الكتاب المقدس (قراءة مفصلة لنصوص العنف والإجرام ) مع تفنيد لمقالات اللاهوت الدفاعى

[النجار]

الكتاب المقدس ،هو الكتاب الاكثر مبيعا ،ففاقت مبيعاته الخمس مليار نسخه،(القران كذلك توجد منه مليارات النسخ لكن لاتوجد احصائية دقيقه)،اى ان مبيعاته فاقت مبيعات رواية " دون كيخوتى" ،او رواية "هارى بوتر"... لكن ليته كان مجرد كتاب للتسليه كتلك الروايات،فلاياخذ القراء كلامه بمحمل الجد...بل يعتبره قرائه انه ينبوع للصدق والحكمه،ومثل اعلى لينهلوا منه قيمهم وطرائق معيشتهم... وتلك كانت المصيبه...فلحقت وما زالت اضرار بليغة بالبشر ماضيا وحاضرا بسبب ذلك الكتاب ...
يقول العالم "توماس هكسلي" :"أما بالنسبة للكتاب الذي يسمى الكتاب المقدس، فمن التجديف أن نسميه كلمة الله، هو كتاب ملئ بالأكاذيب والتناقضات، و سرد تاريخى للأزمنه المظلمة الرديئه وللرجال السيئين".
يقول الكاتب "كريستوفر هيتشنس"
يحتوي الكتاب المقدس، في الواقع، على أوامر بالإتجار بالبشر، والتطهير العرقي، والرق، وسعر شراء المراة، والمجازر العشوائية، ولكننا لسنا ملتزمين بأي منها لأنه تم تجميعها من قبل جماعة من الثدييات البدائية البشرية.
يقول الكاتب "مارك توين" :"افضل علاج للمرض المسمى مسيحية هو قراءة الكتاب المقدس".
"عقيدة عصمة الكتاب المقدس لاتختلف عن عقيدة عصمة الباباوات."
ويقول الفيلسوف "توماس بين": "كلما قرأنا عن تلك القصص الفاحشة،التعذيب المازوخى باسم الرب المتعصب،و شهوته واتباعه للانتقام بدون كلل ولا ملل...راينا انه من الانسب تسميته "كلمة الشيطان" وليس "كلمة الرب"،انه تاريخ للشر،وساهم بشكل كبير فى انحراف وتوحش بنى البشر..
"من المستحيل تصور كائن أكثر حقارة، وحقدا، وتغطرس، من الإله العبرانى ".
،يقول توماس بين :"كل افكارنا عن صلاح وعدل الرب تتبخر امام تلك الهمجية التى يحيلها اليه الكتاب المقدس، انه ليس الله عادل وصالح ذلك الذى يصفه لنا الكتاب،لكنه شيطان مريد يحمل اسم اله"
وقال " ديزموند توتو كبير أساقفة جنوب أفريقيا السابق"
"عندما جاء المبشرين إلى أفريقيا كان لديهم الكتاب المقدس وكان لدينا الأرض. قالوا لنا "دعونا نصلي". فأغلقنا أعيننا. عندما فتحنا اعيننا ،وجدنا الكتاب المقدس فى ايدينا ،وارضنا صارت فى ايديهم."
................................

موضوعنا ستجد فيه تفاصيل مشكلات الكتاب المقدس من تناقضات،خرافات،سرقات ادبيه،نبؤات كاذبة،عنف واجرام ..من سفر التكوين وحتى الرؤيا .. وسيكون مخصص للرد الموضوعى،على كل تبريرات اللاهوت الدفاعى..واقتباس اشهر تلك المقالات الدفاعيه....

(1)

"اجرام العبرانيون باسم الرب "القصة الكاملة"

مقدمه واقتباس من كلام المبشر الامريكى السابق الراحل "Farrell Till"

"الطبيعة البربرية للإله العبري يهوه أدت بالعديد من المؤمنين السابقين الى كفرهم بالكتاب المقدس، العهد القديم مليء بالمزاعم بان الرب فى مرات كثيره إما ارسل الدمار على الأطفال والرضع والاجنة بنفسه أو أمر الآخرين بالقضاء عليهم.ولا تقف بربرية هذا الإله عند هذا الحد ،بل يحث اتباعه من البدو العبرانيين ،بالتطهير العرقى لامم كاملة،ومحو اى اثر لهم...تلك الصورة البشعة تنفى تماما فكرة الرحمه،والحب والعدل المطلق عن ذلك الاله.... ،مع ذلك و للأسف، المؤمنون بالكتاب المقدس حاولوا تبرير اجرام ربهم ، بخلق اعذار،ومبررات واهية "

ساقوم باستعراض سياق النصوص،ومشكلاتها،ثم نقد تبريرات المدافعين:

١- ابادة اليهود للعماليق

البدو نادرا ماتركوا اثر عن وجودهم ، ناهيك عن ان فكرة ابادة الاخر وحرق مدنه ومحو اى اثر له ساهمت فى تعقيد المشكلة اكثر، هل ترك لنا العماليق روايتهم للاحداث؟،هل استمعنا لوجهة نظرهم؟ ابدا ...كل مانملك هو كلام اعدائهم عنهم... وكما يقال "التاريخ يكتبه المنتصرون" .... مع ذلك،مارواه العبرانيون عنهم يكفى تماما لتجريم يهوه ......

العماليق قبائل عاشت وانتشرت انتشار واسع فى شرق سيناء وسعير والنقب جنوب فلسطين
وحارب اسرائيل فى ريفيديم(غالبا منطقه فى شمال سيناء) طبقا للكتاب المقدس:

يعلق المبشر الراحل "Farrell Till"

إذا كانت تلك القصة عن العماليق صحيحة،فمنطقيا كان للعماليق سبب للتساؤل عن 2.5 إلى 3 ملايين إسرائيلي يتنقلون من مصر باتجاه حدودهم الجنوبية. وهذا وفقا لحكاية الجواسيس الذين أرسلهم موسى ليتفقدوا تلك الارض ،كانوا في برية باران في ذلك الوقت ،التى كانت غرب خليج العقبة وجنوب اراضى العماليق. امر موسى جواسيسه بالذهاب إلى كنعان "عن طريق الجنوب" ثم "الصعود إلى المرتفعات " (العدد 13: 17-18). و هذا الطريق إلى كنعان سيجعل مرور الجواسيس باراضي العمالقة امر حتميا. لأن تقريرهم لموسى قال إن "العماليق يسكنون في أرض الجنوب" (العدد 13:29). دليل آخر النص التالى ،
سفر العدد ١٤ أما الرجال الذين أرسلهم موسى ليتجسسوا الأرض، ورجعوا فاثاروا عليه كل الجماعة بماروجوه من اخبار سيئة عن الارض37 فمات الرجال الذين أشاعوا المذمة الرديئة على الأرض بالوبإ أمام الرب.38 وأما يشوع بن نون وكالب بن يفنة، من أولئك الرجال الذين ذهبوا ليتجسسوا الأرض، فعاشا.39 ولما تكلم موسى بهذا الكلام إلى جميع بني إسرائيل بكى الشعب جدا.40 ثم بكروا صباحا وصعدوا إلى رأس الجبل قائلين: «هوذا نحن! نصعد إلى الموضع الذي قال الرب عنه، فإننا قد أخطأنا».41 فقال موسى: «لماذا تتجاوزون قول الرب؟ فهذا لا ينجح.42 لا تصعدوا، لأن الرب ليس في وسطكم لئلا تنهزموا أمام أعدائكم.43 لأن العمالقة والكنعانيين هناك قدامكم تسقطون بالسيف. إنكم قد ارتددتم عن الرب، فالرب لا يكون معكم».44 لكنهم تجبروا وصعدوا إلى رأس الجبل. وأما تابوت عهد الرب وموسى فلم يبرحا من وسط المحلة.45 فنزل العمالقة والكنعانيون الساكنون في ذلك الجبل وضربوهم وكسروهم إلى حرمة.
نفهم من النص انه قد حاول الإسرائيليون اقتحام اراضي العماليق بأعداد كبيرة ، و تم دحرهم من قبل العماليق والكنعانيين، الذين، في الواقع، كانوا يدافعون عن أراضيهم من الغزاة الاغراب المعتدين..
وتلك هى االطريقة التي تتفاعل بها الدول عندما تتعرض للتهديد من قبل الغرباء الذين يتعدون على أراضيها. مثلا هذا الأسبوع فقط، أعلن حاكم نيو مكسيكو حالة الطوارئ بسبب الظروف على الحدود مع المكسيك / نيو مكسيكو و الدخلاء الاغراب المتسللين من الجنوب. إن حق الناس في حماية أراضيهم الوطنية قد اعترف به لعدة قرون، وهكذا لم يفعل المدنيون العماليق شيئا لم يفعله أي بلد حديث اليوم.
إن التوجه الإسرائيلي نحو الشمال إلى اراضي العماليق يمكن أن يفسر لنا بسهولة لماذا "جاء العماليق وقاتلوا الاسرائيليين في رفيديم" (ص 17: 8-16)، وعلى الرغم من أن هذه المعركة يبدو أنها حدثت في وقت سابق من تلك المشار إليها أعلاه. وبغض النظر عن ذلك التفسير السابق الذى تدعمه النصوص، فإن مجرد حشد من 2.5 إلى 3 ملايين جائع يتجسسون ثم يقتحمون جنوب اراضى العماليق، كان منطقيا سيدفع العماليق لشن ضربة وقائية لدحرهم واعادتهم من جائوا .

هزيمة هؤلاء العبرانيون المتطفلون على يد الكنعانيون المدافعون عن وطنهم حينئذ،وابعادهم الى مدينة حرمه، تبدوا وكانها كانت تجربة قاسية مذله لعصابة البدو العبرانيين وزعيمهم، وفسروا الامر كعادتهم انه عقاب الهى! (الههم يعاقبهم بمنعهم من فعل الشر تجاه الابرياء!!) ...ووضعوا نصوصا مريره على لسان الههم البدوى الصحراوى (يهوه)،
ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ 17:14فقال الرب لموسى: اكتب هذا تذكارا في الكتاب، وضعه في مسامع يشوع. فإني سوف أمحو ذكر عماليق من تحت السماء. ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ 17:16 وقال: إن اليد على كرسي الرب. للرب حرب مع عماليق من جيل إلى جيل.ﺍﻟﺘﺜﻨﻴﺔ 25:19 فمتى أراحك الرب إلهك من جميع أعدائك حولك في الأرض التي يعطيك الرب إلهك نصيبا لكي تمتلكها، تمحو ذكر عماليق من تحت السماء. لا تنس ذلك.
ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ 15 هكذا يقول رب الجنود: إني قد افتقدت ما عمل عماليق بإسرائيل حين وقف له في الطريق عند صعوده من مصر.3 فالآن اذهب واضرب عماليق، وحرموا كل ما له ولا تعف عنهم بل اقتل رجلا وامرأة، طفلا ورضيعا، بقرا وغنما، جملا وحمارا».

ذلك النص يدعم اكثر وكثر ما تم ذكره من نصوص سابقه،التى تعطى لمحات كاشفة لمنشا و طبيعة ذلك العنف والاجرام البدوى العبرانى ضد كل من قابلهم من الشعوب التى انتهكوا حدودها و تطفلوا عليها وابادوها..... انها لم تكن الاسطوانه المشروخه والمبرر الكاذب ان الرب يعذبهم ويبيدهم بايدى المؤمنين (سنتعرض لذلك الكلام فيما بعد) ،بل كانوا مجرد صعاليك مشردين،ارادوا امتلاك اوطان غيرهم بالعدوان عليهم وابادتهم ... وكلما سمحت لهم الفرصة للعدوان ،وضعوا الخطة على لسان الرب ،ومعنا الان احد الامثلة التى تكشف الى اى مدى بلغت وحشية ومازوخية واضعى تلك النصوص ،الرب يامر شاؤل بحملة تطهير عرقى ..ليس بسبب (انهم عصاه)،لكن تخيل السبب وطبقا للنص؟ : الرب اراد ان ينفث عن سموم احقاده على العماليق ( اقرا النصوص السابقة) واراد ان يعاقب العماليق على ما فعله اجدادهم لاسرائيل قبل ذلك بمئات السنين!!!
تخيل ممارسة التطهير العرقى ضد اناس، بعض من اجدادهم وقبل ذلك بمئات السنين قاموا بمهاجمة العبرانيون اثناء سيرهم ( حتى وان قبلنا صحة هذا الكلام،وان الامر لم يكن العكس تماما،او مثلا كان مجرد دحر تطفل العبرانيون،كما ذكرنا سابقا..فان الامر وطبقا للنص لم يكن اكثر من مناوشة ، لم يقم فيه العماليق بابادة العبرانيون)..
يعلق على ذلك Farrell Till

نعطى مثلا لحدث وقع بالفعل حوالى ٤٠٠ عاما مضت عندما وصف روبرت بيفيريلى هجوما من سكان امريكا الاصليون على المستعمرة الامريكيه فى 22 مارس عام 1622 واسفر عن مصرع 347 مستوطنا مستعمرا. ماذا سيكون رد الفعل العام إذا كان على رئيس الولايات المتحدة قول إنه سيصدر عقوبة على ما قامت به قبيلة بوهاتان في جيمس تاون في 1622 ثم أرسل قوات الجيش لتدميرهم كليا، بما في ذلك النساء ، والأطفال، والرضع، جنبا إلى جنب مع اى ماشية قد تكون لديهم؟ هل يمكن تخيل انه لن يكون هناك أي غضب عام واستهجان شديد ومحاكمة إذا تم فعل مثل هذا الفعل؟

تقول Rationalwiki فى مقال عماليق

العجيب ان الكتاب المقدس يؤكد ان شاؤل قام بالإبادة الكاملة.ولكن لسوء حظه،
ابقى على حياة شخص واحد(أغاغ الملك) مما اثار غضب الرب...و على ما يبدو ان الرب كان حكيما! عندما امر بقتلهم جميعا!. لأنهم بعد قتلهم جميعا ماعدا واحد،عادوا من جديد لأراضيهم القديمة مرة أخرى، ومن ثم قرر الرب القضاء عليهم ومحو ذكراهم بشكل اكيد تلك المره:
صموئيل الأول ٢٧ وصعد داود ورجاله وغزوا الجشوريين والجرزيين والعمالقة، لأن هؤلاء من قديم سكان الأرض من عند شور إلى أرض مصر9 وضرب داود الأرض، ولم يستبق رجلا ولا امرأة، وأخذ غنما وبقرا وحميرا وجمالا وثيابا ورجع .
ولكن عندما نصل إلى الاصحاح ٣٠، نعود مرة اخرى لهؤلاء العماليق!الذين هم كالقطط بسبع ارواح ،يتم محوهم تماما ثم يظهروا الخ الخ...وتلك المره يظهروا بوجه أكثر رحمة بكثير من رب شاول و داود،
ﺻﻤﻮﺋﻴﻞ ﺍﻷﻭﻝ 30 :1-2ولما جاء داود ورجاله الى صقلغ في اليوم الثالث كان العمالقة قد غزوا الجنوب وصقلغ وضربوا صقلغ واحرقوها بالنار 2وسبوا النساء اللواتي فيها. لم يقتلوا احدا لا صغيرا ولا كبيرا بل ساقوهم ومضوا في طريقهم.

الى مشاركة اخرى وتوبيخ اللاهوت الدفاعى على تبريره للمجازر...دمتم بخير