![]() |
|
|
|
رقم الموضوع : [1] |
|
الباحِثّين
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() |
بداية، يوضح تيليش أن الوجودية التي قويت في القرن العشرين هي :تعبير عن قلق الخواء واللامعنى ومحاولة قهره بشجاعة تحتويه بداخلها، وبهذه الشجاعة حصل الانفصال في مفترق الطرق بين الوجودية الملحدة والدينية، ولا شك أن قلق اللامعنى، ليس فقط معلولا مباشرا للحرب العالمية، بل يعود إلى رفض الألوهية في القرن التاسع عشر، الذي بلوره نيتشه بقوله (إن الله مات)، فمات معه نسق القيم والمعاني التي يحيا عليها الإنسان.
هذا أمر محسوس بوصفه خسارة وفقدانا، وبوصفه تحررا وانطلاقا، فإما أن يؤدي إلى شجاعة العدمية، وإما شجاعة تحتوي العدم بداخلها. ويحمل نيتشه قمة التعبير عن الشجاعة العدمية الموئسة المحطمة للذات، إنها شجاعة اليأس. وأعمق تعبير فلسفي عنها في كتاب هيدجر (الوجود والزمن)، هي بلا شك شجاعة جسورة، تفصح عن قدرة على مواجهة العالم كما هو، لكنها تدفع ثمنا باهظا هو فقدان المعنى والخواء، فقدان كل شيء.... فاليأس هو الموقف الحدي الأقصى، والذي لا يمكن أن يتجاوزه المرء، وصميم معنى كلمة اليأس: لا أمل...لا طريق يبدو إلى المستقبل.... وهكذا أفضت الوجودية الملحدة إلى شجاعة اليأس، أما الوجودية الدينية فقد أفضت مع تيليش إلى شجاعة الكينونة، وتأكيد الذات، ولكن كيف ذلك؟؟ وفقا الفلسفة تيليش الأنتولوجية، فإن الشجاعة واقع أخلاقي، وتضرب بجذور قصية في بنية الوجود ذاته، أي أنها أيضا مفهوم أنتولوجي. والشجاعة كواقع أخلاقي، تشير إلى فعل عيني، أو قرار يعبر عن مضمون قيمي. أما بوصفها مفهوما أنتولوجيا، فإنها تشير إلى تأكيد الذات للفرد تأكيدا جوهريا، وكليا في حضور التهديد بالعدم. ويذهب تيليش إلى أن هذين المفهومين للشجاعة، يجب أن يتحدا، إذا أردنا تفسيرا ملائما للظاهرة. ثم أعطى تيليش، تخطيطا تاريخيا يتابع مفهوم الشجاعة طوال تاريخ الفكر الغربي منذ أيام أفلاطون، حتى الوجودية في القرن العشرين، معتبرا مبدأ المسيحية في الغفران، من أمجد صور شجاعة الكينونة. ومفهوم الشجاعة لا يمكن فهمه وإدراك قيمته إلا في علاقته بالقلق. يقول تيليش عن القلق: " الخوف له موضوع محدد، كالفشل أو الموت أو رفض الحب، أما القلق فهو خوف من مجهول، وثمة مجهولان كثيرة ولكن لا نواجهها بقلق. إن مجهولا من نوع معين هو الذي مقابله بقلق، مجهولا لا يمكن بصميم طبيعته أن يعرف لأنه عدم. القلق خوف غير محدد الموضوع, خوف من مجهول هو العدم الذي ينفي كل موضوع، هو الوعي الوجودي بتهديد العدم، بالتناهي المتأصل لدى الإنسان." والشجاعة هي التصميم على مواجهة هذا القلق، بطريقة تحتوي العدم تماما، وتتضمنه داخل الوجود، وهي بهذا تمثل الفرق بين القلق الوجودي والقلق العصابي الذي يتفادى العدم بواسطة تفادي الوجود أو تقليل نطاقه، فالشخصية العصابية تبحث عن تأكيد لما بقي من ذاتها المنقوصة، فتؤكد شيئا ما أقل جوهرية، تأكيدا سلبيا موهوما. ويميز تيليش بين ثلاثة أنواع من القلق: الأول: القلق الأونتيقي، قلق المصير والموت الثاني: القلق الأخلاقي، قلق الذنب والإدانة الثالث: القلق الروحي، قلق الخواء واللا معنى .. .. .. يتبع |
|
|
|
|
![]() |
| مواقع النشر (المفضلة) |
| الكلمات الدليلية (Tags) |
| تائه, تدليس, فلسفة, قراءة |
| الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
المواضيع المتشابهه
|
||||
| الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
| تدنيس القرآن والسحر | Mays | العقيدة الاسلامية ☪ | 29 | 10-07-2018 11:11 PM |
| فضيحة تدليس المسلمين فى ويكيبيديا | اوسركاف | العقيدة الاسلامية ☪ | 21 | 07-19-2015 12:04 AM |
| تدليس قناة سي أن أن عن لحم الخنزير... | Skeptic | الجدال حول الأعجاز العلمي فى القرآن | 0 | 03-03-2014 02:34 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd
diamond