خرافات داروينية

قول داروين في نسخة فاكس الطبعة الأولى من كتابه (أصل الأنواع) صـ 184 - والتي حذفها بعد ذلك استجابة لطلب أصحابه لأنه يكفي ما في الكتاب من خرافات بالفعل - يقول تعليقا على مشاهدة صديقه (هرني) للدب الأسود يعوم لساعات في أمريكا الشمالية فاتحا فمه ليصطاد الحشرات مثلما يفعل الحوت - ومع توافر ظروف التطور الخيالية - :
" أنا لا أجد أي صعوبة في تخيل نوع من الدببة وبمزيد من السلوكيات البحرية في حياتها ومزيد من اتساع فمها ومع الانتخاب الطبيعي , أن تصبح يوما ما مخلوقا في حجم الحوت الضخم " !!!

والنص بالإنجلزية :
In North America the black bear was seen by Hearne swimming for hours with widely open mouth, thus catching, like a whale, insects in the water. Even in so extreme a case as this, if the supply of insects were constant, and if better adapted competitors did not already exist in the country, I can see no difficulty in a race of bears being rendered, by natural selection, more and more aquatic in their structure and habits, with larger and larger mouths, till a creature was produced as monstrous as a whale
المصدر :
Charles Darwin, The Origin of Species: A Facsimile of the First Edition, Harvard University Press, 1964, p.184
---------

لا شك أن داروين قد أقحم نفسه في مجال لا قبل له به أمام إبداع الخالق عز وجل في إحكام مخلوقاته على كامل التقدير :
" إنا كل شيء خلقناه بقدر " القمر 49

والذي أعطى كل مخلوق وكل عضو صورته وتركيبه وخلقته التي تناسب بيئته ووظيفته التي حددها الله له في الحياة : ثم هداه لاستخدام ذلك بالفطرة والغريزة اللتان تنسفان التطور :
" الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى " طه 50
--------

ولذلك لما أراد المُبطلون أن يستحدثوا بديلا للخالق عز وجل وعجزوا أمام هذا الإحكام المُعجز لكل مخلوق مع بيئته ووظائف أعضائه : لجأوا إلى خرافة انطلت على العوام ساعتها للأسف وهي :

أن التغييرات التي تحدث للكائن الحي في جسمه في حياته : يمكن أن يورثها إلى أبنائه !! أو ما نسميه (توريث الصفات المكتسبة) - إذ بهذه الصورة يصير سهلا عليهم عند تفسير أي صفة في الكائن أو العضو أن يقولوا أنها تطورت لتواكب البيئة في كذا أو لتلائم كذا وكذا ... إلخ وذلك مثلما زعم (لامارك) Jean-Baptiste Lamarck في مثاله الشهير عن الزرافة التي لم تكن رقبتها طويلة وإنما استطالت بمرور الزمن مع قلة العشب ولجوءها إلى التقاط الثمر من أعالي الأشجار !!

فهل هذا صحيح ؟؟
--------

إن أول نظر في هذا الادعاء المزعوم وبمجرد العقل الواعي والمنطق : فإنه يهدمه بالمشاهدات اليومية من حياتنا - مثال :

- هذا النجار والحداد مثلا يكتسبان قوة في عضلات اليد مع كثرة العمل - ثم ها هم يلدون أولادا عاديين في أيديهم ولم يرثوهم هذه القوة !!

- عملية ختان الذكور والتي يقوم بها اليهود منذ آلاف السنين وكذلك المسلمين منذ 1400 سنة (يعني قرابة 42 جيل) وفي كل مرة يولد الذكور غير مختونين !!

- كذلك النساء منذ آلاف السنين يتجملن بإزالة شعر أجسادهن - ولا زالت كل أنثى تولد ويظهر لها شعر بمرور الزمن !!

- مثال طريف آخر وهو نساء قبيلة (بادونغ) أو كما يحبون أن يتسموا بقبيلة (كيان لاهوي) Kayan people وهم من بروما (ميانمار) بالتبت - ثم هاجروا منها بعد الصراع الدائر هناك أواخر القرن الماضي إلى الحدود التايلاندية
وتتميز نساء هذه القبيلة بلبس حلقات نحاسية في الرقبة منذ سن 5 سنوات وإلى آخر العمر !! وبالطبع تؤثر هذه الحلقات على جسمهن والترقوة التي تدفعها لأسفل - ورغم توارثهم لذلك التقليد منذ مئات السنين : إلا أن كل فتاة تولد من جديد برقبة عادية !!

- لو صح مثال استطالة عنق الزرافة المزعوم للامارك : لكان الأولى بذلك وتكراره حتى نراه بأعيننا اليوم هو غزال الجيرنوك Gerenuk .. أو ما يسمى في أفريقيا بـ (الغزال الزراف) وتحديدا في الصومال وتنزانيا وأثيوبيا وجنوب كينيا !! حيث يعتمد في طريقة أكله من الشجر دوما على الوقوف على قدميه واستطالة جسده : فكان الأجدر إما نراه وقد استطال عنقه بدلا من هذه الوقفة - أو أن يصير يقف على قدمين ويريح ويستريح émoticône smile
لكن هذا لم يحدث أبدا - فغزال الجيرنوك هو غزال الجيرنوك لم يتغير !

هذا من ناحية النظر العادي والبسيط لأي عاقل - فماذا قال العلم ؟؟
--------------------

لعله لدحض هذه الخرافة (أي توريث الصفات المكتسبة) هناك نقطتين هامتين وهما :

1- أن تأثيرات البيئة واستخدام الكائن لأعضائه أو إهمالها : له حدود على جسده (مثل تقوية أو ضمور عضلات معينة) وليس الأمر مفتوحا للخيال حتى تظهر أعضاء كاملة جديدة أو يتحول كائن إلى آخر وإلا :
لكان من يرفرف بيديه يظهر له ريش وتتحول إلى جناحين !!
ومن يغوصون للأعماق بحثا عن اللؤلؤ صارت لهم زعانف وذيول !

2- أن التغييرات (المحدودة) التي تقع على الكائن : لا تنتقل إلى أولاده إلا الذي يكون في خلاياه التناسلية فقط !! بمعنى : أن أي تغيير في جسد الكائن الحي أو خلاياه الجسدية (مثل قطع يده مثلا) لا ينتقل إلى أولاده بالطبع !!! ولا ينتقل إلا ما كان في خلاياه التناسلية من صفات أو أمراض سائدة أو متنحية تختلط من أبويه
---------

- ولذلك كان من أوائل التجارب الشهيرة لدحض هذه الخرافات هي تجربة العالم (وايزمان) August Weismann عندما عمد إلى قطع ذيول عشرات الأجيال من الفئران (تغيير جسدي) ثم يزوجهم لبعضهم البعض : فينتج أولادهم بذيول من جديد !!!!

- وكذلك هناك تجربة شهيرة في أوائل القرن الماضي قام بها الباحثان (كاسل) و (فيلبس) عام 1909م لإثبات أن التغييرات التي تنتقل إلى الأبناء هي الموجودة في الخلايا الجنسية فقط (كالخصية والمبيض) وليس الجسدية - حيث قاما بإزالة مبيض أنثى خنزير غينيا Guinia Pig بيضاء اللون (وهي أشبه لفأر التجارب وسميت بخنزير لتشابه صوتها بصوته) ثم زرعا مكانه مبيض أنثى سوداء اللون. ثم قاما بتلقيح هذه الأنثى البيضاء بذكر أبيض، فبدلا من خروج الأولاد باللون الأبيض (أنثى بيضاء وذكر أبيض) تأثروا بأن مبيض الأنثى البيضاء هو لأنثى سوداء فخرج منهم أسود اللون !

هذا بالطبع غير ما نسفته الاكتشافات الحديثة للحمض النووي الوراثي لهذه الخرافات وسقطت تماما أسطورة (توريث الصفات المكتسبة) التي كانت تضفي (بعض العقلانية المزيفة) على أطروحات داروين والتطوريين في الماضي !
--------------------------

ورغم كل هذا - ولأن التطور دوجما رهيبة لا حل لها لكل طاعن في الدين نائي عنه - فقد ظلت هذه الصورة مسيطرة لسنوات طوال يكررونها على العوام والبسطاء وغير المتخصصين بلا حياء للأسف !
---------

- فأما داروين .. وبرغم حذفه لقصة الدب المتحول إلى حوت هذه - وسوف ننقدها المنشور القادم بإذن الله ونفضح أكاذيبها - إلا أن كتابه ظل مملوءا بالإشارة إلى خرافات توريث الصفات المكتسبة - وتأثر الجسم والأعضاء بالبيئة - وتأثر الاستخدام وعدم الاستخدام على بروز صفات أو اختفاءها !!!
نرى ذلك في الباب الأول من كتاب (أصل الأنواع) باسم (التمايز تحت تأثير التدجين) Variation under demostication وتحت العنوان الثاني من الباب وهو (تأثيرات السلوك) Efficts of Habits قوله ومن أول سطر :

"السلوكيات التي تتغير تحدث تأثيرا وراثيا , ومثال ذلك ما يحدث في الفترة التي تزهر فيها النباتات عندما تنقل من مناخ إلى مناخ آخر , أما في الحيوانات فإن الزيادة في استخدام أو عدم استخدام الأجزاء قد كان له تأثير أكثر وضوحا " !!
صـ 67 نسخة المشروع القومي المصري للترجمة
---------

ويستمر مسلسل الاستغفال وتغلغل مثل هذه الأفكار حتى في الكتب (العلمية) من المفترض مثل كتاب (استكشاف حياة الحيتان) والذي جاء فيه :

" بدأ تطور الحوت إلى حجمه الحالي قبل ستين مليون سنة , عندما غامرت الحيوانات الثديية البرية ذات القوائم الأربع والشعر بالتحول إلى الماء بحثاً عن الغذاء , وعلى مر العصور طرأت التغيرات تدريجياً , فاختفت القوائم الخلفية , وتحولت القوائم الأمامية إلى زعانف , كما اختفى الشعر ليتحول إلى جلد سميك لين الملمس , وتحولت فتحات الأنف نحو أعلى الرأس , وتغير شكل الذيل ليصبح أكثر تفلطحاً , ثم بدأ جسمه يكبر جداً داخل الماء "
المصدر :
Victor B. Scheffer, “Exploring the Lives of Whales
---------

وأما مسك الختام - فيمكنكم لإحراج أي ملحد أو تطوري مهووس أن تسألوه عن كيفية ظهور وتطور (اللبن) المميز للثدييات !! عن أي شيء تطور ؟؟ - هذا معضلة في حد ذاته لتركيبه المغذي الفريد والذي لا يستفنى المولود عنه ؟ فهل ظهر اللبن أولا ثم المولود الذي يرضعه ؟ أم المولود أولا ثم اللبن بعد ذلك ؟ تعالوا نقرأ ونستمتع بهذه الفقرة من الناشيونال جيوغرافيك - العدد 50 :

" شرعت بعض الزواحف التي عاشت في المناطق الباردة في تطوير أسلوب للحفاظ على حرارة جسمها , وكانت حرارتها ترتفع في الجو البارد , وانخفض مستوى الفقد الحراري عندما أصبحت القشور التي تغطي جسمها أقل , ثم تحولت إلى فرو , وكان إفراز العرق وسيلة أخرى لتنظيم درجة حرارة الجسم , وهي وسيلة لتبريد الجسم عند الضرورة عن طريق تبخر المياه . وحدث بالصدفة أن صغار هذه الزواحف بدأت تلعق عرق الأم لترطيب نفسها , وبدأت بعض الغدد في إفراز عرق أكثر كثافة , تحول في النهاية إلى لبن , ولذلك حظي هؤلاء الصغار ببداية أفضل لحياتهم "
المصدر :
National Geographic, vol. 50, December 1976, p. 752. George Gamow, Martynas Ycas, Mr Tompkins Inside Himself, London: Allen & Unwin, 1968, p. 149

وأما مسك الختام - فيمكنكم لإحراج أي ملحد أو تطوري مهووس أن تسألوه عن كيفية ظهور وتطور (اللبن) المميز للثدييات !! عن أي شيء تطور ؟؟

اريد ردا من الملحدين

[Skeptic]

تحياتي
ارجوا ان تذهب لموقع داروين علي النت: http://darwin-online.org.uk/manuscripts.html


لم يدعي بان الحوت اصلة الدب، مغالطة الخلقيين الذين ينقل عنهم المسلمين هو انهم يأخذون كائن حديث مثل الدب، واخر حديث مثل الحوت ويدعون بان التطور يدعي بان هذا تطور من هذا...
هذا غير حقيقي...
من اجل فهم نظرية التطور: كيف يؤدي الأنتخاب الطبيعي الي التطور
ايضا في كلامك خلط بين نظرية داروين للأنتخاب ونظرية القس لامارك..
حاولوا القراءة والتعلم قبل نقد نظرية علمية..
الفرق بين الأنتخاب الطبيعي ونظرية لامارك

[Skeptic]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Skeptic2

وأما مسك الختام - فيمكنكم لإحراج أي ملحد أو تطوري مهووس أن تسألوه عن كيفية ظهور وتطور (اللبن) المميز للثدييات !! عن أي شيء تطور ؟؟

اريد ردا من الملحدين

https://www.youtube.com/watch?t=159&v=Uf-g2AThO7g

[طارق]

اولا ، اهلا بك .

اتمنى ان لا يكون معرفك Skeptic2 تطور Skeptic1