خرافات المسلمين في زمن كوفيد – 19/ تبرك الصحابة بفضلات محمد الصحابة بفضلات محمد[3]

[المسعودي]

1.
كما يلاحظ القراء الذين اطلعوا على الجزئين السابقين بأنني انطلقت في كتابتهما من فكرة دحض الادعاء المزيف لبعض المسلمين عن خرافة قيم النظافة الإسلامية إلى حدٍ دعا أحدهم أن يقول:
"يبدو انك غير مطلع على الاحاديث! أنت لا تعلم أن الشطر الهام من وصايا منظمة الصحة قد أوصى بها النبي قبل أكثر من 14 قرن!
يعني يا ملحد.... شئت أم أبيت فأنت تطبق وصايا النبي وان لم تؤمن بنبوته."
وقد رأينا بالوثائق والأدلة المأخوذة من أدبياتهم القديمة والحديثة (وقد كان عرضاً مختصراً لضيق الوقت) خطل هذا الادعاء وتهافته ومضمونه القبلي الدفاعي وتعبيره النموذجي عن المنطق الديني – القبلي الذي يرفض النظر إلى حقائق التاريخ والواقع.
إن هناك أطنان من الوقائع على مستوى أدبيات المسلمين وطقوسهم التي تثبت من غير شكِّ أن مفهوم "النظافة الإسلامية" هو مفهوم طقسي لا غير، يهتم بالإجراءات الشكلية (ذات الطابع الدوغمائي) لا فعل "النظافة" نفسها. ومن الأمثلة على ذلك "التيمم".
فإذا كان الوضوء كم يدعون، هو تجسيداً لفكرة النظافة قبل الصلاة فكيف تُحَقِّقُ آلية "التيمم" هذه الفكرة؟
إنهم يضحكون على بعضهم البعض لا غير!
وقد بدد علي ابن أبي طالب هذا الوهم بقوله بصدد المسح على الخفين في الوضوء:
" لو كانَ الدِّينُ بالرأي لكانَ أسفلُ الخَفِّ أوْلَى بالمَسْحِ من أعْلاه".
إذن، الوضوء طقس لا يخضع للعقل ولا لفكرة النظافة. أما ما يتعلق بآلية الوضوء، والقواعد المتعلقة بالغسل والمسح، فإنه أمر مضحك، لأنه يتعارض مع أبسط قواعد النظافة المعاصرة.
2.
واليوم أود أن ألقي الضوء على حقائق يخجل المرء السوي من سماعها، لكنها تجد حتى أيامنا هذه تقبلاً وتقديساً من قبل المسلمين – والموضوع لا يزال يتعلق بأوهام النظافة الإسلامية. إنه يجمع في نفسه كل أنواع الخرافات والهراءات الدينية وهو:
تبرك الصحابة بالنبي في حياته!
أولا، تبرك الصحابة بأعضاء جسده!
- تروي عائشة بأن محمد كان "إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات، وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتها"
- وعن أنس بن مالك، يقول: "كان رسول الله (ص) إذا صلى الغداة جاء خدم المدينة بآنيتهم فيها الماء، فما يؤتى بإناء إلا غمس يده فيها، فربما جاءوه في الغداة الباردة، فيغمس يده فيها".
- وعن أبي جحيفة يقول: "خرج رسول الله (ص) بالهاجرة إلى البطحاء فتوضأ ثم صلى الظهر ركعتين والعصر ركعتين" وفيه "وقام الناس فجعلوا يأخذون يديه فيمسحون بها وجوههم" قال: "فأخذت يده فوضعتها على وجهي، فإذا هي أبرد من الثلج، وأطيب من رائحة المسك"!
- "وكان الصحابة أيضاً يحرصون على مس أي موضع من جسده (ص) وتقبيله كلما أمكن ذلك للتبرك وغيره"!
- وفي سنن أبي دود: " بينما هو يحث القوم – وكان فيه مزاح – طعنه النبي (ص) في خاصرته بعود، فقال: اصبرني، قال: اصطبر" قال: إن عليك قميصاً وليس على قميص، فرفع النبي عن قميصه، وأخذ يقبل كشحه، قال: إنما أردت هذا يا رسول الله"!
كَشْحُ الإِنْسَانِ: الجُزْءُ الجَانِبِيُّ مِنْ جِسْمِهِ مَا بَيْنَ الضُّلُوعِ وَالخَاصِرَةِ
ثانياً، تبركهم بما "أنفصل منه"!
1. التبرك بشعر محمد: "ثبت أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتبركون بشعر النبي (ص) وإنه قد أقرهم على ذلك، بل إنه (ص) وزعه عليهم"!
2. التبرك بريق محمد: من صحيح البخاري، عن أصحاب النبي: "فوالله ما تنخم رسول الله (ص) نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فطلك بها وجهه وجلده"!
