحه على أنفه بعد لم يطق رائحة الموت
بعد أن غربت الشمس زحف إلى أنقاض الكنيسة و فكر لنفسه أنه وحيد ...
في البداية إطمأن ثم رأى مايشبه شخصا ظلا تحرك بسرعة و رشاقة ليست ببني الأموات في الجهة المقابلة من الدير , أخذ بندقيته و لف قماشا حول قطعة حطب ليصنع مشعلا يضيئ به ظلمة الليل ...
بحث حول المكان فعرف أنه قديم ربما يعود للقرن الثاني عشر فهو مزخرف برسومات بيزنطية عرف ذلك لأنه نشأ في قرية بها دير و كنيسة مماثل ...
للمرة الأولى منذ وقت طويل على موت جده فكر فيه هو ميت منذ خمس عشرة عاما الآن ...
كان ينظر إلى فاسيلي بغرابة بتلك العينان الخضراوين الللتان تشبهان البرتقال في شكلهما , تملك فاسيلي شعور بالنوستالجيا عندما كان الجد يجلس مع أحفاده و يروي له قصص الملوك
''لقد كنا لنكون أعظم من الإيطاليين لولا الأتراك'' ''لكن ستيفان نيمانجا ضحى ببملكة الأرض من أجل مملكة الجنة''
تمتم فاسيلي ''اللعنة على من عاش و فعل كمثل الأحمق''
أشعل سيجارته الرخيصة و تأمل في فسيفساء الزجاج التي تبدي صور القديسين فإسترخى لبعض الوقت ''الفلاحون كانو يظنون أن هاته الرسومات تشفي العمى''
نظر للصليب المعلق و الشمس المرسومة في النعيم الأبدي و فكر فيما يريد قوله للإله لم يعرف حتى إن كان الإله يسمع في المقام الأول بعد كل هذا ...
شرب مزيدا من البراندي الردئ حتى أفرع المستوعب الفضي ثم رمى المستوعب على الأرض فأحدث صدى حديديا ثم توجه في وسط الحطام للخروج لكنه أراد أن يستعيد المستوعب الفضي فرجع رأى المستوعب بجانبه كأس يستعمل في القداس ثم تملكه شعور مقدس عندما رأى أيقونات القديس يوحنا المعمدان كان يبدو من الخطيئة لمس عمل فني بتلك الإتقان و الإخلاص لكنه إستفاق من النشوة الإلهية على وقع رؤية أنا عيني القديس مفقودتان لقد كان يحدق في فراغين أسودين العينان أشبه بفتحة لباب , ضرب الزجاج بمؤخرة بندقيته فإنكسر و حطم الخشب , الحائط المموه كان يخبئ درجات ...

يتبع



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مرفق, أعمال, الكائن, ببداية


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل الكائن البشري له ارادة حرة ؟؟؟؟؟ ابن اوى علم الأساطير و الأديان ♨ 1 02-20-2018 01:59 PM
ماهذا الكائن؟ إبسلون ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 1 05-05-2017 06:42 AM
كيف دجَّنَ القمح الكائن البشريّ؟ فينيق في التطور و الحياة ☼ 0 07-15-2016 07:34 PM
الشاعرة آخين ولات: الشاعر هو الكائن الذي يموت طفلا ابن دجلة الخير ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 03-02-2016 03:57 PM
أعمال يوم الجمعة محمد الملحد العقيدة الاسلامية ☪ 0 09-06-2014 02:19 AM