شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

 
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-27-2017, 06:19 PM القيصر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
القيصر
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية القيصر
 

القيصر will become famous soon enough
افتراضي الفكر الديني فكر رجعي

الفكر الديني فكر رجعي

في الاحاديث النبوية المتعلقة بنهاية الزمان والملحمة الكبرى وغير ذلك من الترهات، من يقرأ تلك النصوص يشعر بان تاريخ البشرية يسير للاسوء حتى ينتهي بالكارثة.

الفكر الرجعي الذي اقصده هنا هو ان تؤمن ان العصر الذهبي يقع في الماضي الذي قد لا يتكرر والدنيا منذ ذلك العصر الذهبي تسير الى الهاوية. الفكر الرجعي هو التغني بالماضي الرائع وتمني العودة اليه.

جاء في بعض النصوص

((خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ))

البشرية تسير نحو الاسوء واضح من الحديث

ويقول الصحابي ابن عباس: كان بين نوح وآدم عشرة قرون كلهم على شريعة من الحق فاختلفوا، فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين

قول ابن عباس هذا غير صحيح ادم ونوح شخصيات خيالية والاديان التوحيدية جديدة نسبيا التعدد سبق التوحيد وليس العكس، لكن الشاهد ان ابن عباس يعتبر الماضي خير من الحاضر

إِنَّ مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ تُدْرِكُهُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ وَمَنْ يَتَّخِذُ الْقُبُورَ مَسَاجِدَ


فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلَامِ السِّبَاعِ لَا يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا وَلَا يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا فَيَتَمَثَّلُ لَهُمْ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ أَلَا تَسْتَجِيبُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : فَمَا تَأْمُرُنَا ؟ فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ ، حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ


سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيهاالصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة

الحديث يصف اشياء عادية تحدث دائما سواء في الماضي او الحاضر

واخيرا هذا الحديث الكارثي: ((ما جاء زمان إلا والذي قبله خير منه))


النصوص هذه واضحة في الحنين الى الماضي الذي كان خيرا من الحاضر وان الامور تسير للاسوء

من يأخذ تلك النصوص على محمل الجد سيصبح من اشد المتشائمين ولن يتوقف عن الاعتقاد ان العصور القديمة خير من كل ما اتت به البشرية وما ستاتي به ولهذا دائما تجد المسلمين ينادون بالرجوع الى الماضي حيث كانو يعيشون مجدهم كما يزعمون، لكن اي نوع من المجد كان ذاك؟

اليكم هذا الفيديو يشرح لباس العرب في بداية الاسلام


https://www.youtube.com/watch?v=ZlmAQ0QRP8w

باختصار لباس المسلمين الاوائل هو نفسه لباس الحجاج الان، لباس لايلبسه الفقراء في زمننا الا في حالات الفقر المدقع الشديد جدا لكنه بالتأكيد ليس لباس الاكثرية، طبعا نحن نقصد لباس عامة الشعب من المسلمين الاوائل، اما الطبقة الغنية فهم يلبسون افضل الالبسة بمعايير ذلك الزمن ولعل المقصود بالحج اجبار الاغيناء على لبس ملابس الفقراء كنوع من ازالة الفروق الطبقية داخل الحج على الاقل.

الشاهد في الامر ان الرفاهية التي تمتع بها المسلمون الاوائل لاوجود لها الا في مخيلة المسلم المعاصر الذي عبثت في عقله البروباغندا الاعلامية الدينية التي تصور تطبيق الشريعة الاسلامية لكل المشكلات فتجد عن طريق بث اخبار مزيفة وقصص خرافية عن نثر القمح فوق رؤوس الجبال من شدة توفر الغذاء، وتزويج الشباب بلا مقابل وغير ذلك من الهذيان فلا عجب ان يتوهم المسلم ان اسلافه المسلمين عاشوا كالملوك ، بينما في الحقيقة ان المصادر الاسلامية نفسها تحدثنا عن وضع مختلف.

المصادر الاسلامية نفسها تتحدث عن مجاعة ضربت المسلمين عاما كاملا زمن عمر بن الخطاب بل حتى عمر ابن الخطاب بذاته – كما تروي احدى القصص التي تتكرر على السنة الواعظين – اكتشف بيتا من بيوت المدينة لايتام تطبخ امهم الحجارة ، لو كانت تلك القصة صحيحة فلك ان تتخيل البؤس الذي كان الناس فيه وقتها.

طبعا لم يكن المسلمون وحدهم من يعاني الامرين في ذلك الزمن بل الفقر كان طابع كل الشعوب حينها، فلم يكن سكان افريقيا او اسيا او اوروبا افضل حالا، حتى الامبراطويات الكبيرة كالامبراطورية الرومانية والفارسية تلك الامبراطوريات كانت تعتمد على مبدا التضحية بالافراد لتقوية الجماعة فصحيح انها كانت دولا غنية وقوية الا ان قوتهم على حساب الافراد ، وانا اقصد بالافراد المواطن الغلبان الذي يعمل ليل نهار وبالكاد يجد الاكل الكافي.

في مصر القديمة كان معظم المواطنين فلاحين يعملون في اراض ليست لهم بل يملكها ملك مصر او احد افراد الطبقة العليا بل حتى البيوت التي يسكنها الفلاحون يمتلكها صاحب الارض ذاته وعند الحصاد يحصل المزارع على القليل والباقي من نصيب صاحب الارض، ورغم هذا تمكنت مملكة مصر القديمة من بناء الاهرام التي حيرت علماء الاثار واعتبرت اعجوبة من اعاجيب العالم ولكن ذلك تم على حساب المواطن الغلبان.

تقوية الدولة على حساب افرادها موجود في العالم الاسلامي فعندما تسمع عن فتوحات وغنائم فاعلم ان اكثرية الغنائم تذهب للخليفة وحاشيته وقادة الجيوش بينما لايصل الى عامة الشعب الا القليل ولاعجب ان تسمع ان الخليفة الفلاني عنده ثلاثمئة جارية وخمسمائة عبد فاياك ان تظن ان الغنائم كانت توزع بالتساوي بل نصيب الاسد للقيادات العليا واما الافراد فقد خدعهم القادة واوهموهم ان الهدف من القتال لتكون كلمة الله هي العليا.

الحقيقة ان الاهتمام بالفرد هو بدعة من بدع العصر الحديث لم يعرفها من عاصر القرون السابقة ولا من يزال يعيش في مجتمعات تطلب من افرادها ان يكونوا نسخا عن بعضهم واي محاولة لاي مواطن تكوين راي مستقل يتهم في عقله او في ولاءه للمجموعة.

من صور الرجعية في الفكر الديني ، الاعتقاد ان البشر قديما كانوا عمالقة ويعيشون لالاف السنين ومع الوقت اخذت احجامهم بالنقصان واعمارهم بالانحسار ، وهذا مجرد فكر اسطوري يجسد الرجعية تجسيدا، فالبشر العمالقة المعمرين لقرون ترفضه قوانين الكون قبل ان ترفضه الادلة من بقايا الامم البائدة وسكان ما قبل التاريخ.


طبعا الفكر الرجعي ليس مقتصرا على الاسلام بل ربما اخذه الاسلام من المسيحية ففي العصور الوسطى كان الكهنة والوعاظ المسيحيين يحذرون الناس من شر الابتعاد عن المسيحية وكيف ان عليهم العودة للتدين الذي كان عليه اباءهم واجدادهم والا فإنهم يسيرون مسرعين نحو الهاوية، افلا يذكرك هذا بشيء عزيزي القارئ.

الفكر الرجعي يواجه مشكلتين ، الاولى انه مخالف للواقع فالارقام تقول أن الزمن الذي نعيش فيه هوالاكثر سلمية والاكثر رفاهية.

هذا رسم بياني عن عدد القتلي بسبب الحروب نسبة الى عدد السكان منذ الحرب العالمية الثانية


عدد القتلى بانخفاض نسبة الى عدد السكان خصوصا منذ منتصف القرن العشرين، بالرغم من الحروب التي تحصل الان فان احتمال موتك منتحرا اكبر بعشر اضعاف من احتمال موتك بسبب الحروب والسبب ان عدد المنتحرين اكثر من عدد قتلى الحروب بعشر اضعاف.

الفقر اخذ بالانخفاض ايضا


من 85% من سكان العالم يعيشون تحت الفقر الشديد في عام 1820 انخفض العدد الى 10% في 2015

طبعا من يتابع وسائل الاعلام الان يظن ان الوضع كارثي بالنسبة للحروب والعنف بشكل عام ولكن هذا يعزى لسببين، اولهما ان القدرة على نقل الاخبار قد ازدادت فعند سماعك لاي نشره تشعر بانك تعيش الحدث في لحظته، والسبب الثاني ان معاييرنا اصبحت مرتفعة فالتصرفات التي نستهجنها الان مثل التعذيب في السجون هذه التصرفات كان اسوء سابقا ولكن لم يكن يستهجنها احد في ذلك الوقت وكانت الامور عادية جدا بالنسبة لهم بل ربما يستهجنون عدم وجود التعذيب.

حقوق الانسان تحسنت ايضا مع الايام ، يمكنك مقارنة وضع المرأة قبل مئة عام مع وضعها الان، او مقارنة حقوق السود في امريكا او مثليي الجنس او حتى حقوق الاطفال ، وليس عليك ان ترجع قرونا الى الوراء بل يكفي ان ترجع خمسين عاما لتر الفرق ففي الولايات المتحدة في ستينات القرن الماضي كانت بعض الولايات تمنع زواج السود مع البيض.


المشكلة الثانية في الفكر الرجعي انه يفسد الحاضر والمستقبل، فاذا اعتقدنا ان الماضي افضل وان الامور تسير للاسوء فما الفائدة حينها من محاولة حل مشكلاتنا، بل اذا اعتقدت ان التعاليم الدينية تحتوي على كل الحلول فليس عليك تطوير اساليب جديدة في الاقتصاد ولا في السياسة فكل تلك الاسئلة اجاب عنها الدين باحسن ما يمكن، بل حتى الامور العلمية قد لاتسلم من الفكر الديني الرجعي ، فكما كتب احد شيوخ الاسلام ان الله اراح المسلمين من البحث والتنقيب عندما اخبرهم بالحقائق الكونية مثل السماوات السبع والاراضي السبع.

عندما نتخلى عن الرجعية سندرك ان العصر الذهبي لايزال في المستقبل لم نصله بعد ، كل ما علينا هو دفع عجلة التقدم للامام، عن طريق التشكيك في تلك الحكمة السماوية المزعومة واخضاعها للدراسة والبحث وتطويرها بل وان نأتي بخير منها.

وما كنا لنحصل على الرفاهية التي ننعم بها الان الا عندما تخلى الناس عن الافكار الجامدة ومبادئ الزعيم الذي يعرف كل شيء والكتب القديمة التي تحتوي على اسرار الحكمة وبانتظار فكر رموزها ، كل تلك الافكار تنتمي للفكر الرجعي الذي كان علينا التخلي عنه تماما منذ عصر التنوير الاوروبي ان لم يكن قبل ذلك، فالمعرفة مصدرها التجريب وابداع افكار جديدة ثم نقدها لناتي بخير منها ، اما الفكر الرجعي فهو ان تؤمن ان كل المعرفة المهمة تم اكتشافها وكل الاختراعات العظيمة تم اختراها ولم يبق الا انتظار الساعة التي ظهر اشراطها، جرب ان تتكلم مع اي مسلم حول افكار مستقبلية عن استعمار الفضاء او تحقيق الخلود وعلاج الشيخوخة او الذكاء الاصطناعي الخارق ستجده يرفض كل هذا ليس بسبب ضيق افقه او نقص معلوماته بل بسبب سيطرة الفكر الرجعي عليه ، فالمسلم الان وفي كل وقت ينتظر يوم القيامة او نزول عيسى حيث سيكون الفرج على يديه.

وشكرا لكم



  رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الديني, الفكر, رجعي, فكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
اسلوب عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تبسيط كيف تطور الفكر الديني وصولا للاسلام النبي عقلي العقيدة الاسلامية ☪ 15 06-30-2018 08:27 PM
حوار بين Hamdan و qettoun في نقد الفكر الديني Hamdan ساحة المناظرات 17 12-03-2017 08:11 PM
نقد الفكر الديني - كتاب للدكتور صادق جلال العظم فينيق ساحة الكتب 3 12-27-2015 08:31 PM
لن تهزموا الحجاب الا اذ هزمتم الفكر الديني.... Basim العقيدة الاسلامية ☪ 15 08-13-2015 03:59 PM
نقد الفكر الديني الاسلام هو المشكلة السيد مطرقة11 الأرشيف 0 08-30-2013 06:32 AM