برنامج اية وتعليق.. وكيفية قضاء ايام رمضان

[ديانا أحمد]

برنامج اية وتعليق.. وكيفية قضاء ايام رمضان

اية وتعليق.. للسيدين حامد عبد الصمد والاخ رشيد حمامى وكيفية تمضية رمضان

برنامج رائع من 60 حلقة. موسمه الاول كان فى رمضان سنة 2016 وموسمه الثانى كان فى رمضان 2017. تمتعنا به وتسلينا وسط اجواء رمضان السلفى الداعشى الربيعى الحالى الكئيبة القمعية فى مصر وغيرها.

يقدمه رجلان مثقفان وجريئان من خيرة وصفوة مثقفى ومتنورى مصر والمغرب. فالسيد حامد مصرى يعيش فى المانيا. والاخ رشيد مغربى. السيد حامد لادينى مسلم سابق. وجد فى اللادينية الحرية والتنوير ووجد نفسه وما يصبو اليه. والاخ رشيد مسلم سابق ايضا لكنه اختار التحول للمسيحية ووجد فيها ما يصبو اليه ويراه من حرية ومحبة وتسامح ووجد فيها نفسه حسب اجتهاده واجتهاده يحترم.

كونهما مسلمان سابقان عاشا شبابهما وطفولتهما فى الاسلام وفى اسرة مسلمة. وان حامد كان اخوانيا ورشيد والده امام او عالم دين. فكلاهما يعرف عن الاسلام الكثير. مع سعة اطلاعهما. والافضل للادينى ان ينتقد دينه السابق. ويترك انتقاد المسيحية للمسيحى السابق اللادينى الحالى. لان العيش فى دين ما كفولتك وشبابك ووسط اسرة على هذا الظين وتتعلمه فى المدرسة والتلفزيون الخ. يجعلك الاقدر من اى تابع لدين اخر على انتقاده ومعرفة عيوبه. المسلم السابق افضل فى انتقاد الاسلام ومحاولة اصلاحه ايضا حتى من المسيحى او اليهودى. مهما كان المسيحى المولد او اليهودى المولد مثلا مطلعا على اسرار الاسلام. فان تعيش الدين باسرتك ونفسك وحياتك تجربة اكبر واهم... واصدق. رغم نجاح بعض المسيحيين او اليهود او الهندوس حتى فى معارضة الاسلام على اسس صحيحة بسبب انهم انكووا بناره وكانوا ضحية لاضطهاد اتباعه لهم.

برنامج اية وتعليق برنامج خفيف وظريف به مسحة كوميديا وضحك وشئ من التفكير. مدة كل حلقة 10 دقائق وبامكان من يريد مشاهدته البحث عنه فى اليوتيوب... افتقدناه هذا العام ولذلك اعيد مشاهدته حلقة مع كل يوم من ايام رمضان الثلاثين او ال 29. وهو فكرة جريئة من انتقاد ايات القران وتحليلها. من رجلين مخضرمين فحامد اشتهر ببرنامجه الرائع المتسلسل صندوق الاسلام خاصة فى حلقاته الاولى التى حللت رسول الاسلام تحليلا نفسيا مهما جدا وبالتالى حللت الاسلام والقران من وحى ذلك.. كما ان حلقات صندوق الاسلام سلطت الضوء على اقتباسات قصص القران وتعاليم الاسلام من التلمود ومن الزرادشتية وسلطت الضوء على التقويم العربى الاصلى ذى النسئ المنضبط الذى افسده رسول الاسلام وعمر بالغاء النسئ على عكس انضباط السنة اليهودية القمرية الشمسية حتى اليوم وانضباط السنة الهندية كذلك. وسلطت الضوء على مخطوطات القران وتحريفاته الاولى. كما سلطت الضوء على نظرية خيالية شخصية محمد وعلى فكرة دان جيبسون حول ان مكة والمدينة يقعان فى منطقة الانباط بالاردن... ومدة حلقة برنامج صندوق الاسلام حوالى 25 دقيقة. وقد بلغت حلقاته اكثر من 70 او 80 حلقة حتى الان.

واما رشيد فقد اشتهر ببرنامجه سؤال جرئ المستمر الى الان ايضا مثل برنامج حامد. وبلغ عدد حلقاته 500 او اكثر تقريبا. ومدة الحلقة طويلة نسبيل ومشبعة ساعة او ساعة ونصف. وفيه يكشف بتهذيب وادب جم مثل حامد. تهذيب وادب لا يعرفه شيوخ الاسلام ولا العوام السائرين كالقطيع خلفهم. يكشف من التفاسير والاحاديث والايات صلة الاسلام الوثيقة بداعش... واسئلة اخرى لا يسمح بها الاسلام. لمشاهدة سؤال جرئ وصندوق الاسلام يمكنك البحث عنهما ببساطة فى اليوتيوب.

اية وتعليق برنامج رفه عن المتنورين والمثقفين كثيرا فى الرمضانين الماضيين. ومن قبله ومن بعده ووسط ملل رمضان ونوم شعوبنا الشرقاوسطية العظيمة طيلة النهار ليصيعوا صياعة فى الشوارع باصواتهم ولعبهم ويزعجوا الليل نفسه والنوم الطبيعى الليلى. ووسط كم الكسل وقلة الدراسة والعمل. لابد للخروج من قمعهم لحرية الانسان فى هذا الشهر والذى يتلوه اسبوعان من الاجازات والشلل الكامل للمخابز والمستشفيات ومحلات الخضراوات والفواكه واى شئ. لابد من بعض الفوازير والف ليلة وليلة. واذكر لكم كيف يكون موقف شيوخ الازهر والاخوان والسلفية وموقف العوام المتعصبين مثلهم وحتى موقف مشرف قصص منتدى نسونجى شوفونى المتعبد برمضان والمانع لكاتب قصص ايروتيكية من ذكر رمضان فى القصص والمسبب الشلل لقصص المنتدى... موقفهم ان رمضان شهر دينى وليس احتفالى. وبالتالى بجرة قلم من شوفونى والشيوخ وعوامهم يريدون الغاء الامسيات الرمضانية والانوار والزينة ويريدون الغاء المسلسلات غير الدينية والغاء الف ليلة وليلة والفوازير والغاء اى ترفيه. ليعود رمضان الى اصله الاسلامى جافا قمعيا بدويا سما صرفا كما كان باصله. دون تذويب بعض السكر المصرى والعسل السورى والحليب الجزائرى فى السم الرمضانى الاسلامى الناقع ليستساغ. تماما مثل جرة القلم العوامية والشيوخية والرئاسية التى مرت على سبع سنوات من ربيع الوجه القبيح للاسلام. لتوقع بجرة قلم بكل تبجح ووقاحة وبلا ادنى محاولة اعتراف بالخطا او التعلم منه او اصلاحه او الندم عليه... داعش لا تمثل الاسلام وهو برئ من داعش. وداعش صناعة اسرائيلية ايرانية امريكية مهلبية لتدمير الاسلام ..

ففى رايى الشخصى الخاص تمضية رمضان وسط نوم شعوبنا العميق نهارا ليس بتقليدهم فى كسلهم.. بل بان نعيش ولو بخيالنا وعقولنا فى مايو ويونيو المباركين الكريمين الفضيلين وكل شهور السنة الغربية الميلادية كريمة وفضيلة ومباركة ومعظمة. ونعيش ولو بعقلنا وخيالنا فى بلاد الضفة الاخرى من المتوسط حيث لا حجاب ولا حدود ولا تكفير ولا رمضان ولا قمع حريات اسلامى ولا حكام دكتاتوريين ولا معارضة اسلامية الهوى بكل احزابها.

وتمضية رمضان ليس بالمسلسلات التافهة التى لا تتعرض للدين والجنس والسياسة ولا تحاول نشر التنوير او العلمانية ولا تحاول مهاجمة الحجاب او الحدود او ال سعود او اردوغان مثلا ... ربما على سبيل الترفيه تكون تمضيته بقراءة الف وليلة وليلة النسخة الكاملة الايروتيكية فى بعض ملامحها. وقراءة السير الشعبية لسيف بن ذى يزن او ذات الهمة رغم اعلائها الاسلام على المسيحية طبعا بسبب الصراع العربى البيزنطى وقتها او سيرة على الزيبق او الظاهر بيبرس او حمزة البهلوان الخ. وعلى سبيل الترفيه بالفوازير.

لكن تمضية رمضان ينبغى ان تكون بتعلم لغة جديدة. او بقراءة كتب علمانية او روايات جريئة عربية او غربية جريئة فى انتقاد الدين وفى السياسة وفى الجنس ايضا.. وتمضية رمضان ايضا فى مشاهدة الافلام الامريكية الكلاسيكية والحديثة بشتى انواعها وحتى البورن.. وتمضية رمضان ايضا بمشاهدة الالعاب الاولمبية .. وبتعلم فن ما من الفنون .. وبقراءة العلوم الاساسية ولو كتبنا الدراسية القديمة. بقراءة كلاسيكيات ادب الناشئين والادب العالمى لديكنز وهوجو ودوماس وغيرهم. للقراءة للفلاسفة .. لنيتشه. القراءة لداروين. القراءة لداوكنز. القراءة لنبيل فاروق وعلاء الاسوانى وسيد القمنى. نشاهد وثائقيات تاريخية او علمية. الخلاصة ان نجعل رمضان شهر علم مثمر بعيدا عن تعصبه الدينى وبعيدا عن كسل شعوبنا ومسلمينا فيه. لنجعله شهرا نتعلم فيه مزيدا من الثقافة والتنوير وقيم العالم الغربى. لنجعله شهرا غربيا عاديا كبقية شهور السنة نستمتع فيه بكافة المباهج الغربية حتى وان كنا نعيش فى السجن العربى الاسلامى الممتد من المحيط الاطلسى الى الخليج الفارسى.

كانت معكم ديانا احمد وصديقها سمسم المسمسم احمد بن تحتمس. وحولهما الشعب المصرى "العظيم" النائم نوم نهار رمضان العجيب وتمنياتنا للشعب بالشفاء العاجل من عظمته ومن نومه الرمضانى العجيب.

من اجمل ما كنت اتابعه في رمضان رغم انه قصير ويطرح الايات بصورة ساخرة ومعبرة لواقع القرآن والدين


تحياتي,,ـــ