![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو ذهبي
![]() |
التصميم العظيم تاليف ستيفن هوكنج و ليونارد ملوديناو 1_ لغز الوجود كل منا موجود ولكن لفترة قصيرة, وفي تلك الفترة القصيرة استكشفنا لكن جزءا من الكون كله. ولكن الانسان كائن فضولي . نحن نتسائل ونريد اجوبة. العيش في هذا العالم الشاسع والذي يبدو تارة لطيفا وتارة قاسيا, والتحديق الى السماوات الهائلة الاتساع فوقنا,جعل البشر دائما يطرحو العديد من الاسئلة : كيف نفهم العالم الذي وجدنا انفسنا فيه ؟ كيف يتصرف الكون ؟ ماهي طبيعة الحقيقة ؟ من أين جاء كل هذا ؟ هل يحتاج الكون لخالق ؟. معظمنا لا يقضي الكثير من وقته قلقا بشان هذه الاسئلة , ولكننا جميعا نقلق بشأنها من وقت لاخر. تقليديا هذه الاسئلة فلسفية, ولكن الفلسفة قد ماتت. فالفلسفة لم تستطع مواكبة التطور في العلوم, وبالتحديد , الفيزياء. فالعلماء اصبحو حملة مشعل الاكتشاف في طلبنا للمعرفة. الغرض من هذا الكتاب هو اعطاء الاجوبة المقترحة من قبل الاكتشافات والنظريات المتقدمة. لانها تقودنا الى صورة جديدة للكون وموقعنا فيه وهذه الصورة مختلفة جدا عن الصورة التقليدية , بل انها مختلفة حتى مع الصورة التي رسمناها قبل عقد او عقدين من الزمان. مع ذلك, فان المخططات الاولى لنهذا المفهوم الجديد يمتد في الماضي الى مايقرب من القرن. استنادا الى المفهوم التقليدي للكون, الاشياء تتحرك وفق مسارات محددة ولها تواريخ محددة كذلك. ونستطيع تحديد موقعها بدقة في اي لحظة من الزمن.وبالرغم من ان هذا ناجح لحد ما لاغراضنا اليومية, الا انه اكتشف في العشرينات ان الصورة التقليدية لايمكن اعتمادها لتفسير ما يبدو انه سلوك غريب لوحط في العالم الذري وما دون الذري. وبدلا من ذلك كان من الضروري تبني طريقة عمل اخرى تسمى بفيزياء الكوانتم. ولقد تبين ان نظريات فيزياء الكم دقيقة بشكل ملفت للنظر في التنبؤ بالاحداث على تلك المستويات الذرية وما دون الذرية. وفي نفس الوقت تقوم باعادة انتاج تنبؤات النظريات الكلاسيكية القديمة عند تطبيقها على العالم مافوق الذري في حياتنا اليومية. ولكن كلا من فيزياء الكم ولفيزياء الكلاسيكية تعتمدان على مفاهيم مختلفة للواقع الفيزيائي. نظريات الكم يمكن صياغتها بالعديد من الطرق المختلفة, وربما افضل وصف قدم من قبل ريتشارد فينمان (شخصية مختلفة الالوان والذي عمل في معهد كاليفورنيا للتقنية وكذلك كان يعزف على طبل التانغو في نوادي التعري ). وطبقا لفيانمان, فان اي نظام لا يملك تاريخا واحدا بل كل تاريخ محتمل. وفي اثناء محاولتنا الحصول على اجوبة , سنشرح مقاربة فاينمان هذه بالتفصيل, وتوظيف هذه المقاربة لاستكشاف فكرة ان الكون نفسه ليس له تاريخ مفرد, وحتى ليس له وجود مستقل. تبدو هذه وكأنها فكرة متطرفة حتى بالنسبة للعديد من الفيزيائيين. بالنهاية وكما هو حال العديد من الافكار في العلم اليوم, والتي يبدو انها تنتهك الحس المشترك ولكن الحس المشترك مبني على خبرتنا اليومية, لا على الكون كما كشفت عنه تقنياتنا المذهلة مثل تلك التقنيات التي مكنتنا من ان نحدق عميقا في الذرة او الى الماضي الى بدايات الكون. حتى مجيء الفيزياء الحديثة كانت الفكرة العامة انه يمكن استحصال المعرفة عن العالم من خلال الملاحظة المباشرة, اي رؤية الاشياء كما تبدو عليه , وكما تدركه حواسنا.ولكن النجاح المذهل للفيزياء الحديثة, والتي بنيت على مفاهيم مثل مفهوم فاينمن الذي يتصادم مع خبرتنا اليومية, اظهر ان ذلك ليس هو القضية. وعليه فالرؤية الساذجة للحقيقة ليست متوافقة مع الفيزياء الحديثة. وللتعامل مع مثل هذه المعضلات فاننا سوف نتبنى مقاربة سنسميها النموذج المستقل للواقعية. وهو مبني على فكرة ان ادمغتنا تفسر المدخلات القادمة من حواسنا من خلال صناعة نموذج للعالم. وعندما ينجح هذا النموذج في تفسير الاحداث فاننا نميل الى ان نعزو لهذا النموذج وعناصره ومفاهيمه التي يتشكل منها, نعزو اليه نوعية الحقيقة والحقيقة المطلقة. ولكن هنالك طرق مختلفة يمكن من خلالها نمذجة نفس الوضع الفيزيائي, وكل طريقة توظف عناصر اساسية ومفاهيم مختلفة. وعندما تتنبأ, نظريتنان او نموذجان فيزيائيان, بدقة لنفس الاحداث. فلا يمكن القول ان احداها اكثر واقعية او صحة من الاخرى, بدلا عن ذلك نحن احرار في استعمال اي من النموذجين والذي نراه مقنعا اكثر. في تاريخ العلم اكتشفنا سلسة من النماذج والنظريات افضل وافضل مع مرور الوقت , منذ افلاطون مرورا بنظرية نيوتن وصولا الى نظريات الكم الحديثة. لذا سيكون من الطبيعي ان نسأل : هل ستصل هذه السلسلة الى نقطة نهاية, بالنظرية الشاملة لكل الكون, والتي ستتضمن كل القوى و وستتنبا بكل المشاهدات التي نستطيع عملها. او اننا سنستمر للابد بايجاد نظريات افضل من سابقتها. دون ان نجد النظرية التي لا يمكن الاضافة اليها او تحسينها ؟ للان ليس لدينا اجابة محددة لهذا السؤال, ولكن لدينا الان مرشح لنظرية كل شيءاذا كان مثل هذه النظرية موجودة بالفعل. وهذه النظرية المرشحة هي نظرية m , فنظرية m هي النموذج الوحيد الذي يملك كل الصفات التي نعتقد ان النظرية الشاملة يجب ان تمتلكها. وهي النظرية التي ستكون مدار نقاشنا القادم. نظرية m ليست نظرية بالمعنى المعتاد بل انها عائلة كاملة من النظريات ولكل نظرية منها وصف جيد للمشاهدات ولكن فقط في جزء من المدى الكامل للحالات الفيزيائية. انها تشبه نوعا ما خريطة. فكما هو معروف لا يمكن اظهار كل سطح الارض على خريطة واحدة. اسقاط مركاتور يستعمل عادة لخرائط العالم حيث تكون فيها المساحات اكبر فاكبر في الشمال الاقصى والجنوب الاقصى و لاتغطي القطبين الشمالي والجنوبي. ولرسم الارض بصدق نحتاج الى عدة خرائط كل منها يغطي منطقة محدودة. وعند تراكب الخرائط فوق بعضها سينتج عندنا نفس المنظر الارضي. نظرية m نفس الشيء عائلة من النظريات التي قد تبدو مختلفة جدا عن بعضها البعض ولكنها تعتبر جوانب لنفس النظرية الكامنة. انها نسخ من النظرية يمكن تطبيقها فقط في مديات محدودة – على سبيل المثال عندما يكون لدينا كميات معينة صغيرة من الطاقة . ومثل تراكب الخرائط في اسقاط مركاتور , حيث نسخ مختلفة لمديات محدودة تتراكب , تتنبأ بنفس الظاهرة . وكما انه لا توجد خريطة واحدة مسطحة يمكنها ان تمثل بشكل جيد كل سطح الارض كذلك لا توجد نظرية واحدة تمثل بشكل جيد مشاهداتنا في كل الاوضاع. سنصف كيف ان نظرية m يمكنها ان تقدم اجابات للسؤال عن الخلق. حسب نظرية m فان كوننا ليس الكون الوحيد , بدلا من ذلك فان النظرية تتنبأ ان اعدادا كبيرة جدا من الاكوان خلقت من لاشيء. وخلق هذه الاكوان لا يحتاج تدخل كائن فوق طبيعي او اله. بل ان هذه الاكوان تنشأ من القانون الفيزيائي. تلك تنبؤات العلم . ان كل كون لديه العديد من التواريخ المحتملة والعديد من الحالات المحتملة في اوقات متأخرة, اوقات مثل الحاضر حيث مر زمن طويل على خلق الكون. معظم هذه الحالات ستكون مخالفة تماما لكوننا وغير ملائمة لوجود اي شكل للحياة. فقط عدد محدود من هذه الحالات يسمح لمخلوقات مثلنا بالوجود. وعليه فان وجودنا يختار من هذه المصفوفة الهائلة فقط تلك الاكوان المتوافقة مع وجودنا. بالرغم من ضآلتنا وتفاهتنا بالقياس الى الكون, فان هذا سيضعنا بمعنى ما كسادة لخلق الكون. لفهم الكون في اعمق مستوياته, يجب علينا ليس فقط معرفة كيف يتصرف الكون بل ان نعرف كذلك لم يتصرف هكذا لماذا هنالك شيء بدلا من لاشيء ؟ لماذا وجدنا ؟ لماذا هذه المجموعة المحددة من القوانين الفيزيائية وليس غيرها ؟ هذه هي الاسئلة الكبرى عن الحياة,و الكون وكل شيء. سنحاول ان نجيب في هذا الكتاب اجابة غير تلك التي قدمها فلم دليل المسافر المتطفل عبر المجرة ( تهكم من الكاتب ) فاجابتنا لن تكون بهذه السهولة |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| الاولى, التصميم, الحلقة, العظيم, كتاب |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| كتاب التصميم العظيم الحلقة الثالثة جزء اول | freethinking | ساحة الترجمة ✍ | 1 | 05-18-2016 02:44 PM |
| كتاب التصميم العظيم الحلقة الثانية جزء ثاني | freethinking | ساحة الترجمة ✍ | 0 | 05-10-2016 09:12 AM |
| كتاب التصميم العظيم الحلقة الثانية جزء اول | freethinking | ساحة الترجمة ✍ | 0 | 05-09-2016 09:32 AM |
| فهرس ادعاءات الخلقيين _ الحلقة الاولى | freethinking | ساحة الترجمة ✍ | 7 | 03-28-2016 11:08 AM |
| الحلقة الاولى من برنامج كلمة ونص (هل داعش لا تمثل الاسلام ؟) | يوسف البندر | العقيدة الاسلامية ☪ | 2 | 02-03-2016 05:24 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond