لقمانيات (69)

[شاهين]

لقمانيات (69)
2232- المؤسف أن الانسان لغاية اليوم لم يعرف ماهية الخالق وما هي غايته من الوجود ، وما هي غايته من وجود الانسان بالذات
2233- لن ترقى البشرية إلى رؤية متقاربة أوموحدة للوجود والقائم به والغاية منه طالما لم تعرف الخالق على حقيقته وظلت تعتقد بأنواع مختلفة من الآلهة من يهوة إلى آخرالآلهة كبراهما وفيشنا وشيفا وأهورا مزدا مرورا بمئات غيرهم.
2234- الانسان الكامل الذي يريده الخالق هو الانسان الذي يعرف الخالق على حقيقته ، وأنه يتجلى فيه من ضمن تجلياته في الوجود النوعي، وأنه منحه حرية العقل ليكون مساعدا له في عملية الخلق وبناء الحضارة الانسانية التي تتحقق فيها قيم الخير والعدل والمحبة والجمال
2235- لكل ما تقدم نقول إن الغاية العظمى من وجود الانسان لم تتحقق بعد وقد تحتاج إلى مئات السنين إن لم يكن آلافها ليتحقق قدر منها.
2236- وحدة البشرية حول مفهوم واحد للخالق والغاية من الخلق مطلب رئيس للخالق ودون ذلك ستظل البشرية مشتتة تتنازعها أفكار مختلفة وآلهة مختلفون لا وجود لهم إلا في عقول من اخترعهم.
2237- لو كانت قدرة الخالق مطلقة لما دامت عملية الخلق أربعة عشر مليار عام دون أن تكتمل، ولما وقف الخالق متفرجاً على القتل والدمار والجوع والتخلف في مختلف أنحاء الكرة الأرضية
2238- أمضى الخالق أكثر من ثلاثة عشر مليار عام إلى أن تمكن من خلق الانسان غير الكامل الذي يشكل البشرية اليوم
2239- إذا كان الخالق نفسه غير كامل بالمطلق فكيف يكون هناك انسان كامل وهو من خلق آلاف الآلهة الذين لا وجود لهم. الانسان شبه الكامل لم يوجد بعد ولن يوجد إلا بعد مئات أو آلاف السنين
2240- الانسان شبه الكامل رهن بوجود عالم أقرب إلى الكمال يسوده ملايين البشر المتفوقين عقلياً ، وعلى ادراك تام لماهية الخالق والغاية من الخلق ، والعمل على بناء الحضارة الانسانية التي تتحقق فيها وحدة البشرية وإقامة نظام العدل والخير والمحبة والجمال.
2241- قلنا ونكرر : الخالق طاقة عقلانية سارية في الكون والكائنات (أي عقل ) ليس لها عيون وآذان وغير ذلك من الأعضاء البشرية ، لكنها تسمع وترى بآذان وعيون خلقها وتتجلى بأشكال خلقها ، وكل جمال لأي كائنات في الوجود هو تجل لجمالها . فتأملوا جمال الخلق لتدركوا جمال الخالق
الملك لقمان
*********