شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > مقالات من مُختلف الُغات ☈

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 06-10-2014, 02:45 PM ترنيمه غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
ترنيمه
عضو برونزي
الصورة الرمزية ترنيمه
 

ترنيمه is on a distinguished road
0112 وردة على قبر الله


الناصر لعماري



لقد مات الله ..
الآن علينا إعلان حالة الحداد العام لموت خالق الكون و راعي الإنسانية. لقد أصبحنا أيتاما بعد أن فقدنا الإله و السيد و الراعي و المدبر. من بعد الآن سيرعانا من علياء سماؤه ! من بعد الآن سندعوه بربي و إلهي ! من بعد الآن سيدافع عنا ضد قوى الشر الخبيثة ! كيف سنواصل الحياة بدون الله ! من سيحمينا و يقوم سلوكنا و ينشر الخير و العدل بين الناس ! هل إنتهى عصر النعيم الذي كنا نحيا فيه في حمى الله ؟ يا ترى كيف سيكون مستقبل البشرية الآن ؟ لقد إنكشف الغطاء و أصبحنا كلنا عرايا و ربما قد حانت نهاية البشرية أيضا.على العموم حتى لو لم تحن نهاية البشرية فإن شكل الحياة على الأرض سيتغير تماما بموت الله : لا توجد قيامة بعد الموت و لا خلود و لا جنة و لا جهنم و لا حساب و لا ثواب و لا عقاب. لا أحد سيقيم العدل في الحياة الآخرة لأنه لم يعد هناك إله يقيم الموتى لكي يعدل بينهم.

ربما علينا الآن أن نحاول إقامة العدل في الدنيا بقدر الإمكان و ربما علينا أن نفلح الأرض لكي نحولها إلي أشبه ما تكون الجنة. لقد ورثنا عن الله عالم لا عدل فيه و لا شجر و علينا أن نزرعهما في الأرض بدلا من إنتظار الموت و من ثم جنة العدل في الحياة الأخرى. لقد ألقى الله على عاتقنا بموته ميراثا ثقيلا و دينا كبيرا تجاه إنفسنا كان يسدده إلها بأكمله و الآن علينا كبشر فانين أن نسدده.
ربما سنغير بعض القوانين و الأعراف الغريبة التي كان الله متمسكا بها. لم تعد الطقوس الدينية مهمة الآن و لا إضطهاد المرأة و المختلف في الدين و لم يعد من اللائق تجريم التحرر الجنسي مادامت الجنة لن تأتي أبدا. لم يعد مهما أن نكره في الله أو نعادي أحدا بإسمه أو نحارب من أجل إعلاء كلمته فلقد مات الله على أي حال.

أذكروا محاسن موتاكم

حسنا, ربما لم يكن الله نعمة للبشرية على أي حال.
لقد كان ديكتاتورا دمويا في أوقات كثيرة. أوف, لقد كان جاثما على صدورنا بالفعل طوال الوقت و بدون أمل في التخلص منه. نعم, كنا ننافقه و نمدحه كثيرا و لكن ما الذي يمكننا فعله و لقد كان جبارا عتيا متسلطا و لم يكن أي واحد قادرا على الوقوف أمامه. تكفي المعتقلات الإلهية في جهنم و التي كانت تلقي الرعب في قلوب المجرمين و المنحرفين و في نفس الوقت المفكرين و شهداء الرأي. لم يكن الله يميز بين الكفرة و القتلة في العقاب بل كان يعد الكفر أكبر ذنب رغم أنه لا يؤذي أحدا.
لكن المثل يقول : أذكروا محاسن موتاكم ..
و قد كان لله الكثير من الحسنات التي يجب علينا أن نذكرها له. لقد وهبنا الوجود و الحياة و أعطانا العقل و حرية الإرادة و القدرة على تغيير الواقع. ثم إنه وعدنا بالخلود في جنة حقيقية لو إننا فقط أطعناه و تغاضينا عن حريتنا لنصبح عبيدا له. لقد وعد بانه سيحقق العدل في الآخرة ليصحح الظلم الواقع في الدنيا. ياله من إله عظيم يعد بأشياء عظيمة .. !
صحيح أن كل هذة الوعود الآن قد ذهبت أدراج الرياح و أن الظلم الواقع في الدنيا التي خلقها هو لن يتم تصحيحه أبدا و أن الحياة الشاقة التي خلقها لنا في الدنيا لن يتم تعديلها إلا أنه كان إله خير يتمنى لنا كل خير. ربما كان من الأفضل أن يهبنا الله العدل في الدنيا و الجنة على الأرض بدلا من وعود عظيمة قد تتحقق أو لا تتحقق. ربما كان من الأفضل لو علمنا الله كيف نعتمد على أنفسنا بدلا من أن نصلي كل حين لكي يتدخل في حياتنا على الأرض و يصحح ما تركه هو يفسد. لماذا كان الله يعدنا بأشياء عظيمة بدلا من أن يحققها حالا ؟ لماذا كان كل شيء يعتمد عليه و على وجوده ؟ ليس هذا مهما الآن فلقد مات بلا رجعة.

لكن لحظة .. كيف مات الله ؟

لقد كان منيعا قويا قادرا على كل شيء. لقد آمنا أن يوم البشرية سيكون قبل يومه. لقد إحتمينا فيه و إكتملنا به و اعتقدنا أن ما من شيء يستحيل علينا لو إعتمدنا عليه. كيف إذن حدثت فاجعة الفواجع تلك ؟ كيف إنهار البناء العظيم ؟ من قتل الله ؟
هل قتلته الوحدة ؟ هل إنتحر ؟ الحقيقة لقد كان من أكثر نقاط ضعفه أن لم يكن لديه جماعة خاصة به أو قبيلة نشأ فيها, لقد واحدا وحيدا متوحدا مثل راهب ترك العالم كله و عاش في مغارة في الصحراء. بالطبع لم نكن نسلي وحدته تلك لأنه أعلن لنا مرارا انه لا يحتاجنا و اننا لن نمثل له أكثر من حطب جهنم لو لم نطيعه. بالطبع لم نكن بالنسبة لله اكبر من النمل بالنسبة للإنسان فهو كان يراقبنا و يقيم سلوكنا و يجازينا من أجل تحسين نوعية حياتنا و ليس لكي نسلي وحدته العظيمة. لقد كان الله محتاجا لزوجة و أطفال و أصدقاء أنداد له و إلا لما قتلته الوحدة. بل أنه ليس أكيدا أن الوحدة هي التي قتلته فلقد كان يعيش حياة طويلة مديدة مثل سجن إنفرادي مؤبد, ربما قتله الملل من تلك الحياة الطويلة العقيمة ..
لكن الحقيقة أن الله لم يمت بالوحدة او الملل أو الشيخوخة لأنه ليس كائنا حقيقيا بل كان كائنا معنويا يحيا في قلوب و وجدان كل بشري آمن بوجوده و إحتمى فيه. لقد كان الله شخصا عزيزا لكل مؤمن حيث يسمع شكوانا و يحقق دعانا و يجبر جراحنا. لكن الآن معظم الناس لم تعد تعتمد على وجود الله و لم تعد تفكر فيه كثيرا فالإنسان العادي أصبح متحكما في الكثير من أمور حياته و قادرا على تحقيق سعادته بنفسه و بالتالي لم يعد الله مطروحا أو متداولا إلا في وقت المحنة فقط.
لقد مات الله مقتولا فعلا, قتله تزايد القدرات البشرية و لا يزال يقتله, مثل سم زعاف يسري بطيئا في عروقه هكذا يموت الله. لقد قتل الله تزايد الوعي الإنساني و قدرة الناس على تفسير غوامض الأمور بأسلوب عقلاني و علمي. لم يعد الله يطلق البرق أو ينشر الأمراض او يسبب الزلازل أو يسلط التسونامي علينا, بل أصبح لكل تلك الأحوادث أسباب طبيعية منطقية. لم يعد الله مطروحا أو متداولا أو محبوبا, لم يعد الله موجودا أو حيا بيننا. لقد أصبحنا كبارا و ناضجين لكي نفكر و نعرف أننا وحدنا في هذا الكون الشاسع الموحش.

حداد أم فرح ؟!

و الآن هل علينا حقا أن نعلن الحداد العام أم نعلن الفرح العام ؟ الأفضل أن نخبئ الخبر عن البشر المؤمنين بالله لأن الله بالنسبة لهم رمزا كبيرا و سيصدمون بموته. فليكن الله بالنسبة لهم حيا و عظيما و حاميا أبديا لهم و لكل البشر. هم سيعرفون بالتدريج أن الله مات. حين يدعونه فلا يستجيب سيعرفون أن الله مات. حين يبحثون عنه فلا يجدونه سيعرفون أنه مات. حين يستنجدون به فلا ينجدهم سيتأكدون من أنه قد مات.
لكن نحن العارفين بامر موته لا يجب أن ننقل الخبر. سيدعوننا نحسا و سوء طالع و لن يصدقوا الخبر أبدا, سينعتوننا بالحاقدين على الله و المتمنين موته. سيظنون أننا نريد موته طمعا في عصيانه بلا رادع أو سيظنون باننا مجرمين نكره الله كرهنا لجهنم. لو أخبرناهم لما صدقوا و إن صدقوا لن يقولوا أنهم صدقوا لذلك فنشر الخبر لن يفيد أحدا بل سينشر التعاسة بين الناس و سيجعلهم أكثر ميلا للعدوان و الهمجية. و سيعامل الناس من ينقلون الخبر على أنهم خونة ملعونين.
في هدوء علينا أن نبني عالما رائعا جديدا يؤرخ بموت الله. عالم بلا إله بلا شيطان بلا خلود بلا جنة او جهنم, عالم يعتمد على أذرعنا و عقولنا فقط, عالم مليء بالأشجار و العدل و الجمال في كل مكان. عالم كل الناس فيه سواسية كأسنان المشط حيث لا أحد مقرب من الإله او متحدث بإسم الإله. عالم ليس فيه حروب دينية او حتى غير دينية لأنه لا يوجد إله يحمي طيشنا و يجبر جراحنا بل كل ما نصنعه يرتد إلي نحرنا.
و في وسط هذا الهدوء فلنبني نصبا تذكاريا لله العظيم الذي ساعد آباؤنا و أجدادنا على فهم العالم و قبول العيش فيه. فليكن هذا النصب التذكاري هو قبر الله و طريقتنا في التعبير عن الإمتنان لهذا الإله الذي رعانا لقرون طويلة و عبر لنا عن دعمه و تقديره من خلال الأنبياء و الكتابات التي كتبها. و بدلا من أن نذرف الدموع حزنا على فقد الإله فلنكن أقوياء أشداء و نتحمل الصدمة. لقد مات الله فعلا و لكنه سيظل جزءا من ذكرياتنا حيا في قلوبنا يلهب خيالنا. لقد مات الله فعلا و لكننا ورثناه, لقد أصبح على الأرض الآن أكثر من ستة مليارات إله.

نهاية الله هي بداية الإنسانية

لا .. لن نبكي لفقد الإله لأنه لم يكن سيريدنا أن نبكي عليه. كان سيريدنا أن نفرح بالحياة و أن نحبها و نتكل على أذرعنا و عقولنا. لو كان الله موجودا لفرح بنا و عرف أننا قد كبرنا أو أنه من الممكن أن نكون أشداء و أقوياء من دونه. كان الله سيحب كل إنجازاتنا و قدراتنا المتزايدة.
لا لن نبكي بل سنقول لله ستبقى ذكراك في قلوبنا. سنضع على قبره ورودا و لن نتشاجر على التركة التي تركها لنا. العالم واسع و سيسعنا جميعا و إن كان الله قد مات فنحن لا نزال أحياء و ليس لنا إلا بعضنا البعض. سنقول له بكل صمود : وداعا .. وداعا يا من كنت إلهي



:: توقيعي ::: ( ذهبت إلى الغار .. غار حراء .. غار محمد وإلهه وملاكه .. إلى الغار العابس اليابس البائس اليائس ، ذهبت إليه استجابة للأوامر .
دخلت الغار ، دخلته .. صدمت .. ذهلت .. فجعت .. خجلت ، خجلت من نفسي وقومي وديني وتاريخي وإلهي ونبيي ومن قراءاتي ومحفوظاتي ..!
أهذ هو الغار.. غار حراء .. هو الذي لجأ واختبأ فيه الإله كل التاريخ !
  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2014, 06:48 PM فاطمي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
فاطمي
عضو ذهبي
 

فاطمي is on a distinguished road
افتراضي

[quote=ترنيمه;5844]
الله لا يموت نحن من نموت هو من يكون موجدا عند فناءنا لافرق بيننا وبين ابائنا الاولون الا بهاده الاجهزة التي نتواصل بها ودوابنا التي تتغدى من النار ان ابئنا الاولون هم افضل منا كان هواؤهم نقي واغديتهم لاتحمل تعديلات ولا تمنح للخلاي سرطانية فرصة للوجود كانو اقوياء بطبيعتهم كانو مدركين بفطرتهم انهم وجدو في مكان وجد لهم مكان ليوجد مايرعبهم مكان ليس فيه مايعدمهم انهم كانو يعيشون الأمان كانوا يتمتعون بأبدانهم وبطبيعتهم كانو يعيشون حياتا حقيقية كانت حياتهم بدائية في طبيعة متطورة في عطائها ليس هناك بخل وماتقدمه كله فائدة ولاخلل فيه

اننا تقدما في كل شيء سرعتنا في التنقل زادت ونسبة عددنا زادت وعرفنا عنواننا و مكان وجودنا غيرنا ملامح الارض كل واحد منا يوجد في بيته له مساهمة في تخريب الخضرة والطبيعة... تقدمانا في انقراض وتهديد بالانقراض لمن يشاركنا الحيات في هداه الارض الطيبة..إن تقدمنا سبب في خلاية سرطانية محصورة في قوارير مغمورة في باطن امنا الارض مهددتا سلامتها ..اننا حققنا تقدمنا.. تقدما هائلا في التغدية وما تسببه من امراض عاجز الطب عن القضاء عليها ولايتوقف علاجه لها الا في مرحلة معينة من مراحلها وكتير منها يقف امامها مكتوف الأيدي ولا يتوقف وجوده الا في التخفيف الاعراض

اننا جعلنا من حريتنا الاولى المتلية وحرية الجنسية ونمارس الجنس مع من النريد خالفنا الطبيعة محتى من من نشاركهم هده الغريزة لا يعرفون من الجنس الا الانتى والانتى الدكر حريىة ان وجدت حضارة غيرنا لمقتت فعلنا

ان ماحققنا من التقدم على مستوى عالي توصلنا به الى وجود سبب يمكن ان يبيدنا ويجعل من الارض الا حجرا مشبع باللموت يؤدي بنا الي التخلف الدي لم تعرف له البشرية متيل ان مجتمعنا البشري فيه من يأخد عطلته الاسبوعية ويدع حيوانه الاليف في فندق له مستوى عال من الخدمة وهناك بشر آخر له بركة ماء يستحم فيها ومنها يشرب والمستفيد الوحيد هوة الدباب الدي تجده متراكما بكترة على وجوه ابنائهم وينتضرون اصحاب لحيوانات الاليفة ان يمنحو لهم لقمة عيش ينقدون بها حياتهم

اننا نحتاج الله اكتر من ابائنا الاولون اننا نحتاجه اكتر من اي وقت مضى..ان الله لا يمكنه ان يفرح لنا ونحن على هدا التقدم الدي لم يكن في مستوى المسؤولية هدا التقدم الدي نخرب به الطبيعة ونلوت به الاجواء ونستغل به الضعفاء منا ان تقدمنا في العلم يأكد حقيقة ضعفنا يقول لنا انكم اقل شيء انكم داهبون الى وجهة لها محطة اخيرة انه يقول لنا انكم الوحيدون الموجدون هنا يقول لنا انكم لاحرية الا في محيطكم و محصورون في ضعف هناك من اوجدكم في هدا الضعف كأنه يقول لنا التزمو مكانكم وحافضو على مركبتكم ولا تملكون من القوة إلا النضر من خلال مناضرنكم ومن المعلومات الا مانستنتجون من الضوء اننا اضعف من الضعف اننا نحتاج من يقوينا و يقومنا اننا بدون الله الحق سوف ندهب الى الجحيم لا محالة



:: توقيعي ::: الالحاد مجرد فكرة في الدماغ حول الوجود.. فكرة مازالت مسجونة في واقع محدود تبحت عن وجودها،... ادن لا نسجن أنفسنا في عقولنا . ونلتفت بإيماننا الى خالق الوجود
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الله, على, وردة, قبر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اعتقال أحمد حرقان وردة فعله على اعتقاله binbahis ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 2 11-12-2017 05:05 PM
العثور على تماثيل آلهة آشورية في قبر النبي يونس جالو العقيدة الاسلامية ☪ 6 03-12-2017 03:56 AM
وردة الگاردينيا ابن دجلة الخير استراحة الأعضاء 7 03-11-2016 05:22 AM
قبر المشركة امنه بنت وهب البرنس العقيدة الاسلامية ☪ 5 11-02-2014 08:36 PM
الإندبندنت: خطة السعودية لنقل قبر الرسول ستثير الفتنة Skeptic العقيدة الاسلامية ☪ 4 09-04-2014 05:30 AM