![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
واقعيًا، لا تحمل الحياة قيمةً بذاتها، بل هي مجرد وسيلة للمتعة أو سبيل لتحقيق هدف .. فإذا انعدمت المتعة واستحال الهدف، فقدت الحياة مبررات استمرارها .. وباختلاف البشر تختلف طبيعة وسقف المطالب .. فمتعة السطحيين وأهدافهم لا تتجاوز سطحيتهم .. ومتعة المدركين وأهدافهم لا تقل عمقًا عن إدراكهم .. الأهداف كالمتعة لا تكون إلا دنيوية، وبذلك لا تكون إلا مختلفة، حيث استحال الاتفاق على هدف ديني موحد! منطقيًا، لا يمكن أن تكون الغاية من وجود البشر واحدة، بينما هم مختلفون من حيث السطحية والعمق المعرفي، إلى هذا الحد الذي نراه ونعرفه! لا يكون ذكاء الإنسان إلا على حساب قيمة الحياة! كلما زاد وعي الإنسان بحقيقة ما حوله، كلما هبطت قيمة الحياة في نظره! إدراك حقيقة الوجود ككل، يولد الملل التام من الحياة! الذين يحدث لديهم الملل من الحياة، تصبح مواصلتهم لها بشكل تقليدي ضربٌ من المستحيل! الإقبال على الحياة بعد حدوث الملل، يتطلب توفر ظروف خاصة تحجب أو تُبدد الملل! إدراك حقيقة الوجود لا يعني بلوغ كل الحقائق حِسِّيًا، بل يتمثل في ذهنية خاصة لدى الإنسان، قادرة على استيعاب المشهد الواقعي الحسي وإكماله بتصور ذهني منطقي متكامل للوجود ككل! تقديس الحياة هو أمر لا أساس علمي أو منطقي له! تقديس الحياة جاء كإحدى فرضيات وتصورات الخيال والإدراك البشري، أثناء اصطدامه المبكر بمأزق الوجود! تقديس الحياة يتناسب عكسيًا مع قوة الإدراك والخيال! تقديس الحياة مجرد فرضية تحولت إلى اعتقاد ثم حلم ثم صار هدفًا، حتى آل اليوم إلى مشروع وجود بيد القلة الحاذقة من البشر، مادته الخام هي الغالبية السطحية التائهة الواهمة الحالمة من البشر! لا شيء على أرض الواقع يعكس أو يبرر تقديس الحياة، سوى ظاهره الشكلي المحمي بالقوة والخداع لا بالمنطق والبرهان، والذي يعج بالثغرات والمضاعفات السلبية التي تفوق إيجابياته! جل البشر يتم خداعهم أو إرغامهم على تقديس الحياة، فيُمنع بعضهم من قتل أنفسهم، ويُمنع آخرون من قتل بعضهم، ويُدفع آخرون لقتل غيرهم ..، وكل هذا العبث والتناقض وغيره كثير، يتم تحت عنوان قدسية الحياة! - من السذاجة - مثلاً، الاعتقاد بأن البشر عاجزون عن وقف الموت الناجم عن الإرهاب والحروب، فعمليًا الأمر ممكن ببساطة، بمجرد وقف بيع الأسلحة للأغبياء والواهمين والمتخلفين ..، صُنَّاع الأسلحة ليسوا هم الإرهابيين وليسوا هم المتحاربين عادةً ..، والإرهابيون والمتحاربون ليسوا هم الذين يرسمون المشهد وليسوا هم من يقود مركب البشرية …. لماذا تقديس الحياة والسماح بقتلها في الآن ذاته؟ لماذا محاربة الانتحار من جهة، ومساعدة البشر على قتل بعضهم من جهة أخرى؟ السبب هو أن حياة جُل البشر ليست لصالحهم وليست مبررة بالأساس، لكنها مطلوبة وضرورية لغيرهم، ولأسباب غير نبيلة ليس أقلها الأنانية! ولكي تقبل هذه الأغلبية بالحياة كمواد بشرية، كان لا بد من إظهار الحياة بصورة مقدسة في نظرهم .. ولكي تبدو الحياة جميلة كان لا بد من ذم الموت .. ولكي تبدو لهم الحياة مبررة وممكنة، كان لا بد من إلهائهم وإيهامهم بأهداف تستحق الحياة والجهد، ولا يكون ذلك إلا بدوران عجلة الاقتصاد، وبذلك تشكل المشهد كما أراده الحُذاق المسيطرون، وكان منه تقديس الحياة نظريًا والسماح بقتلها عمليًا! الحياة عبارة عن نتيجة بديهية حتمية لقانون طبيعي- شأنها شأن الصدأ والمغنطة والتجمد والتبخر، .. الخ! صناعة الحياة بالأساس ليست ناجمة عن إدراك وإرادة، بل هي مجرد انصياع أعمى لغريزة ذاتية، ثم تم تأطير وتسويق هذه الصناعة بشريًا – بفضل الإدراك والخيال، على أنها عملية إرادية منطقية، لإشباع شهوة جنسية ولتلبية حاجة اجتماعية، ثم تم استغلال صناعة الحياة لإشباع الشهوة العقائدية، ثم تم توجيهها لإشباع الشهوات السياسية والاقتصادية والفلسفية، .. الخ! ليس هناك حد أدنى للإدراك والخيال، مطلوب لصناعة الحياة وممارستها والاستمرار فيها ..، حيث يمكن اعتبار الخيال والإدراك معدومين لدى النبات والحيوان، ومع ذلك توجد لديهما الرغبة والقدرة على صنع الحياة وممارستها والاستمرار فيها حتى الرمق الأخير .. لكن .. هنالك حد أعلى من الإدراك والخيال، لا ينبغي تجاوزه، لكي تكون صناعة الحياة وممارستها والاستمرار فيها أمورًا ممكنة .. حيث إنه وبعد حد معين من الإدراك والخيال، يحدث الملل، فلا تعود الحياة التقليدية ممكنة .. صناعة ولا ممارسة .. ومن ذلك نلاحظ أن جُل الفلاسفة لا يتزوجون زواجًا تقليديًا، ولا يُنجبون أبناءً، ولا يُكملون حياتهم بشكل تقليدي .. حيث تنتهي حياتهم غالبًا بانتحار أو جنون أو إعدام .. من الواضح أنه بحسب القانون الطبيعي الذي يحكم علاقة الحياة بالإدراك والخيال، الصحيح هو أن يتأخر أو يتزامن نضوج الإدراك والخيال لدى الإنسان مع اكتمال تجربته في الحياة وخبرته في الوجود – أي مع انتهاء عمره الافتراضي، بحيث لا يحدث الملل من الحياة إلا مع توقف الحياة طبيعيًا .. لكن ورضوخًا للقانون الطبيعي العام، الذي مفاده أن لكل قاعدة شواذ – بسبب تعدد الاحتمالات في كل شيء، فإنه يحصل أن ينضج الإدراك والخيال لدى بعض البشر مبكرًا، فيسأمون الحياة قبل الأوان الافتراضي، وهؤلاء هم المنتحرون بدافع أو بسبب الملل من الحياة .. الانتحار بدافع الملل من الحياة، هو الانتحار الإرادي المادي (قتل النفس)! الانتحار بسبب الملل من الحياة، هو الانتحار اللا إرادي المعنوي (الجنون)! كذلك يحصل أن يكتمل العمر الافتراضي لبعض البشر قبل أن ينضج لديهم الإدراك والخيال، فلا يحدث لديهم الملل من الحياة، ولذلك يتمسكون بها حتى آخر رمق - شأنهم شأن غيرهم من الكائنات التي تفتقد الإدراك والخيال!
