من هي الدول "المعادية" لروسيا بالنسبة لبوتين حتى الآن؟

[المسعودي]

[متى ستشمل الدول "المعادية" لبوتين جميع أنحاء الكرة الأرضية؟!]
1.
نشرت السلطات الروسية تم يوم أمس رسمياً قائمة الدول التي يعتبرها بوتين "دولاً غير صديقة". وتستند هذه القائمة إلى المرسوم الرئاسي الذي وقعه بوتين يوم السبت الماضي.
وتدعو الوثيقة الحكومة والمواطنين الروس والشركات الروسية الحكومية والخاصة التي لديها ديون بالعملة الأجنبية لشركات أجنبية تعود للدول من قائمة "الدول غير الصديقة" إلى سداد هذه الديون بالعملة الروسية "الروبل".
والدول المسماة بـ"غير صديقة" هي:
أستراليا
المملكة المتحدة
دول الاتحاد الأوربي
إيسلندا
كندا
ليختنشتاين
موناكو
نيوزلندا
النرويج
كوريا الجنوبية
سان مورينو
سنغافورة
الولايات المتحدة الأمريكية
تايوان
أوكرانيا
تشيرناغورا
سويسرا
اليابان
ألبانيا
2.
وهنا تكمن مفارقة هذا القرار:
فتصورات بوتين عن الدول "غير الصديقة" هي أن يتم الدفع للديون المستحقة على الشركات الروسية بالروبل وليس بالدولار أو اليوريو!
وبالتالي فهو يعترف ضمنياً أن العقوبات الاقتصادية الموجهة ضد الدولة الروسية والشركات والبنوك الروسية الداعمة له هي عادلة ولكنها صادرة من دول "غير صديقة"!
فقرار بوتين لا يدين سياسة المقاطعة والعقوبات الاقتصادية المدمرة للاقتصاد الروسي بل هو يدين الدول الواردة في القائمة باعتبارها "غير صديقة".
3.
غير أن في "قائمة بوتين" مفارقة ثانية:
فهي تشمل جميع المجتمعات الديمقراطية التي يسعى أغلبية المجتمع الروسي إلى مثالها مثلما يسعى إلى أنظمتها التي لا مكان فيها لمثل "بوتين".
فأي "نظام اجتماعي" يمكن قبوله يحكم فيه "الرئيس" 23 عاماً ولا ينوي التخلي عن هذا الحكم؟
إنه نظام صدام حسين والأسد (الأب والابن) والحبيب بورقيبة والقذافي وحسني مبارك وجعفر النميري وكاسترو وأسياس أفورقي وكيم (الجد والابن والحفيد) ولوكاشينكو، فهل نسيت أحداَ؟
هذا هو نظام بوتين وهم "الأصدقاء":
وَافَقَ شنٌّ طَبقه!
4.
إن المشكلة التي ستواجه بوتين هي أن عليه إصدار مراسيم جديدة تتضمن أسماء دول "معادية" جديدة!
فالرفض العالمي للحرب الغاشمة التي شنها على دولة حرة مستقلة يزداد والخسائر التي ستلحق بالدول والهيئات والشركات "الصديقة" لبوتين تتوسع مع توسع واستمرار الحرب. فصداقات بوتين السياسية هي صداقات المصالح. وحينما يتم ضرب هذه المصالح فإن "الصدقات" من هذا النوع ستبقى عارية تماماً. وإن مثل هذا "العري" سوف يدفع الكثير من "الأصدقاء" الانسحاب وإعادة النظر بسياسة دعم حرب روسيا.

[المسعودي]

1.
بالنسبة للقارئ غير المطلع على السياسة الأوربية – الأوربية فإنه قد تفوته بعض التفصيلات في "قائمة الدول المعادية لروسيا".
فكما هو واضح من القائمة أنَّ دول الاتحاد الأوربي السبع والعشرين هي بجميعها دول معادية. وقد أوقع هذا التعميمُ بوتينَ بمطب لم يستطع الهروب منه!
فمن بين دول الإتحاد الأوربي دولة مثل هنغاريا هي أبعد ما يكون عن "الأعداء" في العلاقات السياسية والاقتصادية. فرئيس الوزراء الحالي – فيكتور أوربن لا ينكر علاقته الوثيقة بروسيا وبوتين.
2.
لكن أوربن ايد جميع قرار الاتحاد الأوربي المتعلقة بالعقوبات التي اتخذت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا حتى الآن. ومن المعلومات المتعلقة بالقرارات المشار إليها أعلاه فإنَّ المصادقة عليها سواء (من قبل رئيس الوزراء أو وزير الخارجية في اجتماعات وزراء الخارجية للاتحاد الأوربي) قد تمت بالإجماع.
3.
لكن مواقف هنغاريا قد تعدت الموافقة على قرارات العقوبات الاقتصادية ضد روسيا إلى موافقته على قرار الإدانة للغزو الروسي الذي تمت المصادقة عليه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
4.
وهذا يعني أنَّ "أصدقاء" بوتين ليسوا "أصدقاء" تماماً. وهذا أمر لابد وأن يتوسع مع المقترحات القادمة لعقوبات جديدة سواء من قبل الإتحاد الأوربي أو الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا.


[من مظاهرات الاحتجاج في بودابست المناهضة للغزو الروسي لأوكرانيا 26/2/2022]