شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في الإلحاد > حول الحِوارات الفلسفية ✎

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-17-2017, 11:40 PM   رقم الموضوع : [1]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي متى بدأنا ؟

لنقم بفلاش باك الى الوراء ...من أين بدأ كل هذا "الهراء" ؟ يخبر الآباء أبناءهم بأنهم نزلوا الى هذا العالم في تاريخ معين ومحفوظ, تاريخ يتم احياؤه كل سنة : عيد الميلاد ! لكنني لم أفهم يوما عيد الميلاد ذاك ...تلتف العائلة حولي , وعلى وجوه الجميع ابتسامة عريضة , وجها لوجه مع كعكة شهية وشموع متوهجة . لا بد وأن تبتسم أنت أيضا في الصورة التذكارية لأنه في النهاية .. في مثل هذا اليوم جئت الى العالم.
لكن كل هذا الكلام هو محض اخبار, تلقين , وهو بعيد كل البعد عن التجربة المعاشة . نتقبله بشكل بالغ التصنع ونحاول أن نقنع أنفسنا بأن كل شيء بدأ مع ذلك التاريخ. لكن العلم يخبرنا بشيء مختلف قليلا : حياتنا بدأت قبل أشهر من الوضع , عندما كنا أجنة في أرحام أمهاتنا , نعيش الأصوات الخارجية والمشاعر الأمومية . لكن كل هذه الكلمات ("الوضع" , "الجنين" ,"الرحم", ...) لا تعني لي أي شيء ببساطة , وهي بدورها تدخل في اطار الأخبار المنقولة , الأخبار التي نقلها لنا آخرون ...بخصوص من ؟ بخصوص أنفسنا ! نستطيع أن نقول , وبكل صراحة , أننا لم نعش أي شيء من ذلك , لم نعش الطور الجنيني , ولم نعش لحظة الخروج الى هذا العالم . لا تستغربوا من هكذا قول ...والذي يرى العكس عليه أن يخبرني بأنه يحتفظ بذكريات ترجع الى تلك الفترة.
الكل كانوا حاضرين آن ذاك , الأب , الأم , الأخ الأكبر , الطبيب , ...الشخص الوحيد الذي كان غائبا هو أنا . لا يتوقف الأمر عند هذا الحد . نادرا ما تجد شخصا يتذكر شيئا من السنتين الأوليين من حياته , بحيث يمكن أن نقول أن لا أحد عاش السنتين الأوليين . الأبوان بلا شك عاشا تلك السنتين , لكن أنا لا . "كل ما في الأمر أنك لا تذكر تلك الأشياء ببساطة , لكنك عشتها , لا شك وأنها في أعماق الذاكرة منسية " هكذا سيقول أحدهم محاولا تقديم مواساة , أو أن "الذاكرة لم تكن قد بدأت بالاشتغال بعد " .
سأدعوكم الى تصور هذه الوضعية : لم يخبرك أحد يوما , لا أبواك ولا أحد أقربائك , بتاريخ الولادة المزعوم ذاك . تحت هذه الفرضية , نطرح عليك السؤال : متى بدأ كل شيء بالنسبة لك ؟ هل ستستطيع الإجابة بشكل دقيق ؟ بالنسبة لي , وللجميع على ما يبدو لي , ستكون اجابتك : " لا يبدو لي أن هنالك نقطة بداية أصلا ... لقد كنت دائما هنا " . عندما ينظر أحدنا الى الوراء لا يجد حدا معينا , ويرى بالضبط ما يراه السائق عندما يلتفت وراءه وهو يسوق في طريق طويل : لا أفق يظهر ببساطة . لغة الأرقام تقول لنا بأننا هنا منذ كذا سنة , لكن المعطى النفسي مؤداه أنني هنا وكنت هنا دائما . صحيح أنني لم أعش الحرب العالمية الثانية , ولم أعش عصر الإمبراطورية الرومانية (ما هذه التراهات أصلا) , لكن في هذا الاطار الزمكاني الذي هو "هنا والآن" (أو ببساطة الوجود ), يبدو لي أنني كنت دائما وليس لكينونتي فيه نقطة بداية . لا يظنن أحد أنني أتهم الآباء بالكذب على أبنائهم. في الأخير, جميعنا , آباء وأبناء , نردد ما يتم تلقينه لنا . هم بدورهم لقنوا تواريخ ولادتهم تلقينا . كل ما أنا بصدد التنبيه عليه هو واقع الأمور , الى أي حد نجهل فيه نفسيا حدود كينونتنا في هذا العالم. وما دمت أتكلم بواقع الأمور فانه لا يحق لأحد أن يتهمني بأنني أتبنى نزعة ما ورائية : هذه ببساطة هي الحقيقة كما يتلمسها كل واحد منا داخله . بالنسبة الي , أصبح من الضروري أن نعيد كل الأمور الملقنة (بما فيها تاريخ الميلاد) الى الخانة الأولى ونفحصها جيدا : الى أي حد هي صحيحة هذه البديهيات ؟ تاريخ الميلاد بديهية لدى كل شخص , وعندما يسأل عن تاريخ ميلاده يجيب بنفس السرعة التي يجيب بها عن حاصل مجموع 1+1 .



  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2017, 12:07 AM الغامض غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
الغامض
عضو نشيط
الصورة الرمزية الغامض
 

الغامض is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
لنقم بفلاش باك الى الوراء ...من أين بدأ كل هذا "الهراء" ؟ يخبر الآباء أبناءهم بأنهم نزلوا الى هذا العالم في تاريخ معين ومحفوظ, تاريخ يتم احياؤه كل سنة : عيد الميلاد ! لكنني لم أفهم يوما عيد الميلاد ذاك ...تلتف العائلة حولي , وعلى وجوه الجميع ابتسامة عريضة , وجها لوجه مع كعكة شهية وشموع متوهجة . لا بد وأن تبتسم أنت أيضا في الصورة التذكارية لأنه في النهاية .. في مثل هذا اليوم جئت الى العالم.
لكن كل هذا الكلام هو محض اخبار, تلقين , وهو بعيد كل البعد عن التجربة المعاشة . نتقبله بشكل بالغ التصنع ونحاول أن نقنع أنفسنا بأن كل شيء بدأ مع ذلك التاريخ. لكن العلم يخبرنا بشيء مختلف قليلا : حياتنا بدأت قبل أشهر من الوضع , عندما كنا أجنة في أرحام أمهاتنا , نعيش الأصوات الخارجية والمشاعر الأمومية . لكن كل هذه الكلمات ("الوضع" , "الجنين" ,"الرحم", ...) لا تعني لي أي شيء ببساطة , وهي بدورها تدخل في اطار الأخبار المنقولة , الأخبار التي نقلها لنا آخرون ...بخصوص من ؟ بخصوص أنفسنا ! نستطيع أن نقول , وبكل صراحة , أننا لم نعش أي شيء من ذلك , لم نعش الطور الجنيني , ولم نعش لحظة الخروج الى هذا العالم . لا تستغربوا من هكذا قول ...والذي يرى العكس عليه أن يخبرني بأنه يحتفظ بذكريات ترجع الى تلك الفترة.
الكل كانوا حاضرين آن ذاك , الأب , الأم , الأخ الأكبر , الطبيب , ...الشخص الوحيد الذي كان غائبا هو أنا . لا يتوقف الأمر عند هذا الحد . نادرا ما تجد شخصا يتذكر شيئا من السنتين الأوليين من حياته , بحيث يمكن أن نقول أن لا أحد عاش السنتين الأوليين . الأبوان بلا شك عاشا تلك السنتين , لكن أنا لا . "كل ما في الأمر أنك لا تذكر تلك الأشياء ببساطة , لكنك عشتها , لا شك وأنها في أعماق الذاكرة منسية " هكذا سيقول أحدهم محاولا تقديم مواساة , أو أن "الذاكرة لم تكن قد بدأت بالاشتغال بعد " .
سأدعوكم الى تصور هذه الوضعية : لم يخبرك أحد يوما , لا أبواك ولا أحد أقربائك , بتاريخ الولادة المزعوم ذاك . تحت هذه الفرضية , نطرح عليك السؤال : متى بدأ كل شيء بالنسبة لك ؟ هل ستستطيع الإجابة بشكل دقيق ؟ بالنسبة لي , وللجميع على ما يبدو لي , ستكون اجابتك : " لا يبدو لي أن هنالك نقطة بداية أصلا ... لقد كنت دائما هنا " . عندما ينظر أحدنا الى الوراء لا يجد حدا معينا , ويرى بالضبط ما يراه السائق عندما يلتفت وراءه وهو يسوق في طريق طويل : لا أفق يظهر ببساطة . لغة الأرقام تقول لنا بأننا هنا منذ كذا سنة , لكن المعطى النفسي مؤداه أنني هنا وكنت هنا دائما . صحيح أنني لم أعش الحرب العالمية الثانية , ولم أعش عصر الإمبراطورية الرومانية (ما هذه التراهات أصلا) , لكن في هذا الاطار الزمكاني الذي هو "هنا والآن" (أو ببساطة الوجود ), يبدو لي أنني كنت دائما وليس لكينونتي فيه نقطة بداية . لا يظنن أحد أنني أتهم الآباء بالكذب على أبنائهم. في الأخير, جميعنا , آباء وأبناء , نردد ما يتم تلقينه لنا . هم بدورهم لقنوا تواريخ ولادتهم تلقينا . كل ما أنا بصدد التنبيه عليه هو واقع الأمور , الى أي حد نجهل فيه نفسيا حدود كينونتنا في هذا العالم. وما دمت أتكلم بواقع الأمور فانه لا يحق لأحد أن يتهمني بأنني أتبنى نزعة ما ورائية : هذه ببساطة هي الحقيقة كما يتلمسها كل واحد منا داخله . بالنسبة الي , أصبح من الضروري أن نعيد كل الأمور الملقنة (بما فيها تاريخ الميلاد) الى الخانة الأولى ونفحصها جيدا : الى أي حد هي صحيحة هذه البديهيات ؟ تاريخ الميلاد بديهية لدى كل شخص , وعندما يسأل عن تاريخ ميلاده يجيب بنفس السرعة التي يجيب بها عن حاصل مجموع 1+1 .
شتان بين لغة الأرقام، والذات البشرية يا ساحر القلم، فالأرقام جافة وقاسية لا احساس فيها، لغة الأرقام لا تناسب الذات البشرية بأنها لغة جامدة
اما النفس، فتبدأ بالعمل عندما تستطيع إدراك وتخزين الصورة الأولى في الذاكرة طويلة الأمد، حين تبدأ انفعالات الانسان المدركة والمفهومة بالعمل
وأما بالنسبة لكل شخص، فيمكن أن تبدأ حياته لحظة حدث معين،ربما بعد ثلاثة عقود، وربما تنتهي بحدث ما، ويظل بعده الانسان على قيد الحياة
مفهوم الحياة والوجود أكبر وأعظم بأن أن يحاط بأرقام، والعودة إلى الوراء في هذا الشأن، تعني الدخول في دوامة لامتناهية، نبقى ندور فيها إلى اللانهاية



:: توقيعي ::: ‏« ﺇﻧّﺎ ﻧُﺮﻳﺪُ، ﺇﺫﺍ ﻣﺎ ﺍﻟﻈُّﻠﻢُ ﺣﺎﻕَ ﺑِﻨﺎ، ﻋﺪﻝَ ﺍﻷﻧﺎﺳﻰِّ، ﻻ ﻋَﺪﻝَ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦِ ‏»
‏« ﻋَﺪﻝُ ﺍﻟﻤﻮﺍﺯﻳﻦِ ﻇُﻠﻢٌ، ﺣﻴﻦ ﺗﻨﺼِﺒُﻬﺎ، ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤُﺴﺎﻭﺍﺓِ ﺑﻴﻦَ ﺍﻟﺤُﺮِّ ﻭﺍﻟﺪُّﻭﻥِ ‏»
‏« ﻣﺎ ﻓَﺮَّﻗَﺖ ﻛَﻔَّﺔُ ﺍﻟﻤﻴﺰﺍﻥِ، ﺃﻭﻋَﺪَﻟَﺖ، ﺑَﻴﻦَ ﺍﻟﺤُﻠﻰِّ، ﻭﺃﺣﺠﺎﺭِ ﺍﻟﻄَﻮﺍﺣﻴﻦِ ‏»
  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2017, 12:21 AM Edd غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [3]
Edd
عضو برونزي
 

Edd is on a distinguished road
افتراضي

كذلك ستكون النهاية حسب ما اعتقد ، لا ادري ان كنا سنشعر بتلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، هل سيكون الامر تدريجيا مثل النوم، اوكما قلت انت هل سنكون حاضرين اثناء موتنا ام سنكون غائبين ايضا.



:: توقيعي ::: لو كان الله غير موجود، لكان كل شئ على ما يرام...
  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2017, 12:30 AM   رقم الموضوع : [4]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الغامض مشاهدة المشاركة
شتان بين لغة الأرقام، والذات البشرية يا ساحر القلم، فالأرقام جافة وقاسية لا احساس فيها، لغة الأرقام لا تناسب الذات البشرية بأنها لغة جامدة
اما النفس، فتبدأ بالعمل عندما تستطيع إدراك وتخزين الصورة الأولى في الذاكرة طويلة الأمد، حين تبدأ انفعالات الانسان المدركة والمفهومة بالعمل
وأما بالنسبة لكل شخص، فيمكن أن تبدأ حياته لحظة حدث معين،ربما بعد ثلاثة عقود، وربما تنتهي بحدث ما، ويظل بعده الانسان على قيد الحياة
مفهوم الحياة والوجود أكبر وأعظم بأن أن يحاط بأرقام، والعودة إلى الوراء في هذا الشأن، تعني الدخول في دوامة لامتناهية، نبقى ندور فيها إلى اللانهاية

ينبغي أن نثور على لغة الأرقام لأنها لغة نمطية لا تعكس الواقع النفسي
نعم , العودة الى الماضي هي أشبه بالدخول في ثقب أسود
تحياتي زميلي غامض وشكرا على الاهتمام



  رد مع اقتباس
قديم 01-18-2017, 12:34 AM   رقم الموضوع : [5]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة edd مشاهدة المشاركة
كذلك ستكون النهاية حسب ما اعتقد ، لا ادري ان كنا سنشعر بتلك اللحظة الفاصلة بين الحياة والموت، هل سيكون الامر تدريجيا مثل النوم، اوكما قلت انت هل سنكون حاضرين اثناء موتنا ام سنكون غائبين ايضا.
النهاية ...
لنأمل أن تكون جميلة على أي حال
هذا أقصى ما آمل فيه أنا شخصيا
نحن حقا مساكين في هذه الحياة
شكرا على اهتمامك زميلي ايد



  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
أبي, بينما


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حيلة للحفاظ على التواصل فيما بيننا: الإيميل القناع binbahis ساحـة الاعضاء الـعامة ☄ 15 10-22-2019 12:09 AM
هل من العدل ان لا يسمحوا لي بالرد بينما هم يستطيعون ذلك -ردودي هنا- امنت بالله الواحد العقيدة الاسلامية ☪ 20 04-28-2018 11:46 AM
هل محمد نبي وأنا لست نبي؟ سامي عوض الذيب العقيدة الاسلامية ☪ 21 03-09-2016 03:21 PM
ما الفرق بين القيم و الاخلاق و كيف يفرق بينها الاسلام المنهج التجريبي العلمي العقيدة الاسلامية ☪ 1 02-18-2015 04:22 AM
نيل دجراس، الخلقين ممتاذين، ما دمت لا تخلط بينها والعلوم.. Skeptic حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 0 10-18-2013 04:34 AM