![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجنا بهم يا كريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لم يجبر الله سبحانه وتعالى أحدا من الناس على أن يكون مهتديا أو يكون ضالا، بل هذا اختيار الانسان نفسه، فالله سبحانه وتعالى شاء أن يكون الانسان مختارا، فأي اختيار يختاره الانسان لبس خارج مشيئة الله لأن الله شاء (شاء) أن يكون الانسان حرا في اختياره، كما أن اختيار الانسان لأحد الطريقين ليس فيه جبر من الله عز وجل. وللحديث تتمة .. |
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٢. هل الله عز وجل أجبر الناس على أن يكونوا مهتدين أو ضالين أو معاندين ؟ الجواب: لا. لم يجبرهم على شيء بل أعطاهم حرية الإختيار، بل تفضل عليهم أيضا بهداية تكوينية عامة وهي الفطرة والعقل، وبهداية تشريعية عامة وهي إرسال الأنبياء لتذكير الناس بما تدعو اليه الفطرة وبما يرشدهم إليه العقل. وبالتالي من لم يرد أن يستفد من هذه الهداية العامة فهو الملام وليس الذي منحه العقل .. |
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٣. ألا تتعارض العدالة الإلهية مع ما نراه من شرور في الأرض؟ الجواب: لا. لأن الله عز وجل أعطى الانسان حرية الاختيار ليتكامل بنفسه ويصبح أفضل من الملائكة، ومن لوازم إعطاء الحرية للانسان أنه سيختار إما طريق الخير أو طريق الشر، فالشر واقع في عالم الدنيا الذي هو عالم اختبار وابتلاء، الشر واقع هنا بسبب سوء اختيار الانسان وسوء استغلاله للحرية التي منحت له، وبالتالي لا يوجد ظلم من قبل الله على الانسان الذي يظلم ويمرض ويجوع .. لأن هذه الأمور هي التي تصقل شخصية الانسان وتجعله يتكامل، والارتقاء والتكامل الانساني هو الغرض من خلق الله للانسان ليصل الى السعادة الحقيقية. |
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٤. هل يتعارض القول بحرية الاختيار مع ما ذكرته الايات من كون الهداية والضلالة بيد الله: الجواب: ذكرنا بأن الله تفضل على الإنسان بهداية تكوينية وتشريعية وأنها هداية عامة لا تختص بجماعة دون آخرى أو بفرد دون آخر، حتى يتوهم منها الجبر. أضيف من كتاب الإلهيات للشيخ السبحاني: [ وهناك هداية خاصة تختص بجملة من الأفراد الذين استضاؤوا بنور الهداية العامة تكوينها و تشريعها ، فيقعون مورداً للعناية الخاصة منه سبحانه. ومعنى هذه الهداية هو تسديدهم في مزالق الحياة إلى سبل النجاة ، وتوفيقهم للتزود بصالح الأعمال ، و يكون معنى الإِضلال في هذه المرحلة هو منعهم من هذه المواهب ، وخذلانهم في الحياة ، و يدلّ على أنَّ هذه الهداية خاصة لمَن استفاد من الهداية الأولى: قوله سبحانه : { إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ}. فعلّق الهداية على مَن اتصف بالإِنابة و التوجّه إلى اللّه سبحانه . و قال سبحانه : { اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}. و قال سبحانه : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} . فمَن أراد وجه اللّه سبحانه يمده بالهداية إلى سبله. و قال سبحانه : { وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى }. و قال سبحانه: { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى * وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَ مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا}. و كما أنَّه علق الهداية هنا على من جعل نفسه في مهب العِناية الخاصّة ، علّق الضلالة في كثير من الآيات على صفات تشعر باستحقاقه الضلال و الحرمان من الهداية الخاصة: قال سبحانه : { وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} و قال سبحانه: { وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ}. و قال سبحانه : { وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ }. و قال سبحانه: { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنْ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقًا * إِلاَّ طَرِيقَ جَهَنَّمَ }. و قال سبحانه: { فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}. فالمراد من الإِضلال هو عدم الهداية لأجل عدم استحقاق العِناية و التوفيق الخاص ؛ لأنّهم كانوا ظالمين و فاسقين ، كافرين ومنحرفين عن الحق. و بالمراجعة الى الآيات الواردة حول الهداية و الضلالة يظهر أنَّه سبحانه لم ينسب في كلامه إلى نفسه إضلالاً إلاَّ ما كان مسبوقاً بظلم من العبد أو فسق أو كفر أو تكذيب و نظائرها التي استوجبت قطع العِناية الخاصة و حِرمانه منها. (لاحظ أننا نتكلم عن قطع الهداية الخاصة لا العامة). إذا عرفتَ ما ذكرناه ، تقف على أنَّ الهداية العامة التي بها تناط مسألة الجبر و الإِختيار ، عامة شاملة لجميع الأفراد ، ففي وسع كل إنسان أن يهتدي بهداها . و أمَّا الهداية الخاصة والعِناية الزائدة فتختص بطائفة المنيبين و المستفيدين من الهداية الأولى . فما جاء في الآيات من تعليق الهداية و الضلالة على مشيئته سبحانه ناظرٌ إلى القسم الثاني لا الأوّل. أما القسم الأوّل ؛ فلأنّ المشيئة الإِلهية تعلقت على عمومها بكل مكلف بل بكل إنسان ، و أمّا الهداية فقد تعلقت مشيئته بشمولها لصنف دون صنف ، و لم تكن مشيئته ، مشيئة جزافية ، بل المِلاك في شمولها لصنف خاص هو قابليته لأن تنزل عليه تلك الهداية ؛ لأنَّه قد استفاد من كل من الهداية التكوينية و التشريعية العامتين ، فاستحق بذلك العِناية الزائدة. كما أنَّ عدم شمولها لصنف خاص ما هو إلاَّ لأجل اتصافهم بصفات رديئة لا يستحقون معها تلك العِناية الزائدة. ولأجل ذلك نرى أنَّه سبحانه بعدما يقول : { فَيُضِلُّ اللَّهُ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُُ} ، يذيله بقوله : { وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } ، مشعراً بأنَّ الإِضلال و الهداية كانا على وفاق الحكمة ، فهذا استحق الإِضلال ، و ذاك استحق الهداية. بقي هنا سؤال ، و هو أنَّ هناك جملة من الآيات تعرب عن عدم تعلق مشيئته سبحانه بهداية الكل: قال سبحانه: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنْ الْجَاهِلِينَ}. و قال سبحانه: { وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا }. و قال سبحانه: { وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا }. و قال سبحانه : { وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ}. و قال سبحانه: { وَلَوْ شِئْنَا لَآتَيْنَا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاهَا }. والجواب : إنَّ هذه الآيات ناظرة إلى الهداية الجبرية بحيث تسلب عن الإِنسان الإِختيار و الحرية فلا يقدر على الطرف المقابل . و لمّا كان مثل هذه الهداية الخارجة عن الإِختيار ، منافياً لحكمته سبحانه ، و لا يوجب رفع منزلة الإِنسان ، نفى تَعَلُّق مشيئته بها ، و إنَّما يُقَدَّرُ الإِيمان الذي يستند إلى اختيار المرء ، لا إلى الجبر و الإِلحاد ]. |
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
وأضيف: خذ مثلا قوله تعالى: {وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} الاية تتحدث عن: (الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا) وليس عن الإنسان العادي الذي لم يفعل شيئا فوجد نفسه قد تم اضلاله كما يتخيل بعض أعداء القرآن! لا بل تتكلم عن المكذبين الذين لديهم تجارب سابقة كثيرة في العناد والجهود والتكذيب. وتقول الاية بأن هذا التكذيب للمعجزات والايات أدى إلى أن يكونوا: (صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَات) وبالتالي هم بذلك أدوا الى تعطيل الات معرفتهم فصاروا في الظلمات يتخبطون دون أن بجبرهم الله على التكذيب والتيه. وحتى لا يقال بأن تكذيبهم ان لم يكونوا مجبورين عليه فقد قاموا به رغما عن الله. ذكر الله أن هداية الانسان او ضلاله وان لم يكن مجبرا عليه إلا أنه ليس خارحا عن ارادة الله والعياذ بالله (مَن يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَن يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) لأن الله هو من شاء للانسان أن يكون مختارا فيختار اما طريق الضلالة او الصراط المستقيم. وبالتالي أي اختيار يختاره الإنسان صحيح أنه بإرادته وليس مجبرا عليه إلا أنه ايضا ليس خارجا عن إرادة الله لأن الله هو الذي منحه حرية الاختيار بين أحد طريقين. وهؤلاء المكذبين أعطاهم الله الهداية العامة المتمثلة بالفطرة والعقل وإرسال الأنبياء، فلم يستعملوها بل كذبوا بما يروه من معجزات وايات ثم صاروا يطالبون طلبات غبية تبين أنهم معاندين وليسوا باحثين، فجعلوا أنفسهم في الظلمات بإرادتهم هم. وبسبب عنادهم هذا حرمهم الله من الهداية الخاصة فأبعدهم عن الصراط المستقيم حيث أنهم لم يعودوا مستحقين له، وهذا كان بإرادتهم هم واختياره هم، لا بجبره لهم هو. الله عز وجل لا يجبر أحدا ابتداء على الإيمان أو الكفر. الإنسان هو من يتخذ أحد الطريقين. |
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٥. ألا يتعارض العدل الإلهي مع خلق الله لبشر عصيين على الاصلاح مع علمه بذلك، ومع قدرته على خلقهم قابلين للإصلاح، فما هي فائدة خلقهم إذا كانوا غير قابلين للإصلاح! الجواب: هذا فهم إلحادي يتعارض مع إيماننا وعقيدتنا، لأننا لا نؤمن بأن الله خلق انسانا عصيا على الإصلاح، بل على العكس تماما، وإلا لم يكن ليكلفهم ويحاسبهم. الذي يقوله الإسلام بأن الله عز وجل خلق الإنسان مختارا ولم يجبره على الهداية، وذلك ليتكامل هذا الانسان بنفسه حتى يصل إلى المقامات العالية والسعادة الحقيقية. وهذا التكامل لا يتحقق مع خلقه مجبورا على سلوك طريق الهداية، كما أن من لوازم الحرية التي أعطيت للإنسان أنه ليس بالضرورة أن يسلك طريق الخير رغم أن كل القوى المعطاة له تساعده لكي يسلك طريق الخير (فهو ليس عصي على الإصلاح).فإذن الإرادة الحرة قد تجعله يسلك غير طريق الهداية، وكل ذلك بإرادة نفس هذا الانسان. فإذا سلك طريق الغواية لم يغلق الله الباب أمامه بل أبقى الباب مفتوحا إلى أن يعود. هذا كله مع علم الله بأن هذا الانسان سيسلك هذا الطريق أو ذاك. لأن علم الله أزلي يعلم بالأشياء قبل خلقها. ولكن العلم بالشيء لا يعني الاجبار عليه. كما لو رأيتك تمشي باتجاه الحفرة فإني أعلم بأنك ستقع فيها. ليس علمي الذي أوقعك في الحفرة بل فعلك انت هو الذي أوقعك. تقول لي: ولكنك تعلم اني سأقع! أقول لك: نعم ولكني نبهتك ولكنك لم تصغ وسخرت من تنبيهي، فالنتيجة ستكون حتما هي سقوطك، هذا مع علمي بأنك ستقع. لكن انت من أوقع نفسه بنفسه، لا أنا ولا علمي. تقول لي لماذا خلق الله الكافر وهو يعلم بأنه لن يؤمن؟ أقول لك أولا انتهينا من مسألة الجبر، و بينا أن العلم بالشيء لا يعني الجبر على فعله. فالكافر هو بنفسه اختار هذا الطريق رغم أن الله منحه الوسائل التي من خلالها يسلك الصراط المستقيم. فإذن ليس في الأمر إجبار. حتى الكافر الآن قد يؤمن. وبالتالي الله يعلم مسبقا بأنه سيكفر ثم يؤمن. وليس هناك شيء مفاجئ لله. والطريق الآن أيضا مفتوح أمامك انت ككافر لكي ترجع إلى الإيمان. من يمنعك غير إرادتك انت؟؟ هل ترى أحدا متحكما بك عندما كفرت أو عندما تريد العودة للإيمان!! لا. إذن اختراع مثل هذه الشبهات الواهية هو لتبرير البقاء على الكفر؟! نأتي الآن للسؤال عن الفائدة من خلق الله للكافر مع علمه بكفره. الجواب عليه: أولا أنا كمؤمن أؤمن بأن الله حكيم وبالتالي كل ما يفعله الله يكون عن حكمة وليس عبثا، سواء وصلت إلى الحكمة منه أو لا. هذا انا كمؤمن مطمئن وذكرت ذلك لكي يفهم بأن هذه الأمور جدا جوابها واضح بالنسبة لي أنا المؤمن وأنها أبدا لا تغير اي شيء في عقيدتي. ولكن هذا الجواب لا يناسب الشخص المعادي للإيمان الذي يريد أن يبرهن أن الله بحسب الإسلام ظالم ولذلك هذا يجعلني أفكر في هذه الحكمة من خلق الكافر، فأجد الكثير من الفوائد بالنسبة لي يوجد فائدة مهمة وهي تميز المؤمن لأن الأشياء تظهر بأضدادها فالنور لا تعرف قيمته إلا إذا رأيت الظلام. والصحة لا تعرف قيمتها إلا إذا رأيت المرض. وهكذا الإنسان لا تظهر قيمته إلا إذا وضعنا شخصين في امتحان لمادة تم تدريسها لهما معا فأحدهما ينجح والآخر يفشل. فيتميز الناجح. وهذه فائدة معقولة ومهمة بالنسبة لي تعطي الإنسان المؤمن قيمته وتميزه على سائر أفراد الكون. يعني الملائكة لما قالوا لله: (أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك) وبالتالي لماذا تخلق انسانا مختارا ذا إرادة مع ما يلزم ذلك من سفك دماء وإفساد بسبب حرية الإرادة هذه، طبعا سألوه استفسارا وليس استنكارا فهم مجبورون على الإيمان وعدم الكفر وعدم الاستنكار. المهم (قال إني أعلم ما لا تعلمون) وبعد ذلك علم ادم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فلم يعرفوا الأسماء فعلموا عند ذلك أن إعطاء الإرادة صحيح انه سوف يؤدي إلى إفساد في الأرض من قبل بعض البشر، ولكن هناك فائدة كبيرة وهي هذا الصنف المؤمن الذي سيتكامل بنفسه، فلو لم يكن في خلق الله للكافر إلا فائدة تميز ادم وأتباعه على بقية البشر بل على الملائكة أنفسهم وعلى سائر مخلوقات الكون لكفى. حتى يرث هؤلاء المستقيمين الاخرة. وليست الحياة على الأرض و مافيها من ظلم وجوع ومرض إلا حياة مؤقتة والام مؤقتة لا تساوي شيئا من الحياة الأبدية. وفي النهاية سوف يعوض الله لكل إنسان خيرا مما فقده بكثير. على أن نفس إيجاد الكافر هو نعمة له، ولذلك تراه متعلقا بالحياة وبهذا الوجود ويتمنى لو أنه يعيش أطول فترة ممكنة، لأن الوجود أفضل من العدم. وهذا واضح بالوجدان. والمهم في المقام أن الله لم يجبر الإنسان على الكفر على الرغم من علمه بكفره. وهذا هو الذي يهمنا |
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٦. الم يكن الله مستطيعا لأن يخلق الكافر بنفس الطريقة التي خلق فيها اصحاب المؤمن و هو يعلم بانه سيكون مؤمنا؟ إن اجبت ب (لا) تكون قد جعلت الله عاجزا عن ممكن عقلا، وإن اجبت ب (نعم) تكون شهدت بان الله ظلم الكافر؟! الجواب: إن أجبت ب (لا) لا يقتضي ذلك نسبة العجز على الله، لأن عدم الإمكان ليس لعجز الفاعل بل لعدم قبول القابل، والحال انك انسان ولست ملاكا، يعني أنت من عالم المادة، وعالم المادة يقتضي التدرج للوصول الى الكمال، فالبذرة لا تكون شجرة مفيدة دون المرور بمراحل تتدرج فيها البذرة الى ان تصبح شجرة مثمرة. وإن أجبت ب (نعم) لا يكون الله قد ظلم الكافر، لأنه لم يجبره على الكفر، و لأنه حر في اختياره اختار ما يشاء وهو الكفر، بإرادته دون جبر من أحد. علما أن نفس إيجاد الله للكافر فيه فائدة، كما تقدم. |
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٧. مسألة وجود شرور، من وجهة نظر إيمانية: لقد خلق الله عالمين: عالم المجردات والعالم المادي. وكل من عالم المجردات وعالم المادة هو الأبدع والأحسن المناسب لخصائص ذلك العالم، فكان عالم المجردات خير لا شر فيه، وكان عالم المادة خير يلازمه بعض الشر المؤقت، بمعنى أنك بمجرد أن تقول بأنك ستخلق عالما ماديا فهذا يعني حكما بأن الخير الذي فيه سيكون إلى جانبه بعض الشر، وذلك لأن الخير والشر في عالم المادة متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر. والعقل يحكم بقبح ترك خلق عالم المادة مع ما فيه من خير وفير لمجرد الفرار من بعض الشر المؤقت الذي سيحصل. فإن جميع العقلاء يقدمون مثلا على قطع عضو من أعضاء الانسان إذا ترتب على قطع هذا العضو بقاء صاحبه على قيد الحياة، ولا يعدون قطع العضو شرا. لقد خلق الله الانسان مختارا، وبالتالي جعل الله الانسان بهذه المنحة (أي الاختيار) جعله في مرتبة يفوق فيها سائر المخلوقات. ومعنى الاختيار أن يكون قادرا على اختيار خيار من خيارات عدة، وهذه القدرة على الاختيار كما تؤدي إلى وقوع الخير والوصول إلى مقام أرقى من الملائكة (المجبورين على الخير) فهذه القدرة هي أيضا قد تؤدي إلى وقوع بعض الشرور الأخلاقية والتسافل ليكون الانسان أضل من البهائم. كما أن عالم الطبيعة أيضا هو عالم التزاحم والتضاد، فالذئب الجائع لا يمكنه أن يملأ بطنه إلا بأكل شاة أو غيرها من حيوانات، والأرض الجافة التي لا يصيبها المطر لا ينبت فيها الشجر مما يؤدي الى هلاك من يعيش عليها الا اذا انتقلوا الى ارض آخرى. في الواقع إن العالم الذي لا يعرف التزاحم ليس عالما ماديا، بل هو عالم مجردات. وعالم المجردات لا يحقق الغرض من خلق الانسان المختار، الذي يحققه هو العالم المادي. وبالتالي نحن بين فرضيتين: إما أن يخلق الله العالم المادي على ما هو عليه وبما يناسبه (من تزاحم وتضاد، وحرية اختيار للانسان، قد يؤدي الى وجود شر الى جانب الخير المطلوب)، وإما أن يترك خلقه كليا ويحجب عنه لطفه. علما