" [...] وبعدما أن اقتحم المنصور الفاطمي حصن "ماواس" قرب تهودة عام 363ه/948 م و"أمر بجز الرؤوس فزادت على ثلاثمائة، وبعث بها إلى المنصورية وإلى المهدية. وبعد قضائه على ثورة أبي يزيد النكاري أمعن المنصور في التشهير بروس المشاركين في الثورة، فقد أمر بعد انتصاره بجمع عدد كبير من أتباع يزيد و"بقطع الرؤوس فقطع منها ما يعجز الوصف ويخرج عن الحد والنعت، وطوفت الرؤوس بالقيروان، كما "طيف بالقيروان برأس بن الفضل أبي اليزيد. وهكذا اضفى الفاطميون على تلك التقنية طابعاً احتفالياً للإمعان في ترسيخ السلطة وقوتها، وبث الرعب عند كل من تسول له نفسه التمرد والعصيان ودون أدنى مراعات لشروط الصحة العامة، إذا ما أخذنا في الاعتبار بقاء الرؤوس معلقة لعدة أيام وربما في أجواء شديدة الحرارة، مما يتسبب معه انتشار الروائح الكريهة".

[من هو الأكثر توحشاً: القبائل التي نعتبرها متوحشة أم الفاطميون؟]