|
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ shaki على المشاركة المفيدة: | متصفح (06-20-2021) |
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
من الصعب احيانا ان ندرك ما إذا كان عدم تقديس/عدم الإقبال على الحياة أو مرحلة الملل هو إدراك للحياة او سلبية تبحث عن مبرر ،،،
حين تجد اغلب مايدار من أحاديث يومية هي ثرثرة فارغة لاتستسيغ ان تخوض فيها و ان تجبر على خوضها من باب اللباقة الإجتماعية فقط،،يصعب تفسير ان كان ذاك مرده ادراكك للحياة ام هو سلبية اجتماعية او اعتلال من نوع ما يبحث عن مسوغ فلسفي ،، يصعب معرفة ما إذا كان رفضك لخوض مايعتبر طبيعي في خط حياة الفرد هو إدراك للحياة أم هو تهرب من مسؤوليات وخوف من تحملها ،،، يصعب معرفة ما إن كنت شخص طبيعي أم غير طبيعي ،،،وما هو الطبيعي اصلا ! |
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ متصفح على المشاركة المفيدة: | shaki (06-20-2021) |
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو برونزي
![]() |
مرحبًا ، متصفح ؛
كل ما نفعله لأجل الحياة لا يكون إلا تقليدًا لآخرين ، كل مَن كوَّن رأيه الخاص كَفَّ عن فعل شيء يربطه بالحياة التقليدية ، هذا الرأي الخاص هو الفلسفة ، عادةً تقود الفلسفة الإنسان إلى ترك الخيار للحياة تفعل به ما تشاء، لتنقلب بذلك الأدوار، فتبدو الحياة حريصة على بقاء الإنسان – لا العكس كما هو سائد ومعتاد . |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [4] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
shaki ومتصفح
تحياتي 1. إذا اتفقت معكما في تأملاتكما فإنني آخذ بنظر الأعتبار إن الكلام يتعلق بالمجتمعات العربية/الإسلامية التي "صنعت" منظومة من الاشتراطات الإلزامية لوجود الفرد داخلها: الاختلاف يحول الفرد إلى غريب. ولهذا فهو أمام احتمالين لا ثالث لهما: إما أنْ يلتزم باختياراته فيقد "عضويته" في نادي المجتمع، وإما أن ينافق مع نفسه (وهذه مأساة الكثير من الناس وأقولها بدون تهكم) حتى لا يفقد هذه العضوية "التعسة"! ولهذا كله نحن ندعي بأنه مجتمع مغلق. وسمات المجتمعات المغلقة هي أن سلوك الفرد محكوم بمواضعات وسلطة المجتمع؛ بكلمات أخرى: هذا هو تأثير غياب الديموقراطية والمجتمع المدني. 2. ولهذا فإن البديل هو "المجتمع المفتوح". وهو ليس تعبير مني، بل هو واحد من المفاهيم الأساسية في المجتمعات الغربية. والمجتمع المفتوح هو المجتمع المدني: لا توجد للمجتمع أي نوع من السلطة المباشرة على الفرد: لا سلوكياً، ولا سياسياً، ولا دينياً، ولا حتى أخلاقياً بالمعنى الواسع لكلمة الأخلاق. إن انفصال الدبن عن الدولة له نتائج تتعلق ليس بحرية الفرد فقط، بل وبطبيعة هذه الحرية والتمتع بها. الفرد يخضع للقانون. والقانون ليس إرادة فردية، بل يلبي مجموع الإرادات الخاصة بكل مجتمع. وفي هذا المجتمع المفتوح لا توجد "محرمات" من النوع المقدس، بل "ممنوعات" مدنية ومحددة من قبل المشرع: السلطة التشريعية المنتخبة من قبل الناس. لا أحد يمكن أن يمنعني أو أن يفرض علي سلوكاً ما: دينياً كان أم سياسياً، أم ثقافياً، غير القانون. وإن حياتي الشخصية (في إطار احترام القانون) لا يمكن المساس بها حتى من قبل رئيس الجمهورية أو الملك. 3. هذا هو البديل للمجتمع المغلق الذي تحول إلى "نادي" يقرر كل من شاء وكل من هب ودب أن يقرر ماذا علينا أن نفعل وكيف علينا أن فعله! في هذه الحالة يتم تهشيم هذا "النادي" الواحد "كوحدانية رب المسلمين" وبناء "نوادي" لا عد له ولا يوجد أي نوع من القيود تحدد عددها: وبالتالي فإن الفرد يقترب من نفسه ولا حاجة له لكي ينافق ويعيش طوال حياته نوعاً من "النضال السري"! 4. ماذا سوف يحدث لو نقلنا التأملات الواردة في الموضوع ورد الزميل متصفح إلى هذا المجتمع المفتوح(وهو مجتمع واقعي من لحم ودم)؟ أعتقد أن الأمور ستختلف تماماً. وحتى لا يفهمني البعض على طريقته المرضية (ونحن نعرفهم جميعاً) فإن علي القول: أن المجتمع الديموقراطي الغربي لا يخلو من المشاكل والأزمات والسلبيات. وإنما أقول بأن القانون والدستور يمنح الفرد الحق والحماية لكي يكون حراً من براثن وقيود المجتمع والتقاليد والكنيسة وجميع "المؤسسات" الأخلاقية وتصرفات الأفراد والجماعات الاعتباطية كما يحدث في المجتمعات العربية/ الإسلامية. هذا باختصار لا أشك بأنه يخل حتماً بفكرتي الأساسية. |
|
|
|
|
| الأعضاء الذين قالوا شكراً لـ المسعودي على المشاركة المفيدة: | متصفح (06-20-2021) |
|
|
رقم الموضوع : [5] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
|
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [6] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
|
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [7] | |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
تحياتي 1. للأسف هذه هي النتيجة الحتمية لمثل هذه المجتمعات. ولكن هل هذه المجتمعات حتمية؟ 2. لنا في التاريخ درس. هكذا كانت أوربا: - في زمن الهمجية المسيحية ومحاكم التفتيش؛ - وهكذا كانت ألمانيا في زمن النازية - وإيطاليا في زمن الفاشية، وغير ها من الدول الدكتاتورية في أسبانيا والبرتغال وتشيلي وغيرها؛ - وهكذا كانت المجتمعات في زمن المنظومة الاشتراكية. 2. كل هذا أصبح الآن في مزبلة التاريخ! هذه حقيقة لا جدال فيها: في الإمكان أحسن ما كان. 3. هذا ليس تفاؤل (فأنا لست من جيش المتفائلين)، بل وقائع نعرفها جميعا. أما الآن فإن لا وجود لكل الاستبداد في أكثر الدول الأوربية تخلفاً اقتصادياً وأقلها تطوراً من حيث البنية الديموقراطية. هذه وقائع أعرفها معرفة البصر والسمع والعيش اليومي. 4. إنَّ المجتمعات العربية/الإسلامية لم تواجه في تاريخها ولا في لحظة واحدة مثل التحديات التي تواجهها اليوم. والمفارقة التي ستجعلنا تجحظ من المفأجاة بأن الدولة العربية عاجزة سياسياً الاستمرار بتحمل تبعات الإسلام. لأنَّ غياب التغيير نحو الانحطاط. ولأن السياسي العربي أقرب إلى العاهرة وأبعد ما يكون عن التقي فإنه سيختار انقاذ نفسه وسلطته باختبار التطور. والآن لنتعلم مرة أخرى من التاريخ: لا يوجد ولا خبير سياسي واحد ولا هيئة خبراء واحدة، ومعهد واحد من معاهد الدراسات الاسترايتيجة من أمريكا إلى أوربا كان يتوقع انهيار الاتحاد السوفياتي ودول أوربا الشرقية؛ لم لم يتوقع ولا خبير سياسي بانهيار الأحزاب الشيوعية! وكل هذا حدث من الداخل: انهيار داخلي من غير استخدام أي نوع من القوة - الاستثناء الوحيد هو رومانيا - فقد ظهر أن حالات العنف لم تكن كما اعلنت عنها وكالات الأنباء في وقتها. أما إعدام نيكولاي تشاوشيسكو فقد كانت هي الحالة الوحيد للعنف ضد الرؤسائ السابقين. لقد انهارت جميع الك الأنظمة المخيفة وكأنها بتاء من الرمل لوحدها لأن ساعتها قد حانت، لأنها قد بنيت على أساس مضاد لحركة التاريخ والمنطق السليم. 5. وإن هذا اليوم سوف يحدث في مملكة الظلام العربية. ولأنني لست عرافاَ فإنني لن أستطيع أن أحدد التاريخ بدقة!!! |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [8] |
|
عضو برونزي
![]() |
وهل علينا أن ننتظر "المهدي" !
افنينا افضل سني حياتنا في كذبة،،،أما نستحق ان نعيش البقية بلا نفاق وتمثيل ! |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond