نعود للبخاري والعود أحمد

المقلون يقولون أن أربعة أحاديث من صحيح البخاري ينبغي اعادة النظر فيها
وأنا أظن أن العدد أكبر من ذلك بكثير...
هذه ثاني مرة نتوقف فيها مع أحاديث مختارة من أصح كتاب بعد كتاب الله

الحديث 1 :

عرف رسول الله صلى الله عليه وسلم بلطفه في التعامل مع أصحابه , حتى في المواقف التي قد يلجأ الواحد منا فيها الى الغضب والعنف في الكلام نرى رسول الله يلزم الهدوء والتي هي أحسن , ولو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله , ويبين لأصحابه أخطاءهم بطريقة فنية لا تجرحهم ...ما أعظمك ! ما أعظم من سواك واختارك ! وهذه قبسة من قبسات تعامله صلوات الله عليه تبين ما أنا بصدد قوله هنا :

صحيح اليخاري كتاب اللباس الحديث 5497 -حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ رَجُلًا اطَّلَعَ مِنْ جُحْرٍ فِي دَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحُكُّ رَأْسَهُ بِالْمِدْرَى ، فَقَالَ : " لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكَ تَنْظُرُ لَطَعَنْتُ بِهَا فِي عَيْنِكَ ، إِنَّمَا جُعِلَ الْإِذْنُ مِنْ قِبَلِ الْأَبْصَارِ "

الحديث 2 :

كتاب اللباس الحديث 5376- حَدَّثَنَا صَدَقَةُ ، أَخْبَرَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي نَافِعٌ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ ، وَقَالَ : إِذَا فَرَغْتَ مِنْهُ فَآذِنَّا ، فَلَمَّا فَرَغَ آذَنَهُ بِهِ ، فَجَاءَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ ، فَجَذَبَهُ عُمَرُ ، فَقَالَ : أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكَ اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، فَقَالَ : اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لا تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ سورة التوبة آية 80 فَنَزَلَتْ وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ سورة التوبة آية 84 فَتَرَكَ الصَّلَاةَ عَلَيْهِمْ "

لنا وقفة أولا مع المشهد الهيتشكوكي العمري الذي يبين عن غلظة وشدة وانعدام أدب في التعامل مع النبي "فجذبه عمر فقال : أليس قد نهاك الله ...."
ثانيا من قال الكلام الذي بالأزرق :"استغفر لهم أو لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم " ؟
لو قلنا انه رد محمد على كلام عمر فتلك طامة كبرى لأنها تبين عن نفاق فاضح يمارسه محمد أمام ابن عبد الله بن أبي بن أبي السرح (زعيم من زعماء الخزرج) في جنازته , لذلك سنحسن الظن ونقول أنها تتمة كلام عمر فيها دعم قرآني لما قدمه من اعتراض . لكن , ألم يكن محمد يعرف تلك الآية ؟ فلماذا لم يرد على ابن عبد الله بن أبي السرح بها لما سأله أن يأتي للاستغفار لأبيه ؟؟ لا أظن أنه يمكن دفع شبهة النفاق المحمدي التي تحوم حول هذه الموقعة ...ثم ان عبد الله بن ابي السرح كان من المنافقين الكلاسيكيين الذين لا يختلف على نفاقهم اثنان اليوم والمنافقون في الدرك الأسفل من النار فكيف وافق محمد على أمر كهذا بل وذهب وكفنه بقميصه وصلى عليه واستغفر له ؟؟
يبدو أنه لا مفر من القول بانه مجرد بروتوكول سياسي قام به محمد على أكمل وجه أمام الخزرج الذين كانوا يقدرون رئيسا من رؤسائهم ولا شك قد تأثروا بما فعله محمد له في جنازته ...
لهذا نرفع جميعا القبعة لهذا الرجل المحنك سياسة و زعامة : محمد بن عبد الله ...