شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 12-13-2016, 12:18 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي حلفاء الملحد الحقيقيون في إصلاح الإسلام

هل الإسلام دين قابل للإصلاح أصلا؟

لا أعرف، لأننا نحن البشر نتنبأ بالمستقبل بالاعتماد على القياس بسيناريوهات شبيهة ماضية، وأنا أرى أن هذا مفقود في حالة الإسلام لأنه اختلط بالسياسة أيام تكوّنه الأول بطريقة لم تحصل لدى أي دين عالمي آخر وبالتالي فأنا أراه حالة فريدة من نوعها تجعل الاعتماد على تجارب الأديان الأخرى مقارنة ناقصة غير مكتملة لنحكم على مستقبل الإسلام وما يصلح له وما لا يصلح.

لكن هذا لا يعني أن الأمل معدوم.

لطالما ثارت في المتدى وغيره نقاشات ثرية عن إمكانية إصلاح الإسلام والطريقة الأمثل لذلك. بكل واقعية وشفافية، أنا أرى أننا نحن لا نستطيع أن نصلح الإسلام بطريقة مباشرة ببساطة لأنه لا توجد طريقة لبقة مقبولة لتقول فيها لشخص صرف عقودا من عمره من أجل غاية كبرى إن كل جهوده كانت من أجل هراء خالص، ولا توجد طريقة لبقة لتصرح لمؤمن بأنك ترى أقدس مقدساته محض خرافات لا وجود لها، وأن الأمر برمته لا يعدو أكثر من كونه كذبة كبيرة.

لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نساعد إخوتنا المسلمين بطرق غير مباشرة.

أولا مجرد انتقادنا لدينهم (لا سيما من تمكنوا من الإفصاح عن هوياتهم وهم آمنون في الغرب كحامد عبد الصمد وآيان وأمثالهما) يضعهم تحت الأمر الواقع الذي نسعى إليه. فنحن لا نسعى إلى تجريد المؤمنين من عقائدهم ولكن أن يحترموا هم عقائد ولاعقائد الآخرين (العدوان من طرفهم وليس العكس) وأن يحترموا قيم حرية النقد والتعبير، ووضعهم تحت الأمر الواقع بواسطة هؤلاء النخبة تمهيد جيد من أجل تجريء الناس على تحويلها إلى ظاهرة عامة ومقبولة مع الوقت حيث يصير الإسلام مثله مثل غيره لا واسطة خاصة به تجعله حصينا من النقد بينما كتاب المسلمين المقدس نفسه لا يشبع من تقبيح عقائد الآخرين وعقولهم والطعن في نواياهم.

لكن الملحدين ليسوا هم وحدهم من يريدون إصلاح الدين، بل إن بين المسلمين عقلاء يودون ذلك بصدق، وهؤلاء أفضل حليف للملحد لأن المسلم مهما بلغ تحرره سيظل أكثر قبولا لدى الجماهير المسلمة من الملحد الصرف.

هذا الكلام ليس جديدا بل قيل كثيرا، وزميلنا منشق يقول به طول الوقت.

لم أكتب هذا الموضوع من أجل إعادة ما نعرفه، بل من أجل أن أركز على شرط ضروري ولا غنى عنه في حليف الملحد الحقيقي في هذه المعركة.

المسلمون الذين يتاجرون بقيم الحداثة كثيرون جدا، ولكن معظمهم (قد لا يكونون أقل من تسعين في المئة منهم) هم أعداء لهذا المشروع الإصلاحي.

لماذا؟

لأنهم يتاجرون بقيم الحداثة بالكلام فقط، ولكن عندما يوضعون تحت الامتحان ترى أنهم يخونونها بمحاولة تحصين دينهم من النقد بالطرق الرخيصة: مثلا بتشجيع قوانين المعاقبة على ازدراء الأديان! (هل تستطيعون عد المرات التي دخل علينا فيها إلى هذا المنتدى شخص مسلم يتاجر بالتسامح والسلام ثم ما هي إلا بضع ردود حتى بدأ يشتمنا ويتوعدنا بجهنم في الآخرة وحد الردة في الدنيا؟)

هذا هو الامتحان الحقيقي الذي يفشل عنده تسعون في المئة من ممن يدعون أنهم من المصلحين وهم في الحقيقة مخربون ومشاغبون على المشروع لا يصنعون أكثر من إعطائنا السم ممزوجا بالعسل من أجل تخديرنا عن رؤوية مآربهم الحقيقية، ألا وهي تبرئة دينهم الحبيب مما يكال إليه من تهم بأي ثمن، حتى ولو كان التقية والنفاق.

إن أكبر همهم هو ألا يسمعوا كلمة نقد واحدة تقال لدينهم على الملأ، ولكن أليس هذا تناقضا صارخا مع قيم العلمانية التي يدعون حملها والتي تشجع على التعددية وحرية التعبير!

علامة المصلح الحقيقي هي أن يتقبل بصدر رحب صادق أن يسمع النقد يوجه لدينه، وأن يريد لأمثالنا ممن ينتقدون الأفكار ويتورعون عن التحريض على العدوان وينادون بالمساواة للجميع بل وحرية العقيدة للجميع (بشرط أن لا يؤذي المؤمن غيره بذريعة التعاليم الإلهية بالطبع) أن يجهروا بأصواتهم وهم آمنون ويتحمل الألم النفسي الناتج عن ذلك بكل شهامة لأنه يرى قيم العلمانية التي يدعو إليها أهم وأثمن وتستحق تلك التضحية، علامته أن نراه يدعو بصدق إلى ساحة حرة حقيقية لا يؤذى فيها أحد بسبب أفكاره طالما أنه لا يدعو إلى كراهية أو تحريض، وأن يقبل مسرورا بأن يرى دينه العزيز غير مستثنى من هذا القانون العالمي بلا واسطات ولا محسوبيات.

ونعم أنت لم تفهمني خطأ: أنا أرى -وبقوة- أن دورنا سيكون أكثر نفعا وتأثيرا إذا ظللنا ننتقد الإسلام! (أكرر: بشرط عدم التحريض والكراهية، هذا شرط أساسي جدا. المسلمون هم أهلنا الذين نشأنا بينهم ولكننا لا ندين لأفكارهم بشيء فالأفكار ليس لها حقوق) وأننا بهذه الممارسة سنفيد المسلم المصلح الحقيقي الذي يدعو إلى ساحة حرة بمساعدته على تطبيق شعاراته على أرض الواقع بينما سيفيدنا هو بأن صوته سيظل أكثر قبولا لدى المسلمين (عنده شوية أمل على الأقل!).

الغرب ذكي ويعرف أصدقاءه الحقيقيين، ولذلك وضع أيديه في أيدي أمثال ماجد نواز الذين يدعون إلى قيم العلمانية بأسلوب نزيه وصادق وليس من أجل الغش والخداع.

وأنا أدين لكل مسلم يوفي هذا الشرط بإخلاص أن أكون حليفه وأن أذود عنه ما استطعت، فقيم العلمانية التي تساوي بين الناس وتحيد المعتقدات هي ما يجمعنا معا والمسلم الذي يعتنق بصدق وإخلاص قيم العلمانية هو حليفي وصديقي ولا فرق عندي بينه وبين الملحد الذي يعتنق نفس القيم.



التعديل الأخير تم بواسطة binbahis ; 12-13-2016 الساعة 12:38 PM.
:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 12:59 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المسلمون الذين يتاجرون بقيم الحداثة كثيرون جدا، ولكن معظمهم (قد لا يكونون أقل من تسعين في المئة منهم) هم أعداء لهذا المشروع الإصلاحي.
الزميل بن باحث يعود للاستشهاد بالمنتدى ( تجارب فرديّة ) على أحكام عامّة تشمل ملايين الناس.

هل نفترض أنّ 90% من المسلمين الإصلاحيّين هم كاذبون لمجرّد أنّ عمّار الأسدي دخل بعشر عضويات مختلفة و انتهى به الأمر يشتمنا؟

للأسف، لبّ موضوعك و أساسه مبنيّ على تعميم خاطئ.

على فكرة، أعتقد بأنّ المسلمين يعتقدون عنّا الشيء نفسه حينما يقولون بأنّنا ملحدون بالكلام فقط، و لكنّ صهاينة في دواخلنا، أيّ شيء إلا أن نكون ما نحن عليه حقّا.

تحياتي



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:15 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ مشاهدة المشاركة
الزميل بن باحث يعود للاستشهاد بالمنتدى ( تجارب فرديّة ) على أحكام عامّة تشمل ملايين الناس.

هل نفترض أنّ 90% من المسلمين الإصلاحيّين هم كاذبون لمجرّد أنّ عمّار الأسدي دخل بعشر عضويات مختلفة و انتهى به الأمر يشتمنا؟

للأسف، لبّ موضوعك و أساسه مبنيّ على تعميم خاطئ.

على فكرة، أعتقد بأنّ المسلمين يعتقدون عنّا الشيء نفسه حينما يقولون بأنّنا ملحدون بالكلام فقط، و لكنّ صهاينة في دواخلنا، أيّ شيء إلا أن نكون ما نحن عليه حقّا.

تحياتي
يؤسفني أن أخبرك يا زميلي العزيز أن عينتي التي اعتمدت عليها تتجاوز عمار الأسدي إن كان هذا ما يقلقك.
هل تحاول حجب الشمس بغربال مثلا؟ المسلمون لا يعرفوننا بالطبع ويستطيعون قول ما يشاؤون عنا ظنا وتكهنا لأنهم هم أجبروننا على الاختباء تحت الأرض، هم أرادوا هذه النتيجة وحصلوا عليها، بينما نحن نعيش بين المسلمين بالغصب ونتعامل معهم كل يوم ونراهم على حقيقتهم ونراهم حين يحاورون الغرب وهم يكذبون ويزورون.
إنهم لا يعرفوننا، ولكننا نحن نعرفهم.



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:19 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

الزميل بن باحث، هل لديك إحصائيات حول المسلمين '' المنافقين '' الذين تتحدّث عنهم؟

من المفترض أنّ مقالك موجّه لنا نحن، كيف تقنعني بأنّ المسلمين الحداثيين أكذوبة؟ خصوصا إذا كانت تجاربي الفرديّة معهم تقول عكس ما تقوله تجاربك؟



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:25 PM Sceptic غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
Sceptic
عضو برونزي
 

Sceptic is on a distinguished road
افتراضي

أصلاح الإسلام هو ما عكف عليه المسلمون لقرون طويله, وما زالوا.
كان الأزهر, ومعه بعض أنظمة التعليم في الدول العربيه, يدرسون إسلاماَ مصلّحاً قبل عدة عقود لكن ذلك كله إنهار مع أول هجمة سلفيه.

الإسلام الأصلي سيكمن دائماً في عقر أي اسلام مصلح كما تكمن الجراثيم في جسم حامل المرض لتنتعش في الوقت المناسب.

ثم ان تدريس اسلام مصلح هو أخلاقياَ غير مقبول لانه ترويج للكذب والجهل, ولا ينبغي ان يكون هذا هدفاً لأي مصلح لمجتمعه.

يمكن أن يدرّس الإسلام وغيره في المدارس دراسه نقديه لا دعائيه, كما تدرس افكار أخرى سادت ثم بادت.

تحياتي.



  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:34 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة sceptic مشاهدة المشاركة
أصلاح الإسلام هو ما عكف عليه المسلمون لقرون طويله, وما زالوا.
كان الأزهر, ومعه بعض أنظمة التعليم في الدول العربيه, يدرسون إسلاماَ مصلّحاً قبل عدة عقود لكن ذلك كله إنهار مع أول هجمة سلفيه.

الإسلام الأصلي سيكمن دائماً في عقر أي اسلام مصلح كما تكمن الجراثيم في جسم حامل المرض لتنتعش في الوقت المناسب.

ثم ان تدريس اسلام مصلح هو أخلاقياَ غير مقبول لانه ترويج للكذب والجهل, ولا ينبغي ان يكون هذا هدفاً لأي مصلح لمجتمعه.

يمكن أن يدرّس الإسلام وغيره في المدارس دراسه نقديه لا دعائيه, كما تدرس افكار أخرى سادت ثم بادت.

تحياتي.
مداخلة لطيفة. لقد نبهتني إلى أنني جانبت الدقة لما عبرت عن الأمر بأنه محاولة "إصلاح الإسلام" لأن غرضي هو جعله تحت القانون لا فوقه، إنها ليست عملية إصلاح للدين حقا بقدر ما هي إخضاعه للقيم العلمانية التي تحفظ حق التدين حقا فرديا وتمنع العقائد من التغول على مستوى الجماعة.



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:35 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ مشاهدة المشاركة
الزميل بن باحث، هل لديك إحصائيات حول المسلمين '' المنافقين '' الذين تتحدّث عنهم؟

من المفترض أنّ مقالك موجّه لنا نحن، كيف تقنعني بأنّ المسلمين الحداثيين أكذوبة؟ خصوصا إذا كانت تجاربي الفرديّة معهم تقول عكس ما تقوله تجاربك؟
عزيزي منشق. أنا لا أكتب بحثا جامعيا. أمثال من ذكرتهم أنا من المصلحين يحظون بحراسة شخصية تحميهم من عدوان الجاليات المسلمة وهم يعيشون في أرقى الدول الأوربية. لست في حاجة إلى النزول إلى الشارع وعمل إحصائية كما لن يمكنك أن تغطي الشمس بغربال.



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:41 PM مُنْشقّ غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
مُنْشقّ
عضو عامل
الصورة الرمزية مُنْشقّ
 

مُنْشقّ is on a distinguished road
افتراضي

إطلاق أحكام عامّة تشمل ملايين الأشخاص تحت لواء '' الشمس لا تحجب بغربال '' يستطيع أن يأتي به أيّ شخص. يحقّ للمسلم أن يتّهمك بأيّ تهمة يراها مناسبة تحت اللواء نفسه '' الشمس لا تحب بغربال مليء بالثقوب ''.



:: توقيعي ::: الدينُ أفيون الشعوب.

“What can be said at all can be said clearly; and whereof one cannot speak thereof one must be silent”
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 01:56 PM حكمت غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
حكمت
الباحِثّين
 

حكمت is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة binbahis مشاهدة المشاركة
هل الإسلام دين قابل للإصلاح أصلا؟

لا أعرف، لأننا نحن البشر نتنبأ بالمستقبل بالاعتماد على القياس بسيناريوهات شبيهة ماضية، وأنا أرى أن هذا مفقود في حالة الإسلام لأنه اختلط بالسياسة أيام تكوّنه الأول بطريقة لم تحصل لدى أي دين عالمي آخر وبالتالي فأنا أراه حالة فريدة من نوعها تجعل الاعتماد على تجارب الأديان الأخرى مقارنة ناقصة غير مكتملة لنحكم على مستقبل الإسلام وما يصلح له وما لا يصلح.

لكن هذا لا يعني أن الأمل معدوم.

لطالما ثارت في المتدى وغيره نقاشات ثرية عن إمكانية إصلاح الإسلام والطريقة الأمثل لذلك. بكل واقعية وشفافية، أنا أرى أننا نحن لا نستطيع أن نصلح الإسلام بطريقة مباشرة ببساطة لأنه لا توجد طريقة لبقة مقبولة لتقول فيها لشخص صرف عقودا من عمره من أجل غاية كبرى إن كل جهوده كانت من أجل هراء خالص، ولا توجد طريقة لبقة لتصرح لمؤمن بأنك ترى أقدس مقدساته محض خرافات لا وجود لها، وأن الأمر برمته لا يعدو أكثر من كونه كذبة كبيرة.

لكن هذا لا يعني أننا لا نستطيع أن نساعد إخوتنا المسلمين بطرق غير مباشرة.

أولا مجرد انتقادنا لدينهم (لا سيما من تمكنوا من الإفصاح عن هوياتهم وهم آمنون في الغرب كحامد عبد الصمد وآيان وأمثالهما) يضعهم تحت الأمر الواقع الذي نسعى إليه. فنحن لا نسعى إلى تجريد المؤمنين من عقائدهم ولكن أن يحترموا هم عقائد ولاعقائد الآخرين (العدوان من طرفهم وليس العكس) وأن يحترموا قيم حرية النقد والتعبير، ووضعهم تحت الأمر الواقع بواسطة هؤلاء النخبة تمهيد جيد من أجل تجريء الناس على تحويلها إلى ظاهرة عامة ومقبولة مع الوقت حيث يصير الإسلام مثله مثل غيره لا واسطة خاصة به تجعله حصينا من النقد بينما كتاب المسلمين المقدس نفسه لا يشبع من تقبيح عقائد الآخرين وعقولهم والطعن في نواياهم.

لكن الملحدين ليسوا هم وحدهم من يريدون إصلاح الدين، بل إن بين المسلمين عقلاء يودون ذلك بصدق، وهؤلاء أفضل حليف للملحد لأن المسلم مهما بلغ تحرره سيظل أكثر قبولا لدى الجماهير المسلمة من الملحد الصرف.

هذا الكلام ليس جديدا بل قيل كثيرا، وزميلنا منشق يقول به طول الوقت.

لم أكتب هذا الموضوع من أجل إعادة ما نعرفه، بل من أجل أن أركز على شرط ضروري ولا غنى عنه في حليف الملحد الحقيقي في هذه المعركة.

المسلمون الذين يتاجرون بقيم الحداثة كثيرون جدا، ولكن معظمهم (قد لا يكونون أقل من تسعين في المئة منهم) هم أعداء لهذا المشروع الإصلاحي.

لماذا؟

لأنهم يتاجرون بقيم الحداثة بالكلام فقط، ولكن عندما يوضعون تحت الامتحان ترى أنهم يخونونها بمحاولة تحصين دينهم من النقد بالطرق الرخيصة: مثلا بتشجيع قوانين المعاقبة على ازدراء الأديان! (هل تستطيعون عد المرات التي دخل علينا فيها إلى هذا المنتدى شخص مسلم يتاجر بالتسامح والسلام ثم ما هي إلا بضع ردود حتى بدأ يشتمنا ويتوعدنا بجهنم في الآخرة وحد الردة في الدنيا؟)

هذا هو الامتحان الحقيقي الذي يفشل عنده تسعون في المئة من ممن يدعون أنهم من المصلحين وهم في الحقيقة مخربون ومشاغبون على المشروع لا يصنعون أكثر من إعطائنا السم ممزوجا بالعسل من أجل تخديرنا عن رؤوية مآربهم الحقيقية، ألا وهي تبرئة دينهم الحبيب مما يكال إليه من تهم بأي ثمن، حتى ولو كان التقية والنفاق.

إن أكبر همهم هو ألا يسمعوا كلمة نقد واحدة تقال لدينهم على الملأ، ولكن أليس هذا تناقضا صارخا مع قيم العلمانية التي يدعون حملها والتي تشجع على التعددية وحرية التعبير!

علامة المصلح الحقيقي هي أن يتقبل بصدر رحب صادق أن يسمع النقد يوجه لدينه، وأن يريد لأمثالنا ممن ينتقدون الأفكار ويتورعون عن التحريض على العدوان وينادون بالمساواة للجميع بل وحرية العقيدة للجميع (بشرط أن لا يؤذي المؤمن غيره بذريعة التعاليم الإلهية بالطبع) أن يجهروا بأصواتهم وهم آمنون ويتحمل الألم النفسي الناتج عن ذلك بكل شهامة لأنه يرى قيم العلمانية التي يدعو إليها أهم وأثمن وتستحق تلك التضحية، علامته أن نراه يدعو بصدق إلى ساحة حرة حقيقية لا يؤذى فيها أحد بسبب أفكاره طالما أنه لا يدعو إلى كراهية أو تحريض، وأن يقبل مسرورا بأن يرى دينه العزيز غير مستثنى من هذا القانون العالمي بلا واسطات ولا محسوبيات.

ونعم أنت لم تفهمني خطأ: أنا أرى -وبقوة- أن دورنا سيكون أكثر نفعا وتأثيرا إذا ظللنا ننتقد الإسلام! (أكرر: بشرط عدم التحريض والكراهية، هذا شرط أساسي جدا. المسلمون هم أهلنا الذين نشأنا بينهم ولكننا لا ندين لأفكارهم بشيء فالأفكار ليس لها حقوق) وأننا بهذه الممارسة سنفيد المسلم المصلح الحقيقي الذي يدعو إلى ساحة حرة بمساعدته على تطبيق شعاراته على أرض الواقع بينما سيفيدنا هو بأن صوته سيظل أكثر قبولا لدى المسلمين (عنده شوية أمل على الأقل!).

الغرب ذكي ويعرف أصدقاءه الحقيقيين، ولذلك وضع أيديه في أيدي أمثال ماجد نواز الذين يدعون إلى قيم العلمانية بأسلوب نزيه وصادق وليس من أجل الغش والخداع.

وأنا أدين لكل مسلم يوفي هذا الشرط بإخلاص أن أكون حليفه وأن أذود عنه ما استطعت، فقيم العلمانية التي تساوي بين الناس وتحيد المعتقدات هي ما يجمعنا معا والمسلم الذي يعتنق بصدق وإخلاص قيم العلمانية هو حليفي وصديقي ولا فرق عندي بينه وبين الملحد الذي يعتنق نفس القيم.
تحياتي زميل......
مجرد قولك لمصطلح (إصلاح الإسلام) فهذا لن يجدي نفعا, بل سيصب الزيت على النار, نظرية المؤامرة نفسها, لم تنشأ إلا بمثل هذه المفاهيم, إصلاح الإسلام, تغييره, تحوير هويته, وهذا يزيد عدد المتطرفين يوما بعد يوم......
حسب رأيي المتواضع....الحل لا يكمن بإصلاح الاسلام....الحل يكمن بمحاربة التطرف فقط....إذا نظرنا إلى الواقع بعين موضوعية نوعا ما....سنجد أن المتطرفين الإسلاميين هم العلة والوجع.....
الأديان عموما, ليست شيئا قابلا للإصلاح والتطويرهي مفاهيم تراثية قديمة, يكمن الحل في علمنة الحياة, والتحول من الشريعة الدينية إلى القوانين الإنسانية, وإرساء مبادئ الحرية والعدالة والمساواة.....



:: توقيعي ::: طربت آهاً....فكنتِ المجد في طربي...
شآم ما المجد؟...أنت المجد لم يغبِ...
.
بغداد...والشعراء والصور
ذهب الزمان وضوعه العطر
يا ألف ليلة يا مكملة الأعراس
يغسل وجهك القمر...
****
أنا ضد الدين وتسلطه فقط، ولكني أحب كل المؤمنين المتنورين المجددين الرافضين لكل الهمجية والعبث، أحب كل من لا يكرهني بسبب أفكاري
  رد مع اقتباس
قديم 12-13-2016, 02:03 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُنْشقّ مشاهدة المشاركة
إطلاق أحكام عامّة تشمل ملايين الأشخاص تحت لواء '' الشمس لا تحجب بغربال '' يستطيع أن يأتي به أيّ شخص. يحقّ للمسلم أن يتّهمك بأيّ تهمة يراها مناسبة تحت اللواء نفسه '' الشمس لا تحب بغربال مليء بالثقوب ''.
أكرر لك يا زميلي منشق أني لا أكتب بحثا جامعيا.

من أتحدث عنهم من المصلحين الصادقين تجذبهم هذه المعارك لأنها فرصهم الحقيقية في إنجاح قضيتهم: معارك الدفاع عن حرية الرأي وهذه المعارك تحصل ولكننا لا نرى لهم ركزا. نراهم (أي معظمهم وكما قلت يوجد دوما استثناءات ولكنها أقلية) يبيعون الشعارات فقط.

ما أتحدث عنه ليس محض ظنون وتكهنات عن ظواهر تحصل على كوكب المشتري أو عطارد، بل هي ظاهرة محسوسة نعيش مرها ونعايش المجتمع الذي يحتضنها يوميا.

زميلي منشق، نحن الذين نعايش هذه الظاهرة لسنا في حاجة إلى إحصائيات، ولو أغرقتنا جميعا بإحصائيات تؤكد أن أكثرية المسلمين هم ناس منفتحون ولطفاء ومتسامحون فإن هذا لن يفيدني بشيء يوم أصدق إحصائيتك وأكشف عن نفسي وينتهي الأمر بي بنبذي من المجتمع وتفريقي عن زوجتي واختطاف أولادي وطردي من وظيفتي والحجر على أموالي وربما سجني أيضا، والمجتمع يهلل لذلك ويطبل والزمر مسرورا.



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
إصلاح, الملحد, الإسلام, الحقيقيون, خلفاء


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 14 05-30-2018 05:12 PM
المهدي المنتظر الزردشتي وخرافة قدوم المسيح الدجال في الإسلام من الشرق لؤي عشري العقيدة الاسلامية ☪ 1 05-11-2018 07:53 PM
إصلاح الخطاب الديني اليهودي (مقدمة) سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 0 10-06-2017 06:19 AM
ترتيب خلفاء الله نور الرحمن العقيدة الاسلامية ☪ 22 02-09-2016 09:28 PM
لماذا يجب إصلاح الإسلام افاتار العقيدة الاسلامية ☪ 91 12-10-2015 11:03 PM