حلم غريب عجيب بالرسول والصحابة وصلاة الفجر

[أفلاطون]

رأيت ذات ليلة في المنام صحراء قاحلة، وفجأة، مر الصحابة ومعهم الرسول محمد، ووجهه يفيض بالنور، كانوا هاربين من مشركي قريش، واستمروا في طريقهم، وفجأة، لمحوا كوخا في الصحراء، يسكنه شيخ كبير مع ابنته الشابة، واستضافهم وأكرمهم وأحسن وفادتهم، وخدمتهم ابنته الشابة وكانت حسناء جميلة، وجاءتهم بصواني الطعام، وأبهرتهم بحسنها وجمالها.
ومرت قرب وجه النبي ذبابة، فبكى ساعة، وضحك ساعة، فقال الصحابة:
ـ يا رسول الله، مالنا نراك تبكي ساعة وتضحك ساعة؟
قال: أرأيتم الذبابة التي مرت بجانب وجهي؟ هي جبريل جاءني بوحي من عند الله، ونظر النبي عليه أزكى الصلاة والسلام إلى وجه الشيخ الكبير وقال:
ـ لقد أوحى إلي جبريل بأمرين أولها يبكيك وثانيهما يضحكك، أما الأمر الذي يبكيك فهو أن الله أمرني بأن أنام مع ابنتك في فراشها في هذه الليلة، والأمر الذي يضحكك هو أن الله كتب لك ولها الجنة خالدين فيها بدون حساب، أما إن رفضت أنت أو امتنعت هي، فمصيركما جهنم خالدين فيها أبدا. وكذلك كان تلك الليلة، ودخل المرود في المكحلة.
وبعد قليل رأيت في ذلك الحلم النبي عليه السلام وصحابته الكرام يواصلون طريقهم في تلك الصحراء، واشتد بهم الجوع، فاصطاد أحد الصحابة ضبا، وأشعلوا نارا وقاموا بشوائه، فقال صحابي:
ـ نترك رسول الله يختار أفضل قطعة منه تشتهيها نفسه، ونأكل نحن البقية.
فقال عليه السلام: ذلك ما كنت أنويه، لكن الله أوحى إلي بأن آكله وحدي، ويكون أنفع لكم إذا أكلته أنا، ويكون أشد ضررا عليكم إذا أكلتموه أنتم، وهذا من حكمة الله العظيمة، لعلة لا يعلمها إلا هو سبحانه. وكذلك كان.
وبعد قليل انقلب المشهد ورأيت في ذلك المنام قوما في بلاد بعيدة عصوا ربهم وصاروا لا يصلون صلاة الفجر في وقتها، وإنما ينامون إلى الصباح ويصلونها صباحا، فغضب الله عليهم وصار يأكل عيونهم وآذانهم، فكان كل من لا يصلي صلاة الفجر في وقتها سبع ليال تباعا يأكل الله أذنيه، فإن استمر في ذلك الضلال سبع ليال أخر ياكل الله عينيه، وهكذا حتى صار عدد كبير من أهل تلك البلاد بدون عيون ولا آذان، فصاروا لا يرون ولا يسمعون.
ورأيت في منامي شيخا فقيها سافر إلى بلادهم ليعلمهم الدين ويدعوهم إلى الله، فرأى فيهم رجالا أكل الله حتى أصابع أياديهم بسبب تفريطهم في الصلاة، وشتمهم المؤذن وقت الأذان بسبب صوته المرتفع عند الفجر، فسأل الشيخ عن المسجد ليقابل الإمام، فوصف له بعض الرعاع طريق المسجد، فذهب إليه فوجد مسجدهم في مثل حجم مخدع الهاتف أو كوخ حارس السيارات الليلي، فصاح بهم: ألهذا الحد وصل استهتارهم بالدين؟
ووجد الإمام رجلا عاصيا لا يصلي، وهنا انتهى الحلم.
ضحك ابن سيرين وقال: