![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
باحث ومشرف عام
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
["محمد يتلقى الوحي من جبريل" – من كتاب "خلاصة أخبار الأيام" لرشيد الدين، تبريز 1307] [منقول بتصرف: أنظر المقدمة العامة] إن الدين عند الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم 1. منذ أكثر من ألف وأربعمئة سنة بدأ الإسلام وانتشر واتباعه اليوم يربون على ألف ومئتي مليون نسمة موزعين في قارات العالم كلها. لكن هذا الدين لم يخضع للتمحيص والبحث والتدقيق إلا حديثا أي منذ ما يقرب من مئتي سنة فقط عندما تجرأ باحثون لمناقشة أصوله ومصادره وأركانه وشخوصه ونصوصه. 2. في التقليد الإسلامي المعروف يشكل النص القرآني وشخصية الرسول نقطتي الارتكاز الرئيسيتين التي ينتصب عليهما الإسلام. فهو خاتم النبيين وخلاصة النبوة والإنسان الكامل والأسوة الحسنة. لكن العلماء في العقود الأخيرة بدأوا يشككون في كثير من المسلمات. منذ البداية رأينا كيف أن الرواية الإسلامية التقليدية لا تصمد أمام البحث والتمحيص. فالقرآن الذي ينسبه التقليد الإسلامي إلى الوحي السماوي كانت نصوصا متفرقة جمعت من المصادر المتوفرة في البيئة الدينية في القرنين السابع والثامن ليكون كتاب قراءات للنصارى الذين تبنوا مواجهة المسيحية الهللينية رافضين مقررات مجمع نيقية وملزمين أنفسهم شريعة موسى وتوراة اليهود إلى جانب إنجيل المسيح من دون الإيمان بألوهيته أو بعقيدة الخلاص المسيحية التي بلورها بولس الرسول. 3. وكما كان القرآن مثار بحث وتمحيص كذلك كانت شخصية نبي الإسلام. فشخصية هذا النبي تبدو شخصية وهمية تم اختلاقها وبالتالي ليست شخصية حقيقية وان محمدا كشخصية تاريخية لا وجود لها. وإن كلمة محمد لم تكن اسم علم وإنما كانت في البداية وصفا ليسوع المسيح الذي كان النصارى يعتبرونه نبيا ورسولا. وعندما شكك محمد كاليش بوجود محمد تاريخيا قال إنه يصعب الرجوع إلى محمد تاريخي محتمل بل إلى إيمان ثيولوجي أنتجته مراحل صيرورة متأخرة. وقد جُعل محمد مجرد أرضية مشروع أسقطت عليه كل الرؤى الثيولوجية والفقهية وكل طائفة نسبت تشريعها وفقهها إلى النبي والشخصيات الأخرى المؤثرة المرافقة له. 4. ويتساءل الباحثون إذا كان محمد شخصية غير موجودة فعلا فلماذا يتم اختراعه أصلا؟ ففي الأدبيات غير الإسلامية وعند الحديث عن السيطرة العربية على البلاد لم تكن هناك أي إشارات إلى الديانة التي يعتنقها الحكام الجدد. المصادر السريانية لا تشير إلى شخص محمد بأي إشارة ولا تتحدث عن أي إسلام بل عن غزو عربي ولم يلتفت أحد لوجود دين باسم الإسلام. التفسير المحتمل كما يرى بعض الباحثين في الموضوع هو أنه لما كان لكل دولة أو إمبراطورية دينها الخاص بها أراد العرب أن يكون لهم دينهم الخاص. فكما كان للبيزنطيين مسيحيتهم الهللينية وللفرس زرادشتيتهم صار للعرب إسلامهم. وقد يكون الإسلام بالفعل سابق لمحمد. أي أن العرب الذين قننوا النصرانية الشرقية المعادية للمسيحية الهللينية لتكون متوافقة مع اليهودية الموسوية أرادوا أن يكون لهم نبي ورسول. وافتقار العرب إلى نبي وكتاب أسوة بغيرهم من الأمم وباليهود دفعهم إلى ترجمة وتأليف كتاب مقدس واختلاق سيرة لنبي لم يره أحد ولم يترك أثرا. وبما أن النصرانية كانت تعتبر يسوع مجرد نبي رسول فقد حولت صفته التي كانت تعطى تمجيدا له "محمد عبده ورسوله يسوع المسيح" إلى اسم علم تجسدت فيه شخصية صارت مع الوقت محمد بن عبد الله ومن ثم نسج حول هذه الشخصية ما نسج. 5. شخصية محمد لم تكن معروفة حتى منتصف القرن السابع. ولم يكن هناك أي حديث عن الإسلام كدين مستقل أو عن كتاب الإسلام ككتاب عقيدة وكذلك لم يكن هناك نبي رسول باسم محمد. بدأت قصص محمد بالانتشار لتبرير الإمبراطورية التوسعية للعرب ولإعطاء هذا التوسع بعدا لاهوتيا وتبريرا دينيا. لهذا السبب نشأ الإسلام كدين سياسي فهو إيمان مسيس والمظهر السياسي للإسلام برز قبل المظهر الديني. ويرى سبنسر أن الإسلام كما نعرفه كان مجرد وسيلة توضيحية للنجاحات العسكرية والسياسية للعرب في القرن الذي سبق أي انه ثيولوجيا متأخرة. وفي كتابها خليفة الله تقول باتريشيا كرونة إن هناك ثمة حقيقة ملفتة وهي أن الوثائق التي عاشت منذ العهد السفياني لا تذكر على الإطلاق اسم رسول الله. أي أنها لا تأتي على ذكر عبارة رسول الله مطلقا. البردية لا تشير إليه، النقش العربي للمسكوكات العربية الساسانية تذكر الله وليس رسوله، كما أن المسكوكات البرونزية العربية البيزنطية التي ذكر فيها محمد كرسول الله والتي نسبت في السابق إلى المرحلة السفيانية تنسب الآن إلى المرحلة المروانية. حتى شواهد القبور تشير إلى الله وليس رسول الله وكذلك نقش معاوية في الطائف. ولذا فإنه في المرحلة السفيانية لم يكن للنبي أي دور. 6. أثار محمد سفن كاليش ضجة كبيرة في أوروبا عندما أعلن أن محمدا كشخص تاريخي يصعب إثبات وجوده ويرجح انه اختراع أسطوري مثله مثل الديانتان الأخريان اليهودية والمسيحية. لكنه في الوقت نفسه يقول إنه مثلما يصعب البرهنة على وجوده يصعب أيضا البرهنة على عدم وجوده لكنه في النهاية يرجح عدم وجوده ويقول إنه ما لم يتوفر دليل أركيولوجي على وجوده فلا يمكن حسم مسألة وجوده من عدمها. ولهذا ثارت عليه الجالية الإسلامية في أوروبا وأخرجته الجامعة من بين صفوفها. ويرى كاليش انه لا توجد أي وثائق أصلية من القرنين الهجريين الأولين والمصادر التي يمكن الوثوق بها تبدأ اعتبارا من القرن الهجري الثالث. 7. ولكن إن كان محمد غير موجود تاريخيا فمن أين أتت كل تلك السير والأحاديث؟ لقد ذهب بعض الباحثين إلى أن محمدا كان صناعة أسطورية متأخرة حتمتها الظروف العقائدية والاجتماعية للإمبراطورية العربية الناشئة. وقد رأينا في فصول سابقة كيف أن العرب عندما استقلوا عن البيزنطيين وعن الفرس وأقاموا دولتهم في المشرق تبنوا النصرانية الملتزمة شريعة موسى وإقامة التوراة والإنجيل معا. وبعد الاستقلال السياسي كان لا بد من الاستقلال الديني. يرى بعض المستشرقين أن شخصية محمد مختلقة من أساسها ولم تكن إلا شخصية مخيالية احتاج إليها الغزاة من العرب الذين احتلوا بلاد غيرهم فكان هذا الشخص هو البطل الحضاري تماشيا مع حضارات أخرى كانت سبقت في خلق الأبطال والزعماء الأسطوريين. آخرون من المهتمين بهذا الأمر أشاروا إلى أن إنكار وجود محمد إنكارا قطعيا لا يمكن أن يكون منطقيا لذلك فهم يرون انه كان هناك أكثر من شخصية بهذا الاسم وفي أماكن مختلفة وعندما اكتمل الدين الجديد تم دمج سير هؤلاء الأشخاص في شخصية واحدة يلتف حولها المؤمنون الجدد. 8. تبدو أي دراسة لحياة محمد كما نعرفها الآن مستحيلة أو قاصرة. فالمعطيات المادية بالمعنى الحرفي أي البراهين الأركيولوجية معدومة. أما المعطيات النصية فلا يمكن الركون إليها لأنها تنطوي على فجوة زمانية هائلة تفصل بين زمن وقوع الأحداث أو ما يفترض أنها أحداث وزمن تدوينها والارتقاء بها إلى مستوى الشهادة التاريخية الجديرة بالاعتماد. فكتاب سيرة رسول الله الذي وضعه ابن اسحق عام سبعمئة وخمسين لا يمكن الثقة به فهو موضوع بعد أكثر من مئة وعشرين سنة من وفاة محمد المفترضة. 9. في السنوات الأخيرة نشر روبرت سبنسر كتابا أثار جدلا واسعا كان عنوانه: "هل وجد محمد؟ بحث في أصول الإسلام الغامضة". في هذا الكتاب يجادل سبنسر بانه في السنوات الستين ما بين 630 و690 لم يكن هناك أي ذكر لمحمد أو للقرآن من قبل الغزاة العرب. وهذا الصمت عن ذكر محمد طوال تلك المدة أمر مريب. وهو يرى أن وجود محمد يشبه وجود روبن هود لكن القصص التي حيكت حوله وضعتها الفئات المتنافسة وقام بتوثيقها مؤلفون مسلمون أضافوا إليها القصص المختلفة التي وجودها في التراث الشعبي لأسباب سياسية. أحد أسباب تشكك سبنسر بشأن محمد هو أن القرآن لم يذكره سوى أربع مرات بدون أي تفاصيل بشأن الشخص التاريخي. ولذا فإن وصف محمد قد يكون مجرد وصف تبجيلي للمسيح من قبل فئات معينة من المسيحيين الموحدين أي النصارى. 10. تأخذ الرواية الإسلامية الرسمية وجود محمد الفعلي أمرا مسلما به. قليلون يشككون بوجوده الفعلي. فما هي المؤشرات الضعيفة في الرواية الإسلامية التقليدية؟ لا توجد أي إشارة إلى وفاة محمد إلا بعد حوالي مئة سنة من تاريخ حدوثها المفترض. مثلما لا توجد أي سجلات معاصرة لفترة حياته المفترضة. كما أن التراث الشفهي المنسوب إلى محمد تضاعف كثيرا عبر السنين بدلا من أن يتواتر متماثلا متماسكا عبر الأجيال. كذلك فإن كتابات الشعوب التي غزاها العرب لم تشر لا إلى الإسلام ولا إلى محمد ولا إلى القرآن. بل سمي الغزاة بالإسماعيليين أو السراسين أو المهاجرين أو الهاجريين ولم يدعوا مسلمين أبدا. 11. غير أن الذين يسلمون بوجود محمد التاريخي يرون أن أي دعوة أو طلب لإثبات وجوده غير ضرورية لوجود كل تلك النصوص التي تتحدث عنه. لكن تلك النصوص تم وضعها بعد مئة إلى مئة وخمسين سنة على الأقل من وفاته المفترضة التي تتحدث عنها تلك النصوص. وهذه حقيقة لا يلتفت إليها المسلمون غالبا. وعندما يتحدثون عن محمد لا يخطر ببالهم أن أول كتاب فقهي وضع في التراث الإسلامي وهو الفقه الأكبر لابي حنيفة وضع عام 752 أي بعد وفاة محمد بمئة وعشرين سنة. كما أن معظم الكتابات التي وضعت في القرن التاسع منقولة من كتب وضعت في القرن الثامن تتحدث عن محمد الذي توفي في منتصف القرن السابع. كما أن كتب السيرة تنقل عن كتب سبقتها لم تعد موجودة - هذا إن وجدت أصلا. فهذا ابن هشام مثلا الذي وضع سيرة لمحمد نقلا عن سيرة ابن اسحق يعترف انه لخص واختصر وأضاف وغير في النص الأصلي الذي أخذ عنه في حال وجد ذلك الكتاب الأصلي المنسوب لابن اسحق. إن كثيرا من المعلومات الواردة في سيرة محمد كما ينص عليها التقليد الإسلامي موضع شك. فما وضعه ابن اسحق كان روايات شفهية ومعظمها موضوع من قبل الرواة أنفسهم. وعندما تدور رواية السيرة مدة مئة عام شفاهة قبل تدوينها فمن يضمن أن تدوينها كان دقيقا ولم يعتريه أي تحريف؟ 12. في ثلاثينيات القرن العشرين نشر مستشرق روسي كتابا بعنوان "هل وجد محمد؟" قال فيه إن معلوماتنا عن محمد متأخرة جدا وان سيرة حياته عبارة عن خيال نشأ من فكرة تفسير الأساطير عبر الثقافة المحلية لان كل الديانات بحاجة إلى وجود مؤسس. أما المستشرق الروسي الآخر تولستوف فيرى أن أسطورة محمد تتشابه مع تأليه ياكوتس والهدف منها توحيد القوى السياسية والتجارية والقبائلية لضمان وصول الطبقة الأرستقراطية للحكم. كما يرى موروزوف وهو روسي أيضا أن محمد التاريخي غير واقعي تماما مثلما أن يسوع غير تاريخي. ويعتقد أن الخلفاء الراشدين أيضا مجرد أساطير لان الإسلام كان شكلا من أشكال اليهودية حتى وقت الحروب الصليبية. 12. يعتقد باحثون أن افتقاد التفاصيل الموثقة للسجلات التاريخية والمواد البيوغرافية اللاحقة عن نبي الإسلام والجو السياسي والديني الخيالي الذي تطورت فيه تلك النصوص تفترض أن محمداً الذي يعرضه التقليد الإسلامي لا وجود له. كما أن يهودا نيفو وجوديث كورين وضعا كتابا تناول قضية الوجود التاريخي لمحمد وخلصا فيه إلى أن محمد لم يوجد أبدا أو على الأقل إن وجد فإنه لم يكن على الشكل الذي يعرضه لنا التراث الإسلامي المعروف. إسماعيل أدهم كاتب سوداني يقول في كتابه "من مصادر التاريخ الإسلامي" انه وجد للرسول حياة ليست كما تصورها لنا كتب السيرة. وهو يرى أن سيرة الرسول ابتدعتها العقول خلال القرنين الأول والثاني الهجريين فظهر من خلال ذلك التاريخ الإسلامي وسيرة الرسول مختلطة مادتها بالأقاصيص اختلاط قليل من الحقائق بكثير من الأوهام. كما يؤكد أن ما يعرف بنسب الرسول مختلق وان اسم عبد المطلب لم يكن لشخص بل اسم لصنم. 13. يربط المسلمون الآن شهادة لا إله إلا الله بشهادة أن محمدا رسول الله. لكن طوال أكثر من ستين سنة من وفاته المفترضة لم يكن اسم محمد يذكر مع هذه الشهادة. بل كان هناك إيمان توحيدي نصراني تطور من مفاهيم مسيحية ويهودية بأسلوب خاص. الشهادة المحمدية لم تظهر إلا في الفترة المروانية وظهرت فجأة كإعلان وحيد رسمي للشهادة الإيمانية. وحتى هذه وجدت على مسكوكة من العملة المعدنية ومع ذلك فكلمة محمد في هذا النقش لم تفسر على أنها اسم علم لشخص أو لنبي بل استخدمت وصفا ليسوع المسيح عبد الله ورسوله بحسب النصرانية [لقد ورد اسم محمد في هذه النقود جنباً إلى جنب الصليب - المسعوديٍ. كما يشير وانزبرو أيضا إلى أن اسم محمد كان مجرد وصف إضافي لاسم يسوع. وتشير بعض المصادر إلى أن ثمة رسالة منسوبة لعمر ابن الخطاب موجهة إلى كسرى يدعوه فيها للإسلام لا يوجد فيها اسم محمد. 14. لقد كانت باتريشيا كرونة ومايكل كوك أول من نبها إلى دور عبد الملك بن مروان في ظهور الإسلام واختلاق رسوله. كتبت باتريشيا كرونة العديد من المقالات والكتب والدراسات التي تناولت الإسلام المبكر. وهي ترفض سيرة محمد كما ترويها كتب التراث الإسلامي وتستغرب من عبارة قالها المفكر الفرنسي أرنست رينان الذي أشار إلى أن الإسلام ظهر في ضوء التاريخ وتقول إن التاريخ مظلم تماما عن بدايات الإسلام. وترى كرونة أن قصة الإسلام وضعت في عهد عبد الملك بن مروان كاختلاقات متأخرة وتم إعادة بناء قصة الفتوحات والخلافة كحركة من قبل عرب الحجاز الذين تأثروا بفكرة اليهود عن أرض الميعاد. 15. لقد أصبح الإسلام منذ القرن الهجري الثالث دينا إمبريالياً اضطر لإنشاء واختلاق أدب ديني (سير تواريخ مغازي وأحاديث) بما يشبه الهذيان وفيه من الغرائب ما انزل الله به من سلطان وربما السبب في ذلك حاجته إلى شرعنة وجوده فسرد الرواة الغث والسمين ولم يتركوا خرافة تعتب عليهم. لقد شعر العرب وقد صار لديهم دولة كبيرة انهم بحاجة إلى أيدولوجية ومن هنا تم تجميع عقيدة الإسلام بحسب الطريقة التي شرحت في مكان سابق من الكتاب. يرى ابن الراوندي، وهو اسم مستعار لباحث عربي، انه عندما أكمل العرب بناء إمبراطورتيهم وجدوا انهم بحاجة إلى دين لضمان بقاء وتماسك الإمبراطورية وتبرير حكمهم وشرعنته. فاقتضت الخطة أن يكتبوا التاريخ بأثر رجعي. وحيث انه كانت هناك اليهودية والمسيحية كمثالين فهذا يعني أن العرب كانوا بحاجة إلى تنزيل ونبي تكون حياته نموذجا لاتباعه. 16. خلاصة القول انه لا توجد معلومات كافية عن محمد، معلومات بمعنى حقائق بيوغرافية ثابتة يمكن الركون إليها. فالمعلومات المتوفرة حاليا بدأ وضعها بعد حوالي مئة إلى مئتي عام من وفاته المفترضة. ولذلك فهناك تشخيص خيالي وتوهمات كثيرة تتعلق بشخصيته وسلوكه وأخلاقه ومعاملاته وحتى وجوده الفعلي. لم يرد اسم محمد في القرآن إلا أربع مرات وهذه المرات الأربع كانت فيما يعرف بالنصوص المدنية. أي انه طوال النص المكي وهو نص نبوي روحاني تبشيري لم يذكر اسم محمد على الأطلاق. لكن هناك إشارات عديدة إلى "النبي". ولذلك لا يمكن الاعتماد على القرآن ككتاب تاريخي لإثبات وجود محمد. فالقرآن أصلا كما رأينا في الفصول السابقة لم يكن كتاب وحي سماوي وإنما كان تجميعا لصلوات وقراءات ليتورجية لاستخدامها في الصلاة والتعبد. 17. من المعروف أن النصارى كانوا يسمون المسيح عبد الله نكاية بالمسيحيين الذين يعتبرونه ابن الله. وكان اسم محمد أو محمدان يعني المختار أو الأفضل وكانت أيضا صفة تطلق على المسيح من قبل النصارى. وهاتان الصفتان لم تكونا أسماء علم عند العرب. واسم محمد مشتق من حمدوت العبرية أي المحبوب وهو لقب من نبوءة دانيال يخص المسيح. أما الباحث التونسي هشام جعيط فيرى أن اسم محمد هو واحد من التأثيرات المسيحية وانه نقل إلى العربية من السريان وانه يعني في لغتهم الأمجد وصيغتها الأولى كانت محمدان. في تفسير محمد عبد الله ورسوله فإن كونها جملة اسمية تعني أن كلمة محمد ليس اسما لشخص بل صفة لعبد الله ورسوله كما لو كنا نقول: ممجد أو مبجل عبد الله ورسوله. والمقصود بهذا التبجيل هو عبد الله ورسوله المسيح عيسى بن مريم حيث أن عطف عبد الله ورسوله بالواو يتسق مع المقطع الذي يقول: اللهم صل على رسولك وعبدك عيسى بن مريم. وعبارة عبد الله أو خادم الله تعبير كتابي ينطبق على يسوع المسيح كما في أشعيا(52/13): هوذا عبدي يعقل، يتعالى ويرتقي ويتسامى جدا. للموضوع بقية ... |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond