الوجه السلطاني للأصولية الدينية
برز في الانتخابات الرئاسية المصرية الاخيرة وجها مألوفا من وجوه التملق، وهو وجه حزب النور، وغيرهم من رموز ابتاع الدين الحنيف، فقد صدّعت مكبرات المساجد رؤوس الناس بضرورة الذهاب الى الانتخابات للقيام بالواجب الشرعي، والواجب الشرعي هنا هو مبايعة الخليفة السيسي. ولا عجب في ذلك، فمعروف ان كبار مشايخ السلف هم مجموعة من المخبرين والمتطوعين في جهاز امن الدولة او الامن الوطني.
نفس الاساليب لا تتغير على مدار التاريخ الاسلامي، حتى ان من المحدثين من كان يضع الاحاديث ارضاءً للخلفاء.
فقد كان الفقهاء يحضرون مجالس الخلفاء التي يشرب فيها الخمر، فيتناقشون في أثنائها في حد شرب الخمر، وقد وجدوا للخليفة العباسي الراضي من يحدثه أن النبي قال:
«إن خفتم أن تسكروا فاكسروا حدته بالماء».
كما دَخَلَ غِيَاثُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَلَى الخليفة الْمَهْدِيِّ، وَكَانَ يُعْجِبُهُ الْحَمَامَ الطَّيَّارَةَ، فَرَوَى حَدِيثًا، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "لَا سَبْقَ إِلَّا فِي خُفٍّ، أَوْ حَافِر، أَوْ نَصْلٍ، (أَوْ جَنَاحٍ)". والحديث ليس فيه زيادة (جناح). فَأَمَرَ لَهُ الخليفة بِعَشْرَةِ آلَافِ دِرْهَمٍ.
فَلَمَّا خَرَجَ، قَال: أَشْهَدُ أَنْ قَفَاكَ قَفَا كَذَّابٍ.
فقد اصبح قدرنا ان نعيش في امة كل فقهائها من اصحاب القفا الكاذب.
|