الجحيم أو " جهنم "، " سعير " ، " النار " ،" الحطمة " كما وصل إلينا منطقة نارية جعلها الإله لتعذيب الكفار من البشر ، وكذالك الأشرار، ولكن لماذا كان العذاب بالنار وليس بغيرها، كالصقيع والزمهرير مثلاً.
قد يكون الأمر مفهوماً لو تذكرنا حقيقة أن كل الديانات السماوية نشأت في مناطق ذات طقس حار مشمس تصل فيها درجات الحرارة إلى ما يزيد على الأربعين ويسبب التعرض الطويل لها إلى الحروق وضربات الشمس مع تعرض الجسم للتجفاف الشديد إلى درجة يعجز نظام تبريد الجسم عن العمل، فيصبح الجلد حاراً وجافاً (بلا تعرق) ويتسرع التنفس وضربات القلب وينخفض الضغط الدموي. ومن هنا جاء ارتباط الجحيم بالحرارة والجنة بالبرودة مفهوماً.
ولكن ماذا لو أن إحدى الديانات السماوية ظهرت في بلدان باردة تصل فيها درجات الحرارة إلى ما تحت الصفر، البدهي هنا أن يكون الأمر معكوساً فيرتبط العذاب بالبرودة والنعيم بالحرارة، لأن العكس لن يكون مفهوماً من قبل الناس. فالتعرض الشديد للبرودة يؤدي إلى تأذي الجلد وتلف في انسجة الجسم يظهر إما على شكل حروق (تدعى بالحروق الباردة) أو تورمات في الأجزاء الأكثر تعرضا للبرودة المفاجئة.
هذا الاستنتاج لم يأتي من فراغ فبالفعل في حضارات شعوب الشمال التي تعيش في المناطق الباردة كالحضارة النوردية تنتهي حياة من لم يمت بشكل مشرف بالذهاب الى ( هيلهايم ) وهو جحيم متجمد شديد البرودة يحرسه كلب بأربع عيون يسمى ( غارمير ) , و كذلك يوجد نسر عملاق يسمى ( اكل الجثث ) تسبب رفرفة اجنحته برياح باردة جدا. اما من تنتهي حياته بشكل سيء للغاية ( بطريقة جلبت العار له ) فمصيره بمكان اسفل هيلهايم يسمى ( نيفلهيل ) وهو اشد ظلمة و اكثر برودة .
ويحضرني هنا قصة بائعة الثقاب الصغيرة التي قضت برداً وهي تشعل أعواد الكبريت الواحد تلو الآخر "النار" طلباً للدفء والحياة

منقول من صفحة تدوينات ممنوعة FB