أنه لا يوجد شيء يكون شرا مطلقا ليس فيه جهة خير أبدا، فلدغة الأفعى التي تضر الانسان غير المحتاط، هذه اللدغة هي خير بالنسبة للأفعي لأنه بها تدافع عن نفسها. فتكون اللدغة شر للانسان بالعرض وليس بالذات. على أي حال بين خلق الله لهذا العالم الذي فيه خير قد يرافقه شر مؤقت، وبين حجب لطفه عنه، الحكمة تمنع من حجب اللطف بل هي تقتضي خلق العالم مع ما يلازمه من شر ترجيحا للخير الوفير الذي هو فيه. وبالتالي إذا نظرنا إلى العالم بوصفه كلا ومجموعة لم نجد فيه الا الخير. فحتى هذا الشر القليل المؤقت، فهو ليس شرا حقيقة، ولو نظرنا إلى الكون من وجهة نظر إلهية لم نر فيه إلا الخير. كما في حالة السيدة زينب عليها السلام لما سألها ابن زياد بعد مجزرة كربلاء وقتل أخيها الامام الحسين وأولادها وأخوتها، ومن ثم أسرها، قال لها: كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك؟ فقالت عليها السلام: "ما رأيت إلا جميلا". فهذا الذي يبدو شرا هو في الحقيقة وسيلة لتكامل الانسان والحصول على المقامات. نعم إن الشر يمكن أن يساعد على التكامل، بل هو فعلا وسيلة للتكامل، وهذه الفلسفة الدينية الرائعة لا يمكن أن يفهمها من يظن بأن الأرض هي دار الخلد وجنة السعادة، في الواقع إن الله لم يخلق جنة أرضية يصل ساكنوها إلى أقصى حد من الراحة بعيدا عن الألم، بل هذه الأرض هي مزرعة ابتلاء لتهذيب الروح وبناء الانسان من أجل الارتقاء والوصول الى مقام التكامل والقرب الإلهي الذي يحقق السعادة الحقيقية في الدار الآخرة، وكلما ازداد البلاء ارتقى الانسان أكثر وأكثر، ولذلك ورد في الروايات: "إن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الذين يلونهم، ثم الأمثل فالأمثل" وأيضا: "من صح إيمانه وحسن عمله اشتد بلاؤه". إن ادراك الجمال ولذته لا يتحقق الا مع المقارنة مع القبح. ولذلك قيل: "لو كانت جميع الوجوه جميلة لما حسن في أعيننا أي وجه". هذا هو معتقدي في فلسفة وجود شرور على الأرض، فمن اقتنع بما أؤمن به فهذا يسعدني، ومن لم يقتنع فإنني آسف من نفسي لأني لم أقدر على إقناعه، ولكنني شخصيا مقتنع ومؤمن بكل حرف ذكرته. |
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
موقوف
![]() |
بسم الله الرحمن الرحيم
٨. ماذا عمن اختار عدم الايمان، وبالتالي سيكون مصيره النار خالدا فيها، فأين الحرية في الاختيار و أين العدالة ؟ الجواب: سأضرب لك مثالا ليتضح من خلاله أن سوء الاختيار لا يلغي الاختيار: انت تعلم بأن شرب السم نتيجته هو الهلاك او على الإقل إعطاب الجسد. ولديك حرية اختيار أن تشرب السم او لا تشربه، مع علمك بنتيجة كل خيار من الخيارين. ومع ذلك أقدمت على شرب السم مختارا دون أن يجبرك أحد، فالنتيجة الحتمية هي أن طريق شرب السم سيوصل الى الهلاك والخسارة. هل أجبرك أحد؟ لا هل كنت مختارا؟ نعم هل علمك المسبق بنتيجة شرب السم يلغي اختيارك؟ لا. إذن سوء الاختيار لا يتعارض مع الإرادة الحرة ولا مع العدالة. وللحديث تتمة .. |
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو برونزي
![]() |
ما مصير من كان مقتنعا كل الاقتناع انه على الدين الحق ولم يكن على دين الإسلام ؟ أو من كان مقتنعا كل الاقتناع بإن لا يؤمن بأي دين وأنها كلها صنيعة بشرية ؟
|
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond