![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن.. لقطات من التاريخ
هبت نسمات الهواء العليل على وجه يزيد الصغير وهو قاعد فى حجر امه ميسون الكلبية فى خيمة فى بادية تدمر باحد ايام عام 660 ميلادية. كانت الام تناجى ابنها الصغير البالغ من عمره الان 13 سنة. وتنشده بعضا من اشعارها الرائعة. ثم استرخت وهو يعبث بيدها ويقبل خدها ويضمها بحنان الصغار. وعادت بذاكرتها الى يوم ولادة طفلها الوسيم قرة عينها. حين كانت تقيم واهلها فى الماطرون.. مدينة الضمير حاليا فى سوريا. عادت بذاكرتها الى خلافاتها الشديدة مع ابيه معاوية. من بعد ولادة يزيد. مما ادى فى النهاية الى طلاقها منه واصطحابها ابنها معها الى بادية تدمر. لتربيه عند اسرتها واخواله. بعيدا عن الجو الوحشى الفاسد الدكتاتورى فى بلاط الخلافة وامارة المؤمنين فى دمشق. لقد اختلفت كثيرا مع سياسة والده منذ كان واليا على الشام فى عهد عثمان. كانت تعلم ان معاوية لم يتزوجها عن حب او افتتان رغم كونها فائقة الحسن هكذا قيل لها من كثيرين راوها. وانما لمصلحة سياسية خالصة لكسب قبيلتها بنى كلب السريانية الارثوذكسية فى صفه فى حربه ضد البيزنطيين. والذين ساعدوه كثيرا فى طرد البيزنطيين والامبراطورية الرومانية الشرقية من سوريا بل ومن البحر المتوسط ايضا بمعركة ذات الصوارى. لكن ميسون شاهدت بنفسها صداقته مع صديقه والى مصر ابن العاص. وشاهدت مكائد ودسائس سياسته فى كرسى ولايته بالشام. شاهدت جراته على الدماء واتخاذه السياسة الانتهازية الميكيافيلية حتى قبل مولد ميكيافيللى بقرون عديدة. شاهدت بعيونها ديانتها ديانة المحبة والسلام والتسامح والحرية تتراجع وتنحسر مع انحسار الانبراطورية البيزنطية عن سوريا. وحلول سياسة البطش والدسائس التى انتهجها زوجها. حذرته كثيرا من ان ما يقوم به لا يرضى المسيح ويخالف دينها. حذرته كثيرا من انه من اخذ بالسيف بالسف يؤخذ. لم تجد منه يوما جانبا لطيفا ودودا معها او مع الرعية. بل وجدت صرامة وقسوة لم تعهدها فى انسان. اشتدت الخلافات بينهما بعد ولادتها يزيد. حتى طلقها. لم يكن معاوية يفهم فكرها المسيحى ابدا ولا نزعتها باعتبارها امراة اولا ومسيحية ثانيا الى السلام والمحبة والتسامح. ولم تستطع ميسون تحمل كم الشر الشيطانى الذى يموج فى هذا القصر الدمشقى... لقد اختنقت من كم فساد سياسة زوجها.. وبعد رحيلها مع ابنها الى صحراء تدمر. جاءتها الاخبار تباعا .. مقتل عثمان عام 656 لانه رفض ان يتوقف عن محسوبيته الاموية فى اختيار الفاسدين واقربائه لولاية الامصار ورفض ان "يخلع قميصا البسنيه الله" بكل دكتاتورية ففتك به الثوار .. الذين سماهم معاوية والمؤرخون المسلمون بعد ذلك البغاة واهل الفتنة وقتلة عثمان... ثم تولى على بن ابى طالب زوجة ابنة نبى الاسلام وابن عمه ووالد احفاده الحسن والحسين الخلافة من بعد عثمان .. محاولات على خلع معاوية وصديقه عمرو ودسائس الرجلين ودس طليقها السم للاشتر والى على على مصر.. وتعقيب ابن العاص ضاحكا على ذلك قائلا ان لله جنودا من عسل ... رات ميسون الثمار المرة التى بدا معاوية وبلاد الخلافة الراشدة الاموية تجنيها اليوم وغدا .. رات ميسون الثمار المرة التى حذرته منها والتى تخالف السياسة المسيحية لادارة البلاد .. بل وتخالف حتى ابسط اصول احترام بنى هاشم وال بيت النبى الهاشمى... رات عصيان والى الشام ووالى مصر المخلوعين للخليفة الجديد المجمع عليه.. والذى حاول الاستجابة بضميره الحى لمطالب الثوار وجموع اهل الامصار وسكان الولايات التى تحت حكم الخلافة العربية الاسلامية وان يولى عليهم ولاة يرضونهم يتميزون بالنزاهة وانعدام الفساد والمحسوبية والقرابة.. لكن المخلوعان كانا سببا فى حربين اهليتين اسلاميتين فى الجمل وصفين وانقسام البلاد بين معاوية وعلى وضعف وسقوط الخلافة الراشدة التى فقط سفكت دماء المرتدين والفرس والبيزنطيين واحتلت بلادا ليست لها وبدء الملك الاستبدادى الوراثى العضوض الفاسد المدعم باراقة دماء المسلمين هذه المرة والذى كان نتيجة طبيعية لعقيدة بنيت على الغزو والاحتلال الاستيطانى وسفك دماء الفرس والبيزنطيين والزرادشتيين والمسيحيين على يد سفاحين مثل ابن الوليد وغيره .. واليوم تاتيها الاخبار بمقتل على على يد الخوارج ونجاة معاوية وابن العاص من محاولة اغتيالهما .. وتولى الحسن بن على الخلافة فى العراق.. كل هذا كان يموج فى عقل ميسون وهى مستلقية على بعض الوسائد فى يوم خريفى من ايام عام ستمائة وستين للميلاد. تتقلب على جمر نار التفكير تشعر بالارتياح لطلاقها من معاوية منذ سنوات طويلة وابتعادها عن جو دسائسه وفساده الخانق فى البلاط الدمشقى. ولكن من جهة اخرى تشعر بالاسى على بلادها سورية. التى انتزعت من البيزنطيين الحضاريين لتسقط فى يد بدو جياع للسلطة وللمال وللنساء يفتقدون ابسط مقومات الثقافة والحضارة بل ويحتقرون الديانات الاخرى والحضارات الاخرى تحقيرا نابعا من عقيدتهم وايضا من تعصبهم لعروبتهم وبداوتهم. وافاقت من همومها على يد يزيد الصغيرة تتحسس ذراعها وصدرها الشهى الممتلئ وبطنها من فوق عباءتها. وشفتاه تقبلان خدها وانفاسه الساخنة تلفح اذنها. وهمس لها بصوته الصبيانى اعذب واحلى الاصوات صوت يزيد الصغير فى اذنها. قال. انشدينى يا اماه القصيدة التى اغضبت ابى منك جدا. ضحكت ميسون وقالت. لقد انشدتك اياها مرات عديدة .. اما تمل منها. قال يزيد. لا امل منك ولا من صوتك ولا اى شئ تقولينه او تفعلينه يا اماه. قبلته ميسون بهوس امومى فى كل ارجاء وجهه. ثم قالت. حبيب قلبى. حسنا.. ثم انشدت وكانها تغنى.. لبيت تخفق الأرواح فيه.. أحبُ إليّ من قصر منيف ولبس عباءة وتقـرّ عيني.. أحبُ إليّ من لبس الشفوف كسيرة فـي كسر بيتـي.. أحبُ إليّ من أكـل الرغيـف وأصوات الريـاح بكـل فـج.. أحبُ إليّ من نقـر الدفـوف وكلب ينبـح الطـراق دونـي.. أحبُ إليّ من قـط أليـف وبكر يتبع الأظعـان صعـب.. أحبُ إليّ من بعـل زفـوف وخرق من بني عمي نحيـف.. أحبُ إليّ من علـج عنـوف خشونة عيشتي في البدو أشهى.. إلي نفسي من العيش الطريف فما أبغي سوى وطنـي بديـلا.. وما أبهاه مـن وطـن شريـف صفق يزيد بيده الصغيرة لامه معجبا. قال. كم احب شعرك يا امى. نهضت ميسون من استلقائها وهى تسمع ابنها يسالها. ماذا ستعلميننى اليوم. قالت. سنقرا قليلا من العهد الجديد. صفق بيده فرحا وقال. كم احب ذلك واحب العهد القديم ايضا. افهمها اكثر من القران... قالت فى خوف. صه يا ولد. الحيطان لها اذان. اتريد ان يتهموك بالردة ويفجعونى فيك. الا ترى ان البلاد قد دانت لهم ولافكارهم القتالية الدموية والوحشية. سكتت قليلا ثم قالت. شئ فى قلبى ينبئنى ان اباك ينوى اخذك قريبا. سيبعدك عنى يا حبيبى. قال يزيد. لماذا يا اماه لن ياخذك معنا. قالت. انه يريد الاستئثار بك لنفسه. يعتبر تعاليمى لك فاسدة. ولا تصنع منك خليفة جيدا يهابه الناس. انه لا يهتم ان يحبه الناس او يراعى ضميره وانسانيته معهم. يريد ان يحكم ويدين له امر البلاد باى وسيلة ولو كانت الوسيلة دسائس ودس سم وحرب اهلية وبطش وملك وراثى وان كان ذلك ليس غريبا عليه هو وقومه فقد سفكوا دماء الابرياء واهل اعظم حضارتين عرفهما التاريخ من بعد الفراعين حضارة روما والقسطنطينية وحضارة فارس والمدائن. وحطموا الحضارتين طوال ثلاثين عاما. ابتسمت الام سريعا حين رات الاسى باديا على وجه يزيد وامسكت يده فوجدتها متعرقة باردة من القلق. قالت له. ولعلى انا من تعترينى الاوهام والوساوس التى لا مبرر لها واخشى دون داع امرا لن يحدث. ثم بدات تدغدغ جنبى يزيد حتى ضحك وزال همه وعادت ضحكته وسروره. قالت له. حسنا هيا لنحلب عنزتنا الحلوة. وتشرب قليلا من الحليب وانا اقرا لك من الكتاب المقدس. واحكى لك بعضا من مشاهداتى فى روما والاسكندرية والقسطنطينية. امك كانت جوالة هاهاهاها. وبالفعل نهضت ميسون ونهض يزيد يمسك يدها بقوة كانما يخشى ان يفقدها. ضحكت ميسون وهى تتجه وسط الشمس الساطعة والصخور والرمال نحو العنزة التى تشرب من المزود قرب بئر القبيلة. وقالت. اعتقد انك لو عشت فى دمشق مع ابيك ستنسانى وتنسى كل ما علمتك اياه يا يزيد. وتصبح ابن ابيك. قال يزيد بحزم طفولى. ابدا يا اماه هذا مستحيل. جلست ميسون جوار العنزة تربت عليها وقالت. يا يزيد اجلب الدلو وتعال. فجلب الدلو واتى. اخذته امه وبدات تمسك ضرع العنزة بلطف وتدلك الحلمات برفق وحنان ثم تعتصر بخبرة فترش الحليب داخل الدلو. مرات ومرات تفعل ذلك بشكل اوتوماتيكى لخبرتها وتكرار فعلها له. وهى تسرح وتشرد فى افكارها مرة اخرى. هل سيتولى معاوية الخلافة كما كان يطمع ويطمح دوما. لقد فعل كل الخطايا السبع واكثر من اجل حلمه.. هل سيكتب فى التاريخ انه خليفة.. اشعر فى اعماقى انه سيفعل ذلك. قريبا ايضا. ها هو ابن بنت رسول الاسلام يتولى الخلافة خلفا لابيه. وهو سمح مثل ابيه ومسالم. لكن الانباء تتواتر ان الطرفين يحشدان الجيوش لبعضهما مرة اخرى. معاوية مصمم على الاستيلاء على كرسى الخلافة خلافة نبى الاسلام وامارة المؤمنين. ولا يشعر بادنى حرج بعدما شق الصف واشعل الفتن واراق الدماء انهارا ومزق البلاد وقسم امصار الخلافة المترامية بينه وبين خصمه على. متى تنتهى هذه الحروب وتحقن الدماء. اى الخصمين سيهزم او سيتنازل. افاقت ميسون من شرودها على صوت ابنها يقول. احذرى يا امى. لقد امتلا الدلو. فتوقفت فى الحال عن حلب العنزة ونهضت تحمل الدلو. وتدخل الخيمة مع ابنها وتضع الحليب فى جراب جلدى له سدادة مثل الزمزمية. اعطته لابنها ليشرب. فشرب بنهم الكثير من الحليب. قالت. كفى لئلا تمرض. فتوقف. بدات تحكى له وهو يستمع بانبهار. كيف سارت ترتدى الملابس البيزنطية وتسمع صوت نعلها وهى تمشى بين الاعمدة والكنائس الفخمة والمعابد الوثنية القديمة وفى الاسواق وبين قصور النبلاء وحتى قصر الوالى البيزنطى فى دمشق وقصر الامبراطور فى القسطنطينية. وكيف وقفت مع اسرتها وهى فى يفاعتها ومراهقتها عام 625 تتامل بحر مرمرة وضفاف البوسفور. وكيف كانت تلتهم كتب المكتبات واللفائف والقراطيس بنهم عن كل شئ. كيف قرات كتب التاريخ القديم والتراث التى هربت من مكتبة الاسكندرية قبل ان يحرقها ابن العاص بامر ابن الخطاب. مانيتون وهيرودوت. افلاطون. ويوليوس قيصر نفسه. وكيف استمعت لروايات التاريخ القديم ما قيل المسيحية وما قبل الميلاد من علماء قابلتهم. حكت ميسون ايضا لابنها كيف كانت تعشق تلمس الاوانى والزيوت والخمور وبضائع الاسواق بالمدن الاربع الاسكندرية وروما الرومانية الشرقية والقسطنطينية ودمشق. كل ذلك تغير وانهدم وتخرب وتهدد بحلول 634 وتولى الغازى محطم فارس وبيزنطة عمر بن الخطاب مقاليد الخلافة خلفا لابى بكر وبعد عامين فقط من وفاة نبى الاسلام. اضطرت قبيلة ميسون لمسالمة الغازى العربى وجيوشه وقادته ابن الوليد وابن العاص وابن الجراح وابن ابى سفيان. وبحلول 645 وميسون المثقفة المتنورة بعمر 35 سنة. تقدم معاوية لطلب يدها والزواج بها. لم يكن الرجل الاول فى حياتها. ولكن حبيبها الذى كانت توشك على الزواج هو جندى سورى فى الجيش البيزنطى قتلته جيوش المسلمين. من حظ ميسون وقبيلتها ان معاوية كان يؤمن بالواقعية اكثر من الدروشة الدينية واصبح ذلك ديدن من كانوا بعده من الامويين. لذلك لم يجد غضاضة فى الزواج بسورية مسيحية والتحالف مع قبيلتها. وكان دينه كرسيه. لم يكن مسلما ولا مسيحيا. كانت ميسون تعلم ذلك ولو كان دينه عقله لكان افضل. فمن حسن حظها انه لم يكن مسلما متعصبا كالخلفاء الراشدين والصحابة ومن سوء حظه انه لم يكن مؤمنا بتعاليم المسيحية من سلام ومحبة وتسامح. ولشدة خلافاتهما نتيجة سياسته الشريرة التى قسمت امبراطوريته المستقبلية واسست لملك وراثى استبدادى عضوض جبرى بدلا من جمهورية افلاطون وروما التى كانت ميسون تحلم بها. طلقها وهى حبلى بابنها. وتزوج بامراتين قرشيتين مسلمتين عربيتين فاختة ثم اختها. لم تكن ميسون بثقافتها وسريانيتها وبيئتها الحضارية البيزنطية المسيحية لتتناسب مع بداوته وعروبته فهو رغم كونه اقرب فكريا لقريش ما قبل محمد والاسلام. وسر ابيه ابو سفيان تاجر عملى ومفكر حر وقريب عهد بالوثنية العربية الحرة التفكير. لم يكن ليتواءم مع المسيحية البيزنطية. لكن دهاءه وكيده السياسى هو الذى مكنه من كسب قلوب السوريين المسيحيين ليستطيع حكمهم ويرضوا به حاكما عليهم هو واقليته العربية المسلمة وسط اقليم سوريا الكبير ذى الاغلبية المسيحية الكاسحة. وهو نفس الدهاء الذى مكن ابن العاص الذى مثله يتخذ الاسلام قناعا لكنه لا يؤمن به حقا من المصريين ذوى الاغلبية المسيحية الكاسحة. كان ايمانهما بالاسلام مجرد قناع لكسب الصحابة والراشدين ودهاء استراتيجى منهما لكن دينهما كان الياسة والاقتصاد وكونهما اقرب فكريا لحالهما الوثنى فمعاوية وابوه من الطلقاء الذين اسلموا يوم فتح مكة وابن العاص كان خصما عنيدا للمسلمين ثم لما راى الكفة رجحت فى اخر عامين لمحمد فى هذا العالم سارع هو وابن الوليد لاعلان اسلامهما. الثلاثة او الاربعة كانوا اصحاب دهاء سياسى ودينهم الشهرة والحكم والنقود. وهو حتى حال كثير من اهل الردة او التمرد العسكرى والدينى والسياسى والقبلى الذى اندلع مع وفاة محمد وتولى ابى بكر منصبه او خلافته. دون دعوة من محمد نفسه فقد تركها كالاسكندر دون اعلان خليفة له. مع الفارق ان الاسكندر كان يحترم الشعوب والاديان الاخرى ولا يسفك الدماء. كل هذه الافكار كانت تدور فى عقل ميسون. كانت امراة حكيمة عاقلة ومفكرة. وتعمقت فى دراسة تاريخ خصمها وخصم بلاد بل ورات هذا التاريخ يحدث فى حياتها. كشاهدة عيان على غزو مغولى يسمونه فتوحات اسلامية. كانت تكره دسائس معاوية السياسية. وتكره بداوته التى تختلف عن بداوة قبيلتها. هى بدوية لكنها سورية بيزنطية ايضا. تنقلت مع اهلها بين مدن الامبراطورية الرومانية الشرقية. بل وخالطت الفرس الساسانيين والزرادشتيين. وكانت تطمح لزيارة المدائن واليمن الفارسى والساحلين الفارسيين حول الخليج الفارسى. لكن زارها ابوها فقط. ولم يسمح لها بالذهاب خشية ان تختطف لجمالها وسط ارض معادية غريبة خارج حدود بيزنطة الامنة الصديقة. اخرجت ميسون نفسها من كل هذه الافكار. واخرجت كتابا ضخما من صندوق خشبى انيق فى خيمتها يعلوه تمثالان لملائكة كروبيين مثل تابوت العهد. او تقليد له. وبدات تقرا ليزيد بالسريانية تارة وباليونانية تارة وباللاتينية وبالعربية. لانها علمته اللغات الاربع وقرات له كتبا لفلاسفة مسيحيين ووثنيين اغريق ايضا. باللغات الاربع. والكتاب المقدس عندها تترجمه له فوريا لعلمها باللغات الاربع. علمته الصلاة الربانية وحفظ قانون الايمان النيقى. قرات له قليلا من اعمال الرسل وانجيل لوقا. ثم اتجهت الى سفر التكوين وقرات له قصته المفضلة زواج اسحق و يعقوب وزوجاته. يتبع .... |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [2] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن.. لقطات من التاريخ 2
كانت ميسون تقرا لابنها يزيد ايضا بالفارسية والسنسكريتية كتابى هزار افسانة والفصول الخمسة. اللذين اصبحت لاحقا اساسا الف ليلة وليلة و كليلة ودمنة. كما كانت تقص عليه من ذاكرتها القوية حكايات فلكلورية ومن الاساطير القديمة للرومان وللفراعنة والبابليين والجرمان بانواعهم وحتى الاسكندنافيين والسلاف والهنود والصينيين سمعتها وعرفتها خلال جولتها مع اهلها فى مراهقتها بين روما والقسطنطينية والاسكندرية ودمشق. مرت الشهور الثلاثة الباقية من عام 660 ميلادية بسرعة. حتى بدا العام الجديد الذى احتفلت فيه ميسون وابنها بعيد الميلاد المجيد وراس السنة. كانت ميسون تحتفل مع ابنها بالاعياد المسيحية الكبرى والاصوام المسيحية حتى عيد القيامة واسبوع الالام وعيد التجلى والصوم الكبير وصوم الميلاد وغيرها. وزار يزيد مع امه كاتدرائية القديس يوحنا فى دمشق خلال احتفالات الميلاد والتى تحولت لاحقا الى الجامع الاموى. حاولت ميسون تربية ابنها تربية مسيحية لابعادها عن العنف العربى والاسلامى الدخيل على بلادها والغازى لبلادها. كما حاولت ابعاده عن السياسة وتكريهه فيها. حاولت ان تجعل السياسة ممقوتة ومذمومة عنده من خلال الحكايات والاقاصيص التاريخية وحتى الخيالية للعبرة. فى الحقيقة اجتهدت ميسون لتبعد ابنها او تجعله لو توفيت او ابعد عنها قسريا ان تجعله ينفر من السياسة والحكم وتفوت بذلك الفرصة على ابيه معاوية بان يختطف ابنها ويسقطه فى مستنقع الجوع العربى البدوى الوثنى الدموى المتشح بوشاح الدين العربى البدوى الجديد الدموى الغزوى ايضا من قبل ومن بعد... حاولت ابعاده عن حزب معاوية بدمويته الوثنية العربية وعن حزب على والراشدين والزبير ايضا بدمويتهما العربية الاسلامية .. حلمت ميسون طويلا بمستقبل ابنها الوحيد.. فقد توفيت طفلتها امة رب المشارق كما اسماها معاوية. صغيرة السن جدا. وشكرت ميسون الثالوث الاقدس على انها توفيت رغم حزنها الشديد عليها. ماذا تفعل فتاة فى زمن كهذا وفى بلاد محتلة احتلالا استيطانيا غاشما. بلاد ستضيع لغتها ودينها... سيحجبونها وينقبونها ويعلمونها الجزية والحدود الوحشية والقتال والتكفير.. فتكره اجدادها وتكره الكنيسة وامها المسيحية واهلها المسيحيين وتكره بيزنطة وفارس والعالم وتسبح بحمد مكة والمدينة وابن العاص والراشدين الغزاة المحتلين المستوطنين .. لم تكن تتخيل ميسون ولو فى ابشع كوابيسها واشدها ارعابا ان هذه البلاد سياتى عليها زمن تهاجم كل من يحاول كشف مسيحيتها وسريانيتها وكل من يحاول تخليصها من الاحتلال العربى الاسلامى. بل وسياتى عليها زمن يخرج فيه السوريون ليقتلوا السوريين المسيحيين والعلويين والدروز والعلمانيين والبعثيين. حلمت ميسون لابنها بمستقبل مسالم هادئ نقى فى البادية بان يتزوج ويعيش وينجب معها ومع اخواله فى البادية. بعيدا عن سياسة ابيه وبلاطه المبنى على جماجم البيزنطيين والفرس والعرب حتى. مستقبل يكون فيه صالحا مؤمنا بالمحبة والسلام والتسامح مع كل البشرية وينبذ الغزو والحروب العربية الاسلامية ويعرف قدر ومقام البيزنطيين والفرس والبشرية التى يهددها الجراد والمغول المحمدى العربى الاسلامى. مستقبل يكون فيه مثقفا وطالب علم ودارس او حتى قس فى كنيسة مبتعدا عن شر العالم الجديد التى سقط ضحية تحت سنابك العرب المسلمين. حاولت تعليمه العفة والابتعاد عن الشهوات شهوة القتل وسفك دم الانسان صديقا او عدوا وشهوة السبى والغنائم وملك اليمين. لكن هل نجحت ميسون فى مسعاها وهل تحقق حلمها. الايام ستجيب عن هذه الاسئلة. مرت تسعة اشهر الان منذ تولى الحسن بن على خلافة المسلمين وقيادة الامبراطورية الاسلامية العربية المنقسمة بينه وبين معاوية. وحشد كلاهما الجيوش من اجل جولة جديدة من الحرب الاهلية. لكن الحسن كونه نزاعا للسلام وما راه من ان السياسة اللعينة قد افقدت اباه العزيز الغالى حياته. بل وخلقت اول نواة للحنبلية والسلفية والاخوانية الا وهم الخوارج. او بالاصح اظهرت وحشية الاسلام البادية والمطبقة من يوم خيبر وبنى قريظة مرورا بمذابح حروب الردة وصولا الى مذابح ابن الوليد وغيره بحق رعايا الحضارتين البيزنطية والفارسية. كونه نزاعا للسلام وبعد متابعته لسنوات معاناة ابيه الطويلة مع الخيانات والدسائس والحروب والانكسارات. ونظرته الثاقبة الحكيمة البعيدة المدى والتى راى بها ان معظم الامبراطورية صار بيد معاوية ماعدا العراق وفارس والحجاز. صار بيد معاوية بالمال والرشوة والخيانة والفساد. وان الرعية بالتاكيد ضاقوا ذرعا بكم الدماء والخسائر البشرية والمادية الناتجة عن الحرب الاهلية الطويلة ما بين الجمل وصفين والنهروان التى مزقت البلاد واصبح فى كل بيت ابن يتيم وام ارملة او اب فقد اولاده. لذلك كان قرار الحسن الصعب بحقن الدماء وتعاهد مع معاوية على التنازل له عن الخلافة حقنا لدم المسلمين. وهكذا اصبح معاوية الخليفة الاوحد والحاكم لكل اقاليم وامصار الخلافة الاسلامية الموحدة عام 661 عام الجماعة ومؤسس ما عرف لاحقا باسم الدولة الاموية. وتحقق له حلمه بالكثير من الرشوة والمال والخيانات والدسائس ودس السم. واستلم معاوية امصار الحسن وعين ولاة للحجاز والعراق. بينما كانت ميسون جالسة حافية القدمين تمشط ابنها وتدلله وتغنى له. دخل عليها احد اخوتها وقال. ابشرى يا ام يزيد. واشكرى الرب اولا قبل ان تسالى. قالت ميسون. الشكر لك يا يسوع والمجد لك. يا ابن الله. ولام النور والدة الاله. ما بشراك يا ابن ام. قال. بسم الثالوث الاقدس قد صار ابو يزيد خليفة المسلمين وامير المؤمنين .. لقد تنازل الحسن بن على له عن الخلافة. سكتت ميسون ولم ترد وبدا عليها الوجوم الشديد والحزن العميق. قال. مالك يا اختاه. اراك واجمة كمن مات لها عزيز. ارادت ميسون بما يجول فى خاطرها ولكنها علمت انه لن يفهمها. وانه من حزب معاوية حزب المال والسلطة والغزو والبداوة والدم وقد يظنها من حزب على والراشدين حزب الغزو والغنائم والاحتلال والاستيطان والبداوة والدم واسلمة الحضارات وتدمير الحريات والاديان. لانها تعارضه لكنها فى الحقيقة من حزب سوريا ومصر من حزب بيزنطة وفارس من حزب يسوع وحتى من حزب روما والاسكندرية والقسطنطينية. لم تكن يوما ولن تكون من حزب الراشدين والهاشميين ولا الامويين. ارادت ان تخبره ان ما جرى اليوم يمثل تحقيقا لاشد كوابيسها ارعابا ذلك الكابوس الذى كان يؤرقها وتخشاه وتتوقع تحققه كل يوم ولكن ماذا لو انهزم معاوية وقتل. هل كان الحال ليكون افضل لسوريا ومصر ام سيكون اشد وطاة مع بقايا الراشدين المتزمتين المطبقين لوحشية الاسلام وليست كنسخة معاوية المخففة. ام سيكون افضل لعله يؤدى لتمزق هذه الخلافة المزعومة وعودة الامور لمجاريها ووضعها الطبيعى واسترداد القسطنطينية لولاياتها واسترداد الشعوب الفارسية لاراضيها وبلادها من يد الغزاة والمحتلين المستوطنين. خبات ميسون الوجوم عن وجهها بسرعة اخيرا وقالت لاخيها الذى يتطلع نحوها فى قلق وتساؤل. لا وجوم. بل المفاجاة السارة. ماذا كانت شروط الصلح يا ترى ؟. قال اخوها. اشترط عليه الحسن شروطا كان اهمها العمل بكتاب الله وسنة نبيه. وان تكون الخلافة لمعاوية حتى اذا مات معاوية تولاها الحسن ثم الحسين. وان لا يقطع معاوية امرا دون مشورته. وان لا يشتم عليا على المنابر كما كانت اوامر معاوية تقتضى من خطباء المساجد... قالت ميسون فى دهشة. وهل وافق معاوية على هذه الشروط ؟ قال اخوها. نعم يا اختاه قد وافق. سكتت ميسون وهى تداعب وجنة يزيد الضاحك البرئ. وشردت فى تفكير عميق من جديد. وهل يقبل معاوية بهذه الشروط ؟ تساءلت فى نفسها. ثم اجابت على نفسها فى عقلها. لا يمكن ان يوافق على هذه الشروط ابدا. اعلم مدى طموحه الشيطانى. ورايت ما فعله من جرائم وفظائع ضد ولاة على وضد على وكيف اشعل الفتنة والحرب الاهلية وكيف ادى تحكيمه هو وابن العاص الى ضلال الكثيرين وظهور وحشية الاسلام من جديد فى الخوارج بعدما ظهرت مجسدة فى سياسة عمر وابى بكر والنبى نفسه. بالداخل والخارج. هل سيقبل ان يموت ويترك كل هذه الاراضى والبلاد الشاسعة والثروات التى بلا نهاية والنساء والملكوت الارضى ينتزع من بنى امية قبيلته واسرته ويعود الى بنى هاشم... ايقعد عشرات السنين يبنى ويتعب من اجل اسرته وابنه وقبيلته ثم يسلم السلطة هكذا ببساطة. كلا كلا لا يمكن ان تكون موافقته صادقة او مخلصة. انا اعرفه حق المعرفة. سيوافق الان. وغدا يدبر. يا لحماقتك يا حسن. اتظن معاوية يفى بالعهود. اتظن ان لديه ضميرا .. اتظن ان كل ما فعله طوال عشر سنين واكثر وطول مدة حكمه للشام ومن بعد لمصر والان للحجاز والعراق وفارس. سيتنازل عنه ببساطة. انه يود لو يعيش ابدا ولكنه يعلم ان ذلك غير ممكن. وجنود العسل او اللبن لا تزال تاتمر بامره وليست منك يا حسن ببعيد. ها هو شيطانى الوثنى العربى البدوى النهم للسلطة العابد المخلص لكرسى الامبراطورية يتربع وحيدا بعد قبوله الظاهرى بشروط خصمه اللدود تمهيدا للانقلاب عليه لاخقا. خرج شقيق ميسون بعدما انهى بشراه. ونظرت الى ابنها تضمه بقوة وفزع. هل ستنضم يا حبيبى يزيد الى قائمة ضحايا ابيك الطويلة. هل يضيع كل تعبى ومحاولاتى ان اجعلك ملاكا ويريد ابوك ان يجعلك مثله شيطانا عربيا اسلاميا وثنيا مثله. ضائعة انا وضائع انت بين شقى رحى الراشدين والامويين. بين دموية الملتزمين بالاسلام ودموية الملتزمين بالوثنية العربية. بين حزب الراشدين والهاشميين وحزب معاوية. يا لك من مسكين حبيبى. ويا لى من مسكينة. كان يزيد يتامل امه بانبهار. كانت بالخمسين ولكن نضارتها وجمالها ووجهها وجسدها يقول بانها بنت ثلاثين. كانت محتفظة بشبابها ومجدد كالنسر شبابها. لانها مؤمنة بالمحبة والسلام والتسامح. اما من يلغون بالدماء والغنائم والتكفير والحجاب والكراهية وقطع الاطراف والجلد والصلب والحرب فهؤلاء يسقطون فى هاوية الموت سريعا ويشيخون قبل الاوان. لم يكن يزيد يعلم ذلك. ولكنه كان يتلذذ بكل معلومة وقصة وكل ما يتعلمه من امه. كانت معلمته .. ولكنه ايضا كان يشعر جوارها بانجذاب شديد. لم يكن انجذاب ابن لامه. فحسب. بل كان يحبها وهو لا يدرى ما الحب وما الرغبة. كان حائرا فى احاسيسه الجياشة التى تغمره وتجتاحه بقسوة وبلا رحمة. كان يشعر بدافع شديد ان يضم امه ميسون ويغمرها بالقبلات والاحضان ويشعر بضغط شديد بين فخذيه. ولكنه حاول ضمها ذات مرة وتغلب على خوفه وخجله فهو لا يعلم اهذا صواب ام خطا ولا يعلم اصلا ما الذى اصابه هل هو مريض. نهرته ميسون وابعدته بسرعة وقوة حين فعل ذلك. وقد شعرت بان ضمته ليست ضمة ابن لامه. بكى وقال. هل اخطات يا امى. لا ادرى ما بى. هل بى مرض ام ماذا. ارجوك دعينى التصق بك واحتضنك يا امى. شئ ما يلح على بذلك. انت جميلة جدا يا امى. وكان يلمس وجهها وشفتيها. ابعدت ميسون يده وقالت. لا لا يا يزيد. ما تفعله خطا وما تشعر به. هل تريد ان تسقط وتسقطنى فى خطيئة كبرى. انا امك. لا يجوز ان تشعر بهذه المشاعر نحوى مطلقا. ما تشعر به ينبغى ان توجهه لفتاة من عمرك وليست لامراة ولدتك او دمها يجرى فى عروقك. ما دمت قد بدات تحس هكذا على ان اسرع بتعريفك ببعض فتيات دمشق او القسطنطينية او المدائن او الاسكندرية ايها تختار او تروق لك. وجه نزعتك للحب الاتجاه الصواب. قال يزيد وهو يضم ميسون بقوة فجاة ويقبض على نهدها وتسرح يده الاخرى بين فخذيها من فوق عباءتها. لا اريد فتاة سواك يا امى. انت فتاتى وامى وحبيبتى وكل شئ. صفعته ميسون بقوة. ونهضت مبتعدة. وخرجت من الخيمة هاربة وهى تقول وصوتها يبتعد. من الليلة ستنام بمفردك فى الخيمة واياك ان تقترب من خيمتى. لم اكن اعرف انك بهذا السوء والفساد يا ولد. حسنا ومحروم من العشاء الليلة. ولن ترانى منذ اليوم مرة اخرى. سمعت رجاءه وتوسلاته لكن دون جدوى. بكى يزيد وحده طوال هذا اليوم وهذه الليلة ولم يستطع النوم كثيرا نتيجة حزنه الشديد وجوعه ايضا. كان لا يزال طفلا. فالمراهق نصف طفل نصف بالغ لا يزال حائرا بينهما. شعر بخوف حقيقى وكرب هائل. كانت ميسون تجلس بالخارج جوار الخيمة وتبكى على بكائه وكربه ولكنها كانت تتشدد وتقاوم قلبها الذى يتمزق حزنا على حزن يزيد. ولكن ماذا تفعل. لا ينبغى لها ان ترضخ لرغباته ولا ان تكافئه على نزعته للخطيئة. كان ينبغى ان تؤدبه. لقد حاول اغتصاب امه بالفعل. اما يزيد فكان يتلمظ بنيران الرغبة والحب تجاه هذه السريانية الجميلة التى صادف انها امه. الان فهم ما يشعر به. انها شهوة كشهوة امراة العزيز ليوسف. لقد قرات له امه مرارا ايات المحارم فى القران وكذلك فى العهد القديم فى الخروج او اللاويين او التثنية لا يتذكر. ولكن لم يكن يفهم معنى المضاجعة او التحريم. ولم يكن من الطبيعى لامه ان تفتخ عينيه على مثل هذه الامور. ولكن ها هى الطبيعة قد فتحت عينى الهر المغمض يزيد. فجاة. رغم تجنب ميسون الحديث معه فى مثل هذه الامور. كانت تعترى يزيد احاسيس متضاربة ومختلطة الان. غيظ من امه ومن كل النساء .. كراهية لنفسه ولجسده .. تمنى الموت .. ميل لابيه .. شعر انه بحاجة للذهاب لابيه والتعلم منه. سيذل النساء كما اذلته امه. سيفتك بكل معارضيه الذين يذكرونه بمعارضة امه له. لكن الامل فى موافقة امه على رغباته. والجوع والوحدة فى ظلام الخيمة كل هذه الامور جعلته يلين ويهدا. ويقرر مصالحة امه ميسون فى اليوم التالى. قرر ان يصالحها باى ثمن ويقبل قدميها. هو بحاجة لصحبتها .. لا يهم ان ترضخ لرغباته .. فلتذهب رغباته الى الجحيم.. ولكن ما يهمه حقا هو بقاء هذا القمر السريانى الجميل الوهاج المثقف الحكيم جواره وبقربه نهارا وليلا. لا يطيق الحرمان من صوتها العذب ولا التفرس فى وجهها. ان مجرد التفرس فى وجهها عبادة واشهى طعام لروحه وقلبه وعقله وجسده. هى لم تمنعه من اللمسات والملاطفات الخفيفة ويده تلمس يدها او قدمها او وجهها او حتى صدرها لمسة عابرة. فليقنع بذلك. حتى لو لم يقنع. نال مراده بعد الحاح ورجاء وتوسل وتسول وعادت امه الى خيمته وعادت الامور لمجاريها بينهما شيئا فشيئا وانحسرت الرغبة وازداد هيامه بها وعشقه لها. كان يحبها كامراة ويامل انها ربما تمنحه يوما مطلبه. هل يطمع ان يتزوج امه ام ماذا. خلال الشهور والاعوام التالية حاولت امه ميسون اقناعه بمقترحها بل وحتى اقترحت عليه ان يتخير لنفسه زوجة من قبيلتها وهو وهى وسط مرابض اخواله بنى كلب. سمع يزيد لنصيحة امه وسافر يجوب المدن التى زارتها وذكرتها له. كانت قد مرت خمس سنوات منذ تولى معاوية الخلافة. عشقت نساء كثيرات يزيد ونهل كما يشاء من المتعة لكن ذلك كان كشرب العطشان لماء البحر الملح الاجاج يزيده عطشا وازداد نقمة على امه وبعدا عنها وحبا لها مخلوطا بكره العالم. بدا ابوه يبعث له بالنسابين لتعليمه. وهو فى مرابض اخواله وفى حضن امه. كانت الطامة الكبرى حين مرضت امه مرضا غامضا وهى فى الستين من عمرها. وتوفيت بسرعة عام 670. ماتت محتفظة بكامل جمالها وشبابها ونضارتها لم ينقص منه شئ .. ماتت الحبيبة الاولى والوسطى والاخيرة وقبل الاخيرة وبعد الاولى والثانية والثالثة والعاشرة وكل رقم فى حياة يزيد. ماتت الحكيمة ونساجة القصص والاساطير. صانعة السلام وملكة السلام. المسيحية المخلصة المؤمنة بالمحبة والسلام. ماتت الملاك. ومات معها قلب يزيد وضميره. ونقم عليها كثيرا وكرهها كثيرا لانها وطيلة عشر سنوات راودها فيها عن نفسها صدته. وظل عاشقا هيمانا عند قدميها ينصت لكلماتها ويتفرس فى وجهها ويشم عطرها ويلمس بيده ما يطوله من جسدها قبل ان تصده او تصفعه او تتجاهله. وبوفاتها ضاع امل يزيد للابد فى ان تسلم له وتقترن به كاقتران امراة بحبيبها. مات الجدار الحامى والمانع لسيطرة شيطان بنى امية على ابنه يزيد. توفيت ميسون وعندها تجرا يزيد على انتهاك حرمة الموت وافرغ غليله ورغبته فى جثمان امه الذى لا حياة فيه. لم تعد بامكانها ان تصده الان .. فعلها والتمع كعثب ميسون وما حوله بالماء المهين الرقراق .. ثم جلس جوارها متجردا يبكى على كل شي ولم يسمح لاحد سواه بتغسيلها. ولكنه لم يمس الموضع الذى جف عليه الماء. اراد ان يبقى حبه ورغبته وما فعله ذكرى معها فى ضريحها. هل كان يلومها ام يغيظها ام كانت فقط حركة حب عفوية. ايكون لابيه دخل فى موتها او تسميمها. لقد مرضت فجاة وماتت فجاة وكانت فى اتم صحة ونضارة ولم يرها مرضت قط طيلة حياته معها. لماذا تركتنى يا امى. ما فعله لم يزده الا غيظا ونقمة عليهت لانها منعته من اقترانهما الكامل. الان ما جدوى ان يفرغ حبه فيها لمرة اولى واخيرة بعدها يوضع جسدها فى القبر ويتفسخ ولا يبقى منه صوت ولا ضحك ولا حياة لا يبقى سوى العظام. ليتنى مت معك يا امى وتوسلت ليسوع او لله او لاى اله قديم او حديث ان يزوجنى بك فى عالم الارواح. لماذا لا يحييك الله او يسوع او اللات والعزى وهبل او اى اله قديم او حديث من اجل حبيبك يزيد يا حبيبة قلبى. غمر يزيد احساس قوى ان يقتل نفسه او يدفن مع ميسون فى ضريحها. وان يحفظ جسدها بطريقة ما. اما من سبيل لحفظ هذا البدن. فلا يعتريه التفسخ. يقولون ان اجساد الانبياء لا ياكلها الدود وذبابه فلماذا لم تكونى نبية يا امى. من بعد وفاة ميسون اسود قلب يزيد وتحجر ومع سواد قلب يزيد وامتلائه بالحقد على امه وعلى العالم وعلى يسوع. كانت الفرصة سانحة لاى طرف من قرنى الشيطان العربى الاسلامى القرن الراشدى والهاشمى والقرن الاموى الوثنى العربى ان يستولى الان على يزيد فى صفه ليسفك الدماء ويصير مجرد عربى بدوى سفاح نهاب غازى اخر مثل ابيه او مثل الراشدين وابن الوليد |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [3] |
|
عضو برونزي
![]() |
قمة في العنصرية والكريهة للعرب مع قليل من الخيال الجنسي الشاذ
على حد علمي بان البزنطيين والرومان كانا محتلين لتلك الاراضي واذاقوا اهلها الويلات والعذاب والاضطهاد حتى جاء المسلمين واجلوهم عن تلك المنطقة واراحوا بلاد الشام ومصر من ظلمهم واضطهادهم |
|
|
|
رقم الموضوع : [4] | |
|
عضو برونزي
![]() |
اقتباس:
صدقا,, شر البلية ما يضحك المسيحية دين المحبة والسلام!!!!!!!! طبعا لا يفوتنكم بان هذه الاسطر القليلة و المتناثرة في مدح المسيحية وفي كل فقرة في القصة هي هدف الكاتب التبشيري ومقصده الوحيد من كل تلك القصة على العموم احيلك لبعض المواضيع ومن هذا المنتدى التي تحدثت باسهاب عن سماحة ومحبة وسلام وروعة الديانة المسيحية الجرائم القذرة للمسيحيّة المتوحّشة عبر التاريخ. محاكم التفتيش اليسوعية في الأندلس ( ثمار الله محبه ) آيات القتال في شقي الكتاب المقدس جرائم المسيحيّة المتوحّشة في حقّ الهنود الحمر. |
|
|
|
|
رقم الموضوع : [5] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 3
توفيت ميسون فى فبراير 670. ولم تر تحقق نبوءتها وتوقعاتها من معاوية. حيث تبعها الحسن بن على مات بالسم الذى حرض معاوية زوجة الحسن جعدة بنت الاشعث على دسه له فى الحليب. فشربه بعد صيام فتقيا كبده. وكان معاوية قد اغرى جعدة بالمال وبتزويجها من يزيد. فاوفى لها بالمال ولكن رفض تزويجها ليزيد قائلا. لا نامنك على ابننا. اما يزيد فقد حزم امتعته فوق الجياد استعدادا لتلبية دعوة ابيه اليه بعد وفاة امه ميسون. وبمجرد دخول يزيد بلاط ابيه الدمشقى. انبهر بالفخامة والثراء الفاحش. اجلسه ابوه عن يمينه ليرى ويسمع ويتعلم مكائد معاوية ودسائسه وسياسته القذرة .. لم يحاول يزيد توبيخ والده. ولم يرفض دعوته بالعيش معه فى قصر الخلافة بدمشق. يزيد القى كل ما علمته اياه ميسون وراء ظهره. واستعاد دماء بنى امية والعرب التى تجرى فى عروقه. واضاع تعب امه وتربيتها المسيحية له. ما نفع المحبة والسلام ونبذ الحرب والعنف. ما نفع ان يعتزل الملك والسلطة والسياسة ويرعى الغنم فى البادية التدمرية. لقد اضاعت امى على الكثير من الخير والسؤدد والسلطان. لماذا كل هذا الحقد والكراهية التى تكنينها يا امى لابى وللعرب. انهم اناس اغتنموا فرصة لاثراء انفسهم والخروج من ارض الرمال والخيام والحرب واستعملوا مهاراتهم الوحيدة السلب والنهب والجلد فى القتال ضد شعوب ترفل فى النعمة ومدللة فقدت الارادة والرغبة فى الدفاع عن بساتينها وكنوزها وحضارتها والملئ يعطى الفارغ طوعا او كرها. بسيوفنا يا اماه وبكتابنا رغم عشوائيته ونقصانه وامتلاءه ببداوتنا وقمعيتنا ومقتنا للفنون والحضارات والمتحضرين المثقفين من قبلنا. وبجوعنا الشديد لبساتين وذهب فارس ومصر وسوريا حققنا المستحيل فتباركت سيوفنا وسبحان القتال وسفك الدماء اغرقتنا فى بحور من الحور العين وجنات الدنيا و الاخرة. لم تحسديننا يا اماه وتعضين علينا الانامل من الغيظ انت وقومك. لو كان دينكم الصحيح لفزتم. ولكن الله ينصر دينه بجنود من حديد وجنود من جوع وجنود من عسل. جنود من المال ومن السياسة. ها انا ارى الله جالسا على عرشه فى دمشق. واكتشف ان لى به صلة دم قوية. يفعل ما يشاء وبيده الامر. يحيى ويميت واليه المصير. اهو الله ام هبل ام العزى .. ايا كان اسمه فاسمه هو ما يجمع رعيتنا عليه ونحن نمنح رعيتنا ما يريدون. السلام عليكم يا الل... اييي.. اقصد يا ابت. قال معاوية. السلام عليكم يا خليفة ابيك وولى عهده. اجلس عن يمينى لترى وتسمع وتتعلم منى كيف ادير كل هذه الامصار والبقاع والاصقاع الشاسعة المترامية الاطراف. قال يزيد. كلى عيون مبصرة واذان صاغية واعية يا ابت. قال معاوية. احسنت يا بنى وانى لا امرك الا بما فيه صالحك ومجد ايامك التالية. وهل يريد الاب لاحد ان يكون افضل منه سوى فلذة كبده. انت املى وامل بنى امية يا يزيد. اننى تارك لك ملكا عظيما وعليك فقط العض عليه بالنواجذ والحفاظ عليه. ستاتينا وفود العرب من الامصار فاستمع واستفد من حكمتهم. كما اننى قد امرت النسابين بالجلوس معك وتعليمك مثل دغفل بن حنظلة السدوسي الشيباني، مؤدباً ونسابة. وعبيد بن شرية الجرهمي، عارف بأيام العرب وأخبار الماضين. وعلاقة بن كرشم الكلابي النسابة. لكى اعوضك ما فاتك فى فترة مقامك مع امك رحمها الله. لقد كانت عنيدة وتكرهنى للغاية. لا ادرى لماذا. رغم ان كل ما فعلته كان لصالحها وصالحك وصالح اهلنا بنى امية. لو بقيت عندى لكانت ترفل الان فى الحرير والذهب وتتمتع بانسام وياسمين دمشق وتخدمها الف وصيفة وتحيا فى قصر منيف وحدها مما لا عين رات ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. ضحك يزيد وقال. يا ابت ان هذا وصف الجنة فى الاخرة. ضحك معاوية طويلا ثم قال. يا بنى. اتصدق هذا الهراء الذى نردده ليصدقه العامة ويعطوننا رقابهم واللجام والنير لنسوسهم كما نشاء. وهل تتصور ان هناك اعظم من هذه الجنة التى اجلس انا وابن العاص وتجرى من تحتنا انهارها وبساتينها وكنوزها. لقد كان محمد عفا الله عنه شاعرا وحالما مما راه فى تجارته فى الشام. وها قد حققنا له حلمه. للاسف بعد وفاته. لم يعش ليرى حلمه يتحقق. وفى الحقيقة من الافضل انه لم يفعل. هاهاها. ضحك يزيد وتلفت حوله ليرى البلاط خاليا من اى نفس حية. او نسمة انسان. فقال له ابوه. وهل تظن انى ساكلمك هكذا فى حضور حرس او اى انسان. ان ما اقوله لا يعدو مسامرة ملوك خاصة. اما امام الرعية والحاشية فنحن امراء المؤمنين وحماة الاسلام والعروبة. لطالما كان دين الملوك كرسيهم. ولو وقفوا واتقنوا التمثيل والادعاء بانهم خاشعون فى صلواتهم. وصيامهم وقيامهم. وحضورهم مناسبات دينهم وتشدقهم فى كل خطبة لهم بالله وبالرسول. فاحذر وحذارى جدا يا يزيد. مما تقوله. واللات والعزى لا تكشف عن ما نعتقده حقا لاى نسمة حية. لم يكن يزيد ولا ابوه معاوية يدريان ولو فى اكثر احلامهما وخيالاتهما جموحا وتماديا ان معاوية سيكون المثل الاعلى والنموذج المحتذى لحكام هذه البلاد المنكوبة بالاحتلال العربى الاسلامى طوال 1400 عام مظلمة وحتى يوم كتابة هذه السطور. نفس اسلوب قمع المعارضين والاستقتال على السلطة والمكر والخديعة والخبث. والاغتيالات. ولم يكن معاوية وحده الانموذج الذى يحتذون به اليوم بل شعار عثمان الراشدى لا اخلع قميصا البسنيه الله كاف جدا. فى الحقيقة فى التاريخ الاسلامى الباكر متسع وانموذج يحتذى به للشيوخ والعوام والحكام وللدواعش الازهريين والاخوان والسلفيين فى يومنا هذا. دكتاتورية. غزو. احتلال. قمع. وسفك دماء. اضافة بالتاكيد لايات التكفير والحجاب والقتال والحدود واحاديث القتال والتكفير والعنصرية الخ. قال معاوية لابنه يزيد. هذا العام ارتحت من شخصين كانا يؤرقان مضجعى امك والحسن بن على. ولكن لا يزال هناك من اتخوف منهم واتوقع منهم المشاكل. الحسين اخو الحسن. وعبد الله بن الزبير. فاحترس منهما يا بنى واذا عارضاك يوما فلا تراف بهما. الن انتهى من ال ابى تراب الوغد هذا. يدنون لنسبهم لمحمد ان من حقهم امتلاك الارض ومن عليها ويعيروننى بنسبى وبابى. خابوا وخسروا. تضايق يزيد من كلمات ابيه عن امه ميسون حبيبة قلبه. لا يزال قلبه وعقله يعترف بفضلها وحبها ويميل بين الحين والاخر الى الرغبة فى الهرب من هذا البلاط الموبوء المبنى على الجماجم والدسائس والدماء. والعودة ليكون كما ارادته امه ان يكون مسيحيا مؤمنا بالمحبة والسلام والتسامح. يحيا بين اخواله بقية حياته ويبتعد عن السياسة والحكم العربى الاسلامى الوثنى. ويتزوج من هناك او حتى من روما او القسطنطينية او الاسكندرية فتاة مؤمنة طيبة مثله ليناى بنفسه عن جو البداوة والتكفير وديانة المحتل الغازى الوثنية والاسلامية... ولكن يعود شيطان يزيد اليه سريعا ليهزم امه فيه. وينصر اباه. افاق يزيد من شروده ليسمع اباه يقول. يا بنى. هذا العام سازوجك بابنة عمك ولن نكرر خطاى الذى قمت به بزواجى بسريانية مسيحية متعاطفة مع البيزنطيين والفرس و ناقمة على العرب ومنعزلة عن عاداتنا وتوجهاتنا وطموحاتنا السياسية. ليصبح زيتنا فى دقيقنا. وينشا احفادى وخلفاء المستقبل من بعدى وبعدك عرب خلص مؤمنون بالعروبة بوثنيتها او اسلامها لا يهم. وايضا سابدا فى تدريبك على القتال وفنون الحرب تمهيدا لارسالك فى بداية العام القادم فى طليعة جيش لتقوده لغزو القسطنطينية عقر دار الروم وحاضرة ملكهم. لننتهى من سخافاتهم وتهديداتهم ونبدا بعدها بتعريب واسلمة البلاد وبدونتها كما نشاء على راحتنا. كذلك سابعث لولاة الامصار برسائل فى العام القادم لياخذوا البيعة لك وليا لعهدى. رغم انف الحسين بن على ولتذهب معاهدتى مع الحسن الهالك المقبور الى الجحيم. يريد ان اعود عبدا له او لغيره مجرد وال انا وانت. او من الرعية او لعله يسجننا باى تهمة يشاء. لن اسمح له ابدا. سكت معاوية قليلا وتامله يزيد بتركيز متواصل يتشرب كل كلمة. ثم يستطرد. سازوجك ام كلثوم بنت عبدالله بن جعفر الطيار بن ابى طالب وهى مصاهرة ضرورية من بنى هاشم لذر الرماد فى العيون ولايهام الناس باننا نحبهم ونجلهم وعلى وفاق معهم ولكن ما فى القلب فى القلب. ولنقسمهم بين مؤيد لنا ونعزل المعارضين وحزب الحسين وحده تمهيدا للتخلص منه فى اقرب فرصة ممكنة. وسازوجك ابنة عمك فاختة بنت ابى هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن امية. ولك ما تشاء من الجوارى وامهات الاولاد يا بنى. بما يليق بخليفة ابيك. فاختة هى زوجتك الحقيقية والاساسية والاهم. وهكذا وضع يزيد يده فى يد ابيه الشيطان الرجيم. ومشى على تعاليم امه ميسون بالممحاة. كما فعل السادات المتعصب المتسعود المتاخون المتمسلف بنهج ناصر العلمانى بعد وفاته. وكأنى بروح ميسون تبكى اليوم دما وتقول فى حسرة. لماذا سمحت يا يزيد للحقد ان يتملكك منى. ماذا فعلت لك يشينك او يسوءك. لماذا بعت روحك للشيطان العربى الوثنى الاسلامى. غازى بلادك وبلادى. لماذا خنتنى يا يزيد. لماذا خنت يسوعنا. لماذا خنت سوريتنا. لماذا ادرت ظهرك للمحبة والسلام والتسامح واقبلت على المال الحرام والغزو والغنائم والدسائس وسياسة ابيك الفاسدة. ايطاوعك قلبك يا بنى ان تسير بجيش ابيك لتدمير عاصمة المسيحية الشرقية كما دمر الراشدون عاصمة الزرادشتية والتنوع الدينى الفارسى. ايها الابن العاق. ايها الخائن لبلادك سورية تلعنك ويلعنك يسوع. اغضبت قلبى عليك. واغضبت بلادى وابائى واجدادى عليك. اغضبت المصريون والفرس وكل ضحايا الغزو الاستيطانى العربى الوثنى الاسلامى عليك. افاق يزيد من حلمه منزعجا وبدا يسب امه ويسب سورية ومصر ويسوع. فى اليوم التالى كان جالسا جوار ابيه معاوية يشجعه على الاسراع بحملتهم العسكرية لغزو القسطنطينية من اجل القضاء على الدولة البيزنطية والمسيحية الشرقية قضاء مبرما. وفى غضون سنوات قليلة جهز معاوية ابنه بتدريب قتالى وجهز جيشا بقيادة يزيد ومعه بسر بن أرطأة، وسفيان بن عوف، وفضالة بن عبيد الأنصاري. وتم تقسيم الجيش الإسلامي إلى جيش بحري وجيش بري. واشترك في هذه الغزوة الكثير من الصحابة وأبنائهم مثل: أبو أيوب الأنصاري، عبد الله بن عباس، عبد الله بن الزبير، عبد الله بن عمر، الحسين بن علي وأبو ثعلبة الخشني. كان يزيد منزعجا كثيرا من استغراق تجهيز ابيه الجيش كل هذا الوقت وهو الذى كان يمنى نفسه ومناه ابوه بانه بعد عام واحد سيتقدم بجيوشه للاستيلاء على القسطنطينية فيما عرف لاحقا باسم حصار القسطنطينية الاول او معركة سيلايوم البحرية. ولكن للاسف تاتى الرياح بما لا تشتهى السفن فامتد الامر لعدة اعوام ولم تتحرك الحملة العربية الاسلامية الا فى عام 674. وخلال اعوام التدريب والتجهيز. قرر معاوية استدعاء ولاة الامصار اليه ليوجههم باخذ البيعة ليزيد بولاية العهد من بعده وجاء ولاة الامصار اليه يهرعون وكلهم مطبل له ولابنه كالعادة العربية حتى اليوم. مثل الاحنف بن قيس والضحاك الفهرى وعمرو بن سعيد بل وبعضهم مثل يزيد بن المقنع تحمس اكثر اضافة لتاييد معاوية وابنه يزيد وقال من لم يقبل فاضربه بهذا واشار الى سيفه. كانت الوفود هى وفد اهل الشام ووفد البصرة ووفد المدينة. بينما تحفظ رئيس وفد المدينة محمد الانصارى. بعدما بايعت الوفود ليزيد، أرسل معاوية بن أبي سفيان إلى واليه على المدينة مروان بن الحكم بأخذ البيعة ليزيد، فخطب مروان فيهم وحض الناس على الطاعة وحذرهم الفتنة، ودعاهم إلى بيعة يزيد وشبهها بعهد أبي بكر الصديق لعمر بن الخطاب. إلا أن عبد الرحمن بن أبي بكر رفض البيعة وأنكر أن تكون متشابهتين مما أدى لحصول خلاف بينه وبين مروان. بعد ذلك، أرسل الخليفة رجلاً آخر لعل أهل المدينة يوافقون على البيعة، وهو زياد ابن أبيه فخطب فيهم إلا أن أهل المدينة رفضوا مرة أخرى. بعد رفض أهل المدينة التام لمبايعة يزيد بسبب فكرة تولية ابن الخليفة حاكماً من بعده، قرر معاوية بن أبي سفيان أن يزور المدينة في طريقه للحج، فتوجه إليها مع ألف من أهل الشام ومعه ابنه يزيد. فلما اقترب من المدينة خرج عبد الله بن عمر، وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الله بن الزبير منها إلى مكة. ولما وصل معاوية إلى المدينة خطب فيهم وقال:‹قد بايعنا يزيد فبايعوه›، ثم توجه إلى مكة. بعد أن أكمل الخليفة نسك الحج، ابتدأ بعبد الله بن عمر أولاً، ودار بينهم حوار انتهى بموافقة عبد الله بن عمر على بيعة يزيد إذا اجتمع الناس على بيعته، بعد ذلك جرى حوار سريع بين الخليفة وعبد الرحمن بن أبي بكر وكانت نتيجته الرفض التام للمبايعة وتحذير الخليفة له من إعلان رفضه قبل أن يعلن أنه بايع أمام أهل الشام لكيلا يقتلوه، فلم يعترض. بعد ذلك لم يبقى إلا الصحابي عبد الله بن الزبير والذي قال الخليفة بأنه السبب في رفض عبد الله بن عمر وعبد الرحمن بن أبي بكر للبيعة، إلا أن عبد الله بن الزبير أجاب الخليفة بأن عليه أن يتنحى عن الإمارة إذا ملها، وأنه لا يقدر أن يبايع شخصين في الوقت ذاته وقال:‹إن مللت الإمارة فهلم ابنك فلنبايعه›. فهم الخليفة من آراء الثلاثة أنها لا تعترض على شخص يزيد فصعد المنبر وأعلن أن الثلاثة قد وافقوا على البيعة (موافقة مبدئية)، إلا أن أهل الشام لم يرضوا وطلبوا من الخليفة أن يأمرهم بإعلان البيعة أو ضرب أعناقهم، مما أدى لغضب الخليفة عليهم ونهرهم وأمرهم بعدم الإساءة إلى قريش. لم يكن معاوية يدرى ولا فى اعتى خيالاته ان ما يسمى علماء الحنبلية السنية والسلفية اعداء الصوفية والشيعة واعداء التنوير والحرية والعلمانية الكاملة والقيم الغربية والملتزمين بوحشية الاسلام المحمدية والراشدية الاصلية سينبرون من بعده للطرمخة على جرائمه وجبروته ويحرمون لعنه هو وابنه نكاية فى الشيعة ونكاية فى الشعوب ونكاية فى مصداقية التاريخ ذاته. وسواء اكان معاوية من امر بتزوير التاريخ لصالحه لاظهاره صالحا مؤمنا بريئا او تكفل الامويون من بعده والشيوخ المحبون للطغاة ومجرمى الحكم بذلك. فان كل خبر يوردونه لاثبات صلاحه وايمانه تكذبه وقائع التاريخ الحاسمة من دسه السم للاشتر وللحسن بن على وربما حتى لميسون ذاتها. كان لابد لهم من حماية معاوية اى حزب بنى امية وايضا حزب الراشدين ماعدا بنى على لانهم لو مدحوا بنى على سينتفى صراعهم مع الشيعة من تلقاء نفسه. لكن حمايتهم لمعاوية وللراشدين معا هدفه هو دعم الدكتاتورية العربية الاسلامية حتى يومنا هذا ودعم عودة الخلافة والغزو والاحتلال الاستيطانى والتكفير وتدمير اديان ولغات الشعوب ونهب ثرواتها. ودعم الصراع السنى الشيعى العباسى الفاطمى الصفوى السعودى الايرانى. من هنا كره يزيد اهل الحجاز مكة والمدينة. والمدينة خصوصا. انها مدينة ذلك المتمرد الهاشمى الذى اذى تجارة جده ابى سفيان والقاطع الرحم الذى جعل الابن يقتل اباه والاخ يقتل اخاه والاب يقتل ابنه ومزق قريش وقبائل مكة والذى اقتحم مكة على اهلها بجيوشه منتهكا حرمتها وارغم جده واباه على الدخول فى الاسلام تحت تهديد السيوف وبالامر الواقع وسموا الطلقاء. كيف لا يكره يزيد هذه البلاد اللعينة التى قهرت اسرته واذلت جده واباه. واليوم يمتنعون عن مبايعته وليا لعهد ابيه معاوية. ويظنون انفسهم اعلى من بنى امية شانا لمجرد انهم ابناء الراشدين او اصدقاء شخصيين لمحمد. نجح ابوه معاوية فى اخضاع اهل الحجاز وابناء الصحابة لرايه ليبايعوا او على الاقل ليخرسوا ويقفوا على الحياد تارة بدبلوماسيته الماكرة وتارة بالتهديد المبطن. اساليب خبيثة تشبه اساليب السيسى اليوم او شوفونى مشرف قصص منتدى نسونجى مثلا. ولكن هذا لا يمنع يزيد وابوه من التشارك فى كراهية هؤلاء الرهط المتمرد ابن الزبير وابن عمر وابن ابى بكر والحسين بن على. خصوصا عبد الله بن الزبير والحسين بن على. لم ينسى لهم يزيد موقفهم واضمر لهم واختزن فى قلبه المشبع بالسواد والبغض. مستعينا بدماء ابيه وجده التى تجرى فى عروقه وضاربا عرض الحائط بتوجيهات امه وتعليماتها له. وقد عزم على تصفية حساباته معهم بمجرد توليه الخلافة. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [6] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 4
تم المراد لمعاوية وبايع ولاة امصاره لابنه يزيد. والان يستطيع ان يعد حملته ضد القسطنطينية فى هدوء وروية. ومرت الاعوام بعد المبايعة حتى اشرقت شمس اول ايام عام 674 ميلادية. ودع معاوية ابنه يزيد على راس الجيش البرى المتجه من دمشق شمالا من اجل التوغل فى اسيا الصغرى والاناضول للوصول غربا الى القسطنطينية. وامر معاوية اسطوله البحرى بالبحر المتوسط ان يحاصر القسطنطينية بحرا مثلما سيحاصره جيش ابنه يزيد برا. امتطى يزيد جواده من اسطبل قصر الخلافة ولوح لابيه معاوية مبتعدا يقود الجنود المدججين بالسلاح والعتاد. لقد سار فى هذا الطريق كثيرا. وهو تارك لبادية تدمر ومتجولا كما نصحته امه ميسون متجولا فى اهم مدن العالم القديم. المدن التى كانت فى قبضة الحضارة واصبحت اليوم فى قبضة البداوة والاحتلال. وقد وضعها الغزاة على اول طريقها الطويل الممتد لالف واربعمائة للتخلف والظلام والحجاب والحدود والتكفير وكراهية الغرب وكراهية العالم وتنوعه الدينى وحرياته الكاملة وكراهية حتى اجدادهم الفراعنة والسومريين والسريان والامازيغ المسيحيين واصحاب الديانات الاصلية. اليوم ترك يزيد طريق النور والسلام والمحبة طريق الوطنية السريانية والحضارة البيزنطية والفارسية. وانضم الى جيش الظلام والغزاة جيش الدماء والوحشية. انقلب على كل تعاليم امه وولى وجهه شطر ابيه. اليوم يسير يزيد فى نفس الطريق الذى سار فيه ليبحث عن حب حياته بين بنات روما والقسطنطينية والمدائن والاسكندرية كما نصحته امه. وليتثقف ويتعلم كما تثقفت هى فى مراهقتها حين اصطحبها ابواها الى رحلة فى هذه المدن... لكن هذه المرة لم تكن رحلته للثقافة او للبحث عن الحب والحنان. بل رحلة اسلامية عربية كلها قسوة ودموية وحقد على الحضارات العملاقة الفرعونية والبيزنطية والفارسية الخ. رحلة ليست للسلام ولا للمحبة. رحلة فقط للحرب للغزو للشر للقتل. ولتدمير الحضارة المنافسة العظيمة والدين المنافس لاحلال البداوة واللغة الواحدة والدين الواحد. محل التنوع والحريات. واستكمالا لمسيرة الخراب والغزو والاستيطان والسبى التى بداها ابن الخطاب وابن الوليد وابن العاص. انطلق يزيد بجواده الاصيل سابقا جيشه متاملا غوطة دمشق وسائرا وسط سهول سورية الخضراء حول بردى ودجلة والفرات. كان يحب ان يتيه بجواده فى قلب سورية بصحاريها وخضرتها ثم قرر السير بجواده بمحاذاة الساحل عند جبل لبنان والساحل السورى صعودا الى اسيا الصغرى حيث المزيد من البيئة الخضراء والغابات والصخور الشبيهة اللون والشكل ببيئة اليونان وايطاليا. توغل فى الاناضول وافتتح وجيشه قرى ومدنا وكان ياسر الجميلات ويقتل اباءهن وابناءهن واخوتهن الذكور.. ياسر الامهات والاخوات والبنات فينتقى لنفسه من يروقن له فيضاجعهن فى خيمته ومعسكره حين يتوقف بجيشه المسير للمبيت ليلا. ويمنح بقية السبايا لقادته وجنوده. جلس يزيد خارج خيمته وعدل عمامته التى تطوق خوذته الحربية وهندم جلبابه وعباءته. واخذ يتامل الموضع المغطى بالحشائش والاشجار. كان المكان مثل غابة محدودة مصغرة. غييبة. كم هى حلوة احراج وغابات سوريا واسيا الصغرى والروم. هكذا فكر يزيد. كانت الاجواء المحيطة بمخيمه شاعرية فنهار غائم شتوى وارض خضراء وسبايا مليحات يتوسلنه باللاتينية واليونانية الا يؤذيهن والا يؤذى اباءهن ورجال اسرهن... وبالليل نيران وشموع .. اجواء تلهمه للشعر والحب. هذا لو كان قلب يزيد ابيض بريئا كما كان فى عهد ميسون. اما اليوم فقد اصبح قلبا اسود من الحجر الصوان. دخل خيمته بحلول المساء وترك شقها مفتوحا على مصراعيه يتامل الطبيعة والاجواء وهو يجلس على وسائده ويتدفأ ببعض الفراء ويشعل شموعا ضخمة غليظة وسميكة فى شمعدان بيزنطى غنمه من بيت فى قرية قريبة من موقعهم الحالى. وما لبث ان اطفاه حين جاء الحرس الخاص واشعلوا قناديل الخيمة المعلقة فيها التى تتوقد بزيت الزيتون. كان يزيد خلال توغله فى قرى الاناضول ومدنه يختطف النساء اختطافا فى جشع ونهم عجيب. لقد اصبح يتلذذ ببكائهن وتعاستهن وتوسلاتهن حين يغتصبن فرادى او جماعات فى خيمته. فاذا قاومته احداهن او صادف انها تحمل خنجرا وتحاول طعنه قتلها بلا رحمة وعلق جثتها صلبها على اقرب شجرة فى الغابة لتخيف البيزنطيات وفوقها عبارة انما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الارض فسادا ان يقتلوا او يصلبوا الخ. كان يهوى اغتصاب الام فى حضور ابنتها او البنت فى حضور امها والاخت فى حضور اختها او حتى اخيها او ابيها او زوجها. فاذا قاوم وحاول حمايتها او حاول قتله وهذا ما كان يحصل عادة سارع بقتله امامها دون رحمة ولا انسانية. وهل هو اقل من ان يقتدى بسنة نبى الاسلام صلعم مع اسرة صفية بنت حيى حين قتل اباها واخاها وزوجها وسباها وتزوجها. ام هو اقل من ابن الوليد رضى الله عنه حين قتل مالك بن نويرة وطبخ راسه وتزوج امراته. كان يتلذذ كثيرا بما يفعله بنساء بيزنطة وبعائلاتهن. انه احساس رائع لا يقاوم ولا يدانيه احساس. احساس القوة والتفوق وفرض الدين البشع البدوى السطحى التافه بالقوة حتى يصبح مستقبلا لهذا الدين مداحون ومطبلون من احفاد البيزنطيين والاقباط والسريان والامازيغ والفرس يلعنون اجدادهم ويلعنون المسيحية ويرونها اقل من الاسلام مع ان نظرة واحدة على حجم الكتاب المقدس ومحتواه وتفاصيله الدقيقة وعلى التلمود ايضا وعلى الافستا الزرادشتية وعلى الفيدا الهندوسية كفيل بمعرفة اى دين سطحى واقل وايهم بشع دموى غازى. مداحون ومطبلون رغم اغتصاب امهاتهم وجداتهم ونهب ثرواتهم واحتلال العرب دعاة الاسلام لبلادهم. مداحون ومطبلون يشتمون الهيروغليفية والسريانية والامازيغية واللاتينية واليونانية ويرون العربية اولى اللغات ولغة ادم ولغة الجنة ولغة الله. وشعر يزيد بالغبطة العارمة لانه بسيفه الان يمتلك القوة لتغيير العالم كالصلصال بين اصابعه. تحول الى اله شيطانى رجيم بعدما كان تابعا لاله سلمى مثقف رحيم. قال فى نفسه. يا اماه لقد كنت تتبعين الها ضعيفا خانعا خائبا لا ياخذ حقه ولا ينتزع ما يريد. اليوم انا اتبع اله وراشدين او الهة لا يهم بدوية وحشية دموية شهوانية تجعلنى اتمكن من التنعم كما اشاء بالمال والنساء والثروات. انا عربى يا امى ولست بيزنطيا ولا فارسيا ولا مسيحيا. انت كنت مجرد وعاء للعروبة والاسلام كاى ام ولد وكاى كتابية يتزوجها مسلم. فاولادها يتبعون ديننا الافضل والاعلى والذى يعلو ولا يعلى عليه. حتى يلعنونها ويتبرئون منها ويلعنون جدهم وجدتهم وعائلة امهم المسيحية الكافرة. اننى مع الجواد الرابح يا امى ولو كان جواد عدوك وعدو سوريتك. ان بلدى واهلى هم من يمنحوننى السلطة ومنصب الامبراطور او الخليفة. اليوم انال كل امراة اشتهى وارى عيونك ووجهك وشفتيك فى وجوهن. ونهديك مكان نهودهن وكعثبك مكان كعاثبهن. اغزوا تبوك تغنموا بنات الاصفر. صدقت يا عزيزى الضحوك القتال. هاهاها. كنت صاحب ذوق عال فى النساء تعشق اليهوديات والقبطيات والبيزنطيات وتلعن اديانهن. كم كنت جريئا يا ابن دين الكلب. كان يزيد يضحك او يتبسم كاتما الضحك وهو يرى جنوده يضعون حريمه من البيزنطيات الباكيات المحطمات القلوب والنفوس والكرامة اللواتى رقن له واختارهن لاعادتهن الى قصره فى دمشق.. فى اقفاص ويسلسلوهن بالسلاسل الحديدية. من اطاعت واستسلمت ورضخت لمصيرها معى فاطعموها ولبوا لها طلباتها. ومن عصت وحاولت الهرب او المقاومة فجوعوها واذلوها وعذبوها حتى ترضخ او تموت لا يهم. فغيرها كثيرات. كان يزيد كما لو كان يغيظ امه ويعاندها. كما لو كان يصفى حساباته معها ومع السريان والبيزنطيين نكاية فيها وفى رفضها لرغباته. كما راى انها ظلمته حقا حين ابعدته عن الخلافة وبلاط ابيه وكل هذا المجد والثروة والنساء. بل وفرض الراى رايه وحده. وهل هناك امر اكثر لذة واغراء من فرض المرء لرايه وحده وسحق اراء الاخرين. لقد جعل الحقد يزيد متحجر القلب اسود الفؤاد انضم للجانب المظلم ذا دارك سايد واصبح ترسا فى الة الاسلام والراشدين ومعاوية الجهنمية. الة الوثنية العربية الملتحفة بوليدها البار بها الاسلام والبار بتقاليد الغنائم والسبى ورفض كل دين غير عربى وتحقير كل قوم وحضارة غير عربية. لقد اصبح ترسا فى الة قتل الشعوب وسبى النساء وغزو واحتلال ونهب وسرقة واستيطان بلادهم. ترسا فى الة الاغتيالات والحجاب والتكفير وقطع لسان كل ناقد للعروبة والاسلام. ترسا فى المفرمة والجزازة التى تجز الرؤوس والاطراف وتفرم الشعوب والحضارات العظيمة فرما. ترسا فى الة شتم الغرب وقيمه وتقدمه ومدح الاحتلال السعودى والتركى. ترسا دون ان يدرى فى الة قمع الحرية الجنسية والحرية الفكرية والفنية والابداعية وحرية المعتقد والحرية السياسية وقمع العلمانية والتنوير. وهو فخور بذلك وسعيد بانه كذلك. جلس يزيد يمد يده ويشرب من احد الينابيع والجداول او الانهار الصغيرة المنتشرة فى غابات الاناضول مفكرا كل هذا سيكون ملكى عما قريب. وكان بعض الجنود قد اتجهوا الى طريق العودة الى دمشق محملين بنفائس البيوت البيزنطية من حلى وملابس وبالطبع الجائزة الكبرى حريمه الكثير. ومن ان لاخر ومع توغله وجيشه فى الاناضول واقترابه من ضفاف مرمرة والبوسفور اى اقترابه من القسطنطينية كان يغنم المزيد من النساء وممتلكات البيوت والقرى ويعمل سيفه فى ذكور العائلات وياسر بعض الاطفال لتربيتهم كعبيد بعدما كانوا اسيادا واحرارا وامنين فى بيوتهم فيتمهم وقتل اهلهم ونكح امهاتهم واخواتهم واضاع كل امل لهم فى مستقبل حر ومشرق ليشبوا ويتفتح وعيهم على الدنيا وهم مماليك وعبيد لغازي بلادهم ومغتصب امهاتهم واخواتهم وقاتل ابائهم واخوتهم.. ويعود بعض الجنود بموكب مفعم بالنساء والاطفال والحلى والثياب وغيرها من الانفال. حتى شارف اخيرا بجيشه البرى على ضفاف بحر مرمرة ومضيق البوسفور. وبلغ جيشه البحرى واسطول ابيه المكون من الاقباط الذين باعوا دينهم وبلدهم من اجل ان يربوا اولادهم او نكاية فى الدولة البيزنطية ومذهبها المختلف قليلا باعوا يسوعهم واخوتهم من اجل الارتماء فى حضن المؤمنين بانه لقد كفر الذين قالوا وبانه قاتلوا الذين لا يؤمنون .. ومن اجل تسيير السفن والدواوين لهم ومن اجل بناء المساجد او تحويل كاتدرائية يوحنا المعمدان الى الجامع الاموى ليتم فيها انكار الوهية المسيح وقانون الايمان وليتم الدعاء على النصارى الكفار ليل نهار والتحريض على اضطهادهم والقضاء على دينهم .. ومن اجل تسهيل عمل الغزاة فى الغزو والسلب والنهب والاستيطان حتى اذا تعلم الغزاة كل الاسرار تخلصوا من موظفيهم الاقباط وامسكوا رقاب البلاد والعباد واشترطوا فى موظفيهم ان يكونوا مسلمين. لم يكتفى معاوية ولا رجال خلافته العربية الاسلامية الوثنية بما احتلوه من اراض ليست لهم ولم تكن لهم يوما ولا شرعية لاحتلالهم ولا عروبة ولا قبائل عربية كما ادعى اللاحقون. اراض فى مصر وسوريا والعراق وفارس وليبيا. ولم يكتفوا بتدمير احد جناحى الحضارة والتقدم والتنوير فى العصور الوسطى الاولى وهو الامبراطورية الفارسية الساسانية. والاستيلاء على اراضيها. وهل قاطع الطريق واللص يشبع ولا يطمع. بل طمعه كالظمآن الشارب من ماء البحر المالح كلما شرب لم يرتو بل يزداد عطشا ونهما وطمعا وجشعا. للمزيد من الغزو والاحتلال. المزيد من نهب الثروات وسبى النساء. المزيد من نشر فيروس ووباء العروبة والاسلام والتقاليد البدوية واحلالها محل العقلية البيزنطية والفارسية الخالية من العقد العربية والبدوية. المزيد من محاولات تحطيم الديانات الاخرى والحضارات العظمى فى العالم القديم واحلال لغة ودين البدو وقطاع الطرق والمافيا المحمدية الراشدية الضحلة الثقافة العديمة التاريخ والحضارة محلها. هكذا الاسلام من يوم مولده ومن اول يوم له سعى لاسلمة وغزو العالم وانتهج نهجا كارها للبشرية كلها باديانها وحضاراتها وتاريخها وحاضرها وماضيها ومستقبلها. ادعى التسامح وتباكى لان قريش تضطهد اتباعه وطالب بحرية المعتقد. فلما تمكن فى يثرب بعد المسكنة فى مكة. فرض على مكة وجزيرة العرب كلها دينا واحدا وحطم الهة القبائل وقريش. فهو يؤمن بحرية المعتقد باتجاه واحد لصالحه وليس باتجاهين ولا يؤمن بالتعايش مع اديان اخرى سابقة عليه او لاحقة بعده. ووضع المبدا الفاسد لا يجتمع دينان ببلاد العرب ولا يدخل المشركون المسجد الحرام بعد عامهم هذا. وتتالت المبادي الفاسدة مثل صالح لكل زمان ومكان واسوة حسنة ومحتويات الفقه والسنة والسيرة التى حطمت التفكير الحر وحطمت الحضارات الاصلية والهوية الحقيقية لشعوب المنطقة الشرقاوسطية والشمالافريقية. لم يكتفى معاوية ولا رجال خلافته بذلك. بل سعى الى الاستيلاء على ما تبقى من شمال افريقيا ما تبقى من اراضى الامبراطورية البيزنطية والاستيلاء على عاصمتها الحصينة المنيعة المضرب المثل فى حصانتها القسطنطينية اسطنبول حاليا. وبذلك كان الحصار الاول للقسطنطينية. جوهرة الشرق الممتدة على الجهة الاوروبية من مضيق البوسفور والمطلة على بحر مرمرة. العاصمة الرومانية الشرقية والبيزنطية حاليا. التى بناها قسطنطين الاول او قسطنطين الكبير اول امبراطور رومانى مسيحى. ليجعلها عاصمة مسيحية جديدة للامبراطورية على انقاض مدينة بيزنطة او بيزنطيوم المستعمرة الاغريقية الصغيرة التافهة القديمة بعيدا عن العاصمة الرومانية الاصلية القديمة والوثنية. اختار لها موقعا حصينا بالجغرافيا ذاتها لا يمكن غزوها برا الا من جهة واحدة هى جهة اوروبا ومحاطة بالماء من الجهات الثلاث الاخرى ومحصنة بالماء ببحر مرمرة وبخليج القرن الذهبى وبالمضيقين الدردنيل بعيدا والبوسفور ملاصقا لها. محصنة من هجمات القادة الطموحين والجرمان والبرابرة على عكس روما. انها روما الجديدة. التى سميت على اسم مؤسسها وموحد الامبراطورية والمنتصر بالصليب ورايته حسب رؤياه فى معركة جسر ملفيان والمعترف بالمسيحية ديانة رسمية للامبراطورية الرومانية والعاقد المجامع المسكونية. انها المدينة ذات البوابة الذهبية والاسوار العالية والتحصينات المعقدة التى تحوى مقر بطريرك الروم المسكونى ومكتبة القسطنطينية العامرة. واكليل الشوك وصليب الصلبوت الحقيقى. تلك المدينة التى نجح العثمانيون بعد قرون فى احتلالها وتدمير اى اثر مسيحى فيها واسلمتها وشعبها وهروب مفكريها ليساهموا فى نهضة ايطاليا. تلك المدينة التى حاول اتاتورك تخليصها من لعنة الاسلام واعادتها علمانية اوروبية فانتكس والغى كل ما فعله بجرة قلم اخوانية اردوغانية من حفيد الضحوك القتال وتلميذ من تلامذته الاخوان والسلفيين والازهريين. نفس الانتكاس الذى تحقق بجرة قلم نميرية وبشيرية وسيساوية وطالبانية وصومالية وخمينية وغنوشية واوبامية وليبية ربيعية. بعد وصول الجيش الإسلامي إلى القسطنطينية تم محاصرتها من البر والبحر بأعداد كبيرة من الجند والسفن، بدأ الهجوم من الجهة الشرقية في محاولة لاختراق الدفاعات والاقتراب من أسوار المدينة، وبعد ذلك بدأ الهجوم في البحر حيث قام عبد الله بن قيس بمهاجمة السفن البيزنطية وتدميرها وأخذ راكبيها أسرى إلى يزيد. حاول يزيد استغلال هذه الفرصة، فأمر بقتل الأسرى أمام أنظار البيزنطيين، إلا أن هذه المحاولة لم تنجح في إضعاف البيزنطيين وهمتهم، بعد ذلك بدأ البيزنطيون برد الهجوم على العرب المسلمين فهاجموهم بالنار الإغريقية والتي ساهمت في هزيمة العرب المسلمين هزيمة ساحقة. وانتصار حاسم للامبراطورية البيزنطية. في نهاية المعركة مرض الصحابي أبو أيوب الأنصاري مرض الموت فطلب من يزيد أن يدفنه عند أقرب مسافة من العدو، وبعد وفاة أبي أيوب الأنصاري سار يزيد بالجيش إلى أقرب موضع قدر عليه ثم دفنه، فى مدينة بورصة. وهكذا فشلت مساعى معاوية وتحطمت احلام يزيد على صخرة القسطنطينية التى اثبتت بعد نظر قسطنطين الاول العظيم بحصانتها التى لا تقهر والتى ستحميها لعشرة قرون. استشاط معاوية غضبا وقد علم ان لحم البيزنطيين مرا ولا يمكن اكله وليسوا لقمة سائغة ولا لحما طريا مثل على وابنه الحسن ومثل قريش. ولو صغناها بمنطق المسلمين المعتاد لقلنا ببركة يسوع وحمايته نجت الدولة البيزنطية من خطر وجودى وتهديد مميت وبحفظ الاب والابن والروح القدس لها. حتى الطقس كان غاضبا على النهابين السراقين الساراسينز السباة الغازين اعداء الحضارة والحرية والتنوير الزرادشتى والفارسى والمسيحى والرومانى. انصار الشريعة والحجاب والقمع والظلام. فكان شتاء قارسا .. وكان لسان حال قسطنطين الرابع امبراطور بيزنطة يقول. انهم يظنوننى لقمة سائغة ضعيفا مهزوما مثل هيراكليوس ولكن هذا لن يكون ابدا. سادافع عن بلادى وشعبى ودينى وعن الحضارة والانسانية كلها واحميهم من المغول العرب قبل المغول .. ببركة يسوع .. ببركة الصليب والثالوث الاقدس ووالدة الاله. ساهزمهم وساحمى مملكة المسيحية وبوابة اوروبا من اولئك الطامعين اللصوص القتلة. وقد حال الشتاء القارس وصعوبة الإمدادات البشرية والتموينية - لبعد المسافة وضعف وسائل النقل في ذلك الوقت - ثم نقص الأطعمة والأغذية وتفشي الأمراض بين الجند ، ومناعة القسطنطينية فحال ذلك كله دون فتح المدينة. ولقد حاول العرب المسلمون عبثًا إختراق أسوارها بعد حصارها إلا أنهم فشلوا في ذلك. وانتصرت الحضارة اخبرا على البداوة فى جولة ولو الى حين بعد انكسارات هائلة وهزائم فادحة. لقد كانت معركة مشرفة حمت العالم واوروبا والحضارة الانسانية من البداوة والظلامية وحصرت الوباء والمرض فى الشرق الاوسط وشمال افريقيا فقط مثلما فعلت لاحقا معركة بلاط الشهداء وحروب الاسترداد والكشوف الجغرافية والامبريالية الغربية. وهكذا استشاط معاوية وابنه يزيد غضبا وغيظا من اول هزيمة للمغول العربى الاسلامى قبل المغول. بعد اجتياحات عمر بن الخطاب وعثمان لفارس والعراق ومصر وسوريا وليبيا. ولم يدركا ان الهزيمة التالية بوفاة عقبة بن نافع وبانتصار كسيلة والامازيغ الساحق فى شمال افريقيا فى انتظارهما قريبا. لكن كل منهما ما لبث ان قنع بما لديه من اراض ونساء وسلطان. قنع يزيد بالنسوة البيزنطيات الفاتنات اللواتى غنمهن بالمئات. وعاد الى دمشق فى موكب المنتصرين ودعمه ابوه ودارت حملات النفاق فى دمشق كعادة العرب الى يومنا هذا اختلاق النصر المزيف واخفاء الهزيمة. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [7] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 5
ان الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ. يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً. اما بعد عباد الله. فان اصدق الحديث كتاب الله وان خير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وان شر الامور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. قال تعالى. قاتلوهم يعذبهم الله بايديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشفى صدور قوم مؤمنين. وقال. قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله. وقال ايضا. هو الذى ارسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون. وقال رسول الله. امرت ان اقاتل الناس حتى يشهدوا ان لا اله الا الله وانى رسول الله فاذا شهدوا فقد عصموا منى دماءهم واموالهم وحسابهم على الله. وقال ايضا. جعل رزقى تحت ظل رمحى. كما قال سيف الله المسلول خالد بن الوليد لقائد الروم فى الشام. اننا قوم نشرب الدماء وقد بلغنا انه ما من دماء اطيب من دم الروم. كما قال لملك الفرس. جئتك بقوم يحبون الموت كما تحبون انتم الحياة. وقد نصر الله به الاسلام والعرب المسلمين خير انتصار وقد ملا نهر الفرات بدماء اعداء الله الفرس فى موقعة نهر الدم. كان خطيب مسجد خالد بن الوليد فى دمشق يزعق فى خطبة الجمعة بهذه الكلمات. واضاف. وامير المؤمنين معاوية حفظه الله قد ارسل ولده يزيد لفتح القسطنطينية واستكمال ما بداه الفاروق عمر رحمه الله. عملا بهذه الايات الكريمة والاحاديث الشريفة. وانما النصر من عند الله. والايام دول. وكل شئ بامر الله ومشيئته. وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم. فلم يشا الله لخليفتنا ان يفتح القسطنطينية. ولكن جيش العرب المسلمين قد تمكن بعون الله وتوفيقه من اشاعة الرعب فى المثلثين الكفرة اعداء الله ورسوله واعداء الاسلام من كلاب الروم. وانزل الذين ظاهروهم من اهل الكتاب من صياصيهم وقذف فى قلوبهم الرعب فريقا تقتلون وتاسرون فريقا. وسوق دمشق اليوم والحمد لله يزخر بالمماليك الصغار والنساء من كلاب الروم وبنات الاصفر حيث رزقنا الله بمغانم كثيرة. فاللهم اجز الامير يزيد عنا خير الجزاء. واخز كلاب الروم اكثر واكثر ورمل نساءهم ويتم اطفالهم وانصرنا عليهم يا ارحم الراحمين. اللهم العن ابا تراب واله. امين يا رب العالمين. دخل يزيد عام 678 الى قصر ابيه والذى رحب به فور وصوله ونزوله عن متن جواده ولقائه بابيه فى بلاطه عند كرسى ملكه. صفق معاوية فاخليت القاعة من الحضور. وبقى معاوية وولده بمفردهما تماما بالبلاط. قال معاوية. عود حميد يا بنى. حمدا لله على سلامتك. واريدك الا تبتئس لاننا لم نحرز النصر ولم نفتح القسطنطينية. سيمن الله علينا بفتحها ان عاجلا او اجلا. قال يزيد. يا ابت لقد غاظتنى هذه المدينة اللعينة. رغم قوة جيوشنا ومثابرتنا لم نتمكن منها. قال معاوية. لا عليك يكفى انك بثثت الرعب فى صفوف عدو الله وعدونا. وغنمت منهم الكثير. لقد اتتنى الاخبار. لقد خسروا وعدتم بسلامة الله لم تخسروا خسائر كبيرة وهذا نوع من النصر. الان ادخل لترتاح ولترى اهلك فانهم مشتاقون اليك. ودخل يزيد الى مخدع زوجته فاختة بنت ابى هاشم. لم تكن فاختة بالمراة الجميلة الخلقة ولا الخلق. كانت شرسة الطباع تصطنع الشجار والمشاكل دائما. ربما لانها تعلم ان زوجها لا يحبها على الاطلاق ولم يحبها يوما منذ تزوجها. لقد كانت زيجة قرابة ومصاهرة بين بنى امية لصالح ابيه وخلافته من بعده فقط. تماما مثل زيجته بام كلثوم بنت عبد الله حفيدة جعفر بن ابى طالب من بنى هاشم. بل ان زيجته بام كلثوم رغم جمالها وحسن طبعها ودلالها واغرائها له كلما دخل عليها مخدعها الا انه كان يمقتها اكثر من فاختة لانها من بنى هاشم العدو والمنافس التقليدى لبنى امية والذين خرج منهم محمد وعلى واولاد على. محمد اذلهم وحطم دين العرب الليبرالى وفرض دينه الصحراوى الخشن واضطرهم للتظاهر باعتناقه وبحمايته فهو دين يصنع المنافقين والخائفين بسبب قسوة اتباعه والغيورين عليه على كل من يتجاسر بانتقاده او بالمطالبة بحرية الاعتقاد العربية الوثنية وكما تم فرض الاسلام عليهم فرضوه هم على الزرادشتيين والمسيحيين اى على شعوب كاملة.. فمن يتعرض للاذلال يسعده ان يذل الاخرين ايضا. اما على فقد نافسهم على الخلافة وكاد ان يعزل معاوية لولا مكائد معاوية واستغلاله قميص عثمان ودهائه ورشاواه وتكوينه حلف مع ابن العاص واستعمال الدسائس وقد خدمه القدر. ان القدر نفسه يحب معاوية .. القدر نفسه يؤمن بالوثنية العربية اكثر من الالتزام الصارم بالاسلام الذى انتهجه على واولاده ومحمد والراشدون. لكن القاسم المشترك بين حزب هاشم وحزب امية او سمه ان شئت حزب على وحزب معاوية او حزب الراشدين وحزب الامويين ايا ما تشاء .. القاسم المشترك هو طمع الطرفين فى اجتياح وغزو واستيطان ونهب ثروات ونساء الشعوب وتدمير الحضارتين العظمتين فى هذا العصر فارس وبيزنطة. والباس نساء الحضارتين الحجاب وسجنهن فى بداوة العروبة والاسلام. اخذ يزيد يتامل اولاده معاوية وخالد وبنته عاتكة من فاختة وهم يكبرون يوما بعد يوم ويداعبهم ويضحك معهم. بينما يحاول تجنب الكلام مع فاختة التى يمتلئ وجهها نحوه بالبغض والعبوس والشر. وقرر ان نار ام كلثوم الهاشمية ولا جنة فاختة الاموية. لذلك توجه الى مخدع ام كلثوم التى استقبلته بابتسام رغم البغض البادى على وجهه نحوها والقرف. وعطرت الغرفة. وارتدت الشفيف والانيق والخفيف من الثياب الكتانية المصرية. رحبت بزوجها يزيد بقبلة. وفاح من فمها عبق المسك والعنبر كانها كانت تتمضمض به. وضع يزيد يداه على كتفيها وضمها بقوة. جسد بض وشهى وممتلئ بارد صيفا دافئ شتاء ووجه جميل وهمسات ساخنة منها. جعلته يتناسى نسبها وقبيلتها وينكب عليها وينهل من دلالها وجمالها واغرائها الذى تهزمه به دائما دون ان تفشل فى ذلك ولو مرة. ضحكت لنفسها فى سرور وانتصار. انه يحبها رغم انفه ولا يقوى على فراقها. ويميزها عن ضرتها فاختة. رغم بغضه الذى تعلمه لقبيلتها بنى هاشم. نام يزيد فى تلك الليلة فى مخدع ام كلثوم وفى حضنها. وفى الصباح ودعها برفق. وقرر تفقد حريمه الجديد المكون من سبايا البيزنطيين اللواتى اختطفهن ورقن له واغتصب كثيرات منهن وقتل ذكور اسرهن. بينهن اليتيمة التى فقدت اباها على يديه والارملة التى فقدت زوجها والام الثكلى التى فقدت ابنها والاخت الثكلى التى فقدت اخوها على يديه او يدى جنوده. كن يكرهنه ويخشينه فى ان واحد. حطم حياتهن واسرهن. والان ككل مجاهد عربى مسلم سرق منهن هناء العائلة والوطن فاما باعهن فى سوق النخاسة ليخدمن او يضاجعهن رجل لا يطقنه او تذلهن عائلة عربية مسلمة ما. او يضمهن لحريمه لو كان خليفة او ابن خليفة وولى عهده. وعليهن الرضا بسيد عليهن يذلهن ويحط كرامتهن ويستعملهن كوعاء لافراغ شهوته. تاملهن يزيد فى ابتسام واستمتاع بحزنهن. لقد اصبح يتغذى على الام الناس واحزانهم ويهوى اذلالهم. خصوصا المسيحيين منهم. لاسباب عديدة. وحتى القران نفسه يدعوه لذلك. لكن هناك اسرة من النساء لفتت نظره منذ سباهن واستطعن ان يحوزن على تفكيره واهتمامه طوال طريق العودة من غزوة القسطنطينية الفاشلة. انهن 3 نساء امراة ناضجة فى السن وفتاتان اصغر منها. قرر يزيد الاقتراب من هذه المراة الصلبة الشرسة التى قاومته ومنعته من لمسها هى والفتاتان. كانت لبؤة جسورة جدا. حتى انها جرحته فى راسه ووجهه بخنجر كانت تخفيه فى طيات ملابسها. ثم لما اخذوه منها جرحته مرة اخرى بخاتم خاص فى يدها ينقلب فصه سكينا رفيعا متناه فى الصغر لكنه فعال وحاد جدا. منذ تلك اللحظة لم يتجرا يزيد على التعرض لها والفتاتان. ولكنه امر بحبسهن فى العربات ذات الاقفاص الخشبية مع بقية السبايا من النساء والاطفال. كما لاحظ حنانها واهتمامها بشكل خاص بطفل جلبوه من نفس المنزل الذى جلبوها والفتاتان منه. لعل الفتاتان والطفل يرتبطون بها بصلة قرابة. لذلك قرر تخصيص مخدع خاص وجناح فسيح منفصل عن جناح الحريم وامهات الاولاد لها وللبنات والطفل. مكون من عدة غرف وعليه حرس لمنعها من الهرب او الاستغاثة بهم اذا حاولت تمزيق وجهه او طعنه كما فعلت من قبل. دخل يزيد جناح هذه المراة فوجدها جالسة على الفراش فى صرامة وهدوء. تشتغل بعض الغزل. لقد كانت تشبه امه ميسون كثيرا ليس فى الشكل والصوت فقط بل فى الطباع.. كانها نسخة مرآة عنها. هل هذا ما جذبه نحوها ام شراستها ومقاومتها. تاملها هذه المرة بامعان فوجد فى وجهها كثيرا من الحكمة. كانت كلماتها باليونانية تظهر انها من طبقة راقية ومثقفة. فما الذى جلبها لهذه القرية الصغيرة. ملابسها ايضا وملابس الفتاتين وطباعهما تدل على انهم من طبقة النبلاء او اثرياء الامبراطورية البيزنطية. جلس جوارها فنظرت اليه فى بعض ومن عيونها يتطاير الشرر وبدات يدها تتوتر محاولة الوصول لاى من اسلحتها الخطرة المخفية بين طيات ثيابها لتطعنه بها. لكنه لم يهتم. ولم يمنعها. كان منجذبا اليها بقوة ولو كان فى ذلك موته. كان مغرما بالنساء كعادة خلفاء العرب والمسلمين وجنودهم. باذلالهن ومضاجعتهن وامتلاكهن والتفاخر بوجودهن فى حريمه. قال يزيد بلغة يونانية سليمة كانه بيزنطى ابا عن جد. عمت صباحا يا سيدة.... اتعلمين للان لم اتشرف باسمك. نظرت اليه ولم ترد. فاضاف. اسمى يزيد. وامى ميسون بنت بحدل الكلبية. هنا تغيرت ملامح المراة الناضجة فى دهشة. امك ميسون الشهيرة الشاعرة والمثقفة التى تطلقت من الشيطان معاوية. اذن انت ابنه ابن الشيطان. على كل حال انت عار على امك. اين هى. وكيف تسكت على جرائمك بحق المسيحيين والبيزنطيين. انى اعلم انها وطنية تحب وطنها وقومها السريان والشعوب البيزنطية وتعارض الغزو العربى وترفضه بشجاعة. قال يزيد. لقد توفيت عام 670. اى من ثمان سنوات. قالت المراة. اها هذا هو السبب. انا اعرفها معرفة شخصية. انها قوية الشخصية جدا ولو كانت حية لما تركتك لهذا الشيطان ولا لشياطين عقلك العربى الاسلامى الوثنى السراق السفاح التكفيرى الذى اذيتنا به وروعت الامنات وقتلت اسرهن. يتمت الاطفال ورملت النساء وحطمت اسرنا ومستقبلنا وحياتنا. لعنك المسيح يا عدو المسيح انت ومحمدك وخلفاءك الراشدين وشيطانك معاوية. ثم بصقت فى وجهه. فلم يتمالك يزيد نفسه فصفعها فى غيظ واحاط عنقها بيديه ليخنقها وقاومته بقوة وهى تحاول التقاط انفاسها دون جدوى. واخيرا هدا فجاة وحزن وترك عنقها. لكن قبل ان تلتقط انفاسها او تستغيث بالفتاتين والطفل. سارع بتمزيق ملاءة الفراش وتقييد يديها وقدميها فى الفراش. وكممها بقطعة اخرى. جلس يزيد يلهث وقال لها. انا فقط اريد اقامة حوار حضارى معك. ولكنك مصممة على التعامل بعنصرية ضدى وضد العرب والمسلمين والنبى. ويمكننى قتلك بخنجرك ذاته وقتل بناتك دون ان يغمض لى جفن والطفل هذا اهو ابنك. لا. اهو حفيدك. اهااا. وجهك وتعبيراته يكشف كل شئ. ساقتلهم اولا قبل ان اقتلك او ساتركك تتعذبين. ولن اقتلك. لتتعذبى بموتهم. ونهض ليدخل الى غرف الفتاتين لكنه سمع همهمة مكتومة قوية من المراة. والدموع تنهمر من عينيها. ابتسم وتوقف وعاد اليها وقال. هل تعديننى ان تكون امراة مطيعة وتحترمى العرب والمسلمين يا من تتشدقون بالحضارة والتقدم والتنوير. ليس لكم دواء الا سيفنا العربى الاسلامى. ما يضيركم قليل من المدح والنفاق لنا. اومات المراة براسها. نزع الكمامة عن فمها. قالت بهدوء. لو قطعتنى اربا فلن امتدح القتلة امثالكم واعداء الحضارة. قال يزيد وقد لان فجاة وتاثر الجانب الميسونى منه وتغلب على جانبه المظلم الشيطانى العربى الوثنى المسلم الراشدى الاموى ولو لبعض الوقت. انت تشبهين امى ميسون كثيرا ولذلك اريد التعرف بك والكلام معك. هذا كل ما فى الامر. لانت المراة ايضا. فقال لها. اسمى يزيد. فما اسمك يا سيدتى ؟. قالت. انا اسمى اليصابات حنة راحيل زوى. قال. تشرفنا. وما اسم فتياتك او بناتك. وحفيدك. قالت. ابنتى الكبرى تدعى رفقة اثينا. والصغرى تدعى ليا صفورة افروديت. وحفيدى يدعى قسطنطين جيسون. قال لها. ماذا كنت تعملين فى هذه القرية ومن اين انت اصلا ؟ وتذكرى ان تجيبى بصدق والا لا اضمن سلامة بناتك وحفيدك. زفرت اليصابات وقالت. حسنا فهمت. نحن من القسطنطينية نفسها. وكنا فى زيارة اقارب لنا فى بيرجاموم. كما اننى احدى امناء مكتبة القسطنطينية. ولى صلات مع ادارة مكتبة بيرجاموم. شرد يزيد فى كلماتها. ونهض وفك قيود يديها وقدميها. وجلس جوارها مرة اخرى. استغربت من صمته. واستغربت من تقلباته. منذ قليل بدا كسفاح من سفاحى الفتوحات الاسلامية. والان يبدو حملا وديعا من حملان المسيحية. اخفت اليصابات عن يزيد ان زوجها والد الفتيات وولدها البكر قد هربوا خلال اقتحام جنوده لمنزل اقاربهم. وهم بامان حسبما تعتقد. لقد اختلست نظرا للاسرى الذكور حال خروجها وبناتها من المنزل. ولم يكن من بينهم زوجها ولا والدها العجوز ولا امها ولا اخوها.. كان الاسرى من اقاربها البعيدين الذين كانوا بهذا المنزل تزورهم هى واسرتها. وبقدر ما حزنت عليهم بقدر ما فرحت لنجاح رجال اسرتها بالهرب والنجاة ولامت نفسها لانها فرحت فى مصيبة اقاربها البعيدين فى بيرجاموم. تعجبت من شرود يزيد وليونته معها الان. فاجاها بان وضع راسه الملتحى فى حجرها. واخذ يبكى مثل طفل صغير. انتابتها احاسيس شتى احاسيس بغض له لما فعله من فظائع فى اقاربها وفى رجال الاناضول واحاسيس امومة وشفقة لانه فى النهاية ابن صديقتها ميسون. كان يزيد فى صراع لا يتوقف بين تعاليم امه اليسوعية الرسولية وتعاليم والده المحمدية العربية الوثنية البدوية. واصبح منقسما لشخصيتين يزيد المسيحى الميسونى البيزنطى السريانى بكل سلامه ومحبته ونبذه للحرب وللغزو وزهده فى الحكم والسياسة والذى كان حليق الوجه وسعيدا برفض امه للحجاب ويزيد العربى الوثنى الاسلامى المحمدى الراشدى الاموى بنزعته البدوية الظلامية القمعية القتالية الوحشية الدموية التكفيرية والمؤيدة للحدود واطالته لحيته وطمره النساء فى كل مكان فى كفن الحجاب وطمعه فى السلطة ونزعته للفتك بكل منافس اسوة بابيه معاوية... كان فى تلك اللحظة جوعان للحنان لحنان امه ميسون ولحكمتها. رغم انقلابه التام عليها. ورغم انتصار يزيد الاسلامى العربى الا ان يزيد المسيحى الميسونى يظهر احيانا نادرة جدا. كهذه اللحظة. وكانت اليصابات بشبهها الشديد بامه شكلا وطباعا ومسيحية. هى اكبر فرصة تجسدت امامه ليشعر بحضور امه ربة سوريا وربة قلب يزيد الميسونى. ليشعر باليصابات كام وكامراة ايضا فهو يشعر نحوها بشعور الابن وايضا بشهوة الرجل تماما كما كان تجاه امه. |
|
|
|
|
|
|
رقم الموضوع : [8] | |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
اقتباس:
قم بس قم .هههه |
|
|
|
||
|
|
|
رقم الموضوع : [9] |
|
زائر
|
موضوعكـ جميل والقصص حقا مثيره للقراءة والاستفادة
لكن الشيء الذي ابعدني عن قراءة التاريخ هو العمل والتخصص او الذي يأخذ من وقتي كنت سابقاً احب التطلع وقراءة التاريخ شكرا لكــِ تحياتي,,ـــ |
|
|
|
رقم الموضوع : [10] |
|
عضو برونزي
![]() |
خلفاء ولكن .. لقطات من التاريخ 6
افاق يزيد من سباته فجاة مفزوعا ليجد راسه على حجر لين دافئ مثل حجر امه. هل كان يحلم ام يتوهم. ثم انتفض ونهض مبعدا اليد الرقيقة التى تمسح على شعره وخده ووجهه. ونظر بانزعاج. كانت امراة سوداء الشعر مثل امه ميسون فى ملامحها جدا. تبتسم بتواضع وتسامح. نظر اليها مدققا. اه تذكر انها اليصابات السبية البيزنطية التى سباها هى وبناتها وحفيدها. نظر اليها مستغربا تصرفاتها وخائفا منها ولائما نفسه على ضعفه. ثم رن فى اذنه كلمات المسيح التى قراتها له امه ميسون يوما من انجيل متى. "سمعتم أنه قيل: تحبُّ قريبك وتبغض عَدُوَّك. وأما أنا فأقول لكم أَحِبُّوا أعداءَكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغِضيكم. وصلوا لأجل الذين يسيئُون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناءَ أبيكم الذي في السماوات. فإنه يشرق شمسهُ على الأشرار والصالحين ويمطر على الأبرار والظالمين. لأنهُ إن أحببتم الذين يحبونكم فأيُّ أجرٍ لكم. أَليس العَشَّارون أيضًا يفعلون ذلك. وإن سلَّمتم على إخوتكم فقط فأيَّ فضل تصنعون. أَليس العَشَّارون أيضًا يفعلون هكذا. فكونوا أنتم كاملين كما أن أباكم الذي في السموات هو كامل". وكأنما قرات اليصابات ما يدور بخلد يزيد فقالت له بصوت رخيم كأنما امه بعثت للحياة امامه من جديد.. من رسالة بولس الاولى الى اهل كورنثوس. " الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ." ثم اكملت وهى تمسح على شعره بامومة. "اَللهُ مَحَبَّةٌ، وَمَنْ يَثْبُتْ فِي الْمَحَبَّةِ، يَثْبُتْ فِي اللهِ وَاللهُ فِيهِ" "فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ، مُحْتَمِلِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَمُسَامِحِينَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا إِنْ كَانَ لأَحَدٍ عَلَى أَحَدٍ شَكْوَى. كَمَا غَفَرَ لَكُمُ الْمَسِيحُ هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا" نهض يزيد غاضبا وانصرف دون كلمة. ودون ان يرى الفتاتين او يتكلم معهما. ابتسمت اليصابات فى تواضع هائل. وهى تعلم انه سيعود مرارا وتكرارا. كان يزيد فى نيته اذلال هذه المراة البيزنطية الاناضولية المسيحية المثقفة. واغتصابها هى وبناتها. وبيع حفيدها فى سوق الرقيق. لكنه لم يستطع. لم يقوى على ذلك. هل ضعف ام ماذا. انها تذكره بامه بشدة. كم اشتاق لها ولكلماتها وتعاليمها. كم اشتاق للبقاء معها. لا لن يتعرض لهذه المراة ولا اسرتها بسوء. هل يتزوجها سرا عن ابيه. لتكون حكيمته ومستشارته فى الملمات. هل لديه امل ان تكون كاللجام تكبح جماح امويته وبداوته وعروبته واسلامه. هل لديه امل بعدما باع نفسه لمحمد والراشدين ولابيه وبنى امية ان يعود الى المسيح. كم يحسد امه ويحسد اليصابات ايضا على انهن قاومن اباه وقاومن كل هذه "الفتوحات الاسلامية" التى كان اهم غرض لها تغيير نفوس الشعوب المقهورة المحتلة عربيا ليصبحوا مسلمين عرب يهاجمون المسيحية والغرب ويتم قطع صلتهم بالجانب الاوروبى الغربى من الامبراطورية البيزنطية. وينظرون بالعين الاسلامية العوراء التى تهاجم اسرائيل وامريكا وتتهمهما بالاحتلال والاستيطان وطرد الهنود الحمر وتغيير اسم فلسطين. لكنها تتعامى عن الاحتلال العربى لاسبانيا وتفاخر به والاحتلال العثمانى الاستيطانى لبيزنطة لاسيا الصغرى والاناضول وتغيير اسم الدولة وتحويل كنائسها الى مساجد. والاحتلال العثمانى الفاشل لليونان والبلقان وحتى النمسا. لم يكن يزيد يعلم ذلك كله بالطبع وان كان ذلك غرضه وغرض الراشدين والامويين محو ذاكرة الشعوب المغزوة او المفتوحة. وغسل مخهم مع الوقت. واحلال واستبدال دينهم ولغتهم وحضارتهم وعاداتهم. كم كان يزيد يتمنى ان يعود للجانب المضئ مرة اخرى ويبتعد عن الغزو والسبى والسياسة والسلطة. ان يعود الى حزب ميسون. حزب السلام والمحبة والتسامح والحياة الوادعة القانعة فى بادية تدمر. وشعر بان اليصابات ستمنحه الامل ان يشعر بانه بالفعل عاد الى حضن امه وباديتها وسريانيتها ومسيحيتها.. فجاة القى يزيد كل ما يفكر فيه وراء ظهره. وقرر التسلل الى حجرة اخته عاتكة والحجرة المجاورة التى تقيم فيها اخته رملة. كانت اختاه من ام اخرى احداهما ابنة فاختة بنت قرظة والاخرى ابنة كنود بنت قرظة فهما شقيقتان له من جهة ابيه معاوية فقط. كانت بارعتى الحسن كما ينبغى لاميرتين امويتين. وكانت عاتكة لا تزال غير متزوجة. بينما رملة متزوجة من عمرو بن عثمان بن عفان وحبلى بطفل. كانت عاتكة بنت معاوية تقيم فى دمشق وقد ذهبت للحج هذا العام وعادت ولها قصة من شاعر مكى قرشى جرئ يدعى ابو دهبل. شبب بها وتغزل بها فى شعره حين راها. لكنها انكرت القصة تماما. ولكن يزيد لاحظ انها كل اسبوع تخرج ليلا متسللة من البيت ثم تعود قرب الفجر. فكر فى ان يتعقبها ... لكنه لم يهتم كثيرا بالامر. سوى انه لفت نظره لجمالها العجيب. لكن معاوية علم بامر ابى دهبل وانه لحق بعاتكة الى دمشق واقام فى بيت فيها. وان عاتكة تتسلل اليه ليلا لتزوره ويتناجيان فى الغرام وقد نما الحب بينهما واهدته بعض الهدايا لاعجابها بشعره الذى قاله فيها. فى مكة وتغنى بها المغنون هناك. حيث كان ابو دهبل متنورا ومتحررا يعيش حياة اقرب لعيشة الجاهلية والامويين حيث يصطاد الجوارح ويشرب النبيذ وانتشر الغناء والموسيقى فى مكة والمدينة فى عهده كم نحتاج فى قرننا الحادى والعشرين وفى الكيان السعودى الداعشى لمثل ابى دهبل. اني دعاني الحين فاقتـادني حتى رأيت الظبى بالباب ياحسنه إذ سبني مدبراً مستتراً عني بجلباب سبحان من وقفها حسرة صبت على القلب بأوصاب يذود عنها إن تطلبتـها أب لها ليس بوهاب أحلها قصراً منيع الــذرى يحمى بأبواب وحجاب لكن معاوية كاى حاكم يرى نفسه واسرته فوق الرعية وذوى دم ازرق. يحتقر اى مبدع او شاعر واى من العوام. هم وظيفتهم فقط ان يحكمهم وينهبهم او ينعم عليهم ببعض الفتات وقت البيعة او تولية العهد لابنه. اما ان يتجرا ويحب ابنته وابنته تحبه ويتزوجان. فهذا مستحيل.. فقام بتشديد الحراسة على عاتكة ومنعها من الخروج. فمرض ابو دهبل بسبب اشتياقها لها وعدم تمكنها من الذهاب اليه. فانشد. طال ليلى وبتُّ كالمحزون ومللت الثواء في جيرون وأطلت المقام بالشام حتى ظن أهلي مرجمات الظنون فبكت خشية التفرق جمل كبكاء القرين اثر القرين وهى زهرة مثل لؤلؤة الغواص ميزت من جوهر مكنون واذا ما نسبتها لم تجدها في سناء من المكارم دون صم خاصرتها إلى القبة الخصراء تمشي في مرمر مسنون وبلغت القصيدة عيون وجواسيس معاوية الذين ينثرهم فى كل انحاء دمشق وانحاء الامصار كلها. فاستدعى ابا دهبل مع بعض الناس. وصرفهم واحتجز ابا دهبل وقرا عليه قصيدته الاخيرة. واوضح له انه يعلم انه يقصد بها ابنته عاتكة فانكر ابو دهبل فى خوف لما يعلمه من بطش معاوية بمعارضيه وخصومه بالسم انها له. وابعده الى مكة. وهناك اشتاق لعاتكة مرة اخرى وانشد قصيدة اخرى.. لكن معاوية ذهب اليه هذه المرة واعطاه مالا ليتزوج قريبة له. حلول معاوية المال او السم كالعادة... وهكذا يتبين لنا فارق اخر بين معاوية وعلى او عمر او ابو بكر او حتى محمد نفسه فمعاوية اصبح امبراطور يتعالى على سائر العرب ولا يطيق تزويج ابنته لاحد من خارج بنى امية او لشاعر او انسان بسيط مكى او مدنى. اما هؤلاء الراشدون ومحمد فلم يكونوا بمثل هذا التعالى تجاه العرب رغم دمويتهم ووحشيتهم فى التعامل مع القبائل المرتدة عن الاسلام ومع مسيلمة بن ثمامة بن حبيب ومع الشعوب البيزنطية والفارسية. اما رملة بنت معاوية فهى تقيم فى المدينة المنورة ولكن تزور دمشق بين وقت واخر. وهذه المرة كان يعلم تفاصيل واسباب الزيارة غير الاعتيادية مصطحبة معها ابنها عثمان وحبلى بطفل اخر. وسبب الزيارة أن مروان بن الحكم جاء إلى عمرو بن عثمان ليعوده في مرض ألم به، وبعد انصراف الزائرين من عنده قال لعمرو بن عثمان: يا عمرو، ما أخذ هؤلاء - بني أبي سفيان بن حرب - الخلافة إلا باسم أبيك، فما يمنعك أن تنهض بحقك؟ فنحن والله أكثر منهم رجالا.. منا فلان، ومنهم فلان.. وظل يعدد رجالا.. ثم قال: ومنا فلان وهو فضل وفلان فضل، فعدد فضول رجال بني أبي العاص على رجال بني حرب. وسمعت رملة بنت معاوية ما قاله مروان بن الحكم لزوجها وتحريضه إياه على منازعة أبيها في الخلافة. وحين تماثل زوجها للشفاء، وذهب إلى أداء فريضة الحج ذهبت رملة إلى أبيها بالشام، وتعجب معاوية من زيارتها في موسم الحج فقال لها: مالك يا بنية: هل من شي؟ قالت: لا شيء يا أبي. وصمتت رملة تعلو وجهها امارات الحزن. فقال معاوية: يا بنية هل طلقك زوجك. قالت: لا يا أبت.. هو ضنين بي. فقال لها: إذا ماذا دهاك يا بنية؟ وحكت رملة لأبيها ما حدث من مروان بن الحكم لزوجها وقالت: يا أبت مازال يعد فضل رجال أبي العاص على بني حرب حتى عد ابني عثمان وخالدا ابني عمرو، فتمنيت أنهما ماتا. فقال معاوية: يا بنية آل سفيان أقل حظا في الرجال.. فلا تخافي ولا تحزني. وأرسل معاوية إلى مروان بن الحكم بالمدينة رسالة قال له فيها: أواضع رجل فوق أخرى يعدنا عديد الحصى ما إن تزال تكاثر وأمكم تزجي تؤاما لبعلها وأم أخيكم نزرة الولد عاقر وأشهد يا مروان أني سمعت رسول الله يقول: إذا بلغ ولد الحكم ثلاثين رجلا، اتخذوا مال الله دولا، ودين الله دخلا، وعباد الله طولا والسلام. ورد عليه مروان بن الحكم: أما بعد يا معاوية فإني أبوعشرة، وأخو عشرة وعم عشرة والسلام. وهكذا شاءت الظروف ان تجتمع الاختان فى قصر ابيهما مع يزيد. الاولى عاتكة مكسورة القلب بسبب تسلط ابيها وعنجهيتها وتعاليه على اصوله القرشية وتصرفاته كامبراطور وابعاده حبيبها عنها. والثانية رملة خائفة على ابيها من زوجها وتكاد تطلب الطلاق لانه فكر مجرد التفكير ان ينازع اباها الخلافة. علاقتها متازمة. وقررت الاعتكاف فى دمشق لبعض الوقت شهرا او شهورا حتى تهدا ثائرتها وتؤدب زوجها وترى ماذا تقرر فى نهاية الامر اتستمر معه ام تطلب الطلاق. كانت عاتكة لسنوات ثمان يراها يزيد تكبر وتستحيل فتاة فاتنة ذات جاذبية حسية عالية امام عيونه. ولكنه كان منشغلا بالزواج وبحصار القسطنطينية لسنوات. والان اصبحت ثمرة شهية تغرى كل قاطف باكلها.. غار بشدة لما علم بقصة ابى دهبل بعدما كان لا يكترث فقد كان يظن ان تسلل اخته ليلا هو لزيارة بعض صويحباتها والحديث فى اسرار البنات بعيدا عن رقابة الاب والاخ. لكن لما علم بالامر وبان عاتكة تحب ابا دهبل حرض اباه على التصدى له. حتى شعر بالطمانينة لما طمانه ابوه. لقد خلا الطريق له وليطرق على الحديد وهو ساخن. رملة ايضا لم تكن بمناى عن عيون اخيها يزيد رغم انها اكبر منه قليلا. وكان جمالها اكثر وقارا ونضوجا من عاتكة. وازداد جمالها بحملها. شعر يزيد بالدماء تغلى فى عروقه وهو يتخيل كيف سيغوى اختيه واحدة واحدة على حدى. وينال منهما وطره. ولو بالغصب. سيبدا اولا باستعمال النعومة والاغواء الخفيف. خصوصا مع عاتكة. وسيستعمل الشعر ايضا فهو شاعر لا يقل براعة عن ابى دهبل. ما دام يعجبها الشعر الى هذا الحد. فان لم يفلح معهما الرقة سيستعمل العنف وهو قادر عليه. ولكن لابد له ان يفعل ذلك فى غياب ابيه فى الحج. جلس يزيد فى غرفته وحده قليلا يفكر فى ذلك وتجنب الذهاب الى حريمه والى اليصابات خصوصا. واحتسى بعض النبيذ من كاسه الذهبى البيزنطى الاصل. كان شرها فى معاقرة الخمر منذ مجيئه ليقيم فى بلاط ابيه. ولعله ورث هذه العادة من معاوية نفسه. راه ابوه مرات وهو يعاقر الخمر بشراهة فنصحه بالحرص الشديد بما انه معاقر قديم ومحترف للخمر نصحه بالا يفعل ذلك يوم الجمعة او فى العيدين لكى يتمكن من امامة الناس فى الصلاة دون ان يفتضح امره. كذلك نصحه ان يقصر شرب النبيذ على اوقات الليل بعدما ينتهى من جلوسه معه فى بلاطه ومحادثته لبطانته. ايضا لئلا يشيع بين الناس ان يزيد الصالح الورع يشرب الخمر. وتضيع سنوات من عمل معاوية لتلميع ابنه وخصوصا مع وجود خصوم الداء فى المدينة مكة مثل ابن الزبير والحسين وابن عمر وابن ابى بكر الخ. وابناء الصحابة عموما سيتصيدون اى شئ وبذلك يمنحهم يزيد الفرصة للتشهير به واسقاط حكمه وشرعيته بين المسلمين المتزمتين فى الحجاز. وايضا الجاليات الاسلامية الاقلية فى الامصار التى لا تزال بسكانها ذات غالبية زرادشتية ومسيحية ساحقة. لم يعرف يزيد هذه الغزارة والوفرة من النبيذ فى بادية تدمر مع امه. فلم تكن ميسون تسمح له فى سنه الصغير من الاقتراب من النبيذ كانت هى تشرب القليل باعتدال. ولم يعرف يزيد طعم النبيذ سوى مرات قليلة محدودة فى طقس التناول والافخارستيا فى الكنيسة حين تصطحبه امه اليها. كانت ميسون تمنع النبيذ عنه ماعدا الافخارستيا وهى رشفة قليلة من الكاس. لامرين الاول انه حديث السن حدا وقد يضره النبيذ. ثانيا لئلا يعتاد شربه منذ الصغر فيبلغ ويكبر مدمنا عليه بشدة. وعندما اتى الى ابيه واقام عنده بعد وفاة امه مباشرة. انخرط فى شرب النبيذ. ولم يكن يصلى الصلاة الاسلامية طيلة حياته. تماما مثل ابيه. ولكنه ايضا امتنع عن زيارة الكنائس بعد وفاة امه وانقلبت توجهاته الى وثنية عربية اقرب للادينى عروبى اسلاموى من ذلك النوع المؤيد لاوباما واردوغان وللعروبة وفلسطين وقمع الحرية الجنسية. لكن ابوه كان حريصا ومنافقا ببراعة عنه. واوصاه ووجهه لكى يظهر امام مسلمى دمشق الاقلية وامام الاقليات الاسلامية العربية فى الامصار العراق وفارس ومصر وسوريا والاكثرية العربية الاسلامية فى الحجاز بمظهر المسلم المصلى الذى لا يشرب الخمر ويبجل الله ومحمدا. والخليفة الراشدى الخامس او السادس والصحابى بن الصحابى وابو الصحابى وكاتب الوحى وراوى الاحاديث كما لقبه لاحقا السنة وحنابلتهم وابن تيميتهم وازهرهم واخوانهم وسلفيوهم. ومحو كونه وابيه من الطلقاء نهائيا. والتشكيك فى روايات المؤرخين الثقاة عن استعماله السم لقتل خصومه كمالك الاشتر والحسن بن على. وكان حريصا على استدعاء ابى هريرة ليؤلف له بعض الاحاديث النبوية لدعم الخلافة وبنى امية ولدعم معاوية ذاته ولماذا ابو هريرة حتى فليروى معاوية بنفسه بعض الاحاديث الملفقة التى يراها الازهر واخوانه وسلفيوه وسعوديوه اليوم صحيحة. ومن يجرؤ على تكذيب الخليفة ومولانا امير المؤمنين. بعد ايام ومع غرة ذى القعدة ودع معاوية ابنه يزيد وابنتيه عاتكة ورملة. مرتحلا لاداء فريضة الحج الذى اداها كثيرا فى اشهر الحج الاخرى وليس بذى الحجة فقط من اجل المزيد من تمثيل دور المسلم المتقى امام الاكثرية الاسلامية المتزمتة فى الحجاز وعيونها فى دمشق والامصار المغزوة غير العربية ولا الاسلامية. اخيرا قد خلا الجو ليزيد مع اختيه. وفى تلك الليلة ودون الخوض فى تفاصيل جاء الصباح ويزيد يعدل عمامته وجلبابه وعباءته خارجا من غرفة عاتكة الجالسة ممزقة ثياب النوم الشفيفة تبكى فى حرقة وصمت والفراش تحتها غارق بدم عذريتها وسوائل اخرى. ولم تكن رملة بالغرفة المجاورة بالحال نفسه اذ كانت تحتضن ولدها وجسدها العارى بابتسامة وسرور. عاتكة رفضت وغصبت وقهرت. واما رملة فرحبت واستمتعت وشاركت وتعاونت. هدد يزيد اخته عاتكة باشد العبارات بانها لو اشتكت لابيها او لاى احد. سيتهمها بالزنا مع ابى دهبل او اى احد لا يهم. وسيجلدها دون رحمة مئة جلدة. او يحكم عليها بالتعزير لانها فضحت بنى امية واسرة الخليفة فيحكم بصلبها او رجمها حتى الموت. تكررت زيارات يزيد للاختين طوال فترة غياب ابيه فى الحج بذى القعدة وذى الحجة وخصوصا عاتكة لانه كان يعشق الاغتصاب عشقا جنونيا ويحب دموع النساء وتوسلاتهن ولعناتهن له ويحب صفعاته لهن وظهور علامات اصابعه حمراء على وجوههن واجسادهن بل وجرح بشرتهن ونزول دمائهن من وجوههن. لم يكن يهوى السهلة والموافقة كثيرا. بل يحب اذلال وكسر انف المراة الرافضة او الكارهة له. وكان يضع فى كعثب عاتكة عقارا خاصا اعطاه اليه طبيب ابيه السريانى حين قال له انه يعرف فتاة عذراء ولا يريد لها ان تحمل منه. لما عاد ابوه كان يزيد قد مل من عاتكة واستمر مع رملة. ورغم كل محاولاته وحرصه على اخفاء السر. الا ان زياراته الليلية الغامضة لغرفتى عاتكة ورملة قد بلغ مسامع بعض الخدم وتناقلوا الخبر حتى بلغ ابناء الصحابة فى مكة والمدينة. تماما مثلما انتشر خبر معاقرة يزيد للخمر وامتناعه عن الصلاة الاسلامية. لكن مع الة معاوية الدعائية الرهيبة تمكن من تحويل هذه الحقائق الى مجرد اشاعات وتخرصات لحاقدين. واصبحت مجرد اقاويل لا سند لها وعارية من الصحة. وبخ معاوية ابنه على هذه الشائعات وتعجب منها. كذبها يزيد وسال الاب ابنتيه فانكرتا تماما. عاتكة خوفا من تهديدات يزيد. ورملة حبا لما يفعله بها يزيد. اخيرا وضعت رملة حملها واسمته خالد. وقررت العودة الى زوجها عمرو بن عثمان فى المدينة المنورة. وتنفست عاتكة الصعداء حين مل منها يزيد وتركها لحال سبيلها تحاول مداواة الجروح التى تؤلمها فى جسدها ونفسها ولتنسى ما جرى. رغم الة معاوية الدعائية والترهيبية والترغيبية الرشوية الرهيبة الا ان النار بدات تندلع تحت الرماد وبدات الثورة تحت المدن الهادئة. خصوصا عند الصحابى عبد الله بن حنظلة غسيل الملائكة والذى خطب بالمدينة المنورة بعد سنوات قليلة بعد وفاة معاوية وتولى يزيد الخلافة خطبة لخص فيها موقفه من يزيد قبيل وقعة الحرة قائلا. فوالله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا أن نُرمى بالحجارة من السماء، إن رجلاً ينكحُ الأمهات والبنات والأخوات ويشرب الخمر ويدع الصلاة والله لو لم يكن معي أحدٌ من الناس لأبليت لله فيه بلاءً حسنا. |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| لقطات, التاريخ, خلفاء, ولكن |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| قرآنيون...ولكن... | حكمت | العقيدة الاسلامية ☪ | 61 | 05-30-2019 10:54 PM |
| ضاحي خلفان وسيم يوسف وصحيح البخاري | Mazen | ســاحـــة السـيـاســة ▩ | 0 | 03-14-2019 07:58 PM |
| حلفاء الملحد الحقيقيون في إصلاح الإسلام | binbahis | العقيدة الاسلامية ☪ | 18 | 12-13-2016 08:38 PM |
| اقرأ,ولكن | freethinking | حول الإيمان والفكر الحُر ☮ | 3 | 04-06-2016 09:28 PM |
| ترتيب خلفاء الله | نور الرحمن | العقيدة الاسلامية ☪ | 22 | 02-09-2016 09:28 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond