شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 02-11-2018, 05:36 PM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي المساواة وانحطاط الحضارة (رؤية غوستاف لوبون)

هذا موضوع مقتضب لرؤية غوستاف لوبون عالم الاجتماع بفكرة المساواة ..

يرى غوستاف لوبون انه كلما تقدمت الحضارة تفاوت الأفراد في القدرات العقلية فالعامل الذي يتولة تصنيع آلة مثلا ليضطر بعدها الى تصنيع جزء هذه الآلة ستنحط قدراته العقلية (فالعقل ليس الا الإكتساب) ومن اعتاد على روتين معين فسيقل هذا الروتين نمط تفكيره ونظرته الى الخارج ..وهنا كلما تقدمت الصناعة مثلا قل الاحتياج الى العامل (حتى تبدو وظيفته بمهام رديئة مثل التوزيع او التركيب..) وهذه نفس رؤية كارل ماركس في الراسمالية (انها ستقدم الآلة على الإنسان في المستق) لكن هنا مفارقة ان لوبون ليس اشتراكيا مثل ماركس بل يرى ان المساواة (وهي بنت الإشتراكية) لا تتناسب مع تقدم الحضارة فهو يرى ان الحضارة تقوم على صفوة (المثقفين والعلماء ..) والمفارقة ان المقارنة بين الحضارات تقترن بمدى الاختلاف بين المثقفين من حضارة بالمثقفين من الحضارة فالطبقة العليا ان كانت في حضارة اذكى من طبقة عليا في حضارة اخرى فالحضارة الاولى متقدمة بمقدار تفوق طبقتها العليا ..وبحكم عمله السابق كطبيب قارن بين جماجم ابناء الحضارات (طبقة عليا مع مثيلتها الوسطة كذا..) فوجد ان جماجم الطبقة الصفوة في الحضارة المتقدمة كانت اكبر من جماجم افراد الطبقة الصفوة من الحضارة الادنى اما الطبقة المتوسطة فهي متشابهة ..بالإضافة الأهم (من وجهة نظره) ان قراءة التاريخ تدلل على ان الحضارة تكون متقدمة بقدر قدرة ابنائها العقلية او الذهنية ..وهنا يرى انه كلما ازددنا تقدم ابتعدنا عن المساواة (المساواة الحقيقية) فالتخصص (تخصصا علميا او مهنيا ..) يضعف من قدرات الانسان على التحليل واستخدام الذهن (وهذا من وجهة نظري صحيح 100%) وهنا رفضه لفكرة المساواة وهو لايطبق هذا على ابناء شعب معين بل يطبقها ايضا بين الأمم والحضارات فهو يرى مثلا ان العرق الانكلوسكسوني عرق يمتاز بالتفرد عكس العرق اللاتيني مثلا ويصنف هذان العرقان كطبقة اولى ثم مباشرة الهنود (فهو يرى من انتاجهم الفلسفي التأملي قدرة على مقارعة العقل الغربي ..) ثم الساميين واليابنيين و..الخ ويستند الى محددات كروح الأمة فامتياز المجتمع الانكليزي مثلا بالفردية تخوله للتفوق على ابناء الحضارات الاخرى (المجتمعات المعتمدة على التقاليد ..) طبعا اي مجتمع يسير بالتقاليد لكن التقاليد الانجليزية تحفظ لأبنائها استقلالهم التام تقريبا .. وعلى هذا فالمجتمع الأكثر تحررا اكثر ذكاءا ونبوغا (وهنا يتضح مشكلة التخصص في الدرس او المهنة) فالفرد الذي يتصرف وفق اطر معينة (طبعا الأطر قد تكون لاشعورية بل اغلبها هكذا ان لم يكن جميعها!) الفرد المقيد ذهنا سيكون اقل ذكاءا من الاخر المتحرر ..

وجهة نظري على هذا الطرح ..
اولا بخصوص حجم الجماجم او الأدمغة فقد وجد دماغ انشتاين اصغر من الدماغ الطبيعي للإنسان وان كان هناك فوارق بين الإنسان والحيوان في هذا فقد تكون غير دقيقة بل هي فعليا غير دقيقة بين البشر ثم ان هذه لادور لها ان لم يكن هناك تربية فاعلة
من وجهة نظري اننا ينبغي ان نتفق على مفهوم الحضارة اولا وماهي مظاهرها ..الحضارة من وجهة نظري ليس التقدم التقني هو الاساس ولا الثاني ..وهذا رأي لوبون نفسه الذي يرى ان مقياس تقدم الحضارة بالصفوة نفسها فالحضارة تقاس بذكاء ابنائها بالعادات التي ينتهجونها (او التي يعتادون عليها لانها بالنسبة للعامة هكذا .. فهي لاشعورية وعلى هذا يكون ايامنهم بها اشد من الصفوة او الطبقة العليا *الذهنية*) ..الفرد المنفتح على جميع الاتجاهات (والذي يبتعد عن ضيق التخصص مهما كان سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا دينيا فالفيلسوف او المثقف او الفنان المبدع طبعا اذكى من العالم الطبيعي ضيق الأفق وقد نلحظ ان قادة التنظيمات الارهابية بمعظمهم من دارسي العلوم الطبيعية بينما من النادر ان نجد دارس انسانيات او اديب او مثقف في صفوف هذه التنظيمات..الخ) هو الأكثر ذكاءا فالذكاء والنبوغ ماهو الا نتاج التجربة والاكتساب (قد تكون هناك صفات وراثية او جسدية) لكن هذه لاتقاس بالتجربة والاكتساب وحتى هذه ان لم تصقل بالتجربة والاكتساب فلن يكون منها اي فائدة ترجى ..بالنسبة لي لم يأتي لوبون بشيء جديد (فكنت اقر بنفسي بمعظم ما قال به قبل ان اقرأ كتبه) لكن الذي اعترض عليه هو النظرة المركزية نفسها (تلك التي سادت اوروبا في القرن التاسع عشر) حيث الاوروبيين هم الأفضل والاذكى والخ فلئن كان الذكاء والنبوغ هي نتاج للإكتساب بالنسبة للفرد فهي كذلك بالنسبة للمجتمعات فالفرد هو الاساس للمجتمع والمجتمع ليس مجموع الأفراد بل لايقاس بالجانب الكمي المجتمع اشبه بحركة العرض والطلب في السوق (التغير حتى يصلان الى سعر توازن الى اتفاق غير معلن بين المنتج والمستهلك ..) وهكذا المجتمع ولو ان حركته ابطئ بكثير جدا وعادة هذا التفاعل لايكون الا اذا جد الجديد على المجتمع (عندها يكون التفاعل) اما قبل فالتفاعل بطيء جدا لأن المجتمع يكون متمسكا بتقاليد معينة اي برؤية معينة فلا يقبل الجديد الا ان استمر هذا الجديد حتى يتراكم ويحدث التغيرات المطلوبة هذا اعتراض اول ..ثانيا ان التاريخ يدلل على ان المجتمعات التي كانت تسود في السابق لم تكن من العرق الانجلوسكسوني فهناك اليونان مثلا وقبلهم المصريين والهنود وحتى الفرس (ولا اقول العرب) في الحضارة الاسلامية في القرون الوسطى اذا لامعنى لروح هذه العرق التي تحرك المجتمعات فالامر يعود بالدرجة الاولى الى التربية والتثقيف وهنا يكون للإنسان ارادة على حركة التايخ وليس مسيرا! فأين كان العرق الجرماني (والذي كان يطلق عليه العرق البربري اين كان هذا العرق في القرون الماضية؟؟) الجرمانيون سيطروا على مفاصل الدولة الرومانية (المتقدمة حضاريا آنذاك) ونفس غوستاف لوبون كان يوصفهم بالهمج والبرابرة ..ثم ان هناك مناقضة اخرى فلوبون يقول ان روح العرق تسود اكثر في المجتمعات الحربية او الشعبوية التعبوية (نلحظها عند العرب ..) فكيف بروح العرق هذه ان تكون دافعة للمجتمعات نحو التقدم والازدهار قد يقال ان هذه الروح تكون دافعة في بداية نشوء المجتمع (رأي لوبون مشابه الى درجة كبيرة لرأي ابن خلدون في الحضارات ونموها) فلئن كانت هذه الروح تسود في اوقات الإنحطاط فأي معنى اذن ان تكون هذه الروح نفسها هي المشكلة للعادات والتقاليد التي تتصرف في تربية المجتمع ؟؟! انا ارى انه كلما قل تأثير العرق القومي ازداد الحضارات تقدما ولامعنى لروح خفية تسيطر على وجدان المجتمعات اصلا كلمة روح عرق تتناقض مع الفردية واللاسلطوية ..اما المساواة فأنا مع المساواة في كل شيء (باستثناء المساواة بين المثقف *الحقيقي* والعامي لا ادعوا الى الطبقية لكن ادعوا ان يأخذ كل فرد مايستحقه مبذأ تكافؤ الفرص ) طبعا اصحاب الشعارات (الديمقراطية ووالخ وما اكثرهم عند العرب) سيرون ان المساواة السياسية هي الأساس لكن هؤلاء يتجاوزون التاريخ الاوروبي والغربي الذي عمل اولا على بنا دولة المؤسسات (التي تولاها المثقفون بالمناسبة ومع فكر ومناخ متحرر) ثم كان بعدها المساواة في الحقوق السياسية ..انا ارى ان الحضارة البشرية تتقدم نحو تحقيق المساواة فالفجوات الطبقية (اجتماعية ..اقتصادية) ستزول ..

واختم بكلام عن العرب في اطار هذا الموضوع ..العرب لم يحققوا اي شيء من المساواة هناك تفاوت طبقي مالي واجتماعي وديني ومذهبي ..اما بالنسبة للتعليم العرب اصحاب شعارات براقة العرب اصحاب احلام مثالية فتعليمهم لأبنائهم يبنون تصورات مثالية (اننا سنأخذ مايدرسه الغرب لأبنائهم والنتيجة واحدة ستكون) لكن هؤلاء الأغبياء يتعامون عن الواقع فالواقع شيء وتصوراتهم المثالية شيء اخر نهتم بالشكليات والنظرة الطحية ونغفل النظر الى الواقع لذا التربية والتعليم والتثقيف (وهي اس الحضارة كما اسلفت) سيبقى العرب بعيدين عنها بل طريقهم سيكون الى الإنقراض ان لم يواكبوا روح العصر..روح الواقع

تحياتي..



  رد مع اقتباس
قديم 02-11-2018, 07:26 PM Hamdan غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
Hamdan
باحث ومشرف عام
 

Hamdan will become famous soon enoughHamdan will become famous soon enough
افتراضي

اضافة اخرى ان انهيار الحضارات تابع لتمزق روحها القومية وهو يحذر امريكا (وعمليا كان الرئيس الأمريكي ثيودر روزفلت الذي تولى رئاسة امريكا في اوائل القرن الماضي يقرأ كتبه وهو نفسه قال انه كان يأخذ بكتب لوبون ليطبقها في ميدان السياسة داخلية او خارجية..) لوبون يقول ان امريكا مهددة بسيطرة القوميات الأخرى عليها (الأفارقة ..الهنود..العرب لكن هؤلاء فيما بعد..) حذر امريكا من ان اندماج هؤلاء في المجتمع الأمريكي سيغير من خصائص او من الروح العامة للمجتمع الأمريكي (خصوصا من ابناء الطبقة الوسطى وهي التي تحفظ روح الجماعه من وجهة نظره) أرى ان هنا تناقض اخر كيف يكون انهيار الحضارة بفساد الروح القومية بينما بنفسه يقول انه كلما تقدمت الحضارة قل التمسك بالعادات القومية فكيف هذا!! قد تكون العلاقة هنا ليست عكسية (اي كلما تقدمت الحضارة انخفض تأثير الروح القومية ولا علاقة طردية اي كلما تقدمت الحضارة ازداد تأثير الروح القومية بل هي اشبه بالعلاقة بين عنصر الإنتاج والانتاج نفسه فيما يعرف بتناقص الغلة اي تتزايد ثم تزايدا متناقصا ثم التناقص ..) وقد ألمح الى هذا بعض الشيء عندما يقول ان تقدم الأمة مرهون بسيادة الروح العام ثم ما يلبث التفاوت الذهني بين الافراد (الذي هو صنوان التقدم) الى اضعاف الروح القومية او الى اضعاف الطبقة الوسطى الممثلة لروح الشعب وفي رأيي ان لوبون كان يقيس على المجتمعات التي تتغير تغيرا بطرق غير تقليدية (بفاجعة او حرب كبرى ..) مثل البرابرة عندما سيطروا على الدولة الرومانية ...لكن نهوض اوروبا حديثا لم يكن دافعه الروح القومية بل محاولات الأفراد

هناك مشكلة في خاصية التعديل على الردود (فترة التعديل قصيرة)

تحياتي ..



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
لوبون, المساواة, الحضارة, رؤية, غوستاف, وانحطاط


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مشروع قانون المساواة في الميراث يثير ضجة في تونس DesertingFaith ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 4 11-19-2019 06:19 PM
وهم الحضارة الإسلامية روماني العقيدة الاسلامية ☪ 20 09-24-2017 09:56 PM
حقيقة الحضارة الاسلامية خلوووود مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 05-04-2017 07:43 AM
بعض إشكالات القرآن مع المساواة ترنيمه مقالات من مُختلف الُغات ☈ 3 06-19-2016 06:45 PM
هل رأيت سحابه من صنع البشر فيصل ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 4 05-05-2015 03:32 AM