رَمَى بِنَخْمَتِهِ: مَا يَلْفِظُهُ الْمَرْءُ مِنْ بَلْغَمٍ مِنْ أَنْفِهِ أَوْ صَدْرِهِ.
3. التبرك بعرق محمد: من صحيح مسلم عن مالك بن أنس: "كان النبي (ص) يدخل بيت أم سليم فينام على فراشها وليست فيه، قال: فجاء ذات يوم فنام على فراشها، فأتيت فقيل لها: هذا النبي (ص) نام في بيتك على فراشك، قال: فجاءت وقد عرق، واستنقع عرقه على قطعة أديم على الفراش، ففتحت عتيدها، فجعلت تنشف ذلك العرق فتعصره في قواريرها، ففزع النبي (ص) فقال: "وما تصنعين يا أم سليم؟" فقالت: يا رسول الله نرجو بركته لصبياننا، قال: أصبت"!
العَتِيدَةُ: صَندوقٌ تَضَعُ فيه المرأةُ ما يَعِزُّ عليها من طيب وبَخور ومُشْطٍ وغيره
سؤال: ماذا يفعل محمد بفراش امرأة غريبة؟!
4. التبرك بثياب محمد!
5. التبرك بمواضع أصابع النبي!
6. التبرك بفضل شرب محمد!
7. التبرك بماء وضوئه!
" وأما المقصود بفضل وضوئه (ص) فقد قال ابن حجر رجمه الله تعالى: "كأنهم اقتسموا الماء الذي فضل عنه، ويحتمل أن يكونوا تناولوا ما سال من أعضاء وضوئه"
"وجاء في صحيح البخاري عن جحيفة رضي عنه أنه قال: "خرج علينا رسول الله (ص) بالهاجرة، فأتى بوضوء فتوضأ، فجل الناس يأخذون من فضل وضوئه فيتمسحون به"!
[التبرك: أنواعه وأحكامه، د. ناصر بن عبد الرحمن بن محمد الجديع، الرياض 2000، الصفحات 244-250]
للمزيد من المعلومات اطلعوا على سبيل المثال:
- التبرك
http://kingoflinks.net/Aqydatona/9Tbarrok/Main16.htm
الأدلة على تبرك الصحابة بآثار النبي ص
https://alshareqi.wordpress.com/adilah-7/
الطعن في أحاديث التبرك بالنبي
http://www.bayanelislam.net/Suspicio...?id=03-02-0017
3.
والآن لنفكر بهذه الحقائق:
انطلاقا من المعايير "العالية" لقيم النظافة الإسلامية (والتي يطالبون منظمة الصحة العالمية بنشرها) فإن المسلمين على استعداد للعق لعاب وبول وبراز محمد للتبرك!
وإذا ما حدث هذا في الأزمان المظلمة، فهل يحدث هذا الآن؟
إن "العقيدة" عمياء وقضية التبرك لا تزال قائمة برجال الدين وآيات الله بأشكل مختلفة تتجه نحو الابتذال كلما كان تابعوهم أكثر جهلاً وأمية وتخلفاً.
- فتقبيل الأيدي ظاهرة شاملة تخص جميع رجال اللاهوت. والآن نعرف بصورة "مرئية" مخاطر هذه العادة ليس في زمن الكورونا فيروس وإنما الأمس واليوم وغداً.
- تقبيل "شبابيك" قبور "أولياء الله الصالحين" والأئمة والكعبة وغيرها من أماكن تعبد المسلمين والإصرار على معانقة هذه "الجمادات" وتقبيلها "حتى العظم" من قبل الآلاف من الزوار كل يوم وغياب أبسط شروط النظافة والتطهير، وهذا لا يعني إلا سبباً مباشرة لانتقال عدوى الكثير من الأمراض في الماضي والتي يتستر عليها القائمون برعاية هذه الأماكن. وهذا ما يكشف عنه على سبيل المثال انتشار عدوى مرض التهاب الكبد الفيروسي والكوليرا وانفلونزا الطيور الذي تحذر منها دائما منظمة الصحة العالمية. وكل هذه الأمراض تنتشر بسبب تدني الثقافة الوقائية وشروط النظافة المتخلفة والتقاليد الاجتماعية والدينية البائدة.
4.
ليس لدي الوقت لمتابعة هذه الموضوع. إلا أن ما سردته من حقائق ووقائع كافية للتدليل على هراء من يدعي بأن "الشطر الهام من وصايا منظمة الصحة قد أوصى بها النبي قبل أكثر من 14 قرن!".

اكتبوا ما شئتم، ولكن بدون هراء، فهراءكم له رائحة مفضوحة!

[المسعودي]

لأسباب تقنية حصل خطأ في العنوان، والصحيح كما يأتي:
خرافات المسلمين في زمن كوفيد – 19/ تبرك الصحابة بفضلات محمد[3]