شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-14-2017, 08:05 PM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي ما معنى كلمة "خطاب" ؟

لا أذكر أين قرأت بالضبط هذا التعريف : "الخطاب هو قول أشياء والتغاضي عن أخرى"
لكنه تعريف بقي محفورا في ذاكرتي . في كل مرة أسمع فيها خطابا , سياسيا كان أو دينيا أو الحاديا , اأجده أصدق تعريف قدم للكلمة .

الخطاب السياسي يقول أشياء و يصمت عن أخرى , فتجد قادة سياسيين يقولون في خطابهم : "بلدنا يسير بخطى ثابة , كل شيء يسير على ما يرام " ويقوم اعلامهم - الذي يخدم خطابهم - بتصوير المناطق المزهرة من البلاد حيث كل شيء على ما يرام . ماذا عن الأحياء الشعبية حيث الفقر والأمية والبطالة ؟ ذاك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامهم خطابا .

الخطاب الديني في المساجد مثلا , عند كل خطبة جمعة (لنلاحظ أن خطبة مشتقة من خطاب ) يتكلف الامام مهمة توجيه خطاب ديني للناس حول فضائل الصحابة الأولين : "مات العدل لما مات عمر ...قرقري يا معدتي فلن تأكلي حتى تأكل أمتي ...عثمان وما أدراك ما عثمان ...كانت الملائكة تستحيي منه ..." . ماذا عن ضرب عمر للاماء اللائي كن يتشبهن بالحرائر في مسألة الحجاب ؟ ماذا عن تحيز عثمان لبني أمية في توزيع مال بيت المال ؟ ذلك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامه خطابا , خطبة .

الخطاب الالحادي , عند كل خطبة لأحد متاريس الالحاد , يتم ذكر الآثار السلبية للتدين بصفة عامة وللاسلام بصفة خاصة. الإسلام هو سبب تخلف المجتمع , الإسلام دين يحض على الكراهية وعلى الإرهاب , يهين المرأة وينظر اليها باحتقار. ماذا عن وصية محمد بخصوص النساء في خطبة الوداع ؟ ماذا عن دفاع الإسلام عن حق الأنثى في الحياة ؟ ماذا عن تخفيف الإسلام من العصبية القبلية التي كانت سائدة في العرب في وقت لم يكن يعرف بأية طريقة سيمكن الحد منها ؟ هذا مما يتم الصمت عنه في الخطاب الالحادي . وهو بالضبط ما يجعل منه خطابا , خطبة .

ان الشخص الخطابي شخص ضعيف والحق يقال , لأنه في داخله يعرف أنه لا يقول كل شيء , بل انه يسخر من نفسه داخليا لأنه يراها كشخص يحمل طبلا كبير الحجم ويطبل لهذا الشعار أو ذاك .
أين ذلك الجزء الذي يصمت عنه ؟ انه مكبوت في أعماق نفسيته .



  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2017, 10:36 PM طارق غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
طارق
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية طارق
 

طارق is on a distinguished road
افتراضي

الخطاب كالسوق ، كل واحد يجد فيه ما وما لا يريد .



  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2017, 12:51 AM DeSpOt غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
DeSpOt
عضو نشيط
 

DeSpOt is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
لا أذكر أين قرأت بالضبط هذا التعريف : "الخطاب هو قول أشياء والتغاضي عن أخرى"
لكنه تعريف بقي محفورا في ذاكرتي . في كل مرة أسمع فيها خطابا , سياسيا كان أو دينيا أو الحاديا , اأجده أصدق تعريف قدم للكلمة .

الخطاب السياسي يقول أشياء و يصمت عن أخرى , فتجد قادة سياسيين يقولون في خطابهم : "بلدنا يسير بخطى ثابة , كل شيء يسير على ما يرام " ويقوم اعلامهم - الذي يخدم خطابهم - بتصوير المناطق المزهرة من البلاد حيث كل شيء على ما يرام . ماذا عن الأحياء الشعبية حيث الفقر والأمية والبطالة ؟ ذاك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامهم خطابا .

الخطاب الديني في المساجد مثلا , عند كل خطبة جمعة (لنلاحظ أن خطبة مشتقة من خطاب ) يتكلف الامام مهمة توجيه خطاب ديني للناس حول فضائل الصحابة الأولين : "مات العدل لما مات عمر ...قرقري يا معدتي فلن تأكلي حتى تأكل أمتي ...عثمان وما أدراك ما عثمان ...كانت الملائكة تستحيي منه ..." . ماذا عن ضرب عمر للاماء اللائي كن يتشبهن بالحرائر في مسألة الحجاب ؟ ماذا عن تحيز عثمان لبني أمية في توزيع مال بيت المال ؟ ذلك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامه خطابا , خطبة .

الخطاب الالحادي , عند كل خطبة لأحد متاريس الالحاد , يتم ذكر الآثار السلبية للتدين بصفة عامة وللاسلام بصفة خاصة. الإسلام هو سبب تخلف المجتمع , الإسلام دين يحض على الكراهية وعلى الإرهاب , يهين المرأة وينظر اليها باحتقار. ماذا عن وصية محمد بخصوص النساء في خطبة الوداع ؟ ماذا عن دفاع الإسلام عن حق الأنثى في الحياة ؟ ماذا عن تخفيف الإسلام من العصبية القبلية التي كانت سائدة في العرب في وقت لم يكن يعرف بأية طريقة سيمكن الحد منها ؟ هذا مما يتم الصمت عنه في الخطاب الالحادي . وهو بالضبط ما يجعل منه خطابا , خطبة .

ان الشخص الخطابي شخص ضعيف والحق يقال , لأنه في داخله يعرف أنه لا يقول كل شيء , بل انه يسخر من نفسه داخليا لأنه يراها كشخص يحمل طبلا كبير الحجم ويطبل لهذا الشعار أو ذاك .
أين ذلك الجزء الذي يصمت عنه ؟ انه مكبوت في أعماق نفسيته .
وصية محمد بخصوص النساء في خطبة الوداع لاتغير شيئا من احتقار المرأة في الاسلام عبر الكم الهائل من
الآيات والاحاديث والحور العين .
اما عن دفاعه عن حق الانثى في العيش فكان دفاعا ضعيفا ولايرتقي لمستوى الحدث
الاسلام حول العصبية القبلية الى عصبية دينية اشد منها تعصبا فما كان للعصبية القبلية ان تغزو العالم



  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2017, 12:56 AM الغامض غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
الغامض
عضو نشيط
الصورة الرمزية الغامض
 

الغامض is on a distinguished road
افتراضي

حقيقة هذا ملاحظ بكافة الخطابات على اختلاف منابعها، فهي بالأساس مخصصة لإبراز نقاط معينة وتضخيمها وتوصيلها على هيئة وجبة دسمة لتشبع بها عقول الجماهير وتنتشي ليس إلا، ولا يمكن للخطاب أن يكون موضوعيا البتة، فالغاية منه ليست الموضوعية، وإنما كسب المزيد



:: توقيعي ::: ‏« ﺇﻧّﺎ ﻧُﺮﻳﺪُ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﻈُّﻠﻢُ ﺣﺎﻕَ ﺑِﻨﺎ، ﻋﺪﻝَ ﺍﻷﻧﺎﺳﻰِّ، ﻻ ﻋَﺪﻝَ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦِ ‏»
‏« ﻋَﺪﻝُ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦِ ﻇُﻠﻢٌ، ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺼِﺒُﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺴﺎﻭﺍﺓِ ﺑﻴﻦَ ﺍﻟﺤُﺮِّ ﻭﺍﻟﺪُّﻭﻥِ ‏»
‏« ﻣﺎ ﻓَﺮَّﻗَﺖ ﻛَﻔَّﺔُ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥِ، ﺃﻭﻋَﺪَﻟَﺖ، ﺑَﻴﻦَ ﺍﻟﺤُﻠﻰِّ، ﻭﺃﺣﺠﺎﺭِ ﺍﻟﻄَﻮﺍﺣﻴﻦِ ‏»
  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2017, 03:27 PM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
لا أذكر أين قرأت بالضبط هذا التعريف : "الخطاب هو قول أشياء والتغاضي عن أخرى"
لكنه تعريف بقي محفورا في ذاكرتي . في كل مرة أسمع فيها خطابا , سياسيا كان أو دينيا أو الحاديا , اأجده أصدق تعريف قدم للكلمة .

الخطاب السياسي يقول أشياء و يصمت عن أخرى , فتجد قادة سياسيين يقولون في خطابهم : "بلدنا يسير بخطى ثابة , كل شيء يسير على ما يرام " ويقوم اعلامهم - الذي يخدم خطابهم - بتصوير المناطق المزهرة من البلاد حيث كل شيء على ما يرام . ماذا عن الأحياء الشعبية حيث الفقر والأمية والبطالة ؟ ذاك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامهم خطابا .

الخطاب الديني في المساجد مثلا , عند كل خطبة جمعة (لنلاحظ أن خطبة مشتقة من خطاب ) يتكلف الامام مهمة توجيه خطاب ديني للناس حول فضائل الصحابة الأولين : "مات العدل لما مات عمر ...قرقري يا معدتي فلن تأكلي حتى تأكل أمتي ...عثمان وما أدراك ما عثمان ...كانت الملائكة تستحيي منه ..." . ماذا عن ضرب عمر للاماء اللائي كن يتشبهن بالحرائر في مسألة الحجاب ؟ ماذا عن تحيز عثمان لبني أمية في توزيع مال بيت المال ؟ ذلك مما لم يقل , والسكوت عنه هو بالضبط ما يجعل كلامه خطابا , خطبة .

الخطاب الالحادي , عند كل خطبة لأحد متاريس الالحاد , يتم ذكر الآثار السلبية للتدين بصفة عامة وللاسلام بصفة خاصة. الإسلام هو سبب تخلف المجتمع , الإسلام دين يحض على الكراهية وعلى الإرهاب , يهين المرأة وينظر اليها باحتقار. ماذا عن وصية محمد بخصوص النساء في خطبة الوداع ؟ ماذا عن دفاع الإسلام عن حق الأنثى في الحياة ؟ ماذا عن تخفيف الإسلام من العصبية القبلية التي كانت سائدة في العرب في وقت لم يكن يعرف بأية طريقة سيمكن الحد منها ؟ هذا مما يتم الصمت عنه في الخطاب الالحادي . وهو بالضبط ما يجعل منه خطابا , خطبة .

ان الشخص الخطابي شخص ضعيف والحق يقال , لأنه في داخله يعرف أنه لا يقول كل شيء , بل انه يسخر من نفسه داخليا لأنه يراها كشخص يحمل طبلا كبير الحجم ويطبل لهذا الشعار أو ذاك .
أين ذلك الجزء الذي يصمت عنه ؟ انه مكبوت في أعماق نفسيته .
ما تقوله صحيح يا ساحر، ولكن هل هو مشكلة حقا بحد ذاته؟

هل تعتقد أن الموقف "المحايد" هو أمر ممكن وواقعي حقا؟ (أنا لا أعتقد ذلك)

أحد أصدقائي يدرس الآن في الجامعة مادة عن البحوث العلمية ومنذ أقل من أسبوعين كان يخبرني عن كيفية دس رأيك في البحوث العلمية بطرق غير فجة، فمثلا إذا أراد الباحث أن يضعف من موقف الرأي الذي لا يوافق عليه استعمل مصطلحات من قبيل "يدعي فلان كذا وكذا" ثم يأتي بما يفند دعواه من الحجج المخالفة. هذا طبعا مع العلم أن الباحث الحقيقي ينبغي عليه أن يتخذ موقفه بناء على معايير عقلية ومنطقية سليمة وليس بناء على هوى شخصي، ولكن هذا لا ينفي في نهاية المطاف من أن الباحث قد تبنى رأيا ما واعتقد بصوابيته.
من قال لك إننا نحن وأمثالنا نعيب على المؤمنين أن يتخذوا موقفا ما ويعتقدوا صوابيته؟ ليس في ذلك بحد ذاته ما يعيب على الإطلاق.

- ما نعيبه على المؤمنين هو أن يكون لرأي ما واسطة تبيح له احتقار المنطق والتجربة بحيث يمكن لعنزتهم أن تطير وهي بلا أجنحة بينما لا يرضى لوزّتنا أن تطير وهي ذات جناحين. فالمعايير العلمية التي يفخرون أنها نبهتهم إلى "خرافات" الآخرين لا يرون أي مشكلة في رميها في سلة النفايات حالما نصل إلى نقد دينهم، ويصبح كل ما هو صادر عن الرب فوق قدرات استيعابنا نحن البشر وبذلك يحرم إعمال ملكة التفكير فيه.

- فالكذب والتلفيق والتزوير كل ذلك يصبح حلالا في سبيل الدفاع عن العقيدة الحبيبة، والأدهى من ذلك هو نكتة الازدواجية لدى المؤمن حين لا يرى أي بأس في ارتكاب أشنع التجاوزات الأخلاقية في سبيل ما يؤمن أنه المنظومة الأخلاقية الكاملة.

- المؤمنون هم أول من يخونون شعاراتهم، حيث يعيبون على من يخرج من قطيعهم لأنه فكر لنفسه، يعيبون عليه أنه "مقلد"، دون أن ينتبهوا أن تسعة وتسعين بالمئة من سكان المعمورة يدينون بدين آبائهم الذي اكتشفوا –ويا لمحاسن الصدف- أنه دين الحق، ودون أن ينتبه المسلمون أنهم ليسوا هم أنفسهم استثناء من هذه القاعدة العالمية. هؤلاء قوم صدق فيهم القول: رمتني بدائها وانسلت.

- وربما الأهم من هذا كله، أن يدافع المؤمن بكل صفاقة عن دستور يعتبر الرأي جريمة تستحق العقاب، وعن مؤسسة تحرض على نبذ المخالف واغتياله اجتماعيا واستباحة ماله وقطع مصدر رزقه وتفريقه عن زوجته واختطاف أولاده (أنا لا أبالغ من باب الدرامية، هذا مجرد وصف مجرد لما يحدث حقيقة. تصور ردة فعل المسلمين لو حصل ربع هذا فقط في أمريكا أو أي دولة غربية!)، وعن نصوص مقدسة تهبط في الإسفاف والجهالة إلى درجة وصف المخالفين بما يستحيي منه أي شخص متحضر متوسط التهذيب (فما بالك بأذكى وأعظم وأقدس وأطهر كائن في الوجود؟) ثم لا يرضى بعد ذلك أن يسمع أحدا يقول فقط بكل تجرد وموضوعية إن أسلوب كتابه المقدس أسلوب هابط مسف لا يليق أن يصدر عن كائنات راقية متحضرة (فضلا عن أن تكون مقدسة).

فليدافع من شاء عن فكرته فلا مشكلة لدينا يا عزيزي. المشكلة هي عندما تستخدم أساليب غير شريفة في معركة الأفكار، تتفاوت من تسليط السيف –على الحقيقة لا المجاز- على رقبتك استتابة لك قبل قتلك إلى الاغتيال الاجتماعي والحرمان من الحقوق المدنية وحتى الإنسانية، إلى تصنيف الناس إلى صالح وطالح وتوزيع بطاقات الجنة وجهنم على الناس بالوكالة عن الآلهة.

وهذا هو ما نقصده عندما نتحدث عن علمنة المجتمع، نحن لا يهمنا أن يلحد الناس، ولكن يهمنا أن يكون اختلافهم اختلافا راقيا شريفا لا تستباح فيه حقوق الناس وتتحول من خلاف فكري إلى قطيعة اجتماعية وحرب نفسية واغتيالات نفسية وجسدية بتواطؤ من كامل المجتمع بغوغائه ونخبه على السواء.

ودمت بخير



:: توقيعي ::: تعريف المؤمن المعتدل: هو المؤمن الذي يحاول إصلاح أخطاء الإله
  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2017, 04:59 PM   رقم الموضوع : [6]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة binbahis مشاهدة المشاركة
ما تقوله صحيح يا ساحر، ولكن هل هو مشكلة حقا بحد ذاته؟

هل تعتقد أن الموقف "المحايد" هو أمر ممكن وواقعي حقا؟ (أنا لا أعتقد ذلك)

أحد أصدقائي يدرس الآن في الجامعة مادة عن البحوث العلمية ومنذ أقل من أسبوعين كان يخبرني عن كيفية دس رأيك في البحوث العلمية بطرق غير فجة، فمثلا إذا أراد الباحث أن يضعف من موقف الرأي الذي لا يوافق عليه استعمل مصطلحات من قبيل "يدعي فلان كذا وكذا" ثم يأتي بما يفند دعواه من الحجج المخالفة. هذا طبعا مع العلم أن الباحث الحقيقي ينبغي عليه أن يتخذ موقفه بناء على معايير عقلية ومنطقية سليمة وليس بناء على هوى شخصي، ولكن هذا لا ينفي في نهاية المطاف من أن الباحث قد تبنى رأيا ما واعتقد بصوابيته.
من قال لك إننا نحن وأمثالنا نعيب على المؤمنين أن يتخذوا موقفا ما ويعتقدوا صوابيته؟ ليس في ذلك بحد ذاته ما يعيب على الإطلاق.

- ما نعيبه على المؤمنين هو أن يكون لرأي ما واسطة تبيح له احتقار المنطق والتجربة بحيث يمكن لعنزتهم أن تطير وهي بلا أجنحة بينما لا يرضى لوزّتنا أن تطير وهي ذات جناحين. فالمعايير العلمية التي يفخرون أنها نبهتهم إلى "خرافات" الآخرين لا يرون أي مشكلة في رميها في سلة النفايات حالما نصل إلى نقد دينهم، ويصبح كل ما هو صادر عن الرب فوق قدرات استيعابنا نحن البشر وبذلك يحرم إعمال ملكة التفكير فيه.

- فالكذب والتلفيق والتزوير كل ذلك يصبح حلالا في سبيل الدفاع عن العقيدة الحبيبة، والأدهى من ذلك هو نكتة الازدواجية لدى المؤمن حين لا يرى أي بأس في ارتكاب أشنع التجاوزات الأخلاقية في سبيل ما يؤمن أنه المنظومة الأخلاقية الكاملة.

- المؤمنون هم أول من يخونون شعاراتهم، حيث يعيبون على من يخرج من قطيعهم لأنه فكر لنفسه، يعيبون عليه أنه "مقلد"، دون أن ينتبهوا أن تسعة وتسعين بالمئة من سكان المعمورة يدينون بدين آبائهم الذي اكتشفوا –ويا لمحاسن الصدف- أنه دين الحق، ودون أن ينتبه المسلمون أنهم ليسوا هم أنفسهم استثناء من هذه القاعدة العالمية. هؤلاء قوم صدق فيهم القول: رمتني بدائها وانسلت.

- وربما الأهم من هذا كله، أن يدافع المؤمن بكل صفاقة عن دستور يعتبر الرأي جريمة تستحق العقاب، وعن مؤسسة تحرض على نبذ المخالف واغتياله اجتماعيا واستباحة ماله وقطع مصدر رزقه وتفريقه عن زوجته واختطاف أولاده (أنا لا أبالغ من باب الدرامية، هذا مجرد وصف مجرد لما يحدث حقيقة. تصور ردة فعل المسلمين لو حصل ربع هذا فقط في أمريكا أو أي دولة غربية!)، وعن نصوص مقدسة تهبط في الإسفاف والجهالة إلى درجة وصف المخالفين بما يستحيي منه أي شخص متحضر متوسط التهذيب (فما بالك بأذكى وأعظم وأقدس وأطهر كائن في الوجود؟) ثم لا يرضى بعد ذلك أن يسمع أحدا يقول فقط بكل تجرد وموضوعية إن أسلوب كتابه المقدس أسلوب هابط مسف لا يليق أن يصدر عن كائنات راقية متحضرة (فضلا عن أن تكون مقدسة).

فليدافع من شاء عن فكرته فلا مشكلة لدينا يا عزيزي. المشكلة هي عندما تستخدم أساليب غير شريفة في معركة الأفكار، تتفاوت من تسليط السيف –على الحقيقة لا المجاز- على رقبتك استتابة لك قبل قتلك إلى الاغتيال الاجتماعي والحرمان من الحقوق المدنية وحتى الإنسانية، إلى تصنيف الناس إلى صالح وطالح وتوزيع بطاقات الجنة وجهنم على الناس بالوكالة عن الآلهة.

وهذا هو ما نقصده عندما نتحدث عن علمنة المجتمع، نحن لا يهمنا أن يلحد الناس، ولكن يهمنا أن يكون اختلافهم اختلافا راقيا شريفا لا تستباح فيه حقوق الناس وتتحول من خلاف فكري إلى قطيعة اجتماعية وحرب نفسية واغتيالات نفسية وجسدية بتواطؤ من كامل المجتمع بغوغائه ونخبه على السواء.

ودمت بخير
أتفق معك زميلي بن باحث بخصوص صعوبة التحلي بالحياد والموضوعية
على العموم في أحسن الأحوال تكون هذه كأفق يتطلع اليه , أو كنزعة في الانسان
بامكانك أن تبدو موضوعيا وأنت في الحقيقة في قمة الذاتية بالاستعانة ببعض الحيل التي ذكرت منها البعض
لكن كلما أعطيت كل ذي حق حقه و التزمت بموقع الواصف الذي يصف الأمور كما هي عليه لا كما ينبغي أن تكون عليه كلما اقتربت أكثر من بلوغ هدفك
هنالك العلوم الوصفية , وهنالك العلوم المعيارية
تحدثت باسهاب عن المسلمين والمؤمنين أيها الزميل ومدى عدم احترامهم لمبادئهم وازدواجيتهم
لكن هل المؤمنون هم وحدهم الذين يناقضون أن أنفسهم ومبادئهم ؟
في الآونة الأخيرة , عشت , وليس من سمع كمن رآى , تناقضات من طرف الملحدين أنفسهم الذين يدعون الى الفكر الحر ويتغنون بالشعارات التقدمية الرنانة , و ظهر الكيل بمكيالين في صفوف الملحدين
وهذه شهادة ينبغي أن تقال والا سنكون منخرطين في خطاب تغريضي ضد المؤمنين والمسلمين
لا يوجد ملائكة على الأرض يا زميلي
ربما لأن المسلمين هم الأغلبية والملحدون أقلية تبدو لك عيوبهم بارزة
ماذا لو انقلبت الموازين ؟ سيظهر لك المستور بلا شك
التشدد هو أعدل الأشياء قسمة بين العرب
تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 01-16-2017, 02:12 AM ابو مينا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
ابو مينا
الباحِثّين
الصورة الرمزية ابو مينا
 

ابو مينا is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
أتفق معك زميلي بن باحث بخصوص صعوبة التحلي بالحياد والموضوعية
على العموم في أحسن الأحوال تكون هذه كأفق يتطلع اليه , أو كنزعة في الانسان
بامكانك أن تبدو موضوعيا وأنت في الحقيقة في قمة الذاتية بالاستعانة ببعض الحيل التي ذكرت منها البعض
لكن كلما أعطيت كل ذي حق حقه و التزمت بموقع الواصف الذي يصف الأمور كما هي عليه لا كما ينبغي أن تكون عليه كلما اقتربت أكثر من بلوغ هدفك
هنالك العلوم الوصفية , وهنالك العلوم المعيارية
تحدثت باسهاب عن المسلمين والمؤمنين أيها الزميل ومدى عدم احترامهم لمبادئهم وازدواجيتهم
لكن هل المؤمنون هم وحدهم الذين يناقضون أن أنفسهم ومبادئهم ؟
في الآونة الأخيرة , عشت , وليس من سمع كمن رآى , تناقضات من طرف الملحدين أنفسهم الذين يدعون الى الفكر الحر ويتغنون بالشعارات التقدمية الرنانة , و ظهر الكيل بمكيالين في صفوف الملحدين
وهذه شهادة ينبغي أن تقال والا سنكون منخرطين في خطاب تغريضي ضد المؤمنين والمسلمين
لا يوجد ملائكة على الأرض يا زميلي
ربما لأن المسلمين هم الأغلبية والملحدون أقلية تبدو لك عيوبهم بارزة
ماذا لو انقلبت الموازين ؟ سيظهر لك المستور بلا شك
التشدد هو أعدل الأشياء قسمة بين العرب
تحياتي

ساسة ، مؤمنون ، ملحدون ، ... هم في النهاية بشر متحيز ، و الخطاب ، خطبة ود و غزل و تزويج بين الجماهير و فكر احادي فتوائي ، وليس فكراً موضوعياً و الا صار الخطاب محاظرة اكاديمية تستعرض كل الآراء و تقف منها جميعاً على بعد واحد. الالحاد الدعوي هو ما يثير الحفيظة لدي شخصياً و كأن الالحاد سلعة عقدية يجب ان تباع و تصفى من المخازن قبل ان تبور و تحمض و تأسن و تتعفن.



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
مغنى, خطاب, كلمة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أصل كلمة "سورة" وكلمة "قرآن" ؟ Iam العقيدة الاسلامية ☪ 3 02-26-2019 05:08 AM
التلاعب بترجمة كلمة "واضربوهن" باللغة الإنكليزية سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 9 04-15-2018 07:39 PM
معنى كلمة " عرب" ومصدرها خلوووود مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 05-03-2017 03:32 AM
هكذا ستنهي شركة "غوغل" عصر كلمة السر التقليدية ابن دجلة الخير الساحة التقنية ✉ 0 05-27-2016 06:30 PM
معنى كلمة " عرب" ومصدرها ابن دجلة الخير ساحة التاريخ 10 03-03-2016 07:06 PM