![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو نشيط
![]() |
البراهين الغائية: الحقُ هو الأحد؟ أم مختطفٌ من كائنات؟ نعيش في كونٍ كُتبت دقته على كل ذرة فيه، من قوانين فيزيائية تُذهل العقل، إلى خلية حية تُحاكي أعقد المصانع. هذا النظام الباهر يصرخ فينا: "لكل غاية، غارس حكيم". لكن، هل هذه الحكمة الكونية تدُلنا بالضرورة على "إله إبراهيمي"؟ هل تعقيد الكون يعني أن محمدًا، أو يسوع، أو موسى، هم حتمًا رسل "الخالق المطلق"؟ هل الكائن الكامل يحتاج لإرسال بشر يُقتلون ويُكذّبون؟ أم أن هناك لغزًا لم يُروَ بعد؟ فخ القفز من "المُصمِّم" إلى "الدين" البرهان الغائي يقول ببساطة: كون مُصمَّم بدقة = مُصمِّم. هذا منطقي. لكن القفزة من "المُصمِّم" إلى "دين معين" هي مغالطةٌ خطيرة. أن تؤمن بوجود مُصمِّم، هذا إدراك. أن تفترض أن هذا المُصمِّم هو بالضبط ما تتحدث عنه كتب قوم معينين، هذا افتراضٌ بلا برهان. وجود "الأحد المطلق" لا يثبت أن: من خاطب محمدًا في الغار كان كائنًا نقيّ الغاية. من ظهر في رؤيا لعذراء كان هو الإله. من تلقى ألواحًا في جبل كان رسول الأحد المطلق. بل قد تكون تلك تجارب "ما وراء طبيعية" من كائنات أخرى: متقدمة تكنولوجيًا، أو ذات طبيعة غير بشرية (جن، ملائكة، أو غيرهم)، أو حتى مزيجٌ من الحق والتلاعب. فرضية "الاختطاف الروحي": حين يتقمّص البعض الإله لماذا نُسلِّم بأن كل من ادّعى الاتصال بالإله كان صادقًا؟ أليس من الممكن، بل من الراجح، أن هناك كائنات "تتقمص" صفات الإله؟ ماذا لو أن: من نزل على محمد في الغار ليس إلا كائنًا ذا وعي أعلى، لكنه محدود؟ من صُلب أو تكلم من العليقة، مجرد ممثلٍ لما وراء، لا مصدر الوجود ذاته؟ نحن لا ننكر وجود "الأحد". بل نعتقد أنه مطلقٌ، لا يُدرك، لا يُحد، لا يحتاج، لا يتكلم كبشر، ولا يرسل رسلاً يحملون رسائل سياسية أو قبلية أو جنسية. بل نرى أن كل من زعم أنه "يتحدث باسمه" قد يكون: موهوبًا أو صادق النية، لكن خُدع. أو استُخدم من كائنات تبحث عن النفوذ. أو مدفوعًا بظروف سياسية أدت لخلق سردية مقدسة. الأحد ليس ملكًا للأديان كل دين يزعم أن لديه "المعجزة الحاسمة"، لكن الواقع: المعجزات لا تُثبت اليوم. النبوءات ليست دقيقة. النصوص ليست منزهة عن التناقضات. وكل دين يطعن في الآخر. إذًا، الاستدلال ببرهان غائي على صحة دين معين هو عبث. بل إن الدين قد يكون انحرافًا عن الأصل، عن الحقيقة العليا: "الأحد"، الذي لا يُوصف ولا يُؤدلج. نعم، الكون يشير إلى علة أولى. نعم، هناك سر وراء الوجود. لكن لا نبي، لا كتاب، لا طائفة، لا دين يملك الحقيقة المطلقة عنه. كل محاولة لإلصاق أسماء وصفات بشرية بـ"الأحد المطلق" هي في حقيقتها: محاولة اختطافٍ لصفاته، وتسويقه تحت راية "أنا وحدي من عرفه". ونحن نقول: "الأحد المطلق" لا يُحتكَر. لا يحتاج كتبًا، ولا جيوشًا، ولا معابد. هو الحقيقة العليا التي ما إن اقتربت منها... حتى سقطت كل الأسماء. هل نسميه الله؟ الأحد؟ الأصل؟ الوعي الكلي؟ لا فرق. لكن إياك أن تظنه يرسل رسائل مشفرة عبر أنبياء بشر، ثم يتركنا نتقاتل ونختلف ونتفرق! ما رأيك في هذه الرؤية؟ هل تغير نظرتك للدين أم تزيدها عمقًا؟ |
|
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
| أدوات الموضوع | |
| اسلوب عرض الموضوع | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond