شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > ساحة النقد الساخر ☺

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 07-14-2016, 10:51 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي مقترح متواضع: شركة الأنبياء المحدودة

إلى: صاحب الجلالة الله العظيم
من: عبدك الفقير، بن باحث
الموضوع: مقترح متواضع


صاحب الجلالة العظيم الكريم،

لكم أشعر بغبطة عظيمة وأنا أكتب إلى مقامك الكريم وأشارك ما ألهتمني إياه من أفكار -أفرزها دماغي المتواضع المحدود- مع سمو عظمتك التي لا حدود لها، وإنه لشرف عظيم أن تتكرم بقبول رسالتي إليك وتتفضل عليها ببضع دقائقك من وقتك الثمين (وأنت المشغول بإدارة الأكوان ومن عليها) من أجل قراءة رسالتي المتواضعة، بيد أني لم أطق منع نفسي من مشاركة مقامك بهذه الأفكار التي خطرت ببالي وشعرت بمسؤولية إخبارك بها ولم يرض ضميري بكتمانها في نفسي لأني أحسست فيها خدمة عظيمة لدينك الذي أنعمت به علي من ضمن نعمك الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى.

أولاً، يشرفني أن أكون من أشد المعجبين بدينك العظيم دين الإسلام الذي أرسلت رسولك ليبلغه الناس كافة كي تقيم عليهم الحجة وتنقذ صالحهم من عذاب النار (لأنك كما عهدناك من أرحم الراحمين وتود إنقاذ أكبر عدد تقدر عليه من الناس من عذاب الحريق)، وأنا الآن أكتب إليك رسالتي من أجل هذا الأمر تحديداً.

أعترف أني أشعر الآن بحرج شديد وأنا أكتب إليك هذه الكلمات، وأقسم بعظمتك أني لا أقصد بكلامي إلا الخير، ولكن أهمية هذا الموضوع لا تسمح لي بالمجاملة. لقد انتبهت -جلالتك- ذات يوم إلى أن الناس كانوا متروكين بلا هدى ولا دليل، فأرسلت رسالتك لتكون هدى للعالمين وأردت لها أن تبلغ كل الناس، وعلى الرغم من الجهود الرائعة التي بذلتها أنت ونبيك الكريم، إلا أن رسالتك -وأقولها ببالغ الحزن والأسى- لم تبلغ كل الناس، ولكم يحزنني أن يمر على دينك العظيم أربعة عشر قرناً من الزمان وهو لا يزال بعيداً عن أن يبلغ كل إنسان. وجرب -إن كنت لا تصدقني- أن تقرأ أفكار (فأنت لست مثلنا وتعرف ما في النفوس) أي كافر ضال كي تعرف صدق ما أقول، ذلك أن كثيراً منهم لن يعرفوا من دينك حتى اسمه، وثق أنك ستكون محظوظاً لو أن أحدهم عرف من دينك اسم نبيه ومن تعاليمه أمر الرجال بإعفاء اللحى والنساء بالحجاب.

ولكن ما لي -يا سيدي العظيم- أحدثك عن الكفرة وكأن الدين كمل لنا نحن المسلمين، أو كأننا حقاً أجمعنا كلنا على دين واحد؟

لقد تحول دينك -مع بالغ الأسى- إلى إصدارات عديدة عدد الثقافات المنتشرة بين أهل هذه المعمورة، ففي السعودية تجد "الإصدارة السعودية" من الإسلام، ثم إذا اطلعت على تركيا أو ماليزيا، رأيت في الأولى إصدارة ماليزية وفي الثانية واحدة مختلفة تركية، فإذا ذهبت تحصي الدول والثقافات أحصيت معها ما يماثلها في العدد من إصدارات الإسلام.

أحزنني الأمر كثيراً، ولكني قبل أن أفكر في طرق باب مقامك العظيم أردت أولاً أن أستفتي أهل العلم كما علمني القرآن، فلما ذهبت إلى كهنة المسلمين أستفتيهم في أمر ديني باعتبار أنهم يفهمون نواياك ورغباتك ودخيلة نفسك أكثر مني، رأيت أنهم لم يكونوا أفضل حالاً من تلك الشعوب التي اعتنقت إصدارات مختلفة، فالكهنة يختلفون في أمور جليلة قد تصل إلى مصير روح آدمية وحرية الفكر والتعبير لدى صاحبها كما صنعوا حين اختلفوا في المرتد هل يقتل أم يترك وفي تارك الصلاة هل يكفر أم لا يكفر، وأنا أجلك عن أن تكون -بعظمتك وجلالك- متورطاً فيما وقع فيه أولئك الكهنة من خلاف وارتباك.

لا يمكن أن يكون أولئك الكهنة كلهم على صواب، أحد الفريقين مخطئ بلا ريب.

فأي إصدارات الدين الكثيرة هو الصحيح الذي كلفنا به مقامك العظيم؟ وما هو فصل القول في الأحكام بين ما تحبه -جلالتك- وترضاه وما تبغضه وتنهى عنه إذا كنا نعلم علم اليقين أن الكثير من الكهنة (الذين يفترض أنهم يعرفون رغباتك أفضل مني ومن غيري من العوام) على خطأ؟

لقد كان من حسن حظ البشرية أن جلالتك انتبه إلى هذه المشكلة ذات يوم قبل ألف وأربعمئة عام، انتبهت أن البشر ضالون ويحتاجون إلى من يبلغهم برغباتك كي يلبوها ونواهيك كي يجتنبوها، فماذا صنعت لكي تحلها؟ لقد أرسلت إلى الأرض رسولاً يتحدث عنك بالنيابة ليبلغنا بكل ذلك، لكن من الواضح أن هذا الرسول الواحد لم يكن كافياً، فحياته كلها لم تكف لتبليغ أكثر من عشر سكان المعمورة في زمانه، ثم لما مات بقيت نصوصك المقدسة الغامضة من غير وكيل موثوق معتمد من السماء يفسرها لنا. وكما قلت في بداية المقترح، حتى بعد أكثر من أربعة عشر قرناً من إرسال هذا النبي، ما زالت رسالة الرب محجوبة عن الكثير من البشر.

اسمح لي يا صاحب الجلالة أن أعرض عليك مثالاً من حياتنا البشرية المتواضعة (ويبقى لجلالتك المثل الأعلى بالطبع): لقد كنا نحن البشر نعيش في كبد وشقاء ونحن نقوم بحاجاتنا فرادى مفترقين، ثم هديتنا -رحمة بنا وتخفيفاً على الأجيال اللاحقة منا بعدما رأيت شقاء الأقدمين وقررت أن تتعلم من تجربتك بكل تواضع كما يليق بمقامك العظيم- إلى العيش في مجتمعات بشرية يتخصص فيها الناس ويتبادلون المنافع، ولكن بقيت مشكلة أن العديد من الصنائع الأكثر تعقيداً كانت مما لا يطيق عمله الفرد الواحد من الناس، فبقي الناس محرومين من منافع أمثال هذه الصنائع المعقدة حتى هديتنا -جلالتك- إلى إنشاء مجموعات متعاونة نسميها "شركات" تمكنت من إنجاز ما عجز عنه الأفراد المتفرقون.

يا صاحب الجلالة،
مع كل الاحترام والتوقير، لا يمكننا لومك بالطبع على ضعف التغطية هذا وعدم وصول رسالتك إلى أقطار كثير من هذا العالم (لا تقتصر على صيادي أدغال الأمازون وسكان الجبال الشاهقة المعزولين عن الحضارة، لأن الكثيرين حتى في الدول المفتوحة لا يصلهم من دينك إلا اسمه ما لم يصلهم مشوهاً ممسوخاً في أسوأ الأحوال، وهذا ليس كافياً لإظهار عظمة دينك المبهر)، أقول لا ينبغي لنا لومك ولا نجرؤ على ذلك، فلقد بذلت أنت ورسولك جهوداً خارقة قبل ألف وأربعمئة سنة، وليس من المنطق أن يطلب منكما أكثر مما بذلتماه حينما نأخذ في الحسبان الظروف القاسية التي حكمت رسولك محمداً ومحدودية عمره البشري بستين عاماً والتي لا تكفي بطبيعة الحال لنشر رسالتك في أرجاء المعمورة كافة، فضلاً عن كونها تجارب جديدة عليك ولا يلام المرء على عدم كمال تجاربه الأولى، بل إننا نتفهم تماماً أن تنسى أمر نشر رسالتك بعد موت نبيك، فهذا طبيعي جداً مع انشغالاتك الكثيرة التي لا نهاية لها. إن أحدنا إذا كلف بإدارة شركة صغيرة لا يتعدى عدد موظفيها مئة أو مئتين وجدته طاش من الضغط وأحس بعبء هذه المسؤولية الثقيلة، فما بالك إذن بإدارة الكون برمته بل وإدارة ما لا لم نعرفه من الأكوان الأخرى التي لا نهاية لها ولا عد؟ وما قيمتنا ونحن بهذا الحجم التافه الضئيل ضمن ملكوتك الهائل؟

لا يجرؤ عاقل منا على التفكير -مجرد تفكير- في أي لوم بكل تأكيد، ذلك أن من الطبيعي تماماً ألا تبلغ رسالتك الناس كافة لما أوكلت إلى فرد واحد ما يحتاج إلى جماعات غفيرة من الناس، وبناء على ذلك فاسمح لي أن أقدم لحضرتك مقترحي المتواضع لحل هذا الإشكال وإعطاء دينك العظيم ما يستحقه من رعاية واهتمام، وذلك بإنشاء شركة أنبياء عابرة للقارات سأسميها في ما يلي من هذه الرسالة "بشركة الأنبياء المحدودة".
(يتبع)



  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2016, 10:51 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

شركة الأنبياء المحدودة
تقوم فكرة شركة الأنبياء المحدودة على إعادة إحياء خط التواصل الذي كان مفتوحاً مع جلالتك ولكن مع فرق مهم: فبدلاً من اختيار وكيل وحيد حصري يمثلك لسكان الكرة الأرضية (وهي فكرة ثبت أنها غير ممكنة على أرض الواقع لاتساع رقعة الأرض وكثرة سكانها بحيث لا يطيق المهمة فرد واحد) أقترح إنشاء شركة مسجلة في السماء يكون تخصصها توظيف أنبياء مؤهلين ومدربين جيداً لمهمة هدي البشرية وتبليغهم برغباتك بالنيابة عنك (بما أنك متواضع ولا تحب إظهار نفسك لخلقك إلا ضمن حدود الحاجة القصوى، ولعل خلق التواضع الجميل هذا أن يكون هو السبب الرئيس وراء اكتفائك برسول واحد للبشرية فيما ما مضى). قد يتولى جبريل مهمة رئاسة الشركة نظراً لخبرته الطويلة في هذا المجال، ثم يليه أكثر زملائه الملائكة اقتداراً في إدارة الأقسام، ومبدئياً أقترح البدء بالأقسام التالية:
(1) قسم التواصل مع الوكلاء المعتمدين وإرسال الوحي إليهم؛ (2) قسم توظيف الأنبياء؛ (3) قسم تدريب الأنبياء وتأهيلهم؛ (4) قسم الترجمة المعتمدة للنص الإلهي (من العربية إلى لغات العالم الأخرى)، (5) قسم تحرير القرآن لتحسين أسلوبه الغامض وإزالة اللبس عن معناه؛ (6) غرفة التواصل المباشرة مع المؤمنين.

قسم التواصل مع الوكلاء المعتمدين وإرسال الوحي إليهم
في هذا القسم تكمن الفكرة الثورية من هذه الشركة المقدسة ويعتبر هذا القسم لب الشركة بامتياز (وأما بقية الأقسام فتعتبر خدمة لهذا القسم المركزي)، فبدلاً من أن يحمل أمانة تبليغ رسالتك لأهل الكرة الأرضية واسعة الأرجاء ومتعدد الشعوب واللغات رجل واحد، سيكون لكل مدينة وقرية وكل مجتمع بشري -مهما كان حجمه صغيراً- موظف رسمي بوكالة معتمدة من عند جلالتك (هذه هي الفكرة مبدئياً، ولا أرى أي مانع من التعامل مع شركات وكالة نبوية بدلاً من حصر الوكالة على أفراد، ولكن ذلك قد يفكر به في مرحلة لاحقة بعد اختبار التجربة على وكلاء أفراد أولاً) مع ملك خاص يرسل الوحي إليه بلغته (بعد ترجمتها في قسم الترجمة - يبحث لاحقاً) بإشراف الملك جبريل.

يتفرغ هذا القسم من أجل العناية بالتفاصيل الإدارية المتعلقة بالتواصل وكلاء جلالتك (أي أنبيائك بعبارة أخرى)، من قبيل الإشراف على عملية تبليغ الوحي من الله إلى جبريل إلى الملك الوسيط -وأخيراً- إلى الوكيل المعتمد (النبي) كي يبلغ الرسالة إلى الناس. بهذه الطريقة، لن يحرم سكان أدغال الأمازون وجبال الهمالايا من مشكلة احتجاب رسالتك عنهم وستقلل عدد الداخلين إلى نار جهنم (ألا وهو الهدف من إرسال الرسالات والذي إن دل على شيء فإنما يدل على عظيم لطفك ورحمتك بالعباد)، وسيحمي هذا دينك من محاولات المغرضين الذين يروجون عن دينك الأكاذيب من قبيل أنه انتشر بحد السيف لا بالحكمة والموعظة الحسنة، ومن قبيل اتهامه في مسألة الناسخ والمنسوخ بتبديل رأي الشارع، وهو تبديل مشرف الغرض منه إدخال التحسينات المستمرة على دينك وليس فيه ما يشين ولكن ضعاف النفوس يتأثرون بمثل هذا الكلام الفارغ مع الأسف.

يشرف هذا القسم أيضاً على توصيل "التحسينات الدينية" (updates) إلى وكلاء جلالتك المعتمدين بحسب ما يمليه عليك النمو المطرد في خبرتك التي تكتسبها باستمرار من إدارتك للخلق والأكوان، كما صنعت -أيام نبيك المرحوم محمد- حين جعلت تغير -باستمرار لا ينقطع- مواعيد الصلاة وما هو مفروض منها وما هو سنة، أو كما جعلت تصنع لما أخذت تبدل أيام الصيام الإجباري حتى ثبت على شهر رمضان آخر حياة النبي، ولا أحسب الآن إلا أن جلالتك كان يود أن يتكرم على دينه بالمزيد من التحسينات لولا أن الموت عاجل نبيك سريعاً، من أجل ذلك ستكون هذه الشركة فرصة لإكمال إدخال المزيد والمزيد من التحسينات على دين جلالتك خاصة بما يتناسب مع متطلبات عصرنا الحالي بتصوراته وقيمه الجديدة (وسأعود في مكان لاحق من هذا المقترح إلى بحث هذا الموضوع بتوسع أكبر قليلاً).

قسم الموارد البشرية

حتى يوصل ملائكة جلالتك وحيك إلى الأنبياء فلا بد من اختيار الأنسب لهذه المهمة الرفيعة أولاً. يشرف هذا القسم على فتح الفرص الوظيفية للوكلاء المعتمدين في منصب النبوة وعلى وضع المعايير والمفاضلة بين المتقدمين.

قسم تدريب الأنبياء وتأهيلهم

يشرف هذا القسم على إدارة برامج التدريب للأنبياء المختارين، إذ يقوم فريق متخصص من أعوان جبريل بإدارة دورات تحضيرية باستعمال أحدث التقنيات من عروض شرائحية وخلافها تساعد الوكلاء على القيام بمسؤوليتهم خير قيام.

وأقترح أن تشتمل الدورات النبوية على محاور من قبيل ما يلي:
ا. تاريخ موجز عن الأديان الإبراهيمية مع تركيز خاص على النموذج العالمي الأول (محمد)
ب. مهارات تلقي الوحي ونقله للناس
جـ. أساسات السياسة النبوية وأساليب استجابتها للتحديات والعقبات التي واجهتها وطرق تكيفها معها
د. بحث أساليب المحاججة في الأديان الإبراهيمية
هـ. ملاءمة الرسالة السماوية لكل العصورعلى اختلافها، وموقفها من تداول السلطة الدينية والمساواة بين الرجل والمرأة (لنا عودة إلى هذا البند بتفصيل أكبر)

هذه بعض المحاور التي أقترحها مبدئياً (والتي يمكن أن يضاف إليها المزيد لاحقاً)، ولا مانع من أن يشرف هذا القسم أيضاً على تعليم الوكلاء المعتمدين بعض الخدع السحرية التي تبهر العامة كالحبال التي تتحول إلى ثعابين واليد التي تخرج بيضاء من غير سوء لعل ذلك يجنبهم متاعب الجدال مع العوام البسطاء الذين لا تفلح معهم حجة المنطق.

قسم الترجمة المعتمدة للنص الإلهي (من العربية إلى لغات العالم الأخرى)

بما أن اللغة التي تتحدث بها -جلالتك- هي العربية فلقد كان من المشكلات العويصة التي واجهتنا عدم وصولنا إلى مصدر إلهي معتمد للترجمة، وبقيت الترجمة تحت رحمة البشر بإدراكهم القاصر والمحدود بما لا يليق بجلال كتابك المقدس ويجعله عرضة للتشويه أثناء عملية الترجمة. من أجل ذلك أقترح على جلالتك إنشاء قسم في الشركة متخصص في ترجمة كتابك إلى لغات العالم الحية. وقد تكون البداية بأن يرسل جبريل ملائكة من أعوانه إلى الأرض بعدد شعوبها ولغاتها الحية فيعيش كل منهم بين الجماعة من الناس ما يكفي من الزمان لتعلم لغتهم وشيء من ثقافتهم قبل أن يشرع في كتابة النسخة المترجمة المعتمدة من القرآن لتكون مصاغة بما يناسبة ثقافة متلقيه.

قسم تحرير القرآن لتحسين أسلوبه الغامض وإزالة اللبس عن معناه

بما أن جلالتك يتحلى بروح دعابة ليس لها نظير ولا تشبه ما نعرفه من روح الدعابة في هذه الدنيا الفانية، فقد كان من المفهوم أن تنزل إلينا كلاماً نصفه متشابه لا نفهمه ولا يعرف معناه سواك، وأن تنزل النصف الآخر بأسلوب غامض مطاطي يفهم على عدة أوجه حتى وصفه الصحابي الجليل عمر بن الخطاب بأنه "حمال ذو وجوه"، وأنا واثق تمام الثقة بأن جلالتك ما كان ليخطر له ببال ما سيجر إليه هذا الغموض وهذه المطاطية في المعنى من فرقة بين المسلمين وخلاف عظيم في تأويل القرآن حتى وصل ذلك ببعض المؤمنين بدينك إلى أن يقتل بعضهم بعضاً باسم جلالتك (تصور!)، ولكن اسمح لي أن أقول لك بقلب يلمؤه الأسى بأن هذا هو ما وقع فعلاً. ومن أجل تلافي هذا الخلاف في تفسير كلام قرآنك الغامض الذي يفهمه كل مؤمن بشكل مختلف، وتلافي الخلاف في التناقض بين آيات كتباك أيها الناسخ وأيها المنسوخ، فإني أقترح على جلالتك جعل قسم خاص في الشركة يعنى بإعادة تحرير كلام الكتاب المقدس، بحيث يعيد تحريره ملائكة مختصون مشهود لهم بالاقتدار والنزاهة والاطلاع على علوم اللغة العربية وعلى اللغة العربية الحديثة بما طرأ عليها بعد أربعة عشر قرناً من تاريخ إنزال القرآن. ثم تقوم جلالتك بمراجعته من عندك المراجعة النهائية قبل أن يضع الملائكة ختم موافقتك على النسخة النهائية المعتمدة.

وأعتقد أن في هذا المشروع فرصة لإدخال بعض التحديثات والتحسينات على العديد من الأوصاف القرآنية التي صيغت متأثرة بثقافة الأعراب الذين أنزل عليهم، والاستعاضة عنها بتعبيرات أكثر حداثة تناسب القارئ اليوم. فمثلاً يمكن أن نعيد صياغة "حور مقصورات في الخيام" لتصبح "شقراوات في شقق ديلوكس مطلة على البحر". أيضاً في وصف الجنة التي "عرضها السماوات والأرض"، نحن نعرف الآن أن حجم الأرض بجانب حجم الكون هو أقل بكثير من حجم حبة رمل بالنسبة إلى قارة أمريكا، فهل يصح أن أقول إنني سأهدي صديقي سيارة بحجم كلبه والمجموعة الشمسية مثلاً؟ إنها جملة منطقية للأعرابي الذي عاش قبل أربعة عشر قرناً وكان يحسب الأرض والسماوات في حجم متقارب ولكنها تبدو سخيفة للقارئ الحديث الذي يعرف ما الأرض وما الكون، وعوضاً عن هذا يمكن تحسين صياغة الآية إلى: "وجنة عرضها الكون والمجرات بما فيهن". وهلم جرًّا.

غرفة التواصل المباشرة مع المؤمنين

مع وجود الأنبياء المعتمدين، لا توجد حاجة حقيقية إلى مثل هذه الخدمة، ولكن جلالتك قد يفكر في إنشائها تلبية لأشواق العديد من المؤمنين الذين يسعون إلى خط تواصل أكثر مباشرة من الكتب المقدسة والأنبياء. وفكرة هذه الخدمة هي تأليف فرقة من الملائكة المتخصصين في الرد على تساؤلات المؤمنين على خط يعمل 24 ساعة يومياً سبعة أيام في الأسبوع. من الممكن أن يساعد هذا الخط المباشر المؤمنين على تتبع مصير الدعوات التي يدعونها في جوف الليل وهل بلغت جلالتك أم لم تبلغك بعد، وإن بلغتك هل قررت إجابتها أم أنك رأيت من الأفضل عدم إجابتها والتعويض عنها بثواب مضاعف في الآخرة.

* * *



  رد مع اقتباس
قديم 07-14-2016, 10:52 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

فوائد أخرى لشركة الأنبياء المحدود

لا تقتصر فوائد هذه الشركة -التي أقترحها على جلالتك- على إيصال كلمتك إلى العالمين كافة كما كنت تطمح جلالتك يوم أنزلت دين الإسلام على محمد، بل إنها فرصة لجني ثمار متنوعة أذكر منها ما يلي.

تحقيق قيم الديمقراطية الحديثة ومبدأ تداول السلطة الدينية

من الصعب إنكار المنافع العظيمة التي جنتها البشرية منذ اكتشفت مبدأ تداول السلطة كي يحول ذلك دون التغول والتسلط. وشركة الأنبياء المحدودة هي فرصة عظيمة لتطبيق هذا المبدأ على منصب النبوة، فبدلاً من أن تكون النبوة حكراً على شخص واحد يستلمها حتى مماته سيكون منصب النبوة موزعاً على الكثير من الوكلاء المعتمدين عبر أقطار المعمورة وعرضة للتداول كل بضع سنوات من المحتمل أن تتراوح فيما بين أربع وست سنوات كما هو معمول به في النظم الحديثة.
نفس الشيء ينطبق على الديمقراطية التي كانت فتحاً كبيراً في إدارة البشر لشؤونهم السياسية. إذا لا مانع من إنشاء كيان برلماني منتخب من الناس يشرف على عمل الأنبياء ويملك حق إعفاء نبي ما من وظيفته إن رأى منه دلائل على عدم الكفاية لتأدية وظيفته بحيث يعيد الملائكة عملية التوظيف من أولها.

المساواة بين الرجال والنساء

هذه فرصة لمنح النساء حقهن الكامل في المشاركة بأن يكن "نبيات" مثلهن مثل الذكور تماماً ودون أدنى تفرقة. فالمعايير معايير مهنية بحتة ولا مجال لأن يكون جنس المتقدم من ضمنها.

فرصة لتبادل الخبرات (الاجتماعات التنسيقية)

من الاختلافات النوعية في حالة شركة الأنبياء المحدودة مقارنة بعهد النبي الواحد أن هؤلاء صاروا "مجتمعاً" في إمكان أفراده أن يفيد بعضهم من خبرات بعض. من المتاح لهم على سبيل المثال تنظيم اجتماعات تنسيقية لتبادل خبرات النبوة وتنسيق تحركاتهم كي تثمر تعاوناً بين أعضائها.

خاتمة

هذا هو باختصار مقترحي لإنشاء شركة الأنبياء المحدودة، ولا أخفي عنك أني بذلت الوسع في تزيينه لجلاتك طمعاً في إقناعك بفكرة أؤمن أن فيها رفعة لدينك العظيم. وأحب أن أختم بالتعبير عن عظيم امتناني لجلالتك على ما منحته من وقتك الثمين لقراءة مقترحي المتواضع


عبدك المخلص
بن باحث



  رد مع اقتباس
قديم 07-16-2016, 02:22 AM ابو مينا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
ابو مينا
الباحِثّين
الصورة الرمزية ابو مينا
 

ابو مينا is on a distinguished road
افتراضي

يقول رب العزة
من رب العالمين الله جل جلالي و تقدست اسمائي
الى عبده الفقير الي ابن الباحث
بعد الصلاة على حبيبي محمد
و السلام عليكم و رحمتي و بركاتي،
اقول و استعين بنفسي،

ان عبدنا ستيڤ جوبز سبقك الى هذه الفكرة بعد يوم واحد من توفي الملائكة له
و ما يزال يلح علينا بأفكاره حتى بدأنا نفكر جدياً في طمعه في العرش و الربوبية
و خاصة ان نفراً من الملائكة الضعيفي الانفس في السماء الثالثة اتبعوه و هم يلبسون علامات اپل على صدورهم.
افكر حالياً في تدبير نزوله مع المسيح الى ارضكم الدنيا حتى اتخلص من منافسته الشديدة لي ، فإن صادفته فتواصل معه بكلمة السر " iGod2016"
سلامي للجميع
صدقت انا العظيم مالك الملك و تباً للشيطان و ابي لهب،
المخلص دوما
الله جل جلالي



  رد مع اقتباس
قديم 07-18-2016, 10:45 AM binbahis غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
binbahis
الباحِثّين
الصورة الرمزية binbahis
 

binbahis is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مينا مشاهدة المشاركة
يقول رب العزة
من رب العالمين الله جل جلالي و تقدست اسمائي
الى عبده الفقير الي ابن الباحث
بعد الصلاة على حبيبي محمد
و السلام عليكم و رحمتي و بركاتي،
اقول و استعين بنفسي،

ان عبدنا ستيڤ جوبز سبقك الى هذه الفكرة بعد يوم واحد من توفي الملائكة له
و ما يزال يلح علينا بأفكاره حتى بدأنا نفكر جدياً في طمعه في العرش و الربوبية
و خاصة ان نفراً من الملائكة الضعيفي الانفس في السماء الثالثة اتبعوه و هم يلبسون علامات اپل على صدورهم.
افكر حالياً في تدبير نزوله مع المسيح الى ارضكم الدنيا حتى اتخلص من منافسته الشديدة لي ، فإن صادفته فتواصل معه بكلمة السر " iGod2016"
سلامي للجميع
صدقت انا العظيم مالك الملك و تباً للشيطان و ابي لهب،
المخلص دوما
الله جل جلالي
لكم أسف قلبي لسماع هذه الأخبار المؤسفة، ولكن شكرا لك يا سيدي العظيم في جميع الأحوال على التفضل بقراءة مقترحي رغم مشاغلكم التي لا نهاية لها.



  رد مع اقتباس
قديم 07-21-2016, 04:41 PM alaa elmasrey غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
alaa elmasrey
عضو برونزي
الصورة الرمزية alaa elmasrey
 

alaa elmasrey is on a distinguished road
افتراضي

الاخ بن باحث لقد جائني جبريل البارحة في المنام بوحي من الله اليك

هو بيقولك هو موافق مبدئيا ع الفكرة ويمكنه ان يعينك مدير عام الشركة بس في اعتراض من ابليس عشان الشركة دي ربما تهدد الامن العام لمملكته وان الناس كلها ربما تؤمن مما ينتج عنه افلاس مملكته

بالاضافة الي رغبة خفية من الله الذي يرزق الكل في عدم ايمان الناس جميعا
يقول الله عز وجل في محكم كتابه
ولو شاء ربك لامن من في الارض كلهم جميعا فانت تكره الناس حتي يكون مؤمنين



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
متواضع, مقترح, الأنبياء, المحدودة, شركة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخوف من الأنبياء الجدد (7): الملحدون هم الأنبياء الجدد سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 0 04-22-2017 10:12 AM
أقترح فتح قسم فرعي خاص بعلم النفس ساحر القرن الأخير اقتراحات و تصويت 2 05-15-2016 06:14 PM
مقترح بخصوص خط المنتدي ᒍᗩᗰᕮᔕ ᗷ〇ᑎᗞ اقتراحات و تصويت 4 05-09-2015 12:10 AM
مقترح للادارة (ارجو دخول الاعضاء) ᒍᗩᗰᕮᔕ ᗷ〇ᑎᗞ ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 6 01-14-2015 10:12 AM
شركة إتصالات إلهيه السيد مطرقة11 الأرشيف 0 08-30-2013 11:18 AM