النظرة الصحيحة للإسلام لفن النحت والتصوير .... موضوع جريء

[Heart whisper]

بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة هامة:
منذ سنوات ظهرت فتاوي تتحدث عن تحريم الفن عامة والنحت خاصة‏,‏ منها تحريم استخدام التماثيل للزينة في المنازل‏,‏ وفي رد لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أجاز فيه صناعة التماثيل إن كان القصد منها تنشيط السياحة وإظهار حضارة وتاريخ الأمم وليس بغرض التعبد بها أو التعظيم لها‏.‏

ويعتبر ما سبق ردا علي أسئلة من بعض طلاب كليات الفنون عن مدي مشروعية الإلتحاق بأقسام النحت بها, يحدث هذا في مصر صاحبة أقدم حضارة, في دولة علمت العالم منذ7000 سنة فن نحت التماثيل والتي يأتي اليوم الملايين من السياح لمشاهدتها والتي لا تعني عند المصريين أكثر من قيمتها الجمالية. حدث ذلك بعد ظهور الإسلاميين الذين يكرهون الفنون ويحرمونها, والكراهية تشمل كل أنواع الفنون من تمثيل ورسم ونحت وموسيقي وغناء, يحرمونها لدرجة أن يجعلوا الناس يقومون بتأنيب ضمائرهم علي استمتاعهم بالفنون فيبحثون عن التوبة والكفارة. تمثل ذلك في الدعوة التي أطلقها أحد قيادات الحركة السلفية الجهادية لهدم الأهرام وأبي الهول والتماثيل لأن المسلمين حسب قوله مكلفون بتطبيق تعاليم الشرع, خاصة وأن صاحب الدعوة شارك في تحطيم تمثال بوذا في أفغانستان عام2001 ضد ما أقرته منظمة اليونسكو في عام 1972 من اتفاقية لحماية التراث العالمي والتي تلزم الدول أعضاء الأمم المتحدة بالمحافظة علي التراث. ونفهم معاداة الإسلاميين للتماثيل من نص للمؤرخ المصري المقريزي في القرن15 م:' أن سبب كسر الأنف والتشويه الذي يظهر في وجه أبي الهول يرجع إلي تخريب شخص متعصب يسمي محمد صائم الدهر, في نحو عام780 هـ بدعوي تغيير المنكرات, وظنا منه أن هذا الفعل من جملة القربات والأعمال الصالحات', وقد فعل ذلك متأثرا بفتوي لأبي حامد الغزالي دعا فيها تلاميذه إلي تشويه التماثيل لأن' مشاهدتها منكرة وغير جائزة', مع أن الله تعالي لم يحرم التماثيل أو الفنون.

ويستند الإسلاميون إلي واقعتين وهما تحطيم النبي ابراهيم عليه السلام للأصنام, وتحطيم النبي محمد عليه الصلاة والسلام للأصنام حول الكعبة بعد فتح مكة, والقرآن الكريم سجل الواقعة الأولي في قصة النبي ابراهيم:( فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم..) الأنبياء58, لأن العبرة من الواقعة في إنكاره عليه السلام علي قومه جعل التماثيل أصناما معبودة, واعتقادهم أن تلك الآلهة المزعومة هي التي تنفع وتضر, فكسرها ليثبت أنها مجرد أحجار صماء.
ولم يسجل القرآن الكريم الواقعة الثانية في الحديث عن فتح مكة:( إذا جاء نصر الله والفتح) النصر1, لأن تحطيم النبي عليه الصلاة والسلام للأصنام حول الكعبة يعتبر رمزا لانتهاء عهد عبادة الأصنام وأن العبادة لا تكون إلا لله تعالي وحده.

أما في قصة النبي سليمان:( يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل..) سبأ13, فالجن كانوا يصنعون له تماثيل تستخدم للزينة, ومن هنا نفهم قوله تعالي:(.. فاجتنبوا الرجس من الأوثان..) الحج30, فالتماثيل ليست حراما في ذاتها علي أن تظل مجرد تماثيل ولكن بدون عبادتها مثل ما قال النبي إبراهيم:( إنما تعبدون من دون الله أوثانا وتخلقون إفكا..) العنكبوت17, فالكهنة يؤلفون الأساطير عن التماثيل لتصبح معبودة. فقد كان قوم النبي ابراهيم عليه السلام يعبدون التماثيل:( قال أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم. أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون) الأنبياء66-..67 لقد قام بتكسير أصنامهم وترك أكبرها حجما ليجعله مسئولا عن تدمير باقي الأصنام, فأدرك قومه أن دفاعهم عن الأصنام هو دفاع عن سلطتهم, ولذلك يجب أن يكون الحكم قاتلا بإحراق ابراهيم ليكون عبرة لكل من يفكر.
وقد اعتبر المتشددون الإبداع الفني مشاركة لاختصاصات الله في الخلق, وجعلوا له عقوبة أخروية تتوعد الفنانين من المصورين والنحاتين بالعذاب, مع أن الفنون من مواهب النفس الإنسانية من الله تعالي, وهي من الأدوات التي يمكننا استخدامها في الارتقاء بأخلاق الناس ونشر الثقافة والمعرفة ودعم التفكير الإيجابي بينهم. أما الأفكار المتشددة فجعلت من التدين أداة للتخلف, وكراهية الجمال حتي لا يحب الدنيا مع أن الله يقول:( ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون) النحل6, ومع أنه ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:' إن الله جميل يحب الجمال', إلا أن المتشددين اعتمدوا علي تحريم الفنون بناء علي ما انتقوه من بعض الروايات لأن ثقافتهم تعتمد علي فكر الاتباع والتقليد وتقوم علي التحريم.

والنتيجة أن زاد النفور بين الناس بديلا عن التسامح, والكراهية بدل المحبة, وتأنيب الضمير بدل السلام مع النفس, وبذلك صارت مهمة المتشددين تعقيد الدين مع أنه ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام:' يسروا ولا تعسروا, وبشروا ولا تنفروا'.

إن ثقافة التشدد تتعارض مع الاستمتاع بالفنون, وبالتالي جعلوا الناس يعتقدون أن الدين ضد السعادة وأن الله يمقت الضحك, حتي أن المتشددين عندما يضحكون يقولون اللهم لا تمقتني, متوهمين أن الله يحب الحزن والكآبة مع أنه تعالي قال:( وأنه هو أضحك وأبكي) النجم43, إنهم يعتقدون أنهم وحدهم يعرفون الطريق إلي الجنة, وأن الدنيا مجرد جسر للآخرة وكل ما يثير عند الإنسان حب الدنيا يقلل من حب الآخرة.

أما عن الادعاء بأننا مكلفون بتدمير آثار الأمم السابقة فهو ادعاء مردود عليه, قال تعالي:( أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين كانوا من قبلهم كانوا هم أشد منهم قوة وآثارا في الأرض..) غافر21, لقد عاشت أمم سابقة عبدت الأصنام وبقيت أصنامهم ومعابدهم آثارا مهجورة, ومع ذلك لم يأمر تعالي بتدميرها بل أمر بالسير في الأرض والبحث في تلك الآثار للعبرة.

يتبع ...

[Heart whisper]

وأضيف على ذلك وأقول بأن كل الأحاديث التي وردت عن النبي ويستفاد منها تحريم التصوير والنحت فهي أحاديث ضعيفة أو أسيء تفسيرها ويحمل ما صح منها ما كان على سبيل التعبد بها أو إتخاذها ذريعة للشرك مثل التفاؤل بها وجعلها تميمة حظ ويعتقد أن لها في ذاتها تأثير في جلب نفع أو دفع ضرر.

سأذكر الآن كل ما ورد من النصوص التي صحت بالفعل والتي تتعلق بالموضوع المطروح :
لم يصح في صحيحي البخاري و مسلم أحاديث عن التصوير فيما أطلعت عليه سوى :
1- ( أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورين ) .....> صحيح مسلم
2- ( عن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها أخبرته أنها اشترت نمرقة فيها تصاوير فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم قام على الباب فلم يدخل فعرفت في وجهه الكراهية قالت يا رسول الله أتوب إلى الله وإلى رسوله ماذا أذنبت قال ما بال هذه النمرقة فقالت اشتريتها لتقعد عليها وتوسدها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن أصحاب هذه الصور يعذبون يوم القيامة ويقال لهم أحيوا ما خلقتم وقال إن البيت الذي فيه الصور لا تدخله الملائكة).
.....> صحيح البخاري .
3- (أنه كان لعائشة ثوب فيه تصاوير ممدودة إلى سهوة فكان النبي يصلي إليه فقال أخريه عني قالت فأخرته وجعلته وسائد )......> صحيح مسلم .
4- (إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة )......> صحيح مسلم .
5- (عن عائشة قالت : قدم رسول الله من سفر وقد سترت بقرام لي على سهوة لي فيها تماثيل فلما رآهه رسول الله هتكه وقال : أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهون بخلق الله قالت فجعلناه وسادة أو وسادتين )...... > صحيح مسلم

نستنتج من جملة هذه الأحاديث الصحيحة أن علة التعذيب يوم القيامة هي مضاهاة خلق الله والمضاهاة في اللغة هي المشاكلة والمماثلة

تعريف و معنى مضاهاة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي
مُضاهاة: (اسم)
مصدر ضَاهَى
لاَ مُضَاهَاةَ لِعَمَلِهِ : لاَ مُشَابَهَةَ ، لاَ مَثِيلَ ، لاَ مُمَاثَلَةَ
مضاهاة البَصمات : مطابقتها
ضاهَى: (فعل)
ضاهى يُضاهي ، ضاهِ ، مُضاهاةً ، فهو مُضاهٍ ، والمفعول مُضاهًى
ضاهاه : ضاهأه ؛ شابهَه ، شاكله ، فعل مثل فِعْله أو اعتقد مثل عقيدته ، أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللهِ ( حديث ): المراد المُصَوِّرُونَ ،
لا يُضاهَى : لا مثيل له

شاكلَ
شاكلَ يشاكل ، مُشاكلةً ، فهو مُشاكِل ، والمفعول مُشاكَل :-
• شاكلَ فلانًا شابهه ، ماثله ، افقه :- أنت تشاكل أباك في فضله وعلمه :-
• وما شاكل ذلك : ما كان على نمطه .
المعجم: اللغة العربية المعاصر


ولا ننسى جواز الإقتداء بسيدنا سليمان بشراء التماثيل للزينة والإستمتاع بجمالها وبهذا لا تتعارض الأحاديث النبوية الصحيحة مع ظاهر القرآن .

فإن قال قائل أن الله قد وهب لسليمان ملك لا ينبغي لأحد من بعده قلت بل هذا دعاء سليمان ولم يخبرنا الله هل ما أنعم عليه من الملك بعد دعائة خاص به وحده أم لا ومن يدعي أن الله استجاب لدعائه وأن ملكه الذي أنعم الله عليه به خاص به وحده فعليه بالدليل.

ولا تنسى ان ما أنعم الله به عليه من الملك بعدها كان فقط مايلي دعاء سليمان ربه وهو كما ذكر القرآن في قوله تعالى :
وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ (34) قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّن بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ (35) فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (39) وَإِنَّ لَهُ عِندَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ (40)
أي تسخير الريح وتسخير الشياطين يبنون ويغوصون وليس الذي يبنون والذي يحصلون عليه من الغوص ودليل آخر قوله تعالى :

( يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ (13))

فهل المحاريب والجفان والقدور الراسيات أيضا مما لا ينبغي لأحد من بعد سليمان ؟ !!!
وبالتالي لا أعتقد من يرسم الصور أو يصنع التماثيل للزينة يضاهون خلق الله وبالتالي يجوز صناعة الصور والتماثيل إن لم تتخذ للعبادة أو تكون ذريعة للشرك أو لم تكن لمضاهاة خلق الله.

تنبيه :

لمن لم يقتنع بكلامي أقول له أنت تقول بجواز رسم وتصوير أي شيء غير ذوات الأرواح.
فأقول لك ما دليلك على قولك هذا خاصة مع وجود حديث ينفي جواز فعل ذلك مع النباتات وهي غير ذات أرواح.
والحديث ورد في صحيح البخاري في كتاب اللباس باب نقض الصور :
قال رسول الله إخبارا عن ربه :
ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي , فليخلقوا حبة وليخلقوا ذرة .
فالحديث يتحدى فيه الله من أراد أن يخلق كخلق الله ويستنكر على من يصور وهو يشعر بتحريم تصوير الحب والنباتات مثلها مثل ذوات الأرواح.

الجزء الأول من الموضوع منقول عن مقال..

تحياتي للجميع

[يغموش]

ايها الداعية الجديد رضوان الله عليك ..
كل ما تطرحه جيد واعتبره نسخة مُجمِّلة للاسلام القبيح ...

ولكن .. ما فائدة هذا الطرح في منتدانا ؟ نحن خرجنا من الاسلام دون رجعة .. الاحرى بك أن تقنع مجتمعك الاسلامي بما تقوم بطرحه واتمنى ان تلاقي النجاح في ايصال افكارك وتستبدل الفكر الاسلامي المتخلف والمعادي لكل ما هو جميل الى اسلام كيوت ..

[Heart whisper]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يغموش

ايها الداعية الجديد رضوان الله عليك ..
كل ما تطرحه جيد واعتبره نسخة مُجمِّلة للاسلام القبيح ...

ولكن .. ما فائدة هذا الطرح في منتدانا ؟ نحن خرجنا من الاسلام دون رجعة .. الاحرى بك أن تقنع مجتمعك الاسلامي بما تقوم بطرحه واتمنى ان تلاقي النجاح في ايصال افكارك وتستبدل الفكر الاسلامي المتخلف والمعادي لكل ما هو جميل الى اسلام كيوت ..

ربما لم يأتيك الإسلام الصحيح من قبل لأن الظاهر والمنتشر هو إسلام مشوه وهذا هو ما أحاول أن أوضحه بالدليل ..

إقرأ هذا ...

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة kafr

أنا لا أفهم ما هو سبب اصرارك على كتابت مواضيع إسلامية بحتة...المسأله عزيزي هي داخليه (internal affairs)..يعني اقنع المسلمين بهذا الكلام وبعد ذالك تعال ناقشنا

أفحمتهم في غير هذا الموضوع واستهبلوا و حظروني

ممكن تسميه الخوف من الإعراض عن منهج الآباء الأعمى :
(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا أولا كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)
(أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون)

أو جمود فقهي جديد مثلما حدث في القرنين الخامس والسادس وآواخر القرن الرابع الهجري.
والأفضل تسميته بسنة الله في خلقه بأن أهل الحق قلة بجانب أهل الباطل.

(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )


وأتذكر هنا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك" (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).


قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : " الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ، وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين "

وشكرا على تقديرك ..

تحياتي

[يغموش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heart whisper

ربما لم يأتيك الإسلام الصحيح من قبل لأن الظاهر والمنتشر هو إسلام مشوه وهذا هو ما أحاول أن أوضحه بالدليل ..

إقرأ هذا ...



أفحمتهم في غير هذا الموضوع واستهبلوا و حظروني

ممكن تسميه الخوف من الإعراض عن منهج الآباء الأعمى :
(وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما وجدنا عليه آبائنا أولا كان أباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)
(أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آبائكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون)

أو جمود فقهي جديد مثلما حدث في القرنين الخامس والسادس وآواخر القرن الرابع الهجري.
والأفضل تسميته بسنة الله في خلقه بأن أهل الحق قلة بجانب أهل الباطل.

(وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله )


وأتذكر هنا قول الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود:

قال ابن مسعود رضي الله عنه: "الجماعة ما وافق الحق؛ ولو كنت وحدك" (رواه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة:1/122- رقم160، وصحح سنده الشيخ الألباني كما في تعليقه على مشكاة المصابيح: 1/61، ورواه الترمذي في سننه:4/467).


قال الفُضيل بن عِياض رحمه الله : " الزمْ طريقَ الهدَى ، ولا يضرُّكَ قلَّةُ السالكين ، وإياك وطرقَ الضلالة ، ولا تغترَّ بكثرة الهالكين "

وشكرا على تقديرك ..

تحياتي

انا هنا لست لاناقشك بصحة الاسلام وما هو الاسلام الصحيح .. بالنسبة لي انتهى هذا الموضوع من زمن .. اتعبتني قصة الاسلام الصحيح وفهم الاسلام .. انها تدور في حلقة مفرغة ..

وها أنت تستشهد على صحة ادعائك من القرآن والحديث الذي يحتوي على الجميل والقبيح في آن واحد .. ونصيحتي لك ولكل من يحاول تجميل هذا الدين المتناقض هي :
ارمِ كل ما هو قبيح ويحرّض على الكراهية من القرآن والسنة في القُمامة وستحصل على دين جميل .. هذا هو الحل الوحيد

علّ الامة الاسلامية ترتقي وتلحق ركب الحضارة والانسانية والعلم وتلقى قبول في جميع المجتمعات

تحياتي

[Heart whisper]

القواعد المنهجية لدى العلماء الخاصة بقبول “ متن الحديث ” :

1ـ ألا يخالف بدهيات العقول.
2ـ ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.
3ـ عدم ركة ألفاظه.
4ـ إلا يخالف الحس والمشاهدة، كالحقائق العلمية.
5ـ ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
6ـ ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.
7ـ ألا يخالف المعقول في العقيدة والصفات.
8ـ ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.
9ـ ألا يخالف القرآن.
10ـ ألا يخالف متواتر السنة .
11ـ ألا يخالف الحقائق التاريخية المعروفة عن أيام الرسول والصحابة.
12ـ ألا يوافق مذهب الراوي.
13ـ ألا يكون الرسول قد أخبر عن أمر وقع في مشهد عظيم، ثم يأتي ويخبر به واحد فقط.
14ـ ألا يشتمل على إفراط في الثواب والعقاب على الحقير من العمل.
15ـ ألا يكون ناشئاً عن باعث نفسي.

مقتطفات من كتاب السنة ومكانتها في التشريع الإسلامي للدكتور العلامة مصطفى السباعي صفحة (116 : 121)
لتحميل الكتاب بصيغة PDF على هذا الرابط :

http://waqfeya.com/book.php?bid=81


إننا نملك منهجية رصينة لا يملك أمامها أن يتسرب أي خلل فكري.

[يغموش]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heart whisper

القواعد المنهجية لدى العلماء الخاصة بقبول “ متن الحديث ” :

1ـ ألا يخالف بدهيات العقول.
2ـ ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.
3ـ عدم ركة ألفاظه.
4ـ إلا يخالف الحس والمشاهدة، كالحقائق العلمية.
5ـ ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
6ـ ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.
7ـ ألا يخالف المعقول في العقيدة والصفات.
8ـ ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.
9ـ ألا يخالف القرآن.
10ـ ألا يخالف متواتر السنة .
11ـ ألا يخالف الحقائق التاريخية المعروفة عن أيام الرسول والصحابة.
12ـ ألا يوافق مذهب الراوي.
13ـ ألا يكون الرسول قد أخبر عن أمر وقع في مشهد عظيم، ثم يأتي ويخبر به واحد فقط.
14ـ ألا يشتمل على إفراط في الثواب والعقاب على الحقير من العمل.
15ـ ألا يكون ناشئاً عن باعث نفسي.

إننا نملك منهجية رصينة لا يملك أمامها أن يتسرب أي خلل فكري.

ماذا لو كان كل ما هو متناقل عن فلان بن علان محض كذب ولاغراض سياسية ؟ هل يوجد ما يدعم صحة وامانة نقلهم ؟

وماذا عن الجانب القبيح في القرآن ؟ ما الحل ؟

[Heart whisper]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة يغموش

ماذا لو كان كل ما هو متناقل عن فلان بن علان محض كذب ولاغراض سياسية ؟ هل يوجد ما يدعم صحة وامانة نقلهم ؟

وماذا عن الجانب القبيح في القرآن ؟ ما الحل ؟

أقوال علماء الجرح والتعديل في الرواة هو الحل بحيث لا يوجد أدنى شبهة في أحوال الرواة هذا ينقي السنة من كثير من الأحاديث الضعيفة والمكذوبة على رسول الله.
وأيضا بتطبيق قواعد قبول متن الحديث السابق ذكرها التي وضعها العلماء ولا يلتزم بها حق الإلتزام للآسف.

أما القرآن فلا إشكال فيه إنما الإشكال في العقول وفي ضعف الإلمام باللغة الفصحى وخصائصها وتراكيبها وأساليبها وفي عدم تدبر القرآن بشكل صحيح وموضوعي.

[شنكوح]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة heart whisper

1ـ ألا يخالف بدهيات العقول.
2ـ ألا يخالف القواعد العامة في الحكمة ـ الطب ـ والأخلاق.
3ـ عدم ركة ألفاظه.
4ـ إلا يخالف الحس والمشاهدة، كالحقائق العلمية.
5ـ ألا يخالف سنن الله في الكون والإنسان.
6ـ ألا يدعو للرذيلة ـ الانحطاط بإنسانية الإنسان، فالمساس بإنسانية الإنسان حاربته جميع الشرائع.
7ـ ألا يخالف المعقول في العقيدة والصفات.
8ـ ألا يشتمل على سخافات يصان عنها العقلاء.
9ـ ألا يخالف القرآن.
10ـ ألا يخالف متواتر السنة .
11ـ ألا يخالف الحقائق التاريخية المعروفة عن أيام الرسول والصحابة.
12ـ ألا يوافق مذهب الراوي.
13ـ ألا يكون الرسول قد أخبر عن أمر وقع في مشهد عظيم، ثم يأتي ويخبر به واحد فقط.
14ـ ألا يشتمل على إفراط في الثواب والعقاب على الحقير من العمل.
15ـ ألا يكون ناشئاً عن باعث نفسي.

سأعود وأقول للمرة الأخيرة (لأن الجدال معك مضيعة للوقت).

هذه القواعد وكل مثيلاتها غير موضوعية بتاتا. لذلك فهي غير صالحة، لأن هدفها واحد وهو تصحيح السنة (بمعنى إزالة الأخطاء بدل تحري صحة النسبة للمصدر) وهذا منهج فاسد من الأساس.
لا يجوز تصحيح المتن، وإلا فإن أي كذاب أفاق متناقض سيصبح صادقا محقا بعد التنقيح.

إذا لا يبقى إلا محاولة التأكد من أن المعلومة صادرة عن قائلها. وهذا في الإسلام يعتمد على شهادة الصعاليك المجاهيل لبعضهم البعض، وهذا أمر نسبي ويفترض تساهلا كبيرا في تعريف "الصدق" و "الضبط" و "الأمانة"، كما أنه يعتمد على معايير إسلامية (منطق دائري) في تحديد معنى هذه الصفات (مثلا، إنسان تقي ورع أو حافظ للقرآن أو إمام أو ... = صادق...).

كل هذه الصلصة إذا ليست سوى تمخض للجبال لولادة الجرذان.
لا هو علم، ولا هو يستحق التعمق ولا التقدير.

الأفضل لإنسان القرن الحالي أن يهتم بما فيه صلاحه الحقيقي ومستقبله ومستقبل أحفاده بدل نفض الغبار بحثا عن الحكمة وراء تفاهات صعاليك الصحراء.

[Heart whisper]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شنكوح

سأعود وأقول للمرة الأخيرة (لأن الجدال معك مضيعة للوقت).

هذه القواعد وكل مثيلاتها غير موضوعية بتاتا. لذلك فهي غير صالحة، لأن هدفها واحد وهو تصحيح السنة (بمعنى إزالة الأخطاء بدل تحري صحة النسبة للمصدر) وهذا منهج فاسد من الأساس.
لا يجوز تصحيح المتن، وإلا فإن أي كذاب أفاق متناقض سيصبح صادقا محقا بعد التنقيح.

إذا لا يبقى إلا محاولة التأكد من أن المعلومة صادرة عن قائلها. وهذا في الإسلام يعتمد على شهادة الصعاليك المجاهيل لبعضهم البعض، وهذا أمر نسبي ويفترض تساهلا كبيرا في تعريف "الصدق" و "الضبط" و "الأمانة"، كما أنه يعتمد على معايير إسلامية (منطق دائري) في تحديد معنى هذه الصفات (مثلا، إنسان تقي ورع أو حافظ للقرآن أو إمام أو ... = صادق...).

كل هذه الصلصة إذا ليست سوى تمخض للجبال لولادة الجرذان.
لا هو علم، ولا هو يستحق التعمق ولا التقدير.

الأفضل لإنسان القرن الحالي أن يهتم بما فيه صلاحه الحقيقي ومستقبله ومستقبل أحفاده بدل نفض الغبار بحثا عن الحكمة وراء تفاهات صعاليك الصحراء.

ماذكرت من قواعد لقبول المتن هو شرط واحد من سبعة شروط للحكم على الحديث بالصحة وهي :

1- عدالة الرواة
2- ضبط الرواة
3- اتصال السند
4- خلو متن الحديث من الشذوذ.
5- خلو سند الحديث من الشذوذ.
6- خلو سند الحديث من العلة.
7- خلو متن الحديث من العلة.

ولو طبقت هذه الشروط بالتمام والكمال يصبح هذا الحديث صحيح ويصح نسبته للرسول ولدين الإسلام.

وما تتحدث به عن عدالة الرواة تقصد بها تعريف العدالة الصحيحة وهي أمر نسبي بالفعل ولكنهم متفقين تقريبا على عدة أشياء في شروط العدالة وهي المهمة في هذا الشأن منها التحلي بالصدق والأمانة والتقوى والصلاح.

إقرأ هذا :

والعدالة لغة:

يقال رَجُلٌ عَدْلٌ: وهو مَا قَامَ فِي النُّفُوسِ أَنه مُسْتقيم، وَهُوَ ضِدُّ الجَوْر، وهو الَّذِي لَا يَمِيلُ بِهِ الْهَوَى فيَجورَ فِي الْحُكْمِ، والعَدْلُ مِنَ النَّاسِ: المَرْضِيُّ قولُه وحُكْمُه([1]).

والعدالة اصطلاحًا:

قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله -:((والمراد بالعدل: مَنْ لهُ مَلَكَةٌ تَحْمِلُه على مُلازَمة التَّقوى والمُروءةِ. والمُرادُ بالتَّقوى: اجْتِنابُ الأعمالِ السَّيِّئةِ؛ مِن شِرْك أو فسقٍ أو بدعةٍ([2]))).

كيف تثبت العدالة؟
قال ابن الصلاح – رحمه الله -:((تَارَةً تَثْبُتُ بِتَنْصِيصِ مُعَدِّلَيْنِ عَلَى عَدَالَتِهِ([3])، وَتَارَةً تَثْبُتُ بِالِاسْتِفَاضَةِ؛ فَمَنِ اشْتَهَرَتْ عَدَالَتُهُ بَيْنَ أَهْلِ النَّقْلِ أَوْ نَحْوِهِمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَشَاعَ الثَّنَاءُ عَلَيْهِ بِالثِّقَةِ وَالْأَمَانَةِ، اسْتُغْنِيَ فِيهِ بِذَلِكَ عَنْ بَيِّنَةٍ شَاهِدَةٍ بِعَدَالَتِهِ تَنْصِيصًا، وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي مَذْهَبِ الشَّافِعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَعَلَيْهِ الِاعْتِمَادُ فِي فَنِّ أُصُولِ الْفِقْهِ.

وَمِمَّنْ ذَكَرَ ذَلِكَ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ الْحَافِظُ، وَمَثَّلَ لِذَلِكَ بِمَالِكٍ، وَشُعْبَةَ، وَالسُّفْيَانَينِ، وَالْأَوْزَاعِي ِّ، وَاللَّيْثِ، وَابْنِ الْمُبَارَكِ، وَوَكِيعٍ، وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ، وَعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ، وَمَنْ جَرَى مَجْرَاهُمْ فِي نَبَاهَةِ الذِّكْرِ وَاسْتِقَامَةِ الْأَمْرِ، فَلَا يُسْأَلُ عَنْ عَدَالَةِ هَؤُلَاءِ وَأَمْثَالِهِمْ ، وَإِنَّمَا يُسْأَلُ عَنْ عَدَالَةِ مَنْ خَفِيَ أَمْرُهُ عَلَى الطَّالِبِينَ([4]))).

الهوامش :

[1])) ((لسان العرب)) (11/ 430).

[2])) ((نزهة النظر)) (69).

[3])) ظاهر كلام ابن الصلاح – رحمه الله –. هنا أنه يشترط مُعَدِّلَيْنِ لإثبات العدالة، ولكنه بيَّنَ في موضع آخر أنَّ الصواب الاكتفاء بمعدِّلٍ واحدٍ، حيث قال – رحمه الله – ((علوم الحديث)) (109): ((اخْتَلَفُوا فِي أَنَّهُ هَلْ يَثْبُتُ الْجَرْحُ وَالتَّعْدِيلُ بِقَوْلِ وَاحِدٍ، أَوْ لَا بُدَّ مِنَ اثْنَيْنِ؟
فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: لَا يَثْبُتُ ذَلِكَ إِلَّا بِاثْنَيْنِ، كَمَا فِي الْجَرْحِ وَالتَّعْدِيلِ فِي الشَّهَادَاتِ.
وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ - وَهُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي اخْتَارَهُ الْحَافِظُ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ وَغَيْرُهُ - :أَنَّهُ يَثْبُتُ بِوَاحِدٍ، لِأَنَّ الْعَدَدَ لَمْ يُشْتَرَطْ فِي قَبُولِ الْخَبَرِ، فَلَمْ يُشْتَرَطْ فِي جَرْحِ رَاوِيهِ وَتَعْدِيلِهِ، بِخِلَافِ الشَّهَادَاتِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ)).

[4])) ((علوم الحديث)) (105).

.................................................. .....


شروط العدالة خمسة:

1- الإسلامُ.
2- البلوغُ.
3- العقلُ.
4- السلامةُ من الفسق.
5- السلامةُ من خوارم المروءة.

قولنا: (شروط العدالة)؛ أي: الشروط التي يجب أنْ تتوفر جَمِيعُها في الراوي كي يُحْكَم بعدالته، ولو تخلف ولو شرط واحد منها لم يُحْكَمْ بعدالته([1]).


قولنا: (الإسلام)؛ لأنَّ الكافر ليس عدلًا، ولا يتحرز مِنَ الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قولنا: (البلوغ)؛ لأنَّ غير البالغ لا يَعِي حُرْمَةَ الكذب، ولا يَتَحَرَّز منه.

قولنا: (العقل)؛ لأنَّ غير العاقل لا يتحرَّز مِنَ الكذب.

قولنا: (السلامة مِنَ الفسق)؛ وَالْفِسْقُ هُوَ: ارْتِكَابُ كَبِيرَةٍ أَوْ إِصْرَارٌ عَلَى صَغِيرَةٍ([11]).
قال الخطيب البغدادي – رحمه الله -:
((وَمَنْ سَلِمَ مِنَ الْكَذِبِ, وَأَتَى شَيْئًا مِنَ الْكَبَائِرِ, فَهُوَ فَاسِقٌ يَجِبُ رَدُّ خَبَرِهِ, وَمَنْ أَتَى صَغِيرَةً فَلَيْسَ بِفَاسِقٍ, وَمَنْ تَتَابَعَتْ مِنْهُ الصَّغَائِرُ وَكَثُرَتْ رُدَّ خَبَرُهُ([12]))).
فلا يكون الراوي شاربًا للخمر – مثلًا - ولا زانيًا ولا قاذفًا ولا كذابًا.

قولنا: (السلامةُ من خوارم المروءة)؛ وخوارم المروءة كثيرة ومتنوعة، كَكَثْرَةِ الْمِزَاحِ، والتحدث بمَا سَخُفَ مِنَ الْكَلَامِ الْمُؤْذِي، وَالقَهْقَهَةُ بِصَوْتٍ عَالٍ، وَمَا قَبُحَ مِنَ الْفِعْلِ الَّذِي يَلْهُو بِهِ وَيُسْتَقْبَحُ بِمَعَرَّتِهِ، كَنَتْفِ اللِّحْيَةِ وَخِضَابِهَا بِالسَّوَادِ، وَكَذَا الْبَوْلُ قَائِمًا، يَعْنِي فِي الطَّرِيقِ، وَبِحَيْثُ يَرَاهُ النَّاسُ، وَفِي الْمَاءِ الرَّاكِدِ، وَالتَّحَدُّثُ بِمَسَاوِئِ النَّاسِ، وَالْجُلُوسِ فِي الْأَسْوَاقِ لِرُؤْيَةِ مَنْ يَمُرُّ مِنَ النِّسَاءِ([13]).

كما أنَّ هناك أشياءً تختلف باختلاف الزمان والمكان؛ بحيث تُعَدُّ مِنْ خوارم المروءة في مكان ما أو زمان ما، ولا تُعَدُّ كذلك في مكان وزمان آخر.
قال السخاوي – رحمه الله -:
((وَمَا أَحْسَنَ قَوْلَ الزِّنْجَانِيِّ فِي شَرْحِ ((الْوَجِيزِ)): الْمُرُوءَةُ يُرْجَعُ فِي مَعْرِفَتِهَا إِلَى الْعُرْفِ، فَلَا تَتَعَلَّقُ بِمُجَرَّدِ الشَّرْعِ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الْأُمُورَ الْعُرْفِيَّةَ قَلَّمَا تُضْبَطُ، بَلْ هِيَ تَخْتَلِفُ بِاخْتِلَافِ الْأَشْخَاصِ وَالْبُلْدَانِ، فَكَمْ مِنْ بَلَدٍ جَرَتْ عَادَةُ أَهْلِهِ بِمُبَاشَرَةِ أُمُورٍ لَوْ بَاشَرَهَا غَيْرُهُمْ لَعُدَّ خَرْمًا لِلْمُرُوءَةِ([14])))

الهوامش :

[1])) انظر هذه الشروط الخمسة: ((علوم الحديث)) لابن الصلاح (104)، ((شرح التبصرة والتذكرة)) للعراقي (327)، و((فتح المغيث)) (2/ 5).
[12])) ((الكفاية)) (101).
[13])) انظر: ((فتح المغيث)) (2/ 6)، و((فتح الباري)) (11/ 40).
[14])) ((فتح المغيث)) (2/ 6، 7)

لعلك لا تعلم ماذكرت هنا وتغير رأيك عن علم الحديث .
ومعذرة على الإطالة فالموضوع يستحق.

تحياتي