يجادل الربوبيون والمؤمنون بحجة السببيّة ووجوب المسبب الأول لإثبات الخالق.. وببساطة يشبهون سلسلة السببية في كوننا بجندي ينتظر من قائده أمر الضغط على الزناد لإطلاق الرصاصة، والقائد ينتظر الأمر من قائده، وهكذا رجوعاً في سلسلة القادة، فإن كانت السلسلة غير منتهية لن يصل الأمر للجندي ولن يُطلق الرصاصة.. لا بد من قائد أعلى (إله) تقف عنده السلسلة حتى يصدر الأمر وبالتالي تنطلق الرصاصة.. حجة مقنعة، أليس كذلك؟.. ليس تماماً..
إذ لدينا نحن الملحدين تصور آخر لكوننا.. هو الكون العنقاء (أو طائر الفينيق) الذي يولد من رماده بعد احتراقه ليعيش دورة جديدة.. دورات لا نهائية.. يمكن تشبيهها بمهرج يقفز مرة على قدميه وأخرى على يديه وهكذا دواليك.. لا أحد يأمر ولا قائد أعلى.. فإن كانت سلسلة القادة في نموذج المؤمنين تُمثّل بخط مستقيم له بداية (خالق إله)، فنموذجنا نحن الملحدين يُمثّل بدائرة أو ثعبان يأكل ذيله (الأوربوروس).. وطبعاً هنا "مادة/طاقة" هذا الكون العنقاء أو الأوربوروس هي محفوظة (حسب قانون الحفظ) وبالتالي أزلية.. كون عنقاء يمكنك فهم نظريته إن كنت تفهم اللغة الإنجليزية بأن تشاهد هذا الفيلم: https://youtu.be/FVDJJVoTx7s