شبكة الإلحاد العربيُ  

العودة   شبكة الإلحاد العربيُ > ملتقيات في نقد الإيمان و الأديان > حول الإيمان والفكر الحُر ☮

إضافة رد
 
أدوات الموضوع اسلوب عرض الموضوع
قديم 01-07-2017, 04:24 PM مجرد بشر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [1]
مجرد بشر
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية مجرد بشر
 

مجرد بشر is on a distinguished road
افتراضي ثقافة الآخر في العالم العربي: من الآخرون؟

وأنا جالسة في الجامعة أنتظر دخول الأستاذ، بلا هدف متذمرة بعد أن أخذت إحدى صديقاتي الكتاب الذي كنت أقرأه،
التقطت أذني حديثا عابثا بين مجموعة فتيات، كن يتحدثن عن تذاكر الترامواي وكيف كن يتهربن من الدفع، ثم ما لبث الأمر ان أصبح جلسة تفاخر بينهن، وقبل أن أدركني فإذا بي أمسك القلم وقد غرقت في أفكاري، أخذتني ذكرى من زمن آخر إلى إحدى حلقات البرنامج الرمضاني "خواطر" كان قد تطرق فيها إلى موضوع الأمانة في الغرب، وعرض كمثال باصات وقطارات بلا مراقب، يدفع الناس ما عليهم ثم يركبون بلا حسيب ولا رقيب، وأتذكر بعدها ردود الأفعال على الحلقة، البعض دعاها أخلاق الإسلام تجسدت في الغرب "الكافر"، والبعض اكتال اللعنات للوطن الذميم على افتقاره للأمانة، وبعضهم لم يفعل غير فغر فيه كما لو أن الأمانة صارت خرافة للسندباد رآها تتجسد أمام عينه، لكنهم على الأقل اتفقوا على شيئين: كم يحزنهم ما آل إليه وضع الوطن وكيف يتمنون تغييره وإرجاع الأمانة فيه، وكيف أن الأمر لن ينجح لو طبق لدينا بسبب عدم أمانة "الآخرين".
وبموجة من السخرية والألم، أرى ردود أفعال ذات المعلقين وقد وضعوا محل الاختبار، فما تردد الواحد منهم لحظة قبل ينهج نهج الآخرين ويبدأ بالتفنن في التهرب من الدفع، فهذا لا يشتري تذكرة من أساسه وآخر لا يصادق عليها حتى رؤية المراقب أملا في استخدامها مجددا، أما أكثرهم إثارة للسخرية فهو من يشتري تذكرة ويصادق عليها ثم ما يلبث أن يعطيها لأول من يجده أمام الباب بعد النزول تحت شعار "فعل الخير"! المشكل أكبر بكثير من تذكرة ترامواي يساوي سعرها ثمن علبة عصير يأخذها الواحد منا معه على متنه، بل يتجاوزها إلى ثقافة الآخر التي زرعت فينا منذ وعينا على هذه الحياة، فما مصدر هذه الثقافة، أو بطريقة طرح أخرى: "من هم الآخرون"؟
يبدأ الأمر بزمن غابر بعيد جدا، زمن الشعراء والفرسان، حين كين اسمك لا يحمل أية أهمية بلا اسم أبيك بجواره، والذي لا قيمة له بدوره بدون اسم القبيلة، فمكانتك بين العرب تأتي بمكانة قبيلتك، ومكانتك فيها ما هي إلا انعكاس لمكانة أبيك التي أخذها من جدك والسلسلة تطول.
لن أنكر أن الإسلام ربما بشكل أو بآخر حاول القضاء على هذه العادة، وهي نقطة تحسب له، لكن هل يمكن القول فعلا أنه نجح؟
ألم يجد زين العابدين -حفيد نبي الإسلام- بكل عظمته ومكانته كرجل في قومه غير نسبه إلى جده للدفاع عن نفسه وهو واقف على منبر يزيد؟
وليس الأمر مختلفا جدا اليوم، أنا عربي فأنا أفضل، أنا أمازيغي فأنا أفضل أنا كردي فأنا أفضل...
نحن لم نختر عرقنا بأي شكل ومع ذلك نفاخر به، وأي فضل لنا فيه يا ترى.
نفس القصة نجدها في الأمجاد والإنجازات، نحن مع الأسف تم جرنا إلى ذيل الحضارة فما كان منا إلا أن تقاسمنا الناجحين بيننا كل يريد نسبهم إلى فرقته علنا نسرق نجاحاتهم، وهنا تحضرني تعليقات نراها جميعا في الصفحات العلمية وسأسرد حادثة وقعت عليها عيني كمثال:
تم عرض مجموعة من إنجازات نيوتن في عيد ميلاده، منها وضعه لقوانين الضوء وتأسيس علم التفاضل والتكامل، ليرد أحد المعلقين، "كلا نيوتن لم يكن من فعل ذلك، نحن فعلنا، الخوارزمي أسس الجبر وابن الهيثم البصريات"
الآن للتوضيح، لا أحد ينكر فضل العالمين المذكورين ولا فضل نيوتن، ابن الهيثم وضع البصريات لكن قوانين الضوء جاء بها نيوتن، كما أن علم التفاضل والتكامل وعلم الجبر منفصلان تماما (وحتى ولو، جبر اليوم لو عرض على الخوارزمي ما عرفه فلا يجوز تغييب العلماء الآخرين باسم المؤسس) لكن ليس هذا ما لفت نظري، بل كانت كلمة "نحن"، أي فضل لصاحبنا هنا بما انجزه الخوارزمي أو غيره؟ إن كنا لا نجد سببا للمفاخرة بنيوتن وغاليلي فما الذي يجعل الخوارزمي وابن الهيثم مختلفين؟ نحن لا ناقة لنا ولا بعير في الموضوع، مجرد رغبة يائسة لبريق سرقناه من آخرين.
ولم يساعد المفهوم الإبراهيمي للأخلاق في القضاء على هذه الثقافة، ألسنا نعلم الطفل أن يلعن شيطانه كلما أخطأ، فصار القاتل يغسل يديه من دمائها ثم يضع جبهته على الأرض ليدعو على الشيطان ويلعنه على جريمته مقتنعا أن فعلته أقل شناعة، هو لم يخطئ، الشيطان فعل ذلك، جريمته كانت ضعفه إذ استمع لوسوسته، ويكفي أن يحني ظهره كي يمحو ضعفه وجريمته، جريمته التي تناقض الإنسانية كانت إنسانيته، ضعفه البشري، فصارت حتى جرائمنا تلقى على ضمير الآخر.
وكعادته، لا يسلم المجتمع وعاداته من اللوم، ليس بعد أن فصل شرف الفرد عنه وربطه بالآخر، ألم يقتنع أجدادنا منذ مدة طويلة جدا أن شرفهم سيكون أكثر أمنا بكثير خلف باب موصد فيما لو أنهم حملوه ضمن ذواتهم، وعليه تقرر تعليق ذلك الشرف بين فخذي فتاة، فالشخص مهما سرق وكذب وخان بل وحتى اغتصب لا يزال شريفا مادامت نساء أسرته بعيدات عن الجنس، لست هنا كي أناقش مفهوم الشرف العربي -فذلك يستحق موضوع مستقلا-، لكن لا سبيل إلى إنكار الوجه الواضح لثقافة الآخر هنا، ليس بعد أن تم انتزاع شرف الفرد منه وربطه بالآخرين.
وفي الأخير، تأتي نظرية المؤامرة لتختم على كل ذلك، نحن شعب من ملائكة الله على الأرض لا نخطئ، وكل أخطائنا مؤامرة من الآخرين، فاليهود والمسيحيون والملحدون والبوذيون والهندوسيون بل وحتى إحدى قبائل عراة الصدر في إفريقيا يتآمرون علينا! لست أنكر أن التاريخ مليء بالمؤامرات والدسائس لمختلف الدول والشعوب من حين لآخر، هذا ما يعرف بالسياسة، لكن رؤية المؤامرات في كل شيء بدأ من نظرية علمية وصولا إلى قصص الأطفال المصورة هو أمر آخر تماما، ولست أعرف كيف وصلت بنا العجرفة أن نصدق أننا مركز الكون وأن العالم كله ألقى جميع اهتماماته وصار يسهر الليالي الطوال يفكر في كيفية تحطيمنا ومنعنا من التقدم مع أننا ننجح في ذلك بلا مساعدة.
مهما كان السبب وكيفما كان، فالآخر موجود في كل جزء من حياتنا اليومية، وهذا خلق رتقا في شخصية كل واحد منا، وإلا فكيف نفسر الأم التي تقشر لابنها برتقالة أمام باب المدرسة، ثم تلقي القشور على الأرض وتستقبله فاتحة ذراعيها لتسأله هل حفظ درس النظافة، ثم تأخذه إلى البيت وهي تلعن الشوارع المتسخة.
كيف نفسر الأب الذي يلعن أساتذة أبنائه وتدني المستوى التعليمي، ويدعو للأستاذ الذي أضاف لابنه الجامعي العلامات حتى انتقل للسنة القادمة ناسيا أن ابنه سيصبح ذات الأستاذ الذي يلعنه، وماذا بشأن ذلك الطالب نفسه بعد أن قضى ساعات أمام مكتب الأستاذ كي "يساعده" ثم مضي ليقي خطبة عن الغش في الجامعات بعد ركوب الحافلة، ماذا عن المواطن الذي يلعن الفساد الإداري، ثم يقدم رشوة لإصلاح فاتورة الهاتف... وتتوالى الأمثلة!
هذا الصراع الواضح بين الفرد وذاته وضع الأخلاق في عالم آخر منفصل عنه فصار يربطها بكل شيء، ربطها بالقانون فصارت ثوبا يخلعه بعيدا عن عيونه، ربطها بالاقتصاد فحرم منها الفقير وترفع عنها الغني، ربطها بالدين، فاتبعها باسم الخوف أو الطمع فما عادت بذلك أخلاقا بل مجرد تعليمات يتفنن في الهروب منها، إذ يكفي المرأة ان تلف نفسها بإزار أسود كي تكسب أخلاقها، وصار يكفي اللص أن يعتكف في المسجد ليمحو جريمته، وربطها بالمجتمع، فصارت محكومة بما يفعله بها الآخرون، ربطها بكل شيء إلا بنفسه، وما الأخلاق إلا الانسان، وما الإنسان إلا أخلاقه.
لا وجود للآخرين، فما الآخرون إلا أنا وأنت، ولن يتغيروا ما لم نتغير.
سمعت الصوت المميز لدخول الأستاذ، فانقطعت أفكاري ولم أجد غير بيت لمحمود درويش لطالما فتنني لأختم به كلامي:
"سنصير شعبا إن أردنا حين نعلم أننا لسنا ملائكة وأن الشر ليس من اختصاص الآخرين"


ما رأي الزملاء؟
ما مصدر ثقافة الآخر في المجتمع، وما تأثيرها عليه؟
سيسرني أن أسمع آراءكم



:: توقيعي ::: أن تتعلم شيئا جديدا هو أن تجد دافعا جديدا للحياة
  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2017, 06:08 PM عربي غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [2]
عربي
عضو برونزي
الصورة الرمزية عربي
 

عربي is on a distinguished road
افتراضي

تحياتي زميلتي العزيزة،
فعلا إنه لموضوع في الصميم، فمجتمعاتنا العربية شئنا أم أبينا هي مجتمعات عنصرية بالدرجة الأولى، لا تحترم اللآخر الذي يختلف معها في تقاليدها وعاداتها ومعتقداتها، فالشخص الأجنبي و الحيوان في نظرهم سيان، لا فرق بينهما خصوصا إن كان فقيرا أو معدوما، ولنا في المهاجرين السريين العابرين من بعض دولنا العبرة، فنزولا عند رغبة الجماهير ولتجنب غضبها، تقوم بعض الحكومات العربية بطردهم بطريقة يشمئز منها كل إنسان حقيقي.
فالأمر بطبيعة الحال معقد، يتداخل فيه الموروث القبلي والثقافي مع الديني، فالعصبية لأي من هذه الأمور هي العنصر المحدد لطبيعة المجتمعات العربية، كما أن فكر الأغلبية (عرقية كانت أو دينية) غالبا ما يطغى.
من الواجب علينا الاستفادة من التجارب الغربية في هذا الصدد، والتعرف على مفاتيحها ومحاولة دراستها و امتلاكها ، و هذه المسؤولية ملقاة على عاتق الطبقة العربية المفكرة والمثقفة.
نحن أحوج إلى ثورة فكرية وقيمية حقيقية.

تحياتي



  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2017, 06:26 PM   رقم الموضوع : [3]
ساحر القرن الأخير
زائر
 
افتراضي

شكرا على الموضوع الرائع الذي يحكي بمرارة واقعنا
أنا حقا مهتم بهذا الموضوع لأنني بالغت في احترام القانون حتى كدت أصاب بمرض نفسي وأنا أحرص على عدم التناقض مع نفسي وصرت متشددا في هذا الصدد
يمكن أن أكون قد أصبت بمرض فوبيا التناقض مع الذات حتى صرت أحسب كل خطوة أقوم بها
حتى فيما يخص ممتلكاتي الشخصية التي أملك التصرف فيها كيف أشاء , فانني ألجأ الى سياسة الانصاف فيها بين الصديق وغير الصديق , تفاديا للكيل بمكيالين
المبادئ ! انها كلمة تجعلك تعيش الجحيم ببساطة .
مرة نزلت من الشاحنة فطلب مني شاب التذكرة فاعتذرت منه وذهبت لحالي
لكنني أحسست بتأنيب ضمير بعد ذلك مباشرة
صحيح ينبغي احترام القوانين , لكنني وجدت نفسي أخدم مصالح شركة الحافلات التي يترأسها شخص له بطن كبير يكدس الأموال في جيبه ولا تهمه القيم ولا الأخلاق , ثم ماذا لو لم يكن له الامكانيات المادية لشراء التذكرة في الوقت الذي أنا لدي فيه تلك الامكانية ؟ كلها أسئلة تجعل الانسان يتمزق في صمت بين صوت الواجب الذي لا يرحم (يسميه فرويد بالأنا الأعلى السادي) وبين صوت الواقع
تحياتي وشكرا على الموضوع المهم



  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2017, 06:28 PM Macbeth غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [4]
Macbeth
عضو برونزي
الصورة الرمزية Macbeth
 

Macbeth is on a distinguished road
t333

اقتباس:
ثقافة الآخر في العالم العربي: من الآخرون؟
بكلمة واحدة ( المختلفــــون )

لك



:: توقيعي :::









Efflux of the s0ul is HAPPINESS



الاديان كالأرحام الخارج منها يُولد بوعي جديد ، مختلف ، مستقل
يرى به الحياة بشكلها الحقيقي بلا تزييف او اوهام.


---------------------------------------------------------------



عِشّ حياتك وكآنك تموت غداً ، وتعلم وكأنـك ستعيش للأبد ..

  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2017, 08:49 PM مجرد بشر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [5]
مجرد بشر
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية مجرد بشر
 

مجرد بشر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عربي مشاهدة المشاركة
تحياتي زميلتي العزيزة،
فعلا إنه لموضوع في الصميم، فمجتمعاتنا العربية شئنا أم أبينا هي مجتمعات عنصرية بالدرجة الأولى، لا تحترم اللآخر الذي يختلف معها في تقاليدها وعاداتها ومعتقداتها، فالشخص الأجنبي و الحيوان في نظرهم سيان، لا فرق بينهما خصوصا إن كان فقيرا أو معدوما، ولنا في المهاجرين السريين العابرين من بعض دولنا العبرة، فنزولا عند رغبة الجماهير ولتجنب غضبها، تقوم بعض الحكومات العربية بطردهم بطريقة يشمئز منها كل إنسان حقيقي.
فالأمر بطبيعة الحال معقد، يتداخل فيه الموروث القبلي والثقافي مع الديني، فالعصبية لأي من هذه الأمور هي العنصر المحدد لطبيعة المجتمعات العربية، كما أن فكر الأغلبية (عرقية كانت أو دينية) غالبا ما يطغى.
من الواجب علينا الاستفادة من التجارب الغربية في هذا الصدد، والتعرف على مفاتيحها ومحاولة دراستها و امتلاكها ، و هذه المسؤولية ملقاة على عاتق الطبقة العربية المفكرة والمثقفة.
نحن أحوج إلى ثورة فكرية وقيمية حقيقية.

تحياتي
شكرا على مرورك وردك الرائع
معك حق، مجتمعاتنا العربية منغلقة بامتياز، تلغي المختلف تماما وتنزه نفسها عن أي شر لتنسبه إليه، في حين لا تتوانى عن ضمه لحظة إن حقق شبح بريق علها تسرقه
المشكلة في الاستفادة من التجربة الغربية، هي أن أغلب المجتمع وإن نظر إليها بإعجاب لن يطبقها على نفسه (ولنا في مثال الباص خير دليل)
فكل يرى نفسه منزها والعيب ليس فيه بل في الآخرين. الكل شيد بقصة الباص يوم عرضت ولعنوا المجتمع وحلموا بجلب التجربة للوطن العربي، لكن أغلبية الأشخاص فشلوا في أول امتحان بعد تطبيقها
نحن فعلا نحاول غرس تلك المفاهيم لكن الطريقة صعبة فعلا، وأشك أن أيا منا قد يكون موجودا يوم تثمر تلك الجهود أخيرا



التعديل الأخير تم بواسطة مجرد بشر ; 01-07-2017 الساعة 09:15 PM.
:: توقيعي ::: أن تتعلم شيئا جديدا هو أن تجد دافعا جديدا للحياة
  رد مع اقتباس
قديم 01-07-2017, 09:11 PM مجرد بشر غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [6]
مجرد بشر
الأُدُباءْ
الصورة الرمزية مجرد بشر
 

مجرد بشر is on a distinguished road
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساحر القرن الأخير مشاهدة المشاركة
شكرا على الموضوع الرائع الذي يحكي بمرارة واقعنا
أنا حقا مهتم بهذا الموضوع لأنني بالغت في احترام القانون حتى كدت أصاب بمرض نفسي وأنا أحرص على عدم التناقض مع نفسي وصرت متشددا في هذا الصدد
يمكن أن أكون قد أصبت بمرض فوبيا التناقض مع الذات حتى صرت أحسب كل خطوة أقوم بها
حتى فيما يخص ممتلكاتي الشخصية التي أملك التصرف فيها كيف أشاء , فانني ألجأ الى سياسة الانصاف فيها بين الصديق وغير الصديق , تفاديا للكيل بمكيالين
المبادئ ! انها كلمة تجعلك تعيش الجحيم ببساطة .
مرة نزلت من الشاحنة فطلب مني شاب التذكرة فاعتذرت منه وذهبت لحالي
لكنني أحسست بتأنيب ضمير بعد ذلك مباشرة
صحيح ينبغي احترام القوانين , لكنني وجدت نفسي أخدم مصالح شركة الحافلات التي يترأسها شخص له بطن كبير يكدس الأموال في جيبه ولا تهمه القيم ولا الأخلاق , ثم ماذا لو لم يكن له الامكانيات المادية لشراء التذكرة في الوقت الذي أنا لدي فيه تلك الامكانية ؟ كلها أسئلة تجعل الانسان يتمزق في صمت بين صوت الواجب الذي لا يرحم (يسميه فرويد بالأنا الأعلى السادي) وبين صوت الواقع
تحياتي وشكرا على الموضوع المهم
شكرا لك يا ساحر بمداخلاتك الساحرة
فعلا، المبادئ في مجتمع لا يملكها هي تعريف الجحيم
وأحيانا تجعلك تتساءل مالذي ستغيره ياترى كفرد واحد في مجتمع لا يرفض ما تقوم به فقط بل ويسخر منه
عندما يحدث هذا أحب تذكير نفسي أن النجاح في وسط فاسد لا تستطيع تغييره هو أن لا تسمح له بتغييرك
بالنسبة لقصة التذاكر، فشخصيا أرى أن الأمر سرقة من نوع ما سواء كان صاحبها غنيا أو فقيرا، يعني أنت تستفيد من خدمة معينة بمقابل مادي، والتحايل عليها خيانة لصاحبها ولأمانتك وهو ما يهم أكثر، كما أن هنالك بدائل، حافلات نقل خاص أرخص، يمكنك الحديث مع صاحبها والذي عادة ما يكون متسامحا إن وضحت له عدم قدرتك على شراء ثمن التذكرة.
على كل حدث لي من قبل أن طلبت عجوز تذكرتي، ومنعني ضميري أن أرد امرأة في سن جدتي فاشتريت لها واحدة، لذلك إن شعرت بالسوء من رد شخص ما أو علمت أنه لا يستطيع تدبر ثمن التذكرة فهنالك دوما حل بديل تريح فيه ضميرك من الجانبين.
شكرا جزيلا لمشاركتك التي ساهمت في إثراء الموضوع أكثر



:: توقيعي ::: أن تتعلم شيئا جديدا هو أن تجد دافعا جديدا للحياة
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2017, 01:06 AM القط ذو الجزمة غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [7]
القط ذو الجزمة
عضو برونزي
الصورة الرمزية القط ذو الجزمة
 

القط ذو الجزمة is on a distinguished road
افتراضي

الموضوع ممتاز......شكرا...
الإنسان الذي لا يستطيع العيش من دون ان يخلق له اعداء (الآخر) هو انسان خائف ,فاشل حاقد و جبان...
فالذي لا يستطيع ان يتجاوز سلوكاته السلبية
يرمي بمسؤولياته على الآخرين فيشيطنهم قدر المستطاع ويجعل من نفسه هدفا للمؤامرات التي تحاك له حتى يبرر ضعفه و فشله
و سيظل على هذا الحال من الهروب من المواجهة الى أن يتواضع و يعترف بأنه هو المسؤول
و ما الآخر سوى مؤشر يساعده في تطوير ذاته....



:: توقيعي :::
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2017, 02:39 AM Baghdadi غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [8]
Baghdadi
عضو ذهبي
 

Baghdadi is on a distinguished road
افتراضي

يختلف مفهوم الآخر من شخص لآخر فقد يكون عقائدياً او عرقياً او دينياً او مذهبياً او حتى عشائرياً
الشعور بالانتماء ليس شيئاً سلبياً بحد ذاته ولكن الاقتناع بالتميز عن الآخرين يكون له مردود السلبي على الشخص نفسه قبل الآخرين، انها الفاشية التي تسببت بالحرب العالمية الثانية وقد تعلّم الغرب الدرس ورمى الفاشية في مزبلة التاريخ
حتى عندما يعترف المسلمون بتخلفهم عن الغرب دائماً نسمع منهم عبارة: ذهبت الى الغرب فرأيت اسلاماً ولم ارى مسلمين!! في الحقيقة لا اعلم على ماذا يستندون وما هو الاسلام الذي يطبقه الغرب
بالنسبة لنظرية المؤامرة فهي وسيلة للهروب من الواقع اي تطبيق اسلوب النعامة
العربي او المسلم بصورة عامة يعتقد ان جميع الامم يتآمرون عليه وهو لا يعلم ان هذا يمثل اهانة له لانك اذا سمحت للجميع بتنفيذ مؤامراتهم عليك فالعيب فيك انت

تحياتي



:: توقيعي ::: لو كان الدين رجلاً لقتلته
  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2017, 02:05 PM Edd غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [9]
Edd
عضو برونزي
 

Edd is on a distinguished road
افتراضي

كلام صريح جدا، اعتقد بان العرب قد اصبحت لديهم مشكلة في تقييم الافراد، فالشخص اللئيم المخادع الذي لا يهمه سوى جمع المال،فانه ينظر اليه بعين الاعجاب و انه لعزيز عند القوم، اما ذاك الذي يلتزم بالمبادئ ويحاول ان يكون عادلا فهو يعتبر شخصا ساذجا وغبيا ولا وزن له في المجتمع العربي.

- لا ادري حقا من اين ترسخت هذه الافكار في عقول العرب.



  رد مع اقتباس
قديم 01-08-2017, 11:49 PM تهارقا غير متواجد حالياً   رقم الموضوع : [10]
تهارقا
باحث ومشرف عام
الصورة الرمزية تهارقا
 

تهارقا is on a distinguished road
افتراضي

الغربيين ليسو ملائكة بل اغلبهم لا يختلفون عن العرب في شيئ
لكن قيمة واحدة فقط تميزهم
قيمة الفردية
اي ان الفرد حر في اختيار طريقه ...عندنا ما زالت القبيلة تورثنا جهالتها ولا نملك ان نرفض

قرأت كتاب ومازلت لكاتب عراقي متميز عن نظرة العرب لسود البشرة في التراث
حسناً لم أكن مصدوماً الجميع يعرف كيف ينظر العرب لأسود البشرة (الا القليل)

كيف ينظر الناس لبعضهم البعض ( انا شخصياً فقدت الايمان بالبشرية ككل وظل إيماني بالفرد ) لا يزال من فترة لفترة يخرج لك من يشعرك انه كفرد شخص خير وانسان بكل معني الكلمة


(وان تطع اكثر من في الارض يضلونك )



:: توقيعي ::: وأسبق رفاقك للقيود فإنني ... أمنت أن لا حر غير مقيدي

لا أكره المؤمنين ..... فقط لا أومن بما يؤمنون
  رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدليلية (Tags)
الآخر, الآخرون؟, العالم, الغربي, ثقافة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مثال عن مدى جهل مثقفي العالم العربي بالانظمه الحديثه Mazen ســاحـــة السـيـاســة ▩ 1 02-10-2019 04:14 PM
اخر مقاله للخاشقجي: العالم العربي بحاجه الى حرية التعبير Mazen ســاحـــة السـيـاســة ▩ 5 11-18-2018 12:57 PM
معاناة الخيال مع العالم العربى والاسلامى ديانا أحمد ساحة الشعر و الأدب المكتوب 2 05-27-2018 09:41 PM
العالم العربي..و..الادينية Dadi حول الإيمان والفكر الحُر ☮ 10 06-12-2017 06:31 AM
انثربولوجيا البغاء في العالم العربي خلوووود مقالات من مُختلف الُغات ☈ 0 05-03-2017 04:59 AM