شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > العقيدة الاسلامية ☪ > الأرشيف

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 11-27-2013, 03:32 PM السيد مطرقة11 غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
السيد مطرقة11
█▌ الإدارة▌ ®█
الصورة الرمزية السيد مطرقة11
 

السيد مطرقة11 is on a distinguished road
mes44 خطأ بلاغي ثالث في القرآن الكريم

سورة المائدة، سورة 5، آية 41
{ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ.}


بدأ الله بتقوية قلب نبيه بأسلوب بلاغي جميل, فقد ذكر عبارة "الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ" مبهماً أمرهم بتلك العبارة، أي ذكر المنافقين وقدم بعضاً من أمرهم ألا وهو المسارعة في الكفر، مما شوق السامع وحرك في نفسه التلهف لسماع الباقي، وخاصة أن الله يريد تطييب نفس محمد وشد أزره ومواساته وأن يهون عليه أفعال الناس، فعندها أطنب الله في وصفهم وتفسير وتوضيح أمرهم (بعد الإبهام) فقال "مِنَ الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ" فلو حذفنا كلمة "بِأَفْوَاهِهِمْ" لما تغير المعنى، ولكن لأن السامع في حالة نفسية مشدودة لسماع الكلام ويرغب بالمزيد منه، كان الإطناب في محله تماماً.


أما لنأتي على أمر اليهود: "وَمِنَ الَّذِينَ هَادُوا" أيضاً هؤلاء تم ذكر بعض من أمرهم بشكل مبهم لأنهم أيضاً "يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ"، حيث لديك واو العطف في "
وَ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا" (يعني لا يحزنك تسرع هؤلاء ولا تسرع هؤلاء) وأيضاً وضع السامع في حالة نفسية تشوقه للبيان والتفسير وسماع المزيد، وخاصة أن الله يواسي النبي هنا ويهون عليه أفعال الناس ... ، فلننظر ماذا جاء بعدها: "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ" أي حذفت "هم" أو "فهم"، والتقدير: يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ... مِنَ الَّذِينَ هَادُوا فهم (أو إنهم) سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ ... ("هم" هي المبتدأ) أي حذف وأجاز (استخدم الإيجاز) في الموضع الذي يتطلب التوضيح والبيان والتفصيل بشيء من الإسهاب، وفي الحالة التي كان فيها السامع متشوقاً للتفصيل. ونرى التفصيل والإسهاب بعد ذلك واضحاً في "لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" الإسهاب فيها كان في محله، بينما الإيجاز والحذف في "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ" لم يكن في محله

لنرى كيف فشل ذلك الحذف في تحقيق أي فوائد بلاغية محتملة له:


1. قطع واستأنف في الموضع غير المناسب. نعم، قطع ثم استأنف. قطع الحالة النفسية التي كان فيها السامع مشدوداً للكلام، وباغته بالخبر فوراً دون أن يمهد له بالمبتدأ حيث السامع سمع في البداية شيئاً مبهماً (أي غير مكتمل المعنى أو الفائدة) : "الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ... مِنَ الَّذِينَ هَادُوا" ولذلك أراد السامع التوضيح والبيان، كما طلبت نفسه الاستزادة، فقطع الله ذلك الإبهام وجاءه بالجملة الخبرية التقريرية (سماعون للكذب) التي فرضت المعنى دون التمهيد له بذكر المبتدأ "هم" ودون إعطاء السامع المهلة المطلوبة ليقبل الجملة الخبرية التقريرية بسهولة وسلاسة، وخاصة أنه يطلب من الله أن يقنعه بضرورة عدم الحزن.


اللغة العربية جميلة، بثلاثة أحرف فقط (الضمير هم وإضافة فاء له : فهم) كان بإمكان الله أن يمهد للنبي (بدلاً من القطع والحذف) ويصل بين المعاني بكل متسق متسلسل أقرب لما ترغبه النفس.


2. باغت السامع وفاجأه في الموضع غير المناسب:

الغرض من الآية كان في الأصل تقوية النبي تجاه تصرفات منافقين معينين ومجموعة من اليهود الذين حاولوا استغلاله (راجع تفسير الطبري وابن كثير والقرطبي للآية)، والمفروض محادثته بأسلوب سلس وبنسق متصل مـُقنع مثل هذه الآيات رائعة الجمال: "وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ"
- ولكن، بما يخالف ذلك، فاجأ الله السامع بذكر الخبر أولاً مع حذف المبتدأ، وأبعد عنه حالة التشوق ونقله للتلقن ومجرد السماع. وبالتالي أفسد الغرض الأساسي من الكلام ... وشتت السامع بهذا التنبيه (عن طريق حذف المبتدأ هنا) الذي لا فائدة منه.

3. فشل في إعطاء استحقاقية الوصف عن طريق حذف المبتدأ:

من المواضع التي يَحْسُن فيها حذف المبتدأ هي أن يعلم المخاطـَب بالضرورة أن المبتدأ (هم) بلغ في استحقاق الوصف (سماعون للكذب) قدراً جعل الوصف غير مذكور إلا للمبتدأ. أي أن يعلم المخاطب ذلك بالضرورة. وذلك إن طابق المبتدأ الوصف من نفسه أو طابق المبتدأ الوصف مبالغةً من صاحب الكلام. (مثال: رب المشرقين ورب المغربين، أي هو رب المشرقين ...)
ولكن هذا لا ينطبق على "سماعون للكذب" في الآية أعلاه إلا بعد أن يسمع المُخاطب الشرح : "سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ." ومن الخطأ ذكر الوصف "سماعون للكذب (محذوف المبتدأ)" قبل ذلك الشرح، ومن الصحيح ذكره بعده.
فالسامع لن يكون على علم تام بالضرورة أن الوصف "سماعون للكذب (محذوف المبتدأ)" لا ينطبق إلا على اليهود الذين "يسارعون بالكفر" إلا إن ذُكر له ذلك بعد الإيضاح والتفصيل في حقيقة أمرهم. ومن ذلك المنطلق نرى الاستخدام الصحيح في حذف المبتدأ في "سماعون للكذب" في الآية التالية (آية 42 من سورة المائدة). فبعد أن وضح الله أمر اليهود أولئك، وانتهى إيصال المعنى المفيد، قـَطعَ واستأنف وقال "سماعون للكذب."
أما "سماعون للكذب" الأولى ففيها ضعف بلاغي واضح بسبب حذف المبتدأ.

مثال على عدم حذف المبتدأ «و لا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنـ
هم لا يعجزون» المبتدأ (هم)
قارن أخي القارئ:
- لَا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ
- لا تحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون (هذه الآية أجملا بلاغياً بكثير)

وللتوضيح والاختصار أضعُ تفسير الجلالين للآية:

"يَا أَيّهَا الرَّسُول لَا يَحْزُنك" صُنْع "الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْر" يَقَعُونَ فِيهِ بِسُرْعَةٍ أَيْ يُظْهِرُونَهُ إذَا وَجَدُوا فُرْصَة "مِنْ" لِلْبَيَانِ "الَّذِينَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ" بِأَلْسِنَتِهِمْ مُتَعَلِّق بِقَالُوا "وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبهمْ" وَهُمْ الْمُنَافِقُونَ "وَمِنْ الَّذِينَ هَادُوا" قَوْم "سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ" الَّذِي افْتَرَتْهُ أَحْبَارهمْ سَمَاع قَبُول "سَمَّاعُونَ" مِنْك "لِقَوْمٍ" لِأَجْلِ قَوْم "آخَرِينَ" مِنْ الْيَهُود "لَمْ يَأْتُوك" وَهُمْ أَهْل خَيْبَر زَنَى فِيهِمْ مُحْصَنَانِ فَكَرِهُوا رَجْمهمَا فَبَعَثُوا قُرَيْظَة لِيَسْأَلُوا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ حُكْمهمَا "يُحَرِّفُونَ الْكَلِم" الَّذِي فِي التَّوْرَاة كَآيَةِ الرَّجْم "مِنْ بَعْد مَوَاضِعه" الَّتِي وَضَعَهُ اللَّه عَلَيْهَا أَيْ يُبَدِّلُونَهُ "يَقُولُونَ" لِمَنْ أَرْسَلُوهُمْ "إنْ أُوتِيتُمْ هَذَا" الْحُكْم الْمُحَرَّف أَيْ الْجَلْد الَّذِي أَفْتَاكُمْ بِهِ مُحَمَّد "فَخُذُوهُ" فَاقْبَلُوهُ "وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ" بَلْ أَفْتَاكُمْ بِخِلَافِهِ "فَاحْذَرُوا" أَنْ تَقْبَلُوهُ "وَمَنْ يُرِدْ اللَّه فِتْنَته" إضْلَاله "فَلَنْ تَمْلِك لَهُ مِنْ اللَّه شَيْئًا" فِي دَفْعهَا "أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدْ اللَّه أَنْ يُطَهِّر قُلُوبهمْ" مِنْ الْكُفْر وَلَوْ أَرَادَهُ لَكَانَ "لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْي" ذُلّ بِالْفَضِيحَةِ وَالْجِزْيَة



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الكريم, القرآن, بلاغي, ثالث, خطأ


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لو في خطأ في لغة القران الكريم كان ..... سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 4 11-08-2018 06:41 PM
القرآن الكريم المنتصرر العقيدة الاسلامية ☪ 17 10-01-2018 11:21 AM
خصائص القرآن الكريم (2) فكر حرفكر حر العقيدة الاسلامية ☪ 0 11-18-2016 11:19 PM
الخلود والأبدية في القرآن الكريم، ومسألة احتمالية اكثر من معنى في نصوص القرآن. شمس العقيدة الاسلامية ☪ 114 10-15-2015 09:50 AM
آية في القرآن تقطع تأول أهل الإعجاز للإلتفاف حول مشلكة خطأ القرآن في مراحل الجنين دفيءالحقيقة العقيدة الاسلامية ☪ 0 10-18-2014 08:57 PM