شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات الفنون و الآداب > ساحة الشعر و الأدب المكتوب

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 03-24-2017, 11:00 PM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
Post قصة قصيرة ....

الجزء الأول :

كرسيان متقابلان و مصباح يتردد في انارته ... هذا مجمل أثاث تلك الغرفة التي كانت غارقة في الصمت والظلام ... على أحد الكرسيين أجلس رجل شاحب الوجه مكبل اليدين والقدمين وعلى عينيه قطعة قماش حاجبة للرؤية...أما على الكرسي الثاني فقد كان الجالس هو: أنا . نزعت القماش عن عينيه ثم رمقته بابتسامة خبيثة :
"هل عرفتني ؟ "
"لا ...ماذا تريد مني ... أين أنا ؟ "
انطلقت من حنجرتي قهقهة حادة ... لم أستطع تمالك نفسي :
" ماذا أريد منك ؟؟ دعنا لا نستبق الأحداث ... ستحصل على كل الإجابات ... "
لا يفهم البشر الا لغة واحدة هي لغة الألم.
"اسمح لي أن أقدم لك منهجي : أنا أستعمل المنهج التوليدي لسقراط ...مع لمسة خاصة مني طبعا ...يقتضي هذا المنهج أن يذهب كل من المحاور والمحاور خطوة خطوة دون حرق المراحل "
ارتعب الرجل و صرخ :
"من أنت ؟ ماذا ستفعل بي ؟؟"
" ستعرف من أنا قبل مغيب شمس هذا اليوم ..."
أخرجت سكينا جيبيا ورفعته أمام عينيه ... ارتعش الرجل ... أحدثت جرحا على طول كفي : سالت دماء ...
" أتعرف ما هذا الشيء الأحمر الذي يخرج من الجسد ؟ "
رمقني في حيرة و خوف دون أن ينطق بحرف واحد...
" أسميه أنا الصباغة الحمراء... لأنه عندما يفقد المرء كمية كافية من الدم ... تبدأ ملامحه بالظهور... وتنكشف الحقيقة ...حقيقة كل شيء"
"ماذا فعلت لك ؟؟ "
" هل سمعت في حياتك بالماركيز فرانسوا دو ساد ؟"
"لا..."
"يمكنك أن تقول أنني من ورثة فنه ...قليلون هم من ورثوا عنه ذلك الفن ...بالمناسبة , لم يكن يستطيع قتل نملة ... كل ما كتبه كان محض خيال وفانتازيا ... لكنه نبغ في فن التعذيب ....أو ما اصطلح عليه المتأخرون اسم السادية ...يا رجل ! لقد خطر في باله ما لا يمكن أن يخطر في بال الأبالسة ... "
كل فعل يقتضي ردة فعل في نفس الاتجاه , في المنحى المعاكس وبنفس الشدة ....وبنفس الشدة!
"نابليون بونابارت ...لا شك أنك سمعت به ... طلب كتاب "جوستين" للماركيز دو ساد ليطلع عليه , لكن بمجرد ما قرأ الصفحات الأولى اشمئز قلبه , لم يستطع اكمال القراءة فرماه في النار ... أعتذر ...لقد أطلت عليك المقدمة ...دعنا ندخل في العرض "
في لمح البصر انقضضت عليه ... ووضعت السكين على حنجرته : "انظر الى عيني جيدا ...أنظر اليهما مباشرة ... انظر الى الشرار الذي ينبعث منهما ...أحقا لا تذكرني ؟"
أجاب وهو يصرخ كالطفل الصغير : "أقسم لا أعرفك ! أرجوك ...أتوسل اليك !"
ضغطت عنقه بالسكين أكثر فأكثر :
"ارجع بالذاكرة الى الوراء أيها المعتوه ...أيها ال ..."
فجأة ...تغير لونه ...
"لا تقل لي أنك ..."
لم يكملها حتى وجد لكمة يسارية استقرت على وجهه ...
"كان ذلك قبل 20 سنة....أليس كذلك ؟"
ثم انطلق من الغرفة صراخ يصم الآذان ....عويل ...كأن أحدهم يتقيأ أحشاءه . استمر الصراخ لمدة لا أعرف قدرها ...ثم خرجت من الغرفة....نظرت الى يدي : كانتا ملطختين بالدماء و ترتعشان بعنف ....حاولت إيقاف الارتعاش لكن بلا جدوى . ماذا فعلت للتو ؟ عم جو من الصمت والسلام ...

يتبع ...



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
قصة, قصيرة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قصة قصيرة من تأليفي ... ساحر القرن الأخير ساحة الشعر و الأدب المكتوب 16 08-27-2019 10:13 PM
“العري” قصة قصيرة للكاتب العراقي يحيى الشيخ صفا علي ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 12-29-2018 12:47 AM
قصة قصيرة luther ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 01-18-2018 04:40 AM
وحش الظلام الدامس....قصة قصيرة حكمت ساحة الشعر و الأدب المكتوب 0 12-31-2016 03:08 AM
قصة قصيرة عن كائن اسمه (الشيطان) ولاكن لا تحزن هنالك مفأجئة....... عدو الاسلام العقيدة الاسلامية ☪ 27 07-31-2016 10:39 AM