![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو جديد
![]() |
الكثير من التصنيفات حول اللادينية تتحدد في الانواع الثلاثة الاشهر و هي: الإلحاد و اللاادرية و الربوبية ,و لكن اللادينية لا تتحدد بالمطلق في هذه الانواع,اذ إن هناك الشكوكية و الواحدية و اللااكتراثية و تدخل ضمن هذه الانواع : الانسانوية و التفكير الحر,علماً بأن هناك اديان مثل البوذية تدخل ضمن الواحدية.و ترتبط هذه المفاهيم مع بعضها البعض بأساس مشترك و هي " رفض الدين التقليدي كأساس في تفسير الحياة,و رفض فكرة تدخل الاله بالشكل الذي يتصوره الجانب الديني و الانبياء و المعجزات مع التأكيد على فصل الدين عن السياسة تماماً إن لم يكن التأكيد على فصل الدين عن التعليم و المجتمع والثقافة و هذا ما ينادي به ريتشارد دوكينز و مدرسة الالحاد الجديد.و يُصطَلح على هذا المفهوم " ليبرالية- علمانية".
يُلاحظ إن كل انواع اللادينية يبدأ تعريفها بكلمة " الإعتقاد" الا الإلحاد.و هذا ما شرحه ريتشارد دوكينز في أحد كتبه و عرف الالحاد على انه " الاعتقاد بعدم وجود اله" و ليس عدم الاعتقاد بوجوده.كما و يشرح الفيلسوف الفرنسي ميشيل اونفري في كتابه " نفي اللاهوت" مصطلح الالحاد بشكل مفصل حيث يقول "كانت نزعة الالحاد تستخدم سياسياً لإقصاء و تمييز و تعنيف الشخص الذي يؤمن بإله آخر غير ذاك الذي تستند إليه سلطة المرحلة و المكان في ارساء نفوذها و سلطانها" و يصف إن وزراء الله قد استغلوا هذا المصطلح حيث " من لا يؤمن بإلٰههم و بالتالي لا يؤمن بهم يصير على الفور ملحداً أي اسوا الناس فهو ذلك المقيت النجس الداعي لنبذ الاخلاق و ذلك الوجه المجسد للشر و بالتالي يجب سجنه في الحال اوتعذيبه أو قتله". أما بالنسبة للإلحاد المرتبط بالمجتمع و الذي قد يُطلق عليه " الالحاد المزيف" فهو بإعتقادي مُعبر الى حدٍ ما لكنه غير دقيق تماماً.فمثلا ما هي مشكلة إن يكون المرء قد ألحد بسبب المجتمع,بينما اغلبية المتدينين تدينوا بسبب المجتمع أيضا.انا لا ادافع عن هؤلاء لكن جوهر المضمون لا يَنقض المراد الذي تريد نقضه فعلا.و ظاهرة سب الاديان و شتمها امرٌ إن نمَّ على شيء فهو ينم على رد فعل نفسي فقط. اما مسألة إرتباط الثقافة بالدِّين و الالحاد ,فأمرها غير يسير,خصوصاً اذا كان الامر يتعلق بمعنى المصطلح.فما هي الثقافة يا ترى و من هو المثقف اساساً.يشرح الفيلسوف محمد عابد الجابري كُل ذلك في كتابه " المثقفون في الحضارة الاسلامية"،حيث يحلل الجابري الثقافة تحليلا لغويا و يذكر إنَّ" الثقافة بالمعنى العربي تعني تنمية بعض الملكات العقلية بواسطة تداريب و ممارسات" و " مجموعة المعارف المكتسبة التي تمكن من تنمية ملكة النقد و الذوق و الحكم.اما كلمة مثقف فهي كلمة ليست عربية,بل انها فرنسية بالاساس و أُستخدمت بالأساس في اللغة الانكليزي في القرن السابع عشر. و معنى المثقف شخص"لديه ميل قوي الى شؤؤن الفكر الى شؤؤن الروح الشخص الذي تطغى لديه الحياة الفكرية أو الروحية"و هذا في التعريف في اللغة الفرنسية لكن الامر يختلف في اللغة العربية اذ ان تعري المثقف هو " الشخص الماهر و الحاذق".و لفظة الثقافة أُختُلِف في تعريفها في هذا العصر و تطور معناها منذ عصور التنوير أيضا,خصوصا ما رافق تلك الفترة من حركات مثل الرومانسية الالمانية و الاراء الداعية الى الارتقاء بالمثالية الانسانية,علماً بأن المصطلح متشعب التعاريف و مختلف من علم لاخر,فيوجد تعريف في العلوم الانسانية,و أخر في الانثربولوجيا و البيولوجيا الاجتماعية. هناك نقاط مشتركة بين أغلب اللادينيين و هي : 1- رفض فكرة إلهية الأديان تماما.و بالتالي رفض ما يترتب عليها من نتائج لتفسير الحياة و الاخلاق المرتبطة بما يقوله الله.و هذا يقود بالضرورة إلى انكار وجود العصمة و الأنبياء و المعجزات و الكتب المقدسة و ما يترب عليها من نتائج اخرى كالميعاد و الملائكة و غيرها. 2-اعتبار القوانين الوضعية- اي التي يسِنّها البشر- الوسيلة الأساسية للحصول على حياة تسودها المساواة. 3-عدم وجود مرجعية اخلاقية او اجتماعية او علمية.اذ إن كل لاديني يرى ان التمسك بالشخوص حَدَّ التقديس او الاحترام فوق الاعتيادي هو سبب للجمود و التعنّت. 4-نبذ التقاليد و السخرية من السائد منها،و الدعوة إلى الحرية و حقوق الإنسان. علماََ بأنّ هناك نقاطا كثيرة تجمع اللادينين و لكنني عرضت بعضا منها و لا اريد الإسهاب فيها.و ما يهم إنّ لكلّ لاديني طريقته في ابتكار معانيه الاخلاقية و تحديدها اذ ان غياب المرجعية شكّلت لديه قوة خلّاقة من اجل مجابهة الحياة بلا حاجة للإيمان. للملاحظة إنّ اللادينيين ليسوا اناسٌ اعلى فهمًا من نظرائهم،و لا أقل فهمًا ، إنما لديهم موقف مختلف لما عليه الاغلبية و ذلك لا يعد بالضرورة أشارة الى "فوقية اللاديني". |
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond