![]() |
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
زائر
|
لكي نجيب عن السؤال , لا بد أولا أن نعرف الخاصية المميزة للأيديولوجية
متى يصح القول عن نظام أو نسق فكري أنه أيديولوجية ؟ عندما يسوق لنفسه بوصفه الممثل الحصري للحقيقة ولباقي النظم بوصفها ممثلة للزيف ويتبع هدا التصنيف المعرفي تلقائيا تصنيف قيمي : فالنسق الأيديولوجي يسوق لنفسه بوصفه النسق الراقي , بينما باقي الأنساق منحطة . فنلخص : ان ما يميز الأيديولوجية هو النزعة التصنيفية الثنائية أو نزعة "الوضع في الخانتين" نزعة وضع حدود نهائية بينها وبين باقي الأنساق , وضع نفسها في خانة (خانة الحقيقة , الرقي,) ووضع باقي الأنساق المخالفة لها في خانة أخرى (خانة الزيف,الانحطاط). وقد قيل هدا , فانه لن يعدو من الغريب أن تنطوي كل ايديولوجية على عدائية تجاه باقي الأنساق المختلفة عنها , بل انها عدائية تتسم بطابع قصوي وتسعى الى الغاء الأنساق الأخرى ان الأيديولوجية تسعى بشكل حثيث الى أن توجد وحدها , أن تسود.انها , وبسبب نزعتها التصنيفية تلك , ترفض أن يتم تقاسم الحقيقة بينها وبين باقي الأطياف : "الحقيقة ملكي , ملكي وحدي " هكدا تعلن الأيديولوجية أمام الجميع . ليس من الغريب ادن أن نجد الأنظمة التوليتارية تروج لأيديولوجيات , دلك أن الأنظمة التوليتارية ليست سوى التجسد الواقعي الموضوعي للأيديولوجية . النزعة التصنيفية ادن هي أصل الداء, هي الخاصية المميزة لكل أيديولوجية . وما بقي من مواصفات تتميز بها الأيديولوجيات ما هو الا نتاج لتلك الصفة الأولية : نزعة التصنيفية . لا بد لهدا الكلام النظري من أن يجد له مرتكزات واقعية تاريخية فلنلتفت الى تجارب ايديولوجية ملموسة غير بعيدة عنا 1) بالشيوعية: ان الشيوعية , محبوبة الجماهير, و النتاج الفكري الضخم والعظيم فلسفيا واقتصاديا و علميا, بمجرد تحقيقها انتصارات سياسية و استلامها مقاليد السلطة , بل وقبل دلك , أبانت عن نزعة تصنيفية لا مثيل لها , وابتكرت خانات متعددة : "الانتهازية","الرجعية","اليمينية",... هي في الحقيقة خانة واحدة عنوانها :"أعداء الثورة" مقابل الخانة الوحيدة في الضفة الأخرى : "المخلصون للثورة" . وهدا يعني أنه بمجرد تحدثك تحت ظل النظام الشيوعي , سنفحص كلامك , ثم سنصنفك (الى أي صنف تنتمي),ثم بحسب دلك الصنف سنحدد الطريقة التي سنتعامل معك بها . و معلوم بعد دلك كيف يتم التعامل مع من يتهمون بالرجعية , من يصنفون في خانة الرجعية . مادا عن حرية التعبير و الفكر ؟ انها مضمونة للشعب , على أن الشعب كما يخبرنا ماوتسي تونغ هو أصدقاء الثورة , أما الصينيون الدين هم أعداء الثورة فليسوا من الشعب , وبالتالي فلا حرية تعبير تمنح لهم . نزعة التصنيف واضحة هنا لا غبار عليها : تصنيف الشعب الى شعب و الى لا شعب ! الأديان : كل دين هو عبارة عن نسق فكري , نسق من الأفكار عن الله , العالم , الانسان ... و الأديان بدورها تتحول الى أيديولوجية بمجرد ما تقع في النزعة التصنيفية . فالاسلام مثلا ايديولوجية لأنه مليئ بالتصنيفات (الخانات) : "المشركون " ,"الكفار","الضالون",...التي هي في الحقيقة خانة واحدة : "أعداء الله " (في الشيوعية كانوا أعداء الثورة) مقابل " أتباع الله " أو "المؤمنين" . والمسيحية كدلك لا تخلو من مثل هده النزعة التصنيفية وبالتالي فهي كدلك أيديولوجية : " الضالون","غير المختونين بالقلب " ,"صلب الرقاب" مقابل "المخلصون ", "المختونون بالقلب" . واليهودية كدلك تصنيفوية : " الأمم الوثنية " , " أتباع بعل", " غير المختونين", مقابل " الشعب الموحد " , "أتباع يهوه " ,"المختونين " . وبعد التصنيف, يتم تحديد طريقة التعامل مع الصنف . وكما أن الشيوعية لم تتوان مع الرجعيين , فان الاسلام لم يتوان مع المشركين , وكدلك المسيحية واليهودية , و كان التنكيل بهم نظريا وتطبيقيا . الالحاد : الآن فقط نستطيع الاجابة عن تساؤلنا المطروح في العنوان . وقد كان لا بد من التوطئة له بما سبق . ولا شك أن الاجابة قد تمت عنه بعد كل ما قيل : يصير الالحاد أيديولوجية عندما يسقط في النزعة التصنيفية , نزعة "الخانات ". واننا نشهد هدا الأمر بين أوساط الملحدين , وفي هدا المنتدى نفسه دون التعميم طبعا . وتصنيفات الالحاد هي من قبيل: "المتعصب","الظلامي","المتخلف" , "المخدر" , "المتدين "مقابل"المتسامح","المتنور", "التقدمي". وكما تبين سابقا , فان كل نزعة تصنيفية تتبعها بالضرورة تحديدات لطرق التعامل مع كل صنف , ولهدا فان طريقة النظر والاستماع و الرد على أولئك ال"متعصبين" ,"المخدرين" هي طريقة خاصة تناسب وضعهم داك . السخرية والتهكم من الدين وأتباعه , وضع حد فاصل نهائي وقطيعة بين الالحاد والدين , النظرة المشمئزة للمتدين , "الغلظة " في معاملتهم , مقابل الاحترام الفائق لباقي الملحدين , ونظرة الاجلال لأبناء الجلدة الواحدة, و"اللين " في الرد والتعقيب عليهم , كلها أيها السادة تنم عن نزعة تصنيفية , وبالتالي عن أيديولوجية تحرك الملحد الدي نتحدث بخصوصه . ان الالحاد الدي يصور الأديان (يصنفها) كشيء من الماضي, كحماقات , كطرق تخدير وتضليل, هكدا بشكل نهائي حاسم , وينظر الى نفسه في المقابل كشيء من الحاضر والمستقبل, كطريق تنوير , هو بكل تأكيد أيديولوجية , لا لشيء الا لأنه تصنيفي في ثنائيات و خانات مؤطرة تأطيرا نهائيا و حاسما . ليس العيب في نقد الأديان , لكن النقد حين يغدو تصنيفيا , أي حكما بالجملة , يضع الكل في خانة ويغلق عليه باحكام وبشكل نهائي, يغدو نقدا تصنيفيا بامتياز, نقدا ايديولوجيا . هده الروح الالحادية الأديولوجية سائدة عند بعض الكتاب في المنتدى, فمن الناس هنا من تحس بأنهم لن يرضوا عنك حتى تطلق ضحكة مسترسلة عن الأديان كلها , أو تأتي بسورة من القرآن و تلعب فيها لعبا و تقوم فيها ببهلوانيات و شطحات , أو تضع في صورتك الخاصة علامة الضرب الرياضي (عملية الضرب) و الجسمي (الضرب المبرح) على رمز لدين من الأديان أو للأديان جميعا : تصنيفها في خانة "المضروب عليه " . ان القطيعة مع الأنساق الفكرية المعارضة والنظرة العدائية لها هي روح الأيديولوجية . تقبلوا مروري |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو بلاتيني
![]() |
لن ولم يكن الالحاد صاحب ايدلوجيه ولن يتحول أو يعشق التصنيف ...
كل مايقلق الملاحدة هو تصرفات اصحاب الاديان الراديكاليه خصوصا الدين اليهودي والاسلامي لوجود العنصرية في ابجدياتهم ومن مسلمات اعتقادهم ![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو برونزي
![]() |
سيد ساحر القرن العشرين,
انا متفق تماماٌ معاك بأن يحذر الملحدون والعلمانيون عموماٌ من خطأ الوقوع في ألأدلجه لأسباب كثيره أهمها في نضري: ١- أن ننمي ثقافة قبول ألأخر. نعم هناك الكثير من المتدينين لا يقبلون بألأخر ولكن ليس كلهم. ٢- الد ين والمتدينين هم جزأ من مجتمعاتنا وعلينا جميعاٌ أن تعلم ان نعيش معااٌ. لقد وجدت نفس أقع في مطبات ألأ دلجه وأنا ألأن أعتذر عن ذلك. ![]() |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
زائر
|
اقتباس:
ثقافة احتضان الآخر وهي وحدها الروح الكفيلة بتحقيق تقدم فعلي نحو الأمام تحياتي لك أخي ![]() |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو برونزي
![]() |
كان عليك ان تسأل متى تصبح الانسانية منهجا في الحياة لان كل فكر لديه اخطائه
الشيوعية لديها محاسن لكنها تقمع الحرية الاقتصادية العلمانية واللبرالية لديها محاسن جمة لكن ماذا عن حل مشكلة المتشردين طبعا هي تكلف المال لذا تجد الغربيين(و.م.أ) يهتمون بمشكل السمنة لانه يعود بارباح من بيع ادوات التخسيس والادوية المساعدة لحرق الدهون اما المتشرد يجب ان تمنحه ملا عملا مأوى كل هذا مكلف بالنسبة للدولة ولا يدخل ضمن اولويات اي مترشح للرئاسيات. الاديان عطوفة على متبعيها قاسية على رافضيها يبقى الرهان على الانسانية والمشاعر الطيبة التي تحمل السلام لكل انسان التي تهتم بالطفل والمتشرد و كل اصناف البشر. |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |
|
زائر
|
اقتباس:
لأنه عندما يكف المرء عن التصنيف وعن الوضع في الخانات يجد نفسه أمام صنف واحد وخانة واحدة و وحيدة هي "الانسانية " وبالتالي يكون ملزما بالنظر الى كل الناس على أنهم بشر وفقط , فتكون المعاملة واحدة مع الجميع (لأن اختلاف طرق المعاملة ناتج عن التصنيف) فيجد نفسه أمام خيارين : اما أن يحرم الجميع أو يعطي الجميع نفس الحقوق . لكل فكر أخطاؤه , نعم , وهدا طبيعي لأن المفكرين بشر وليسوا آلهة (تبين أن الآلهة أخطأت أيضا , وأخطأت كثيرا ) |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو برونزي
![]() |
لكن النضام السياسي الوحيد القريب من النضام الأنساني المطلق الذي جميعاٌ نصبوا إليه هوا النضام اللبرالي الد يموقراطي. وأبعد نضام عن النهج ألأنساني هي النضم ألقأمه علي ألأيدولوجيا سؤاٌ كانت دينيه أو علمانيه كاالشيوعيهأوالفاشيه مثلاٌ.
|
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
زائر
|
موضوع جدا شيق و ممتع للقراءه ,, شكرا لك
أنا لدي هذه النظرية حيث أن كل معتقد سيكون نهايته فلسفه فكريه أما حينما يتطابق الفكر الفلسفي مع الواقع يصبح منطق ![]() والقريب للمنطق الواقع هو عمل التجارب التي أدت الى معرفة العلوم الايدلوجية و الوصول الى المقارنات و الحصول على النتائج والفوارق وكشف العلوم المزيفه عن الحقيقية |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] | |
|
عضو عامل
![]() |
اقتباس:
اعتناق الإيديولوجيا، بل أقلّ من ذلك حتّى؛ اعتناق مبدأ أحاديّ في تفسير الظواهر هو اللبنة الأولى في رحلة صناعة مشروع إنسان إرهابيّ؛ من يفسّر العالم كلّه عن طريق دينه، مشروعٌ لأن يكون إرهابيّا، و من يفسّر العالم كلّه عن طريق إلحاده أيضا مشروع لكي يصير إرهابيّا. النظرة الثنائيّة إلى العالم هي أساس السيكولوجيا الإرهابيّة، أقصد بالنظرة الثنائيّة، ثنائيّةَ أنا و الآخر، أو فكرتي أنا في مقابل باقي الأفكار. لي نقاش مع الزميل باسم، و لأنّني مشغول جدّا هذه الأيّام لدرجة جحيميّة، قرّرت أن أعلّق النقاش على أمل أن أردّ على الزميل بمقال وافٍ يعالج مسألة الإرهاب و علاقة بالإديولوجيا من أنابيشها ( هاء الضمير تعود على المسألة ). شكرا لصاحب الموضوع على هذا المقال الماتع! |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو جميل
![]() |
الايديولوجية في حد ذاتها ليس شيء سيء كما الميل الى الالدلجة طبيعة انسانية وادلجة الالحاد بما ان الموضوع يراد له نقاش الايديولوجية من هذه الزاوية انتج لنا الشيوعية كما انتج لنا الليبرالية, التي تعتبر انجح فكرة انتجها الانسان, لهذا يجب التفريق جيدا بين الايديولوجيات السيئة والخطيرة وبين الايدلوجيات الجيدة التي تساهم في بناء الامم والحضارات
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| أبي, أيديولوجية, الالحاد, الى, يتحول |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| هل ممكن شخص يتحول الى المسيحية بعد اعتراف الفاتيكان بصحة قانون التطور؟ | باحث_علمى | العقيدة اليهودية ۞ و المسيحية ✟ و العقائد الأخرى | 8 | 12-07-2019 09:30 AM |
| من الاسلام الى اللاادرية الى الالحاد... | Lilith1988 | العقيدة الاسلامية ☪ | 2 | 06-05-2017 01:08 PM |
| الى متى حدثنا ؟ | ساحر القرن الأخير | ساحة النقد الساخر ☺ | 8 | 04-26-2017 10:21 PM |
| كيف تدعوا مسلم الى الالحاد ؟ | متملحد | استراحة الأعضاء | 16 | 10-05-2015 01:21 AM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond